الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها توفي
من الأعيان: أبو الحسن علي (1) بْنِ عَنْتَرَ بْنِ ثَابِتٍ الْحِلِّيُّ الْمَعْرُوفُ بِشُمَيْمٍ، كان شيخاً أديباً لُغَوِيًّا شَاعِرًا جَمَعَ مِنْ شِعْرِهِ حَمَاسَةً كَانَ يُفَضِّلُهَا عَلَى حَمَاسَةِ أَبِي تَمَّامٍ، وَلَهُ خَمْرِيَّاتٌ يَزْعُمُ أَنَّهَا أَفَحَلُ مِنَ الَّتِي لِأَبِي نُوَاسٍ.
قَالَ أَبُو شَامَةَ فِي الذَّيْلِ: كَانَ قَلِيلَ الدِّينِ ذَا حَمَاقَةٍ وَرَقَاعَةٍ وَخَلَاعَةٍ، وَلَهُ حَمَاسَةٌ وَرَسَائِلُ.
قَالَ ابْنُ السَّاعِي: قَدِمَ بَغْدَادَ فَأَخَذَ النحو عن ابن الخشاب، حصل منه طرفاً صالحاً، ومن اللغة وَأَشْعَارِ الْعَرَبِ، ثُمَّ أَقَامَ بِالْمَوْصِلِ حَتَّى تُوفِّيَ بها.
ومن شعره: لا تسرحن الطرف في مقل المها * فمصارع الآجال في الآمال كم نظرة أردت وما أخرت * وكم يد قبلت أوان قتال سنحت وما سمحت بتسليمة * وأغلال التحية فعلة المحتال وله في التجنيس: ليت من طول بالش * أم ثواه وثوا بِهْ جَعَلَ الْعَوْدَ إِلَى الزَّوْ * رَاءِ مِنْ بَعْضِ ثَوَابِهْ أَتُرَى يُوطِئُنِي الدَّهْ * رُ ثَرَى مسك ترابه وأراني نور عيني * موطئاً لي وثرى به وله أيضا في الخمر وغيره: أبو نصر محمد بن سعد الله (2) ابن نصر بن سعيد الأرتاحي، كان سخياً بهياً وَاعِظًا حَنْبَلِيًّا فَاضِلًا شَاعِرًا مُجِيدًا وَلَهُ: نَفْسُ الْفَتَى إِنْ أَصْلَحْتَ أَحْوَالَهَا * كَانَ إِلَى نَيْلِ الْمُنَى أَحْوَى لَهَا
وَإِنْ تَرَاهَا سَدَّدَتْ أَقْوَالَهَا * كان على حمل العلى أَقْوَى لَهَا فَإِنْ تَبَدَّتْ حَالُ مَنْ لَهَا لَهَا * فِي قَبْرِهِ عِنْدَ الْبِلَى لَهَا لَهَا
(1) في الوفيات 3 / 339 ومعجم الادباء 13 / 50 وغيرهما: علي بن الحسن بن عنتر.
(2)
في النجوم الزاهرة: محمد بن أحمد بن حامد أبو عبد الله.
وفي شذرات الذهب: أبو محمد محمد بن حمد بن حامد بن مفرج بن غياث الانصاري المصري.
(*)
أبو العباس أحمد بن مسعود ابن مُحَمَّدِ الْقُرْطُبِيُّ الْخَزْرَجِيُّ، كَانَ إِمَامًا فِي التَّفْسِيرِ وَالْفِقْهِ وَالْحِسَابِ وَالْفَرَائِضِ وَالنَّحْوِ وَاللُّغَةِ وَالْعَرُوضِ وَالطِّبِّ، وَلَهُ تَصَانِيفُ حِسَانٌ، وَشِعْرٌ رَائِقٌ مِنْهُ قَوْلُهُ: وَفِي الْوَجَنَاتِ مَا فِي الرَّوْضِ لَكِنْ * لِرَوْنَقِ زهرها معنى عجيب وأعجب ما التعجب منه * أنى لتيار تحمله عصيب (1) أبو الفداء إسماعيل بن برتعس السِّنْجَارِيُّ مَوْلَى صَاحِبِهَا عِمَادِ الدِّينِ زَنْكِيِّ بْنِ مودود، وَكَانَ جُنْدِيًّا حَسَنَ الصُّورَةِ مَلِيحَ النَّظْمِ كَثِيرَ الْأَدَبِ وَمِنْ شِعْرِهِ مَا كُتِبَ بِهِ إِلَى الْأَشْرَفِ مُوسَى بْنِ الْعَادِلِ يُعَزِّيهِ فِي أَخٍ له اسمه يوسف: دموع المعالي والمكارم أذرفت * وربع العلى قَاعٌ لِفَقْدِكَ صَفْصَفُ غَدَا الْجُودُ وَالْمَعْرُوفُ فِي اللَّحْدِ ثَاوِيًا * غَدَاةَ ثَوَى فِي ذَلِكَ اللَّحْدِ يوسف متى خطفت يد الْمَنِيَّةِ رُوحَهُ * وَقَدْ كَانَ لِلْأَرْوَاحِ بِالْبِيضِ يُخْطَفُ سَقَتْهُ لَيَالِي الدَّهْرِ كَأْسَ حِمَامِهَا * وَكَانَ بِسَقْيِ الْمَوْتِ فِي الْحَرْبِ يُعْرَفُ فَوَا حَسْرَتَا لَوْ يَنْفَعُ الْمَوْتَ حَسْرَةٌ * وَوَا أَسَفَا لَوْ كَانَ يُجْدِي التَّأَسُّفُ وَكَانَ عَلَى الْأَرْزَاءِ نَفْسِي قَوِيَّةً * وَلَكِنَّهَا عَنْ حَمْلِ ذَا الرُّزْءِ تَضْعُفُ أَبُو الفضل بن إلياس بن جامع الْإِرْبِلِيُّ تَفَقَّهَ بِالنِّظَامِيَّةِ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ، وَصَنَّفَ التَّارِيخَ وَغَيْرَهُ، وَتَفَرَّدَ بِحُسْنِ كِتَابَةِ الشُّرُوطِ، وَلَهُ
فَضْلٌ ونظم، فمن شعره: أَمُمْرِضَ قَلْبِي، مَا لِهَجْرِكَ آخِرُ؟ * وَمُسْهِرَ طَرْفِي، هَلْ خَيَالُكُ زَائِرُ؟ وَمُسْتَعْذِبَ التَّعْذِيبِ جَوْرًا بِصَدِّهِ * أَمَا لَكَ فِي شَرْعِ الْمَحْبَةِ زَاجِرُ؟ هَنِيئًا لَكَ الْقَلْبُ الَّذِي قَدْ وَقَفْتُهُ * عَلَى ذِكْرِ أَيْامِي وَأَنْتَ مُسَافِرُ فَلَا فَارَقَ الْحُزْنُ الْمُبَرِّحُ خَاطِرِي * لِبُعْدِكَ حَتَّى يَجْمَعَ الشَّمْلَ قَادِرُ فَإِنْ مِتُّ فَالتَّسْلِيمُ مِنِّي عَلَيْكُمْ * يُعَاوِدُكُمْ مَا كَبَّرَ اللَّهَ ذَاكِرُ أَبُو السَّعَادَاتِ الْحِلِّيُّ التَّاجِرُ الْبَغْدَادِيُّ الرَّافِضِيُّ، كَانَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ يَلْبَسُ لِأْمَةَ الحرب ويقف خلف باب داره،
(1) كذا بالاصل، والبيت مضطرب.
(*)