الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَلَهُ أَيْضًا: لَمَّا تَحَقَّقَ بِالْإِمْكَانِ فَوْقَكُمُ * وَقَدْ بدا حكمه في عالم الصور
فميز الجمع عنه وهو متخذ * فلاح فرقكم فِي عَالَمِ الصُّوَرِ وَلَهُ: لِي سَادَةٌ لَا أرى سواهم * هم عين معناي وعين جَوْفِي لَقَدْ أَحَاطُوا بِكُلِّ جُزْءٍ * مِنِّي وَعَزَّوا عَنْ دَرْكِ طَرْفِي هُمْ نَظَرُوا فِي عُمُومِ فَقْرِي * وَطُولِ ذُلِّي وَفَرْطِ ضَعْفِي فَعَامَلُونِي بِبَحْتِ جُودٍ * وَصَرْفِ بِرٍّ وَمَحْضِ لُطْفِ فَلَا تَلُمْ إِنْ جَرَرْتُ ذَيْلِي * فَخْرًا بِهِمْ أَوْ ثَنَيْتُ عِطْفِي وَلَهُ: مَوَاهِبُ ذِي الْجَلَالِ لَدَيَّ تَتْرَى * فقد أخرستني وَنَطَقْنَ شُكْرَا فَنُعْمَى إِثْرَ نُعْمَى إِثْرَ نُعْمَى * وَبُشْرَى بَعْدَ بُشْرَى بَعْدَ بُشْرَى لَهَا بَدْءٌ وَلَيْسَ لَهَا انْتِهَاءٌ * يَعُمُّ مَزِيدُهَا دُنْيَا وَأُخْرَى الْحَاجُّ طَيْبَرْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَاءُ الدِّينِ الوزير، صِهْرُ الْمَلِكِ الظَّاهِرِ، كَانَ مِنْ أَكَابِرِ الْأُمَرَاءِ ذَوِي الْحَلِّ وَالْعَقْدِ، وَكَانَ دَيِّنًا كَثِيرَ الصَّدَقَاتِ، لَهُ خَانٌ بِدِمَشْقَ أَوْقَفَهُ، وَلَهُ فِي فِكَاكِ الأسرى وغير ذلك، وأوصى عند موته بثلثمائة أَلْفٍ تُصْرَفُ عَلَى الْجُنْدِ بِالشَّامِ وَمِصْرَ، فَحَصَلَ لِكُلِّ جُنْدِيٍّ خَمْسُونَ دِرْهَمًا، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي ذِي الْحِجَّةِ، وَدُفِنَ بِتُرْبَتِهِ بِسَفْحِ الْمُقَطَّمِ.
قَاضِي الْقُضَاةِ نَجْمُ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ [أَحْمَدُ](1) بْنُ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّينِ بْنِ أَبِي عُمَرَ الْمَقْدِسِيُّ، توفي ثاني عشر رجب بسوا، وكان فاضلاً بارعاً خطيباً مدرساً بِأَكْثَرِ الْمَدَارِسِ، وَهُوَ شَيْخُ الْحَنَابِلَةِ وَابْنُ شَيْخِهِمْ، وتولى بعده القضاء الشيخ شرف الدين حسين (2) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُمَرَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ مِنَ الهجرة فِيهَا فُتِحَتْ عَكَّا وَبَقِيَّةُ السَّوَاحِلِ الَّتِي كَانَتْ بِأَيْدِي الْفِرِنْجِ مِنْ مُدَدٍ مُتَطَاوِلَةٍ، وَلَمْ يَبْقَ لَهُمْ فِيهَا
حَجَرٌ وَاحِدٌ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ.
(1) من السلوك 1 / 759 وتذكرة النبيه 1 / 129.
(2)
في السلوك 1 / 759: حسن، وكان مولده سنة 638 هـ ووفاته سنة 695 ودفن بمقبرة جده (الوافي 12 / 93) .
(*)