المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

عليهم حَتَّى يَفْهَمُوا احْتِسَابًا تُجَاهَ الْمَقْصُورَةِ. وَدُفِنَ بِمَقَابِرِ بَابِ الصَّغِيرِ شَمَالِيَّ - البداية والنهاية - ت شيري - جـ ١٣

[ابن كثير]

فهرس الكتاب

- ‌ ج 13

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تسع وثمانين وخمسمائة

- ‌ وفاة السُّلْطَانُ الْمَلِكُ النَّاصِرُ صَلَاحُ الدِّين يُوسُفُ بْنُ أيوب رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

- ‌فصل

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثم دخلت سنة تسعين وخمسمائة لَمَّا اسْتَقَرَّ الْمَلِكُ الْأَفْضَلُ بْنُ صَلَاحِ الدِّينِ مكان أبيه بدمشق، بعث بهدايا سنية إلى باب الخليفة الناصر

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ

- ‌وفيها توفي

- ‌وفيها توفي:

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ:

- ‌وفيها تُوُفِّيَ

- ‌وفيها توفي:

- ‌وفيها توفيت: الست عذراء بنت شاهنشاه ابن أَيُّوبَ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سنة أربع وتسعين وخمسمائة فِيهَا جَمَعَتِ الْفِرِنْجُ جُمُوعَهَا وَأَقْبَلُوا فَحَاصَرُوا تِبْنِينَ

- ‌وفيها توفي:

- ‌وفيها توفي

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خمس وتسعين وخمسمائة

- ‌ وفاة الْعَزِيزِ صَاحِبِ مِصْرَ

- ‌وممن توفي فيها

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ

- ‌ وَفِيهَا تُوُفِّيَ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وخمسمائة فِيهَا اشْتَدَّ الْغَلَاءُ بِأَرْضِ مِصْرَ جِدًّا، فَهَلَكَ خلقٌ كثيرٌ جداَ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَالْأَغْنِيَاءِ

- ‌وفيها توفي

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثمان وتسعين وخمسمائة فِيهَا شَرَعَ الشَّيْخُ أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ قدامة باني المدرسة بسفح قايسون (2) ، في بناء المسجد الجامع بالسفح

- ‌وفيها توفي

- ‌ثم دخلت سنة تسع وتسعين وخمسمائة قال سبط ابن الجوزي في مرآته: فِي لَيْلَةِ السَّبْتِ سَلْخِ الْمُحْرَّمِ هَاجَتِ النُّجُومُ فِي السَّمَاءِ وَمَاجَتْ شَرْقًا وَغَرْبًا، وَتَطَايَرَتْ كَالْجَرَادِ الْمُنْتَشِرِ يَمِينًا وَشِمَالًا، قَالَ: وَلَمْ يُرَ مِثْلُ هَذَا إِلَّا فِي عَامِ

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ:

- ‌سنة ستمائة من الهجرة فِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَتِ الْفِرِنْجُ قَدْ جَمَعُوا خلقاً منهم ليستعيدوا بيت المقدس من أيدي المسلمين

- ‌فِيهَا كَانَتْ وَفَاةُ

- ‌وفيها توفي

- ‌ وَفِيهَا تُوُفِّيَ:

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سنة إحدى وستمائة فيها عزل الخليفة ولده محمد الملقب بالظاهر عن ولاية العهد بعد ما خطب له سَبْعَ (1) عَشْرَةَ سَنَةً، وَوَلَّى الْعَهْدَ وَلَدَهُ الْآخَرَ عَلِيًّا، فَمَاتَ عَلِيٌّ عَنْ قَرِيبٍ فَعَادَ الْأَمْرُ إِلَى الظَّاهِرِ، فَبُويِعَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ بَعْدَ أَبِيهِ النَّاصِرِ كَمَا سَيَأْتِي فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وستمائة

- ‌وفيها توفي

- ‌ثم دخلت سنة ثنتين وستمائة فيها وقعت حرب عظيمة بين شِهَابِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ سَامٍ الْغُورِيِّ، صَاحِبِ غزنة، وبين بني بوكر (1) أَصْحَابِ الْجَبَلِ الْجُودِيِّ

- ‌وفيها توفي

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثلاث وستمائة فِيهَا جَرَتْ أُمُورٌ طَوِيلَةٌ بِالْمَشْرِقِ بَيْنَ الْغُورِيَّةِ والخوارزمية، وملكهم خوارزم شاه بن تكش ببلاد الطالقان

- ‌ وفيها توفي

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وستمائة فِيهَا رَجَعَ الْحُجَّاجُّ إِلَى الْعِرَاقِ وَهُمْ يَدْعُونَ الله ويشكون إليه ما لقوا من صدر جهان الْبُخَارِيِّ الْحَنَفِيِّ، الَّذِي كَانَ قَدِمَ بَغْدَادَ فِي رِسَالَةٍ فَاحْتَفَلَ بِهِ الْخَلِيفَةُ، وَخَرَجَ إِلَى الْحَجِّ في هذه السنة

- ‌وفيها توفي

- ‌ وفيها توفي:

- ‌وفيها توفي

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَسِتِّمِائَةٍ فِي الْمُحَرَّمِ وَصَلَ نَجْمُ الدِّينِ خَلِيلٌ شَيْخُ الْحَنَفِيَّةِ مِنْ دِمَشْقَ إِلَى بَغْدَادَ فِي الرَّسْلِيَّةِ عَنِ الْعَادِلِ، وَمَعَهُ هَدَايَا كَثِيرَةٌ، وَتَنَاظَرَ هُوَ وَشَيْخُ النِّظَامِيَّةِ مَجْدُ الدِّينِ يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ فِي مَسْأَلَةِ وُجُوبِ الزَّكَاةِ فِي مَالِ الْيَتِيمِ وَالْمَجْنُونِ، وَأَخَذَ الْحَنَفِيُّ يَسْتَدِلُّ عَلَى عَدَمِ وُجُوبِهَا، فَاعْتَرَضَ عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ فَأَجَادَ كُلٌّ مِنْهُمَا فِي الَّذِي أَوْرَدَهُ، ثُمَّ خُلِعَ عَلَى الْحَنَفِيِّ وَأَصْحَابِهِ بِسَبَبِ الرِّسَالَةِ، وكانت المناظرة بحضرة نائب الوزير ابن شكر

- ‌وفيها توفي

- ‌ وَفِيهَا تُوُفِّيَ:

- ‌ وَفِيهَا تُوُفِّيَ

- ‌ثم دخلت سنة سبع وستمائة ذكر الشيخ أبو شامة أَنَّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ تَمَالَأَتْ مُلُوكُ الْجَزِيرَةِ: صاحب الموصل وصاحب سنجار وصاحب إربل والظاهر صاحب حلب وملك الروم، عَلَى مُخَالَفَةِ الْعَادِلِ وَمُنَابَذَتِهِ وَمُقَاتَلَتِهِ وَاصْطِلَامِ الْمُلْكِ من يده، وأن تكون الخطبة للملك كنجر بن قلج أَرْسَلَانَ صَاحِبِ الرُّومِ، وَأَرْسَلُوا إِلَى الْكُرْجِ لِيَقْدُمُوا لحصار خلاط، وفيها الملك الأوحد ابن الْعَادِلِ، وَوَعَدَهُمُ النَّصْرَ وَالْمُعَاوَنَةَ عَلَيْهِ

- ‌ذِكْرُ وَفَاةِ صَاحِبِ الْمَوْصِلِ نُورِ الدِّينِ

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سنة ثمان وستمائة اسْتَهَلَّتْ وَالْعَادِلُ مُقِيمٌ عَلَى الطُّورِ لِعِمَارَةِ حِصْنِهِ، وجاءت الأخبار من بلاد المغرب بأن عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَدْ كَسَرَ الْفِرِنْجَ بِطُلَيْطِلَةَ كَسْرَةً عَظِيمَةً، وَرُبَّمَا فَتَحَ الْبَلَدَ عَنْوَةً وَقَتَلَ مِنْهُمْ خلقاً كثيراً

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَسِتِّمِائَةٍ فِيهَا اجْتَمَعَ الْعَادِلُ وَأَوْلَادُهُ الْكَامِلُ وَالْمُعَظَّمُ وَالْفَائِزُ بِدِمْيَاطَ مِنْ بِلَادِ مِصْرَ فِي مُقَاتَلَةِ الْفِرِنْجِ فَاغْتَنَمَ غَيْبَتَهُمْ سَامَةُ (1) الْجَبَلِيُّ أَحَدُ أَكَابِرِ الْأُمَرَاءِ، وَكَانَتْ بِيَدِهِ قَلْعَةُ عَجْلُونَ وَكَوْكَبٍ فَسَارَ مُسْرِعًا إِلَى دِمَشْقَ لِيَسْتَلِمَ الْبَلَدَيْنِ، فَأَرْسَلَ الْعَادِلُ فِي إثره ولده المعظم فسبقه إلى القدس وحمل عليه فَرَسَمَ

- ‌وفيها توفي

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ عَشْرٍ وستمائة فِيهَا أَمَرَ الْعَادِلُ أَيَّامَ الْجُمَعِ بِوَضْعِ سَلَاسِلَ عَلَى أَفْوَاهِ الطُّرُقِ إِلَى الْجَامِعِ لِئَلَّا تَصِلَ الْخُيُولُ إِلَى قَرِيبِ الْجَامِعِ صِيَانَةً لِلْمُسْلِمِينَ عَنِ الأذى بهم، ولئلا يضيقوا على المارين إلى الصلاة

- ‌وفيها توفي

- ‌ثم دخلت سنة إحدى عشرة وستمائة فِيهَا أَرْسَلَ الْمَلِكُ خُوَارَزْمُ شَاهْ أَمِيرًا مِنْ أخصاء أمرائه عنده، وكان قبل ذلك سيروانياً فَصَارَ أَمِيرًا خَاصًّا، فَبَعَثَهُ فِي جَيْشٍ فَفَتَحَ لَهُ كَرْمَانَ وَمَكْرَانَ وَإِلَى حُدُودِ بِلَادِ السِّنْدِ، وخطب له بتلك البلاد، وَكَانَ خُوَارَزْمُ شَاهْ لَا يُصَيِّفُ إِلَّا بِنُوَاحِي سمرقند خوفاً من التتار وكشلى خان أن يثبوا على أطراف تلك البلاد الَّتِي تُتَاخِمُهُمْ

- ‌ وفيها توفي

- ‌ثم دخلت سنة اثنتي عشرة وستمائة فِيهَا شُرِعَ فِي بِنَاءِ الْمَدْرَسَةِ الْعَادِلِيَّةِ الْكَبِيرَةِ بدمشق، وفيها عزل القاضي ابن الزَّكِيِّ وَفُوِّضَ الْحُكْمُ إِلَى الْقَاضِي جَمَالِ الدِّينِ بن الحرستاني، وهو ابن ثمانين أو تسعين سَنَةً، فَحَكَمَ بِالْعَدْلِ وَقَضَى بِالْحَقِّ، وَيُقَالُ إِنَّهُ كان يحكم بالمدرسة المجاهدية قريباً من النورية عند باب الْقَوَّاسِينَ

- ‌فِيهَا كَانَتْ وَفَاةُ

- ‌وفيها توفي

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ قَالَ أَبُو شَامَةَ: فِيهَا أُحْضِرَتِ الْأَوْتَادُ الْخَشَبُ الأربعة لأجل قبة النسر، طُولُ كُلِّ وَاحِدٍ اثْنَانِ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا بِالنَّجَّارِ

- ‌وفيها توفي

- ‌وفيها توفي

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ اسْتَهَلَّتْ وَالْعَادِلُ بِمَرْجِ الصُّفَّرِ لِمُنَاجَزَةِ الْفِرِنْجِ وَأَمَرَ ولده المعظم بتخريب حصن الطور فأخر به

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ

- ‌صِفَةُ أَخْذِ الْفِرِنْجِ دِمْيَاطَ

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ

- ‌ثم دخلت سنة سبع عشرة وستمائة

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ

- ‌وممن توفي فيها

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌وفيها توفي:

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سنة عشرين وستمائة فِيهَا عَادَ الْأَشْرَفُ مُوسَى بْنُ الْعَادِلِ مِنْ عند أخيه الكامل صاحب مصر

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثم دخلت سنة اثنتين وعشرين وستمائة

- ‌وَفَاةُ الْخَلِيفَةِ النَّاصِرِ لِدِينِ اللَّهِ وَخِلَافَةُ ابْنِهِ الظَّاهِرِ

- ‌خِلَافَةُ الظَّاهِرِ بْنِ النَّاصِرِ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وعشرين وستمائة فِيهَا الْتَقَى الْمَلِكُ جَلَالُ الدِّينِ بْنُ خُوَارَزْمَ شَاهِ الْخُوَارَزْمِيُّ مَعَ الْكُرْجِ فَكَسَرَهُمْ كَسْرَةً عَظِيمَةً

- ‌وَفَاةُ الْخَلِيفَةِ الظَّاهِرِ وَخِلَافَةُ ابْنِهِ الْمُسْتَنْصِرِ

- ‌خِلَافَةُ الْمُسْتَنْصِرِ بِاللَّهِ الْعَبَّاسِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي جَعْفَرٍ مَنْصُورُ بْنُ الظَّاهِرِ مُحَمَّدِ بْنِ النَّاصِرِ أَحْمَدَ

- ‌وممن توفي فيها

- ‌ثم دخلت سنة أربع وعشرين وستمائة فيها كانت عامة أهل تفليس الكرج فجاؤوا إِلَيْهِمْ فَدَخَلُوهَا فَقَتَلُوا الْعَامَّةَ وَالْخَاصَّةَ، وَنَهَبُوا وَسَبَوْا وَخَرَّبُوا وَأَحْرَقُوا، وَخَرَجُوا عَلَى حَمِيَّةٍ، وَبَلَغَ ذَلِكَ جَلَالَ الدِّينِ فَسَارَ سَرِيعًا لِيُدْرِكَهُمْ فَلَمْ يُدْرِكْهُمْ

- ‌وممن توفي فيها

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَسِتِّمِائَةٍ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وعشرين وستمائة اسْتَهَلَّتْ هَذِهِ السَّنَةُ وَمُلُوكُ بَنِي أَيُّوبَ مُفْتَرِقُونَ مُخْتَلِفُونَ

- ‌وممن توفي فيها

- ‌ وممن توفي فيها:

- ‌وَمِمَّنْ تَوَفَّى فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثمان وعشرين وستمائة اسْتَهَلَّتْ هَذِهِ السَّنَةُ وَالْمَلِكُ الْأَشْرَفُ مُوسَى بْنُ العادل مقيم بالجزيرة مَشْغُولٌ فِيهَا بِإِصْلَاحِ مَا كَانَ جَلَالُ الدِّينِ الْخُوَارَزْمِيُّ قَدْ أَفْسَدَهُ مِنْ بِلَادِهِ، وَقَدْ قَدِمَتِ التَّتَارُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ إِلَى الْجَزِيرَةِ وَدِيَارِ

- ‌وممن توفي فيها

- ‌ وفيها توفي:

- ‌و‌‌فيها كانت وفاة:

- ‌فيها كانت وفاة:

- ‌الملك الأمجد واقف المدرسة الأمجدية بهرام شاه بن فروخشاه

- ‌جَلَالُ الدِّينِ تِكِشٌ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وعشرين وستمائة فيها عزل القاضيان بدمشق: شمس الخوي وَشَمْسُ الدِّينِ بْنُ سَنِيِّ الدَّوْلَةِ، وَوَلِيَ قَضَاءَ الْقُضَاةِ عِمَادُ الدِّينِ بْنُ الْحَرَسْتَانِيِّ، ثُمَّ عُزِلَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأُعِيدَ شَمْسُ الدِّينِ بن سني

- ‌وممن توفي فيها

- ‌ثُمَّ دخلت سنة ثلاثين وستمائة فِيهَا بَاشَرَ خَطَابَةَ بَغْدَادَ وَنِقَابَةَ الْعَبَّاسِيِّينَ الْعَدْلُ مَجْدُ الدِّينِ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْمَنْصُورِيُّ

- ‌وممن توفي فيها

- ‌ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين وستمائة فيها كمل بناء المدرسة المستنصرية ببغداد ولم يبن مَدْرَسَةٌ قَبْلَهَا مِثْلُهَ

- ‌وممَّن توفِّي فِي هَذِهِ السَّنَةِ

- ‌ثُمَّ دخلت سنة اثنتين وثلاثين وستمائة فيها خرب الملك الأشرف بْنُ الْعَادِلِ خَانَ الزِّنْجَارِيِّ الَّذِي كَانَ بِالْعُقَيْبَةِ فِيهِ خَوَاطِئُ وَخُمُورٌ

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ:

- ‌ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين وستمائة فِيهَا قَطَعَ الْكَامِلُ وَأَخُوهُ الْأَشْرَفُ الْفُرَاتَ وَأَصْلَحَا مَا كَانَ أَفْسَدَهُ جَيْشُ الرُّومِ مِنْ بِلَادِهِمَا

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثم دخلت سنة أربع وثلاثين وستمائة

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثم دخلت سنة خمس وثلاثين وستمائةفيها كانت‌‌ وفاة الأشرف ثم أخوه الْكَامِلِ، أَمَّا الْأَشْرَفُ مُوسَى بْنُ الْعَادِلِ بَانِي دَارِ الْحَدِيثِ الْأَشْرَفِيَّةِ وَجَامِعِ التَّوْبَةِ وَجَامِعِ جَرَّاحٍ، فَإِنَّهُ تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ رَابِعِ الْمُحَرَّمِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ، بِالْقَلْعَةِ الْمَنْصُورَةِ، وَدُفِنَ بِهَا حَتَّى نَجِزَتْ تُرْبَتُهُ الَّتِي بُنِيَتْ لَهُ شَمَالِيَّ الْكَلَّاسَةِ، ثُمَّ حُوِّلَ إِلَيْهَا رَحِمَهُ

- ‌ وفاة الأشرف ثم أخوه الْكَامِلِ

- ‌ذِكْرُ وَفَاةِ الملك الكامل محمد بن العادل رحمه الله تعالى

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثم دخلت سنة ست وثلاثين وستمائة فيها قضى الْمَلِكُ الْجَوَادُ عَلَى الصَفِيِّ بْنِ مَرْزُوقٍ وَصَادَرَهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ، وَحَبَسَهُ بِقَلْعَةِ حِمْصَ، فَمَكَثَ ثلاث سنين لا يرى الضوء

- ‌وممن توفي فيها

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وستمائة

- ‌وممن تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثمان وثلاثين وستمائة فِيهَا سَلَّمَ الصَّالِحُ إِسْمَاعِيلُ صَاحِبُ دِمَشْقَ حِصْنَ شَقِيفِ أَرْنُونَ (2) لِصَاحِبِ صَيْدَا الْفِرِنْجِيِّ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دخلت سنة تسع وثلاثين وستمائة فِيهَا قَصَدَ الْمَلِكُ الْجَوَادُ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ لِيَكُونَ فِي خِدْمَةِ الصَّالِحِ أَيُّوبَ

- ‌ وفيها توفي

- ‌ثم دخلت سنة تسع وعشرين وثلثمائة

- ‌ توفي الخليفة المستنصر بالله وخلافة ولده المستعصم بالله

- ‌خِلَافَةُ الْمُسْتَعْصِمِ بِاللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دخلت سنة إحدى وأربعين وستمائة فِيهَا تَرَدَّدَتِ الرُّسُلُ بَيْنَ الصَّالِحِ أَيُّوبَ صَاحِبِ مِصْرَ وَبَيْنَ عَمِّهِ الصَّالِحِ إِسْمَاعِيلَ صَاحِبِ دِمَشْقَ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين وستمائة وَهِيَ سَنَةُ الْخُوَارَزْمِيَّةِ

- ‌وممَّن توفِّي فِي هَذِهِ السَّنَةِ

- ‌وَ‌‌فِيهَا كَانَتْ وَفَاةُالْقِلِيجِيَّةِ لِلْحَنَفِيَّةِ

- ‌فِيهَا كَانَتْ وَفَاةُ

- ‌ وَفِيهَا تُوُفِّيَ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سنة أربع وأربعين وستمائة فِيهَا كَسَرَ الْمَنْصُورُ الْخُوَارَزْمِيَّةَ عِنْدَ بُحَيْرَةِ حِمْصَ وَاسْتَقَرَّتْ يَدُ نُوَّابِ الصَّالِحِ أَيُّوبَ عَلَى دِمَشْقَ وَبَعْلَبَكَّ وَبُصْرَى، ثُمَّ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ كَسَرَ فَخْرُ الدِّينِ بْنُ الشَّيْخِ الْخُوَارَزْمِيَّةَ عَلَى الصَّلْتِ كَسْرَةً فَرَّقَ بَقِيَّةَ شَمْلِهِمْ، ثُمَّ حَاصَرَ النَّاصِرَ بِالْكَرَكِ وَرَجَعَ عَنْهُ إِلَى دِمَشْقَ

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ فيها كان عود السلطان الصَّالِحِ نَجْمِ الدِّينِ أَيُّوبَ بْنِ الْكَامِلِ مِنَ الشَّامِ إِلَى الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ، وَزَارَ فِي طَرِيقِهِ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَفَرَّقَ فِي أَهْلِهِ أَمْوَالًا كَثِيرَةً، وَأَمَرَ بِإِعَادَةِ سُورِهِ كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ عَمِّ أَبِيهِ الْمَلِكِ النَّاصِرِ فَاتِحِ الْقُدْسِ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثم دخلت سنة ست وأربعين وستمائة فيها قدم السلطان الصالح نجم الدين مِنَ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ إِلَى دِمَشْقَ وَجَهَّزَ الْجُيُوشَ وَالْمَجَانِيقَ إِلَى حِمْصَ

- ‌وَفِيهَا كَانَتْ وَفَاةُ قَاضِي القضاة بالديار المصرية:

- ‌ثم دخلت سنة سبع وأربعين وستمائة

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وستمائة فِي ثَالِثِ الْمُحَرَّمِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ كَانَ كَسْرُ المعظم توران شاه لِلْفِرِنْجِ عَلَى ثَغْرِ دِمْيَاطَ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ ثَلَاثِينَ أَلْفًا وَقِيلَ مِائَةَ أَلْفٍ، وَغَنِمُوا شَيْئًا كَثِيرًا وَلِلَّهِ الْحَمْدُ

- ‌وممَّن توفِّي فِي هَذِهِ السَّنَةِ

- ‌فيها كانت وفاة:

- ‌ثم دخلت سنة تسع وأربعين وستمائة فِيهَا عَادَ الْمَلِكُ النَّاصِرُ صَاحِبُ حَلَبَ إِلَى دِمَشْقَ وَقَدِمَتْ عَسَاكِرُ الْمِصْرِيِّينَ فَحَكَمُوا عَلَى بِلَادِ السَّوَاحِلِ إِلَى حَدِّ الشَّرِيعَةِ، فَجَهَّزَ لَهُمُ الْمَلِكُ النَّاصِرُ جَيْشًا فَطَرَدُوهُمْ حَتَّى رَدُّوهُمْ إِلَى الدِّيَارِ

- ‌فِيهَا كَانَتْ وَفَاةُ:

- ‌وممن توفي فيها:

- ‌ثم دخلت سنة خمسين وستمائة هجرية فِيهَا وَصَلَتِ التَّتَارُ إِلَى الْجَزِيرَةِ وَسَرْوَجَ وَرَأْسِ الْعَيْنِ وَمَا وَالَى هَذِهِ الْبِلَادَ، فَقَتَلُوا وَسَبَوْا وَنَهَبُوا وَخَرَّبُوا فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

- ‌فِيهَا كَانَتْ وَفَاةُ:

- ‌ وَفِيهَا تُوُفِّيَ:

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌وممن توفي فيها

- ‌ وفيها توفي

- ‌ثم دخلت سنة اثنين وخمسين وستمائة قَالَ سِبْطُ ابْنِ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِهِ مِرْآةِ الزَّمَانِ: فِيهَا وَرَدَتِ الْأَخْبَارُ مِنْ مَكَّةَ شرَّفها اللَّهُ تَعَالَى بِأَنَّ نَارًا ظَهَرَتْ فِي أَرْضِ عَدَنَ فِي بَعْضِ جِبَالِهَا بِحَيْثُ إِنَّهُ يَطِيرُ شَرَرُهَا إِلَى الْبَحْرِ فِي اللَّيْلِ، وَيَصْعَدُ مِنْهَا دُخَانٌ عَظِيمٌ فِي أَثْنَاءِ النَّهَارِ، فَمَا شَكُّوا أَنَّهَا النَّارُ الَّتِي ذَكَرَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا تَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، فَتَابَ النَّاسُ وَأَقْلَعُوا عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ الْمَظَالِمِ وَالْفَسَادِ، وَشَرَعُوا فِي أَفْعَالِ الْخَيْرِ وَالصَّدَقَاتِ (1)

- ‌وممن توفي فيها

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَسِتِّمِائَةٍ قَالَ السِّبْطُ: فِيهَا عَادَ النَّاصِرُ دَاوُدُ مِنَ الْأَنْبَارِ إِلَى دِمَشْقَ، ثُمَّ عَادَ وَحَجَّ مِنَ الْعِرَاقِ وَأَصْلَحَ بَيْنَ الْعِرَاقِيِّينَ، وَأَهْلِ مَكَّةَ، ثُمَّ عَادَ مَعَهُمْ إِلَى الْحَلَّةِ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وخمسين وستمائة

- ‌وممَّن توفِّي فِي هَذِهِ السَّنَةِ

- ‌ثُمَّ دخلت سنة خمس وخمسين وستمائة فِيهَا أَصْبَحَ الْمَلِكُ الْمُعَظَّمُ صَاحِبُ مِصْرَ عِزُّ الدين أيبك بداره ميتاً وقد ولي الملك بعد أستاذ الصَّالِحِ نَجْمِ الدِّينِ أَيُّوبَ بِشُهُورٍ

- ‌وممَّن توفِّي فِي هَذِهِ السَّنَةِ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وستَّمائة فِيهَا أَخَذَتِ التَّتَارُ بَغْدَادَ وَقَتَلُوا أَكْثَرَ أَهْلِهَا حَتَّى الْخَلِيفَةَ، وَانْقَضَتْ دَوْلَةُ بَنِي العبَّاس مِنْهَا

- ‌وممَّن توفِّي فِي هَذِهِ السَّنَةِ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سنة سبع وخمسين وستمائة

- ‌وفيها توفي

- ‌ثم دخلت سنة ثمان وخمسين وستمائة

- ‌صفة أخذهم دمشق وَزَوَالِ مُلْكِهِمْ عَنْهَا سَرِيعًا

- ‌وَقْعَةُ عَيْنِ جَالُوتَ

- ‌ذكر سلطنة الملك الظاهر بيبرس البند قداري وهو الأسد الضاري

- ‌وفيها توفي

- ‌وفيها توفي:

- ‌ثم دخلت سنة تسع وخمسين وستمائة

- ‌ثم دخلت سنة ستين وستمائة

- ‌ذِكْرُ بَيْعَةِ الْحَاكِمِ بِأَمْرِ اللَّهِ الْعَبَّاسِيِّ

- ‌وفيها توفي

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ:

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وستين وستمائة استهلت وسلطان البلاد الشامية والمصرية الظاهر بيبرس، وعلى الشام نائبه آقوش النجيبي، وقاضي دمشق ابن خَلِّكَانَ وَالْوَزِيرُ بِهَا عِزُّ الدِّينِ بْنُ وَدَاعَةَ، وَلَيْسَ لِلنَّاسِ خَلِيفَةٌ، وَإِنَّمَا تَضْرِبُ السِّكَّةُ بِاسْمِ المستنصر الذي قتل

- ‌ذِكْرُ خِلَافَةِ الْحَاكِمِ بِأَمْرِ اللَّهِ أَبِي الْعَبَّاسِ

- ‌ذِكْرُ أَخْذِ الظَّاهِرِ الْكَرَكَ وَإِعْدَامِ صاحبها

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ

- ‌وممن توفي فيها

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سُنَّةُ ثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وستمائة استهلت والخليفة الحاكم بأمر الله العباسي، والسلطان الظاهر بيبرس، ونائب دمشق الأمير جمال الدين آقوش النجيبي وقاضيه ابن خلكان

- ‌فِيهَا كَانَتْ وَفَاةُ:

- ‌وفيها توفي

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وستين وستمائة

- ‌وفيها توفي:

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ

- ‌وفيها توفي

- ‌ثُمَّ دخلت سنة خمس وستين وستمائة

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌فَتَحُ أَنْطَاكِيَةَ

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ:

- ‌ وممن توفي فيها

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وستين وستمائة

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثمان وستين وستمائة

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ مِنَ الْهِجْرَةِ اسْتَهَلَّتْ وَخَلِيفَةُ الْوَقْتِ الْحَاكِمُ بِأَمْرِ اللَّهِ أَبُو العباس أحمد بالعباسي، وَسُلْطَانُ الْإِسْلَامِ الْمَلِكُ الظَّاهِرُ

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ:

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وسبعين وستمائة

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سنة اثنتين وسبعين وستمائة فِي صَفَرٍ (2) مِنْهَا قَدِمَ الظَّاهِرُ إِلَى دِمَشْقَ وَقَدْ بَلَغَهُ أَنَّ أَبْغَا وَصَلَ إِلَى بَغْدَادَ فَتَصَيَّدَ بِتِلْكَ النَّاحِيَةِ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْعَسَاكِرِ الْمِصْرِيَّةِ أَنْ يَتَأَهَّبُوا لِلْحُضُورِ، وَاسْتَعَدَّ السُّلْطَانُ لِذَلِكَ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وسبعين وستمائة فِيهَا اطَّلَعَ السُّلْطَانُ عَلَى ثَلَاثَةَ عَشَرَ (5) أَمِيرًا مِنْهُمْ قَجْقَارُ الْحَمَوِيُّ، وَقَدْ كَانُوا كَاتَبُوا التَّتَرَ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سنة أربع وسبعين وستمائة لما كان يوم الخميس ثامن جمادى الأولى (1) نَزَلَ التَّتَارُ عَلَى الْبِيرَةِ فِي ثَلَاثِينَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ، خَمْسَةَ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌وَقْعَةُ الْبُلُسْتَيْنِ وَفَتْحُ قَيْسَارِيَّةَ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وستمائة

- ‌فِيهَا كَانَتْ وَفَاةُ الْمَلَكِ الظَّاهِرِ رُكْنِ الدِّينِ بَيْبَرْسَ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌وممن توفي فيها

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانٍ وسبعين وستمائة

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تسع وسبعين وستمائة

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثم دخلت سنة ثمانين وستمائة من الهجرة اسْتَهَلَّتْ وَالْخَلِيفَةُ الْحَاكِمُ وَسُلْطَانُ الْبِلَادِ الْمَلِكُ الْمَنْصُورُ قَلَاوُونُ

- ‌وَقْعَةُ حِمْصَ

- ‌وممن تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌وفيها توفي:

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إحدى وثمانين وستمائة اسْتَهَلَّتْ وَالْخَلِيفَةُ الْحَاكِمُ بِأَمْرِ اللَّهِ وَالسُّلْطَانُ الْمَلِكُ المنصور قلاوون

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثم دخلت سنة اثنتين وثمانين وستمائة

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثلاث وثمانين وستمائة

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ:

- ‌ثم دخلت سنة أربع وثمانين وستمائة فِي أَوَاخِرِ (4) الْمُحَرَّمِ قَدِمَ الْمَلِكُ الْمَنْصُورُ إِلَى دِمَشْقَ وَمَعَهُ الْجُيُوشُ وَجَاءَ إِلَى خِدْمَتِهِ صَاحِبُ حَمَاةَ الْمَلِكُ الْمُظَفَّرُ بْنُ الْمَنْصُورِ فَتَلَقَّاهُ بِجَمِيعِ الْجُيُوشِ، وَخَلَعَ عَلَيْهِ خِلْعَةَ الْمُلُوكِ، ثُمَّ سَافَرَ السلطان

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وثمانين وستمائة

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌فيها كانت وفاة:

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وثمانين وستمائة فِي أَوَّلِ الْمُحَرَّمِ رَكِبَتِ الْعَسَاكِرُ صُحْبَةَ نَائِبِ الشَّامِ حُسَامِ الدِّينِ لَاجِينَ إِلَى مُحَاصَرَةِ صِهْيَوْنَ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سنة سبع وثمانين وستمائة

- ‌فِيهَا قَدِمَ الشُّجَاعِيُّ مِنْ مِصْرَ إِلَى الشَّامِ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَسِتِّمِائَةٍ فِيهَا كَانَ فَتْحُ مَدِينَةِ طَرَابُلُسَ: وَذَلِكَ أَنَّ السلطان قلاوون قدم بالجيوش المنصورة المصرية صُحْبَتِهِ إِلَى دِمَشْقَ، فَدَخَلَهَا فِي الثَّالِثَ عَشَرَ من صفر، ثم سار بِهِمْ وَبِجَيْشِ دِمَشْقَ وَصُحْبَتُهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ المتطوعة، مِنْهُمُ الْقَاضِي نَجْمُ الدِّينِ الْحَنْبَلِيُّ، قَاضِي الْحَنَابِلَةِ، وخلق من المقادسة

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وثمانين وستمائة

- ‌فِيهَا كَانَتْ وَفَاةُ الْمَلِكِ الْمَنْصُورِ قَلَاوُونَ

- ‌وَفَاةُ الْمَلَكِ الْمَنْصُورِ قَلَاوُونَ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ مِنَ الهجرة فِيهَا فُتِحَتْ عَكَّا وَبَقِيَّةُ السَّوَاحِلِ الَّتِي كَانَتْ بِأَيْدِي الْفِرِنْجِ مِنْ مُدَدٍ مُتَطَاوِلَةٍ، وَلَمْ يَبْقَ لَهُمْ فِيهَا

- ‌فَتَحِ عَكَّا

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إحدى وتسعين وستمائة فِيهَا فُتِحَتْ قَلْعَةُ الرُّومِ

- ‌فتح قلعة الروم

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثِنْتَيْنِ وتسعين وستمائة فِي تَارِيخِ ظَهِيرِ الدِّينِ الْكَازَرُونِيِّ ظَهَرَتْ نَارٌ بِأَرْضِ الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ نَظِيرَ مَا كَانَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ عَلَى صِفَتِهَا، إِلَّا أَنَّ هَذِهِ النَّارَ كَانَ يَعْلُو لَهِيبُهَا كَثِيرًا، وَكَانَتْ تُحْرِقُ الصَّخْرَ وَلَا تُحْرِقُ السَّعَفَ، وَاسْتَمَرَّتْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وتسعين وستمائة

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثم دخلت سنة أربع وتسعين وستمائة

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وستمائة

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثم دخلت سنة ست وتسعين وستمائة استهلت والخليفة والسلطان ونائب مصر ونائب الشام والقضاة هم المذكورون في التي قبلها والسلطان الملك العادل كتبغا في نواحي حمص يتصيد، ومعه نائب مصر لاجين وأكابر الأمراء، ونائب الشام بدمشق وهو الأمير سيف الدين غرلو العادلي

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وستمائة استهلت والخليفة الحاكم والسلطان لاجين ونائب مصر منكوتمر ونائب دمشق قبجق

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا

الفصل: عليهم حَتَّى يَفْهَمُوا احْتِسَابًا تُجَاهَ الْمَقْصُورَةِ. وَدُفِنَ بِمَقَابِرِ بَابِ الصَّغِيرِ شَمَالِيَّ

عليهم حَتَّى يَفْهَمُوا احْتِسَابًا تُجَاهَ الْمَقْصُورَةِ.

وَدُفِنَ بِمَقَابِرِ بَابِ الصَّغِيرِ شَمَالِيَّ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ وَعَلَى قَبْرِهِ شعر ذكره أبو شامة والله سبحانه أَعْلَمُ.

‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ قَالَ أَبُو شَامَةَ: فِيهَا أُحْضِرَتِ الْأَوْتَادُ الْخَشَبُ الأربعة لأجل قبة النسر، طُولُ كُلِّ وَاحِدٍ اثْنَانِ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا بِالنَّجَّارِ

.

وَفِيهَا شُرِعَ فِي تَجْدِيدِ خَنْدَقِ بَابِ السِّرِّ المقابل لدار الطعم العتيقة إلى جانب بانياس.

قلت: هي التي يقال لها اليوم اصطبل السلطان، وقد نقل السلطان بِنَفْسِهِ التُّرَابَ وَمَمَالِيكُهُ تَحْمِلُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى قربوس السروج الْقِفَافَ مِنَ التُّرَابِ فَيُفْرِغُونَهَا فِي الْمَيْدَانِ الْأَخْضَرِ، وكذلك أخوه الصالح وَمَمَالِيكُهُ يَعْمَلُ هَذَا يَوْمًا وَهَذَا يَوْمًا.

وَفِيهَا وَقَعَتْ فِتْنَةٌ بَيْنَ أَهْلِ الشَّاغُورِ وَأَهْلِ الْعُقَيْبَةِ فاقتتلوا بالرحبة والصيارف، فركب الجيش إليهم ملبسين وجاء المعظم بنفسه فمسك رؤوسهم وحبسهم.

وَفِيهَا رُتِّبَ بِالْمُصَلَّى خَطِيبٌ مُسْتَقِلٌّ، وَأَوَّلُ مَنْ باشره الصدر معيد الفلكية، ثم خطب به بعد بَهَاءُ الدِّينِ بْنُ أَبِي الْيُسْرِ، ثُمَّ بَنُو حسان وإلى الآن.

‌وفيها توفي

من الأعيان: الملك الظاهر أبو منصور

غازي بن صَلَاحِ الدِّين يُوسُفَ بْنِ أَيُّوبَ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ الْمُلُوكِ وأسدَّهم سِيرَةً، وَلَكِنْ كَانَ فِيهِ عسف ويعاقب على الذنب اليسير كثيراً، وَكَانَ يُكْرِمُ الْعُلَمَاءَ وَالشُّعَرَاءَ وَالْفُقَرَاءَ، أَقَامَ فِي الْمُلْكِ ثَلَاثِينَ سَنَةً (1) وَحَضَرَ كَثِيرًا مِنَ الْغَزَوَاتِ مَعَ أَبِيهِ، وَكَانَ ذَكِيًّا لَهُ رَأْيٌ جَيِّدٌ وعبارة سديدة وفطنة حسنة، بلغ أربعاً وأربعين سنة، وجعل الملك من بعده لولده العزيز غياث الدين محمد، وكان حينئذ ابن ثلاث سنين، وكان له أولاد كبار ولكن ابنه هذا الصغير الذي عهد إليه كَانَ مِنْ بِنْتِ عَمِّهِ الْعَادِلِ وَأَخْوَالُهُ الْأَشْرَفُ والمعظم والكامل، وجده وأخواله لا ينازعونه، ولو عهد لغيره من أولاده لأخذوا الملك منه، وَهَكَذَا وَقَعَ سَوَاءً، بَايَعَ لَهُ جَدُّهُ الْعَادِلُ وأخواله، وهمَّ المعظم بنقض ذلك وبأخذ الملك منه فلم يتفق له ذلك، وقام بتدبير ملكه الطواشي شهاب الدين طغرلبك الرومي الأبيض، وكان ديناً عاقلاً.

وفيها توفي من الأعيان: زيد بن الحسن ابن زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ (2) بْنِ سَعِيدِ بْنِ عِصْمَةَ الشيخ الإمام وحيد عصره تاج الدين أبو اليمن

(1) في تاريخ أبي الفداء 3 / 117: إحدى وثلاثين.

(2)

في الوافي زاد: ابن الحسن، كرر الحسن ثلاث مرات.

(*)

ص: 85

الْكِنْدِيُّ، وُلِدَ بِبَغْدَادَ وَنَشَأَ بِهَا وَاشْتَغَلَ وَحَصَّلَ، ثُمَّ قَدِمَ دِمَشْقَ فَأَقَامَ بِهَا وَفَاقَ أَهْلَ زمانه شرقاً وغرباً في اللغة والنحو وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ فُنُونِ الْعِلْمِ، وَعُلُوِّ الْإِسْنَادِ وحسن الطريقة والسيرة وحسن العقيدة، وانتفع به علماء زمانه وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ وَخَضَعُوا لَهُ.

وَكَانَ حَنْبَلِيًّا ثُمَّ صار حنفياً.

ولد في الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، فقرأ القرآن بالروايات وعمره عَشْرُ سِنِينَ، وَسَمِعَ الْكَثِيرَ مِنَ الْحَدِيثِ الْعَالِي على الشيوخ الثقات، وعنى به وتعلم العربية واللغة واشتهر بذلك، ثم دخل الشام في سنة ثلاث وستين وخمسمائة، ثم سكن مِصْرَ وَاجْتَمَعَ بِالْقَاضِي الْفَاضِلِ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى دمشق فسكن بدار الْعَجَمِ مِنْهَا وَحَظِيَ عِنْدَ الْمُلُوكِ وَالْوُزَرَاءِ وَالْأُمَرَاءِ،

وَتَرَدَّدَ إِلَيْهِ الْعُلَمَاءُ وَالْمُلُوكُ وَأَبْنَاؤُهُمْ، كَانَ الْأَفْضَلُ بْنُ صَلَاحِ الدِّينِ وَهُوَ صَاحِبُ دِمَشْقَ يَتَرَدَّدُ إليه إلى منزله، وكذلك أخوه المحسن والمعظم ملك دمشق، كان يَنْزِلُ إِلَيْهِ إِلَى دَرْبِ الْعَجَمِ يَقْرَأُ عَلَيْهِ فِي الْمُفَصَّلِ لِلزَّمَخْشَرِيِّ، وَكَانَ الْمُعَظَّمُ يُعْطِي لِمَنْ حَفِظَ الْمُفَصَّلَ ثَلَاثِينَ دِينَارًا جَائِزَةً، وَكَانَ يَحْضُرُ مَجْلِسَهُ بِدَرْبِ الْعَجَمِ جَمِيعُ الْمُصَدَّرِينَ بِالْجَامِعِ، كَالشَّيْخِ علم الدين السخاوي ويحيى بن معطى الوجيه اللغوي، وَالْفَخْرِ التُّرْكِيِّ وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ الْقَاضِي الْفَاضِلُ يُثْنِي عليه.

قَالَ السَّخَاوِيُّ: كَانَ عِنْدَهُ مِنَ الْعُلُومِ مَا لَا يُوجَدُ عِنْدَ غَيْرِهِ.

وَمِنَ الْعَجَبِ أَنَّ سيبويه قد شرح عليه كتابه وكان اسمه عمرو، واسمه زَيْدٌ.

فَقُلْتُ فِي ذَلِكَ: لَمْ يَكُنْ فِي عَهْدِ (1) عَمْرٍو مِثْلُهُ * وَكَذَا الْكِنْدِيُّ فِي آخِرِ عَصْرٍ فَهُمَا زَيْدٌ وَعَمْرٌو إِنَّمَا * بُنِيَ النَّحْوُ عَلَى زَيْدٍ وَعَمْرِو قَالَ أَبُو شَامَةَ: وَهَذَا كَمَا قَالَ فِيهِ ابْنُ الدَّهَّانِ الْمَذْكُورُ فِي سَنَةِ ثِنْتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ: يَا زَيْدُ زَادَكَ رَبِّي مِنْ مَوَاهِبِهِ * نِعَمًا يُقَصِّرُ عَنْ إِدْرَاكِهَا الْأَمَلُ النَّحْوُ أَنْتَ أَحَقُّ الْعَالَمِينَ بِهِ * أَلَيْسَ باسمك فيه يضرب المثل وقد مدحه السخاوي بقصيدة حسنة وأثنى عليه أَبُو الْمُظَفَّرِ سِبْطُ ابْنِ الْجَوْزِيِّ، فَقَالَ قَرَأْتُ عليه وكان حسن القصيدة ظريف الخلق لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ مُجَالَسَتِهِ، وَلَهُ النَّوَادِرُ الْعَجِيبَةُ وَالْخَطُّ الْمَلِيحُ وَالشِّعْرُ الرَّائِقُ، وَلَهُ دِيوَانُ شِعْرٍ كَبِيرٌ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ سَادِسَ شوال منها وله ثلاث وتسعون سنة وشهر وسبعة عَشَرَ يَوْمًا وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بِجَامِعِ دِمَشْقَ ثُمَّ حُمِلَ إِلَى الصَّالِحِيَّةِ فَدُفِنَ بِهَا، وَكَانَ قَدْ وقف كتبه - وكانت نَفِيسَةً - وَهِيَ سَبْعُمِائَةٍ وَإِحْدَى وَسِتُّونَ مُجَلَّدًا، عَلَى معتقه نجيب الدين ياقوت، ثُمَّ عَلَى الْعُلَمَاءِ فِي الْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَاللُّغَةِ وغير ذلك، وجعلت في خزانة كبيرة في مقصورة ابن سنان الحلبية المجاورة لمشهد علي بن زَيْنِ الْعَابِدِينَ، ثُمَّ إِنَّ هَذِهِ الْكُتُبَ تَفَرَّقَتْ وبيع كَثِيرٌ مِنْهَا وَلَمْ يَبْقَ بِالْخِزَانَةِ الْمُشَارِ إِلَيْهَا إلا القليل الرث، وهي بمقصورة الحلبية، وكانت قديماً يقال لها

(1) في الوافي بالوفيات 15 / 52: عصر.

(*)

ص: 86

مقصورة ابن سنان، وقد ترك نِعْمَةً وَافِرَةً وَأَمْوَالًا جَزِيلَةً، وَمَمَالِيكَ مُتَعَدِّدَةً مِنَ الترك الحسان، وَقَدْ كَانَ رَقِيقَ الْحَاشِيَةِ حَسَنَ الْأَخْلَاقِ يُعَامِلُ الطلبة معاملة حسنة من القيام والتعظيم، فلما كبر ترك القيام لهم وأنشأ يقول: تَرَكْتُ قِيَامِي لِلصَّدِيقِ يَزُورُنِي * وَلَا ذَنْبَ لِي إِلَّا الْإِطَالَةُ فِي عُمْرِي فَإِنْ بَلَغُوا مِنْ عَشْرِ تِسْعِينَ نِصْفَهَا * تَبَيَّنَ فِي تَرْكِ الْقِيَامِ لهم عذري ومما مدح فيه الملك المظفر شاهنشاه ما ذكره ابن الساعي في تاريخه: وصال الغواني كان أورى وأرجا * وَعَصْرُ التَّدَانِي كَانَ أَبْهَى وَأَبْهَجَا لَيَالِيَ كَانَ الْعُمْرُ أَحْسَنَ شافعٍ * تَوَلَّى وَكَانَ اللَّهْوُ أَوْضَحَ مَنْهَجَا بَدَا الشَّيْبُ فَانْجَابَتْ طَمَاعِيَةُ الصِّبَا * وَقُبِّحَ لِي مَا كَانَ يَسْتَحْسِنُ الْحِجَا بلهنيةٌ وَلَّتْ كان لم أكن بها * أجلى بها وَجْهَ النَّعِيمِ مُسَرَّجَا وَلَا اخْتَلْتُ فِي بُرْدِ الشباب مجرراً * ذيولي إعجاباً به وتبرجا أعارك غَيْدَاءَ الْمَعَاطِفِ طَفْلَةً * وَأَغْيَدَ مَعْسُولَ الْمَرَاشِفِ أَدْعَجَا نقضت لياليها بطيب كأنه * لتقصيره منها مختطف الدُّجَا فَإِنْ أُمْسِ مَكْرُوبَ الْفُؤَادِ حَزِينَهُ * أُعَاقِرُ من در الصَّبَابَةِ مَنْهَجَا وَحِيدًا عَلَى أَنِّي بِفَضْلِي مُتَيَّمٌ * مروعاً بأعداء الفضائل مزعجا فيا رب ديني قد سررت وسرني * وأبهجته بالصالحات وأبهجا ويارب ناد قد شهدت وماجد * شهدت دعوته فَتَلَجْلَجَا (1) صَدَعْتُ بِفَضْلِي نَقْصَهُ فَتَرَكْتُهُ * وَفِي قَلْبِهِ شجو وفي حلقه شجا كأن ثنائي فِي مَسَامِعِ حُسَّدِي * وَقَدْ ضَمَّ أَبْكَارَ الْمَعَانِي وَأَدْرَجَا حُسَامُ تَقِيِّ الدِّينِ فِي كُلِّ مَارِقٍ * يَقُدُّ إِلَى الْأَرْضِ الْكَمِيَّ الْمُدَجَّجَا وَقَالَ يَمْدَحُ أخاه معز الدين فروخشاه بْنَ شَاهِنْشَاهْ بْنِ أَيُّوبَ: هَلْ أَنْتَ رَاحِمُ عبرة ومدله * ومجير صب عند ما منه وهي (2)

هَيْهَاتَ يَرْحَمُ قَاتِلٌ مَقْتُولَهُ * وَسِنَانُهُ فِي الْقَلْبِ غير منهنه مذ بلّ من ذاك الْغَرَامِ فَإِنَّنِي * مُذْ حَلَّ بِيِ مَرَضُ الْهَوَى لَمْ أَنْقَهِ (3) إِنِّي بُلِيتُ بِحُبِّ أَغْيَدَ سَاحِرٍ * بلحاظه رخص البنان بزهوه

(1) كذا بالاصل والبيت غير مستقيم.

(2)

في الوافي 15 / 55: وتوله..دهي.

(3)

في الوافي: داء الغرام فإنني

لم أنته.

(*)

ص: 87

أبغي شفاء تدلهي من واله * وَمَتَى يَرِقُّ مُدَلَّلٌ لِمُدَلَّهِ كَمْ آهَةٍ لِي فِي هَوَاهُ وَأَنَّةٍ * لَوْ كَانَ يَنْفَعُنِي عَلَيْهِ تَأَوُّهِي وَمَآرِبٍ فِي وَصْلِهِ لَوْ أَنَّهَا * تُقْضَى لَكَانَتْ عِنْدَ مَبْسِمِهِ الشَّهِي يَا مُفْرَدًا بِالْحُسْنِ إِنَّكَ مُنْتَهٍ * فِيهِ كَمَا أَنَا فِي الصَّبَابَةِ منتهي قد لام فيك معاشر كي أنتهي * بِاللَّوْمِ عَنْ حُبِّ الْحَيَاةِ وَأَنْتَ هِيَ أَبْكِي لديه فإن أحس بلوعة * وتشهق أرمي بطرف مقهقه يا مِنْ مَحَاسِنِهِ وَحَالِي عِنْدَهُ * حَيْرَانُ بَيْنَ تَفَكُّرٍ وتكفه ضِدَّانِ قَدْ جُمِعَا بَلَفْظٍ وَاحِدٍ * لِي فِي هَوَاهُ بِمَعْنَيَيْنِ مُوَجَّهِ أَوَ لَسْتُ رَبَّ فَضَائِلٍ لَوْ حَازَ أَدْ * نَاهَا وَمَا أَزْهَى بِهَا غَيْرِي زُهِي وَالَّذِي أَنْشَدَهُ تَاجُ الدِّينِ الْكِنْدِيُّ فِي قَتْلِ عُمَارَةَ الْيَمَنِيِّ حِينَ كَانَ مَالَأَ الْكَفَرَةَ وَالْمُلْحِدِينَ عَلَى قَتْلِ الْمَلِكِ صَلَاحِ الدِّينِ، وأرادوا عودة دَوْلَةِ الْفَاطِمِيِّينَ فَظَهَرَ عَلَى أَمْرِهِ فَصُلِبَ مَعَ من صلب في سنة تسع وتسعين وَخَمْسِمِائَةٍ: عُمُارَةُ فِي الْإِسْلَامِ أَبْدَى خِيَانَةً * وَحَالَفَ فيها بيعة وصليبا فأمسى شريك الشرك في بعض أَحْمَدَ * وَأَصْبَحَ فِي حُبِّ الصَّلِيبِ صَلِيبَا وَكَانَ طبيب الْمُلْتَقَى إِنْ عَجَمْتَهُ * تَجِدْ مِنْهُ عُودًا فِي النفاق صليبا (1)

وله: صَحِبْنَا الدَّهْرَ أَيَّامًا حِسَانًا * نَعُومُ بِهِنَّ فِي اللَّذَّاتِ عَوْمَا وَكَانَتْ بَعْدَ مَا وَلَّتْ كَأَنِّي * لَدَى نُقْصَانِهَا حُلْمًا وَنَوْمَا أَنَاخَ بِيَ الْمَشِيبُ فَلَا بَرَاحٌ * وَإِنْ أَوْسَعْتُهُ عَتْبًا وَلَوْمَا نَزِيلٌ لا يزال على التآني * يَسُوقُ إِلَى الرَّدَى يَوْمًا فَيَوْمَا وَكُنْتُ أَعُدُّ لِي عَامًا فَعَامَا * فَصِرْتُ أَعُدُّ لِي يَوْمًا فَيَوْمَا الْعِزُّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَافِظِ عَبْدِ الْغَنِيِّ الْمَقْدِسِيِّ وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَأَسْمَعَهُ وَالِدُهُ الْكَثِيرَ وَرَحَلَ بِنَفْسِهِ إِلَى بَغْدَادَ وَقَرَأَ بِهَا مُسْنَدَ أَحْمَدَ وَكَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ بِجَامِعِ دِمَشْقَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْمُعَظَّمِ، وَكَانَ صَالِحًا دَيِّنًا وَرِعًا حَافِظًا رحمه الله وَرَحِمَ أَبَاهُ.

(1) تقدمت الابيات في الجزء الثاني عشر، وتعليقات أبي شامة عليها.

(*)

ص: 88

أَبُو الْفُتُوحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ الخلاخلي الْبَغْدَادِيُّ، سَمِعَ الْكَثِيرَ، وَكَانَ يَتَرَدَّدُ فِي الرَّسْلِيَّةِ بَيْنَ الْخَلِيفَةِ وَالْمَلِكِ الْأَشْرَفِ بْنِ الْعَادِلِ وَكَانَ عَاقِلًا دَيِّنًا ثِقَةً صَدُوقًا.

الشَّرِيفُ أَبُو جَعْفَرٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ محمد بن علي العلوي الحسيني، نَقِيبُ الطَّالِبِيِّينَ بِالْبَصْرَةِ بَعْدَ أَبِيهِ، كَانَ شَيْخًا أديباً فاضلاً عالماً بفنون كثيرة لا سيما علم الأنساب وَأَيَّامِ الْعَرَبِ وَأَشْعَارِهَا، يَحْفَظُ كَثِيرًا مِنْهَا، وَكَانَ مِنْ جُلَسَاءِ الْخَلِيفَةِ النَّاصِرِ، وَمِنْ لَطِيفِ شِعْرِهِ قَوْلُهُ: لِيَهْنِكَ سَمْعٌ لَا يُلَائِمُهُ الْعَذْلُ * وَقَلْبٌ قَرِيحٌ لَا يَمَلُّ وَلَا يَسْلُو كَأَنَّ عَلَيَّ الحب أضحى فَرِيضَةً * فَلَيْسَ لِقَلْبِي غَيْرُهُ أَبَدًا شُغْلُ وَإِنِّي لَأَهْوَى الْهَجْرَ مَا كَانَ أَصْلُهُ * دَلَالًا وَلَوْلَا الْهَجْرُ مَا عَذُبَ الْوَصْلُ

وَأَمَّا إِذَا كَانَ الصُّدُودُ مَلَالَةً * فَأَيْسَرُ مَا هَمَّ الْحَبِيبُ بِهِ القتل أبو علي مزيد بن علي ابن مَزِيدٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخَشْكَرِيِّ الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ، مِنْ أَهْلِ النُّعْمَانِيَّةِ جَمَعَ لِنَفْسِهِ دِيوَانًا أَوْرَدَ لَهُ ابْنُ السَّاعِي قِطْعَةً مِنْ شِعْرِهِ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ: سَأَلْتُكِ يَوْمَ النَّوَى نَظْرَةً * فَلَمْ تَسْمَحِي فعزالاً سلم فأعجب كَيْفَ تَقُولِينَ لَا * وَوَجْهُكِ قَدْ خُطَّ فِيهِ نَعَمْ أَمَا النُّونُ يَا هَذِهِ حَاجِبٌ * أَمَا الْعَيْنُ عَيْنٌ أَمَا الْمِيمُ فَمْ أَبُو الْفَضْلِ رشوان بن منصور ابن رَشْوَانَ الْكُرْدِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالنَّقْفِ وُلِدَ بِإِرْبِلَ وَخَدَمَ جُنْدِيًّا وَكَانَ أَدِيبًا شَاعِرًا خَدَمَ مَعَ الْمَلِكِ الْعَادِلِ، وَمِنْ شِعْرِهِ قَوْلُهُ: سَلِي عَنِّي الصَّوَارِمَ والرماحا * وخيلاً تسبق الهوج الرياحا وأسداً حبيسها سُمْرُ الْعَوَالِي * إِذَا مَا الْأُسْدُ حَاوَلَتِ الْكِفَاحَا فَإِنِّي ثَابِتٌ عَقْلًا وَلُبًّا * إِذَا مَا صَائِحٍ فِي الْحَرْبِ صَاحَا وَأُورِدُ مُهْجَتِي لُجَجَ الْمَنَايَا * إِذَا مَاجَتْ وَلَمْ أَخَفِ الْجِرَاحَا

ص: 89

وَكَمْ لَيْلٍ سَهِرْتُ وَبِتُّ فِيهِ * أُرَاعِي النَّجْمَ أَرْتَقِبُ الصَّبَاحَا وَكَمْ فِي فَدْفَدٍ فَرَسِي وَنِضْوِي * بِقَائِلَةِ الْهَجِيرِ غَدَا وَرَاحَا لِعَيْنِكِ فِي الْعَجَاجَةِ مَا أُلَاقِي * وَأَثْبُتُ فِي الْكَرِيهَةِ لَا بَرَاحَا محمد بن يحيى ابن هِبَةِ اللَّهِ أَبُو نَصْرٍ النَّحَّاسُ الْوَاسِطِيُّ كَتَبَ إِلَى السِّبْطِ مِنْ شِعْرِهِ: وَقَائِلَةٍ لَمَّا عَمَرْتُ وَصَارَ لِي * ثَمَانُونَ عَامًا: عِشْ كَذَا وَابْقَ وَاسْلَمِ وَدُمْ وَانْتَشِقْ رُوحَ الْحَيَاةِ فَإِنَّهُ * لَأَطْيَبُ مِنْ بَيْتٍ بِصَعْدَةَ مُظْلِمِ

فَقُلْتُ لَهَا: عُذْرِي لديك ممهد * ببيت زهير فاعلمي وَتَعَلَّمِي " سَئِمْتُ تَكَالِيفَ الْحَيَاةِ وَمَنْ يَعِشْ * ثَمَانِينَ حَوْلًا لَا مَحَالَةَ يَسْأَمِ "(1) ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أربع عشرة وستمائة فِي ثَالِثِ الْمُحَرَّمِ مِنْهَا كَمَلَ تَبْلِيطُ دَاخِلِ الْجَامِعِ الْأُمَوِيِّ وَجَاءَ الْمُعْتَمِدُ مُبَارِزُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ الْمُتَوَلِّي بِدِمَشْقَ، فَوَضَعَ آخِرَ بَلَاطَةٍ مِنْهُ بِيَدِهِ عِنْدَ بَابِ الزِّيَارَةِ فَرَحًا بِذَلِكَ.

وَفِيهَا زَادَتْ دِجْلَةُ بِبَغْدَادَ زِيَادَةً عَظِيمَةً وَارْتَفَعَ الْمَاءُ حَتَّى ساوى القبور إِلَّا مِقْدَارَ أُصْبُعَيْنِ، ثُمَّ طَفَحَ الْمَاءُ مِنْ فَوْقِهِ وَأَيْقَنَ النَّاسُ بِالْهَلَكَةِ وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا، ثُمَّ منَّ اللَّهُ فَتَنَاقَصَ الْمَاءُ وَذَهَبَتِ الزِّيَادَةُ، وَقَدْ بَقِيَتْ بَغْدَادُ تلولاً وتهدمت أكثر البنايات.

وَفِيهَا دَرَّسَ بِالنِّظَامِيَّةِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فضلان وحضر عنده القضاة والأعيان.

وفيها صدر الصدر بن حمويه رسولاً مِنَ الْعَادِلِ إِلَى الْخَلِيفَةِ.

وَفِيهَا قَدِمَ وَلَدُهُ الفخر بن الكامل إلى الْمُعَظَّمِ يَخْطُبُ مِنْهُ ابْنَتَهُ عَلَى ابْنِهِ أَقْسِيسَ صَاحِبِ الْيَمَنِ، فَعُقِدَ الْعَقْدُ بِدِمَشْقَ عَلَى صَدَاقٍ هَائِلٍ.

وَفِيهَا قَدِمَ السُّلْطَانُ عَلَاءُ الدِّينِ خُوَارَزْمُ شاه محمد بن تكش من همدان قاصداً إلى بغداد في أربعمائة ألف مقاتل، وَقِيلَ فِي سِتِّمِائَةِ أَلْفٍ، فَاسْتَعَدَّ لَهُ الْخَلِيفَةُ واستخدم الجيوش وَأَرْسَلَ إِلَى الْخَلِيفَةِ يَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى قَاعِدَةِ مَنْ تَقَدَّمَهُ مِنَ الملوك السلاجقة، وأن يخطب له ببغداد، فَلَمْ يُجِبْهُ الْخَلِيفَةُ إِلَى ذَلِكَ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الشَّيخ شِهَابَ الدِّين السُّهْرَوَرْدِيَّ، فَلَمَّا وَصَلَ شَاهَدَ عِنْدَهُ مِنَ الْعَظَمَةِ وَكَثْرَةِ الْمُلُوكِ بَيْنَ يَدَيْهِ وهو جالس في حركاة من ذهب على سرير ساج، وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ بُخَارِيٌّ مَا يُسَاوِي خَمْسَةَ دَرَاهِمَ، وَعَلَى رَأْسِهِ جَلْدَةٌ مَا تُسَاوِي دِرْهَمًا، فَسَلَّمَ عليه فَلَمْ يردَّ عَلَيْهِ مِنَ الْكِبْرِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ فِي الْجُلُوسِ، فَقَامَ إِلَى جَانِبِ السَّرِيرِ وَأَخَذَ فِي خُطْبَةٍ هَائِلَةٍ فَذَكَرَ فِيهَا فَضْلَ بَنِي الْعَبَّاسِ وَشَرَفَهُمْ، وَأَوْرَدَ حَدِيثًا فِي النَّهْيِ

(1) الابيات في الوافي 5 / 199 والبيت الاخير في ديوان زهير ص 16.

والشعراء الستة ص 96.

(*)

ص: 90