الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَرَجَحَ أبو بَكْرٍ، ووُزِنَ عُمَرُ وعُثْمَانُ فَرَجَحَ عُمَرُ، ثم رُفِعَ الميزانُ، فاستاءَ لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، يعني فساءَهُ ذلكَ، فقالَ:"خِلافَةُ نبُوَّةٍ، ثُمَّ يُؤْتي الله المُلْكَ مَن يشاءُ".
"عن أبي بكرة رضي الله عنه: أن رجلًا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت كأنَّ ميزانًا نزل من السّماء فوُزِنتَ أنتَ وأبو بكر فرجحت أنت، ووزن أبو بكر وعمر فرجح أبو بكر، ووُزن عمر وعثمان فرجَح عمر، ثم رفع الميزان، فاستاء لها"؛ أي: اغتمَّ لهذه الرؤيا "رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ يعني: فساءه ذلك"؛ أي: أحزنه، هذا تفسير من الراوي.
"فقال: خلافة نبوة"؛ أي: هذا خلافة نبوة، "ثم يؤتي الله الملكَ مَنْ يشاء"، أوَّلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رفعَ الميزان بأن زمان الخلافة قليل، ثم يصير إلى المملكة.
* * *
6 - باب مَنَاقِبِ عُثمانَ في عَفَّانَ رضي الله عنه
-
(باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه)
مِنَ الصِّحَاحِ:
4748 -
عن عائِشَةَ رضي الله عنها قالت: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُضْطَجعًا في بَيْتِه كاشِفًا عن فَخِذَيْهِ أو ساقيْهِ، فاستَأْذَنَ أبو بَكرٍ فأَذِنَ له، وهو على تلكَ الحالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ استَأْذَنَ عُمَرُ فأَذِنَ لهُ وهو كذلكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسئَأْذَنَ عُثْمانُ فَجَلَسَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وسَوَّى ثِيابَهُ، فلمَّا خَرَجَ قالت عائِشَةُ رضي الله عنها: دخلَ أبو بَكْرٍ فلَمْ تَهْتَشَّ لهُ وَلَمْ تُبَالِه، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فلم تَهْتَشَّ لهُ ولم
تُبَاله، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمانُ فَجَلَسْتَ وسَوَّيتَ ثِيابَكَ! فقالَ:"ألا أَسْتَحْيي مِن رَجْلٍ تَسْتَحْيي مِنْهُ المَلائِكَةُ".
"من الصحاح":
" عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعًا في بيته كاشفًا عن فَخِذيه أو ساقيه"، شكٌّ من الراوي، الظاهر أن الثانية هي الصحيحة؛ لأنه لم يكن النبيُّ صلى الله عليه وسلم ليكشفَ عن عورته، ويجوز أن يكون المراد بكشف الفخذ كشفه عما عليه من القميص لا المِئْزَر.
"فاستأذن أبو بكر، فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدث"؛ أي: أبو بكر.
"ثم استأذن عمر، فأذن له وهو كذلك، فتحدث"؛ أي: عمر.
"ثم استأذن عثمان، فجلس النبيُّ صلى الله عليه وسلم وسوَّى ثيابه، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتشَّ له"؛ أي: لم تتحرك لأجله، وأصل الاهتشاش: إظهار البَشاشة والفرح؛ يعني: ما ظهر منك بَشاشة لدخول أبي بكر.
"ولم تُباله، ثم دخل عمر فلم تهتشَّ له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسوَّيت ثيابك، فقال: ألا أستحيي من رجلٍ تستحيي منه الملائكة"، المراد من استحياء النبي والملائكة عليهم السلام من عثمان توقيرُه وتعظيمُه.
* * *
4749 -
وفي رِوايةٍ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ عُثْمانَ رَجُل حَييٌّ، وإنِّي خَشِيْتُ إن أذنْتُ لهُ على تِلْكَ الحالةِ أنْ لا يَبْلُغَ إليَّ في حاجتِهِ".
"وفي رواية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ عثمان رجلٌ حييٌّ" - على وزن فَعِيل - من الحياء.
"وإني خشيت إنْ أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ"؛ أي: من أن لا يبلغ "إليَّ في حاجته"، أي: في قضاء حاجته، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه (خشيت)، يعني: إنْ أذنت له على تلك الحال أخاف أن يرجع حياءً مني عندما يراني على تلك الهيئة، ولا يعرض إليَّ حاجته.
* * *
مِنَ الحِسَان:
4750 -
عن طَلْحَةَ بن عُبَيْدِ الله رضي الله عنه قال: قالَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ نبيٍّ رَفيقٌ ورفيقي - يعني في الجَنَّةِ - عُثْمانُ"، غريب منقطع.
"من الحسان":
" عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكلِّ نبيٍّ رفيقٌ، ورفيقي - يعني: في الجنة - عثمان"، فيه دليل على عظم قدره وارتفاع منزلته.
"غريبٌ منقطع".
* * *
4751 -
عن عبدِ الرَّحمنِ بن خَبَّابٍ رضي الله عنه قال: شَهِدْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يَحُثُّ على جَيْشِ العُسْرَةِ، فقامَ عُثْمَانُ فقالَ: يا رسولَ الله! عليَّ مِئَةُ بعيرٍ بأَحْلاسِها وأَقْتابها في سبيلِ الله، ثُمَّ حَضَّ على الجيشِ، فقامَ عُثْمانُ فقال: عليَّ مِئَتا بعيرٍ بأَحْلاسِها وأَقتابها في سبيلِ الله، ثُمَّ حَضَّ على الجيشِ، فقامَ عثمانُ فقالَ: عليَّ ثلاثُ مِئَةِ بعيرٍ بأَحْلاسِها وأَقْتابها في سبيلِ الله، فأنا رَأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَنْزِلُ عن المِنْبرِ وهو يقولُ:"ما على عُثْمانَ ما عَمِلَ بعدَ هذهِ، ما على عُثْمانَ ما عَمِلَ بعدَ هذهِ".
"عن عبد الرحمن بن خباب رضي الله عنه قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يَحُثُّ"؛ أي: يحرِّض "على جيش العُسْرة"؛ وهو جيشُ غزوة تبوك، سمي به لأنها كانت في زمان اشتداد الحر وقلة الزَّاد والمَرْكب، قيل: كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة ثلاثون ألفًا، وهي آخر مغازيه صلى الله عليه وسلم، وفي يوم بدرٍ ثلاث مئة وثلاثة عشر مقاتلًا، وفي يوم أحد سبع مئةٍ، وفي يوم الحديبيَة ويوم خيبر ألفٌ وخمس مئة، وفي يوم الفتح عشرة آلافٍ، وفي يوم حنين اثنا عشر ألفًا.
"فقام عثمان فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم!
"عليَّ مئةُ بعيرٍ بأحلاسها" - جمع حلسٍ بكسر الحاء -: كساء رقيق يجعل تحت البَرْذَعة، "وأَقْتابها" - جمع قَتَب بالتحريك -: وهو رحل صغيرٌ على قدر سنام البعير، يريد: بجميع أسبابها وأدواتها.
"في سبيل الله، ثم حَضَّ على الجيش"؛ أي: حث الناس على الغزو وتهيئة أسباب الجيش.
"فقام عثمانٌ فقال: عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش، فقام عثمانٌ فقال علي: ثلاث مئة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فانا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عن المنبر وهو يقول: ما على عثمان"، (ما) هذه بمعنى (ليس) فاسمه "ما عمل"، (ما) هذه موصولة، أي: لا عليه بأس الذي عمل "بعد هذه" من الذنوب، فإنها مغفورة مكفَّرة، ويجوز أن تكون مصدرية؛ أي: ما عليه أن لا يعمل بعد هذه من النوافل؛ لأن تلك الحسنة تكفيه عن جميعها.
"ما على عثمان ما عمل بعد هذه".
* * *
4752 -
عن عبدِ الرَّحمنِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه قال: جاءَ عُثْمانُ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بألفِ دينارٍ في كُمِّهِ حينَ جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ، فنَثَرَها في حِجره، فرأَيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يُقَلِّبُها في حِجْرِهِ وبقولُ:"ما ضَرَّ عُثْمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليَوْمِ"، مرتينِ.
"عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في مكة حين جهز جيش العسرة"؛ أي: هيأ جهاز سفره.
"فنشرها في حجره، فرأيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقلبها في حجره ويقول: ما ضر عثمان"، (ما) هذه نافية، "ما عمل" فاعل (ضر)؛ أي: الذي عمله من الذنوب، "بعد اليوم مرتين"، ظرفٌ لـ (يقول).
* * *
4753 -
عن أنسٍ رضي الله عنه قال: لَمّا أُمِرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ببَيْعَةِ الرِّضْوَانِ كانَ عُثْمانُ رَسُولَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إلى مَكَّةَ، فَبَايَعَ النَّاسَ، فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ عُثْمانَ في حاجَةِ الله وحاجَةِ رَسولهِ"، فضرَبَ بإِحْدَى يَدَيْهِ على الأُخرَى، فكانَتْ يَدُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لِعُثْمانَ خَيْرًا مِنْ أَيْدِيهِمْ لِأَنْفُسِهم.
"عن أنسٍ رضي الله عنه قال: لما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعة الرضوان"، وهي البيعةُ التي كانت تحت الشجرة يومَ الحديبيَة، وإنما سميت بها؛ لأنه نزل في أهلها:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18].
"كان عثمانُ رسولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى مكة، فبايع"؛ أي: النبيَّ صلى الله عليه وسلم "الناسُ، فقال: إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسول الله، فضرب لإحدى يديه على الأخرى"، وجعل إحدى يديه نائبةً عن يد عثمان، قيل: هي يده اليسرى، وقيل: يده اليمنى.
"فكانت يُد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان"؛ أي: كانت إحدى يديه صلى الله عليه وسلم في البيعة
من جهة عثمان "خيرًا من أيديهم لأنفسهم".
* * *
4753 -
عن ثُمامَةَ بن حَزْنٍ القُشَيْريِّ قال: شَهِدْتُ الدَّارَ حينَ أَشرَفَ عليهم عُثْمانُ فقال: أَنشُدُكم الله والإسلامَ، هل تعلمونَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المَدينةَ وليسَ بها ماءٌ يُستعذبُ غيرُ بئرِ رُومَةَ فقال:"مَن يشتري بئرَ رُومَةَ يَجعل دَلْوَه مع دلاء المُسلمينَ بخيرٍ له منها في الجَنَّةِ؟ "، فاشتريتُها مِن صُلْبِ مالي، فأنتم اليومَ تَمنَعوننَي أنْ أَشْرَبَ منها حتَّى أَشْرَبَ مِن ماءِ البَحْرِ! فقالوا: اللهم! نَعَم، قال: أَنشُدُكم الله والإسلامَ، هل تعلمونَ أنَّ المسجدَ ضاقَ بأهلِهِ فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"مَن يَشْتري بُقعَةَ آلِ فُلانٍ فيزيدُها في المَسْجدِ بخيرٍ لهُ منها في الجنةِ"، فاشتريْتُها مِن صُلْبِ مالى، فأنتم اليومَ تمنعونَني أنْ أُصلِّيَ فيها ركعتينِ؟ قالوا: اللهم! نَعَم، قال أَنشدُكم الله والإسلامَ، هل تعلمونَ أني جَهَّزتُ جيشَ العُسرةِ مِن مالي؟ قالوا: اللهم! نعم، قال: أَنشدُكم الله والإِسلامَ، هل تعلمونَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ على ثَبيرِ مَكَّةَ ومعَهُ أبو بَكْرٍ وعُمَرُ وأنا، فتحرَّكَ الجبلُ حتى تساقطَتْ حِجارَتُه بالحَضيضِ، فركضَهُ برجلِهِ وقال:"اُسْكُن ثَبيرُ، فإنَّما عليكَ نبيٌّ وصدِّيقٌ وشهيدانِ؟ " قالوا: اللهمَّ! نَعَم، قال: الله أكبرُ، شَهِدُوا ورَبِّ الكَعْبةِ أَنِّى شَهيدٌ، ثلاثًا.
"عن ثُمامة" - بالضم - "بن حَزْن" - بسكون الزاي - "القشيريّ، قال: شهدت"؛ أي: حضرت. "الدار" وهي الدار التي حُصِرَ (1) فيها عثمان، وقتل فيها، "حين أشرف"؛ أي: اطلع "عليهم عثمان" فقال: أنشدكم الله والإسلام"؛ أي: أسألكم بالله وبالإسلام: "هل تعلمون أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم
(1) في "غ": "حصروا".
المدينة وليس بها ماءٌ يُستعذب غير بئر رُومة" - بضم الراء - بئرٌ بالمدينة لرجل من بني غفار، وكان يبيع القِربة منها بمدٍّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تبيعها بعينٍ في الجنة؟ قال: يا رسول الله! ليس لي ولعيالي عينٌ غيرها فلا أستطيع ذلك، "فقال"؛ أي: النبي صلى الله عليه وسلم: "من يشتري بئر رومة، يجعل"، مفعول له أو حال؛ أي: إرادة أن يجعل أو قاصدًا أن يجعل "دَلْوه مع دِلاء المسلمين"؛ أي: مساويًا مع دلائهم في الاستقاء منها، وهذا كناية عن الوقف، "بخير" الباء فيه باء البدل تتعلق بـ (يشتري)؛ يعني: يشتريها بثمنٍ معلوم، ثم يبدلها بخيرٍ حاصل له "منها في الجنة، فاشتريتها من صلب مالي"، قيل: اشتراها بمئة ألف درهم فوقَفَها، وقيل: بخمسة وثلاثين ألف درهم.
"فأنتم اليوم تمنعونني أن أشربَ منها حتى أيثرب من ماء البحر"؛ أي: من ماء يُشبه ماء البحر في الملوحة.
"فقالوا: اللهم نعم، فقال: أنشدكم الله والإسلامَ هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يتشري بقعةَ آل فلانٍ فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة فاشتريتها من صلب مالي، فأنتم اليوم تمنعونني أن أصلي فيها ركعتين، قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم الله والإسلام هل تعلمون أني جهَّزت جيشَ العسُرة من مالي، قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم الله والإسلام هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على ثَبير مكة"، جبلٌ بمكة، "ومعه أبو بكر وعمر وأنا، فتحرَّك الجبل حتى تساقطت حجارته بالحضيض"، وهو القرار من الأرض عند منقطع الجبل، "فركضه"؛ أي: ضرب النبي صلى الله عليه وسلم الجبل "برجله، فقال: اسكن ثبير"؛ أي: يا ثبير، "فإنما عليك نبيُّ وصديق" وهو أبو بكر، "وشهيدان"، هما عمر وعثمان.
"قالوا: اللهم نعم، قال"؛ أي: عثمان: "الله أكبر"، هذه كلمةٌ يقولها
المتعجِّب عند إلزام الخصم وتَبْكِيته، وذلك أنه لما أراد أن يظهر لهم أنه على الحق وأن خصماءَه على الباطل على طريقٍ يُلجئهم إلى الإقرار، أورد حديث ثبير مكة، وأنه أحد الشهيدين مستفهمًا عنهم، فأقروا بذلك، وأكَّدوا إقرارهم بقولهم: اللهم، فقال عثمان: الله أكبر؛ تعجُّبًا وتعجيبا وتجهيلًا لهم واستهجانًا بفعلهم.
"اشهدوا وربِّ الكعبة أني شهيدٌ ثلاثًا"؛ أي: ثلاث مراتٍ، ظرفٌ لـ (قال: الله أكبر).
* * *
4755 -
عن مُرَّةَ بن كَعْبٍ قال: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وذكرَ الفتنَ فقرَّبَها، فَمَرَّ رَجُل مُقَنَّعٌ في ثَوْبٍ، فقالَ:"هذا يومَئذٍ على الهُدَي، فقمْتُ إليهِ فإذا هو عثمانُ بن عفَّانَ رضي الله عنه قال: فأقْبَلْتُ عليهِ بوجهِهِ فقلتُ: هذا؟ قال: "نعم"، صحيح.
"عن مرة بن كعبٍ رضي الله عنه قال: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الفتن فقربها"؛ أي: ذكر أنها قريبةٌ.
"فمر رجلٌ مقنَّع"؛ أي: مستترٌ "في ثوبٍ فقال: هذا"؛ أي: هذا الرجل المقنع "يومئذٍ"؛ أي: يوم وقوع تلك الفتن "على الهدى، فقمت إليه، فإذا هو عثمان بن عفان، قال"؛ أي: الراوي: "فأقبلت عليه بوجهه"؛ أي: على النبي صلى الله عليه وسلم بوجه عثمان، "فقلت: هذا"؛ أي: هذا هو الرجل الذي يومئذٍ على الهدى؛ "فقال: نعم".
"صحيح". فيه دليل على كون عثمان مظلومًا.
* * *
4756 -
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "يا عُثْمانُ! إنَّه لعلَّ الله يُقَمِّصُكَ قَمِيصًا، فإنْ أرادوكَ على خَلْعِه فلا تَخْلَعْه لهم".
"عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عثمان! إنه لعلَّ الله تعالى يُقمِّصُك قميصًا"؛ أي: يُلبسك قميصًا، أراد منه الخلافة هنا.
"فإن أرادوك على خَلعه فلا تخلَعْه لهم"؛ يعني: إن الله تعالى سيجعلك خليفة، فإن النَّاس إنْ قصدوا عزلك عنها فلا تعزِل نفسك عنها لأجلهم، فلهذا كان عثمان ما عزل نفسه حين حاصروه يومَ الدار.
* * *
4757 -
عن ابن عُمَرَ رضي الله عنه قال: ذكرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فِتْنَةً فقالَ: "يُقتَلُ هذا فيها مَظْلومًا" لعثمانَ. غريب.
"عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فتنةً فقال: يقتل هذا فيها"؛ أي: في تلك الفتنة "مظلومًا - لعثمان - "؛ أي: قال ذلك لعثمان.
"غريب".
* * *
4758 -
عن أبي سَهْلَةَ رضي الله عنه قال: قال لي عُثْمانُ يومَ الدَّارِ: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَد عَهِدَ إليَّ عَهْدًا، وأنا صابرٌ عليهِ. صَحَّ، والله الموفِّقُ.
"عن أبي سَهْلَةَ رضي الله عنه قال: قال لي عثمان يوم الدار: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عَهِدَ إليَّ عهدًا"، قيل: العهد الخلافة، ويحتمل أن يريد بهذا العهد قوله صلى الله عليه وسلم:"فإنْ أرادوك على خَلعه فلا تَخْلَعه لهم".