الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(10) - (1373) - بَابُ الْمِزَاحِ
(18)
- 3662 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ،
===
(10)
- (1373) - (باب المزاح)
(18)
- 3662 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن زمعة) بفتح الزاي وسكون الميم (ابن صالح) الجندي - بفتح الجيم والنون - اليماني نزيل مكة أبي وهب، ضعيف، وحديثه عند مسلم مقرون، من السادسة. يروي عنه:(م ت س ق).
(عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب المدني، ثقةٌ متقن حجة، من الرابعة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: قبل ذلك بسنة أو بسنتين. يروي عنه: (ع).
(عن وهب بن عبد بن زمعة) بن الأسود بن المطلب الأسدي، مقبول، من الثالثة. يروي عنه:(ق).
(عن أم سلمة) زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنها.
(ح وحدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي، ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).
(حدثنا وكيع، حدثنا زمعة بن صالح، عن الزهري، عن عبد الله بن وهب بن زمعة) بن الأسود بن المطلب الأسدي الأصغر، كان عريف قومه بني أسد، وقتل أخوه عبد الله الأكبر يوم الدار، وهو ثقةٌ، من الثالثة. يروي عنه:(ت س ق).
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فِي تِجَارَةٍ إِلَى بُصْرَى
===
(عن أم سلمة) رضي الله تعالى عنها.
وهذان السندان - يعني: سند أبي بكر بن أبي شيبة وسند علي بن محمد - كلاهما من سداسياته، وحكمهما: الضعف؛ لأن فيهما زمعة بن صالح، وهو متفق على ضعفه.
قلت: وزمعة بن صالح وإن أخرج له مسلم، بل إنما روى عنه مقرونًا بغيره، وقد ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة وأبو داوود والنسائي، وروى هذا الحديث أيضًا أبو داوود الطيالسي في "مسنده" عن زمعة مختصرًا، ورواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث أم سلمة، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" هكذا، ورواه أحمد بن منيع في "مسنده" حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا زمعة بن صالح، فذكره بإسناده ومتنه.
قال المزي: قوله: (عن الزهري عن وهب بن عبد بن زمعة عن أم سلمة) كما في "مسند أبي بكر بن أبي شيبة" هو خطأ، وفي كتاب أبي القاسم:(وهب بن عبد الله بن زمعة) وهكذا قال ابن حبان في "الثقات" بلفظ: (وهب بن عبد الله بن زمعة) بتقديم وهب على عبد الله.
وقال الذهبي في "الكاشف": قولهم: (وهب بن عبد الله بن زمعة) خطأ أيضًا، صوابه:(عبد الله بن وهب بن زمعة) كما في إسناد علي بن محمد بتقديم عبد الله على وهب، والصواب ما في إسناد علي بن محمد، وما في إسناد ابن أبي شيبة خطأ، والله أعلم.
(قالت) أم سلمة على كلا السندين: (خرج أبو بكر) الصديق من المدينة (في تجارة) أي: بسبب قصد تجارة؛ وهي تقليب المال لغرض الربح؛ أي: خرج من المدينة (إلى بصرى) - بضم الباء وسكون المهملة - مدينة مشهورة
قَبْلَ مَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَامٍ وَمَعَهُ نُعَيْمَانُ وَسُوَيْبِطُ بْنُ حَرْمَلَةَ وَكَانَا شَهِدَا بَدْرًا، وَكَانَ نُعَيْمَانُ عَلَى الزَّاد، وَكَانَ سُوَيْبِطٌ رَجُلًا مَزَّاحًا فَقَالَ لِنُعَيْمَانَ: أَطْعِمْنِي، قَالَ: حَتَّى يَجِيءَ أَبُو بَكْرٍ،
===
في الشام (قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بـ) قدر (عام ومعه) أي: مع أبي بكر في ذلك السفر من الرفقة (نعيمان) - بالتصغير مع زيادة الألف والنون - لَمْ أر من ذكر نسبه (وسويبط) بالتصغير أيضًا (ابن حرملة) هما رجلان من الصحابة، لَمْ أر من تكلم في ترجمتهما بعد البحث الشديد (وكانا) أي: كان نعيمان وسويبط (شهدا بدرًا) أي: غزوة بدر.
(وكان نعيمان) من تلك الرفقة مراقبًا (على الزاد) يطعمهم عندما أرادوا الأكل في منازل السفر (وكان سويبط) بن حرملة (رجلًا مزاحًا) على صيغة مبالغة؛ أي: كثير المزاح، يمزح لهم في الطريق إذا كسلوا من السير؛ ليضحكوا وينشطوا على السير.
قال السندي: (المُزَاحُ) - بضم الميم على وزن غلام -: كلام يراد به المباسطة والإكثار من الكلام بلا قصد، معناه: بحيث لا يفضي إلى إيذاء أحد من الرفقة، فإن بلغ إلى الإيذاء .. فهو السخرية.
والمزاح - بكسر الميم - مصدر مازح الرباعي، وفي "المختار": مزح مزحًا؛ من باب قطع، والمزح - بفتح الميم -: الدُّعابة - بضم الدال - والدعابة: هي المزاحة؛ وهي كلامٌ قُصد لفظه لا معناه، والاسم منه: المُزاح والمُزاحة بضم الميم فيهما. انتهى.
(فقال) سويبط (لنعيمان) مراقب طعامهم: (أطعمني) يا نعيمان؛ أي: أعطني ما آكُلُهُ لأني جوعان، فـ (قال) له نعيمان: اصبر على جُوعِكَ (حتى يجيء أبو بكر) الصديق فنأكل معه، كأن أبا بكر كان غائبًا عنهما لحاجة في
قَالَ: فَلَأَغِيظَنَّكَ، قَالَ: فَمَرُّوا بِقَوْمٍ، فَقَالَ لَهُمْ سُوَيْبِطٌ: تَشْتَرُونَ مِنِّي عَبْدًا لِي، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: إِنَّهُ عَبْدٌ لَهُ كَلَامٌ وَهُوَ قَائِلٌ لَكُمْ: إِنِّي حُرٌّ؛ فَإنْ كُنْتُمْ إِذَا قَالَ لَكُمْ هَذِهِ الْمَقَالَةَ تَرَكْتُمُوهُ .. فَلَا تُفْسِدُوا عَلَيَّ عَبْدِي، قَالُوا: لَا، بَلْ نَشْتَرِيهِ مِنْكَ، - فَاشْتَرَوْهُ مِنْهُ بِعَشْرِ قَلَائِصَ، ثُمَّ
===
ذلك الوقت، فـ (قال) سويبط لنعيمان:(ؤ) والله (لأغيظنك) أي: لأدخلن الغيظ والغضب في قلبك اليوم بمزاحي؛ من الغيظ مؤكدًا بنون التوكيد الثقيلة.
(قال) الراوي وهو أم سلمة: (فمروا) أي: فانطلق وذهب هؤلاء الرفقة من منزلهم؛ يعني: نعيمان وسويبطًا مع من كان معهما ومروا؛ أي: مر هؤلاء الرفقة؛ يعني: رفقة نعيمان وسويبط (بقوم) آخرين نازلين تحت الظل للاستراحة؛ أي: جاوزوا عليهم (فقال لهم) أي: لهؤلاء القوم النازلين (سويبط) المزاح: هل (تشترون مني عبدًا لي؟ ) فـ (قالوا) أي: فقال هؤلاء القوم النازلون لسويبط: (نعم) نشتري منك ذلك العبد، فأين هو؟ فـ (قال) سويبط لأولئك القوم:(إنه) أي: إن عبدي ذلك (عبد له كلام) إنكار لعبوديته (وهو) أي: عبدي ذلك (قائل لكم: إني حر) ولست بعبد (فإن كنتم) أيها القوم المشترون مني عبدي (إذا قال لكم) عبدي ذلك (هذه المقالة) أي: مقالة أنا حر لست بعبد (تركتموه) أي: تركتم أخذه لمقالته تلك .. (فلا تفسدوا علي عبدي) فإنه يهرب منكم ومني بتلك المقالة الكاذبة (قالوا) أي: قال أولئك القوم المشترون: (لا) نترك شراءه بتلك المقالة التي يقولها كذبًا؛ يعني: قوله: أنا حر (بل نشتريه منك) فنأخذه قهرًا (فاشتروه) أي: فاشترى أولئك القوم نعيمان (منه) أي: من سويبط (بـ) ثمن (عشر قلائص) أي: بعشر نوق جمع قلوص؛ وهي الأنثى من الإبل (ثم) بعدما اشترى أولئك القوم نعيمان من
أَتَوْهُ فَوَضَعُوا فِي عُنُقِهِ عِمَامَةً أَوْ حَبْلًا، فَقَالَ نُعَيْمَانُ: إِنَّ هَذَا يَسْتَهْزِئُ بِكُمْ وَإِنِّي حُرٌّ لَسْتُ بِعَبْدٍ، فَقَالُوا: قَدْ أَخْبَرَنَا خَبَرَكَ، فَانْطَلَقُوا بِه، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ، قَالَ: فَاتَّبَعَ الْقَوْمَ وَرَدَّ عَلَيْهِمُ الْقَلَائِصَ وَأَخَذَ نُعَيْمَانَ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَخْبَرُوهُ .. قَالَ: فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ مِنْهُ حَوْلًا.
===
سويبط (أتوه) أي: أتوا نعيمان لأخذه؛ لأنه عبد لهم على ظنهم (فوضعوا) أي: ربطوا (في عنقه) أي: في عنق نعيمان (عمامة) لهم (أو) قال الراوي: وضعوا (حبلًا) لهم في عنقه، والشك من الراوي وهو أم سلمة أو من دونها (فقال نعيمان) للقوم الذين وضعوا حبلًا في عنقه:(إن هذا) الذي باعني لكم؛ يعني: سويبطًا (يستهزئ) ويسخر (بكم، وإني حر) و (لست بعبد) له (فقالوا) أي: قال القوم المشترون: (قد أخبرنا) أولًا سيدك الذي اشتريناك منه (خبرك) هذا الكذب من إنكار عبوديتك (فـ) ما قبلوا مقالته، فأخذوه قهرًا و (انطلقوا) أي: ذهبوا (به) أي: بنعيمان إلى منزلهم (فجاء أبو بكر) الصديق من غيابه (فأخبروه) أي: فأخبرت رفقة أبي بكر إياه (بذلك) أي: بخبر بيع سويبط نعيمان للقوم (قال) الراوي وهي أم سلمة أو من دونها: (فاتبَع) أي: لحق أبو بكر (القومَ) الذين اشتروا نعيمان من سويبط (ورد) أبو بكر (عليهم) أي: على القوم المشترين (القلائص) أي: قلائصهم العشر ونوقهم (وأخذ) أبو بكر (نعيمان) من يد القوم المشترين له (قال) الراوي: (فلما قدموا) أي: قدم أبو بكر ورفقته (على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه صلى الله عليه وسلم خبر ما جرى بين سويبط ونعيمان .. (قال) الراوي: (فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه) رضوان الله تعالى عليهم (منه) أي: من ذلك الخبر واستمر الأصحاب ضاحكين منه (حولًا) إذا تذاكروه فيما بينهم.