الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(30) - (1393) - بَابُ اللَّعِبِ بِالْحَمَامِ
(63)
- 3707 - (1) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ عَائِشَةَ
===
(30)
- (1393) - (باب اللعب بالحمام)
والحمام - بفتحتين مع تخفيف الميم -: اسم جنس للطير المعروف، واحدتها حمامة، واللعب بها: المسابقة في تطيير حمامتين، فيكون عوض المسابقة لصاحب السابقة من الحمامتين، أو مُسَابقةُ الشخصِ مع حمامتِه في إِجْرائِه مع طَيرانِها.
* * *
(63)
- 3707 - (1)(حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة) الحضرمي مولاهم أبو محمد الكوفي، صدوق، من العاشرة، مات سنة سبع وثلاثين ومئتين (237 هـ). يروي عنه:(م د ق).
(حدثنا شريك) بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي، صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلًا فاضلًا عابدًا، من الثامنة، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومئة (178 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن محمد بن عمرو) بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق له أوهام، والصحيح: أنه مختلف فيه؛ كما سيأتي آخر الحديث، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة على الصحيح (145 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي سلمة) عبد الله (بن عبد الرحمن) بن عوف المدني، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ إِلَي إِنْسَانٍ يَتْبَعُ طَائِرًا فَقَالَ: "شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانًا".
===
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه محمد بن عمرو بن علقمة، وهو مختلف فيه؛ كما سيأتي قريبًا بسط الكلام فيه.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى إنسان يتبع طائرًا) من الطيور؛ أي: يجري ويعدو وراء طائر يطير بجناحه (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك الإنسان: هذا (شيطان يتبع) أي: يدرك ويلحق (شيطانًا).
وفي رواية حماد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة: رأى رجلًا يتبع حمامة
…
الحديث. أخرجه أبو داوود.
والحمام - بالفتح والتخفيف -: اسم جنس يطلق على الذكر والأنثى، والهاء فيه تدل على أنه واحد من الجنس لا للتأنيث، كذا في الصراح.
قوله: (يتبع حمامة) أي: يقفو أثرها لاعبًا بها.
وقوله: "شيطان يتبع شيطانًا" إنما سماه شيطانًا؛ لمباعدته عن الحق واشتغاله بما لا يَعْنِيه، وسماها شيطانة؛ لأنها أورثته الغفلةَ عن ذكر الله تعالى. انتهى من "العون".
قال النووي: اتخاذ الحمام للفرخ والبيض أو الأنس أو حمل الكتب والرسالة جائز بلا كراهة، وأما اللعب بها لِلتَّطَيُّرِ .. فالصحيح أنه مكروه؛ فإن انضم إليه قمار ونحوه .. ردت الشهادة، كذا في "المرقاة".
قال المنذري: وأخرجه ابن ماجه، وفي إسناده محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، وقد استشهد به مسلم، ووثقه يحيى بن معين ومحمد بن يحيى الكوسج، وقال ابن معين مرة: ما زال الناس يتقون حديثه، وقال السعدي: ليس بالقوي، وغمزه الإمام مالك، وقال ابن المديني: سألت يحيى - يعني: القطان -
(64)
- 3708 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
===
عن محمد بن عمرو بن علقمة كيف هو؟ قال: تريد العفو أو تشدد؟ قلت: بل أشدد، قال: فليس ممن تريد. انتهى، انتهى من "العون".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا؛ لما مر آنفًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث عائشة بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(64)
- 3708 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا الأسود بن عامر) الشامي نزيل بغداد، يكنى أبا عبد الرحمن، لقبه شاذان، ثقة، من التاسعة، مات في أول سنة ثمان ومئتين (208 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن حماد بن سلمة) بن دينار البصري، ثقة عابد، من كبار الثامنة، مات سنة سبع وستين ومئة (167 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن محمد بن عمرو) بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، مختلف فيه على الصحيح؛ كما مر في السند السابق، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي سلمة) بن عبد الرحمن الزهري المدني.
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه محمد بن عمرو، وهو مختلف فيه؛ كما مر آنفًا.
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَتْبَعُ حَمَامَةً فَقَالَ: "شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانَةً".
(65)
- 3709 - (3) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائفِيُّ،
===
(أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يَتْبَعُ حمامةً). تَطِيرُ؛ أي: يقفو أثرها ويَجْرِي (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الرجل: (شيطان) لاشتغاله بما لا يعنيه (يتبع شيطانة) لشغلها الرجل عن ذكر الله تعالى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأدب، باب في اللعب بالحمام، وابن حبان في "الإحسان".
ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث عائشة بحديث عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(65)
- 3709 - (3)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق مقرئ خطيب، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا يحيى بن سليم) - مصغرًا - القرشي (الطائفي) أبو محمد المكي الحذاء الخراز، قال ابن سعد: طائفي سكن مكة. روى عن: ابن جريج، وعبيد الله بن عمر العمري، وموسى بن عقبة، ويروي عنه: هشام بن عمار، ووكيع من أقرانه.
قال في "التقريب": صدوق سيئ الحفظ، من التاسعة، مات سنة
حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَن، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ
===
ثلاث وتسعين ومئة (193 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع). انتهى، وقال الدوري عن ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: شيخ صالح محله الصدق ولم يكن بالحافظ يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، وقال النسائي: ليس به بأس، وهو منكر الحديث عن عبيد الله بن عمر العمري، وقال الدولابي ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ، مات سنة ثلاث وتسعين ومئة (193 هـ)، وقال البخاري: مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ)، وهو مكي كان يختلف إلى الطائف فنسب إليه.
قلت: وقال الشافعي: فاضل كنا نعده من الأبدال، وقال العجلي: ثقة، وقال الساجي: صدوق يهم، وقال البخاري في "تاريخه" في ترجمة عبد الرحمن بن نافع: ما حدث الحميدي عن يحيى بن سليم .. فهو صحيح
…
إلى آخر ما في "التهذيب" فتحصل لنا مما ذكروه أنه مختلف فيه.
(حدثنا ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز الأموي المكي، ثقة، من السادسة، مات سنة خمسين ومئة، أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن الحسن بن أبي الحسن) البصري، اسم أبيه يسار - بالتحتانية والمهملة - الأنصاري مولاهم، ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيرًا ويدلس، قال البزار: كان يحدث ويروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز، ويقول: حدثنا خطبنا؛ يعني: قومه الذي خطبوا وحدثوا بالبصرة، من الطبقة الثالثة، مات سنة عشر ومئة (110 هـ) وقد قارب التسعين. يروي عنه:(ع).
(عن عثمان بن عفان) رضي الله تعالى عنه.
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا وَرَاءَ حَمَامَةٍ فَقَالَ: "شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانَةً".
(66)
- 3710 - (4) حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ،
===
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه يحيى بن سليم الطائفي، وهو مختلف فيه، ولكنه منقطع؛ لأن الحسن البصري لم يسمع من عثمان بن عفان شيئًا، إنما رآه رؤيةً، قاله أبو زرعة.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا) يقفو ويجري (وراء حمامة) طائرة (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل: هذا (شيطان يتبع) ويقفو (شيطانة).
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شواهد؛ فقد أخرجه أبو داوود في كتاب الأدب، والبخاري في "الأدب المفرد"، وابن حبان في "الموارد" في كتاب الأدب، باب اللعب بالحمام، وأحمد في "المسند"، وعبد الرزاق في "مصنفه" إلى غير ذلك.
ودرجته: أنه حسن بما قبله وبما سيأتي من حديث أنس، ولا يضره الانقطاع في سنده؛ لأن له شواهد، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث عائشة بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(66)
- 3710 - (4)(حدثنا أبو نصر محمد بن خلف) بن عمار (العسقلاني) صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ستين ومئتين (260 هـ). يروي عنه:(س ق).
حَدَّثَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاح، حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَتْبَعُ حَمَامًا فَقَالَ: "شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانًا".
===
(حدثنا رواد بن الجراح) - بتشديد الواو في الأول والراء في الثاني - أبو عصام العسقلاني، أصله من خراسان، اختلط بأخرة فترك، وفي حديثه عن الثوري ضعف شديد، من التاسعة. يروي عنه:(ق)، ويروي عنه: محمد بن خلف العسقلاني. ويروي هو عن: أبي سعد الساعدي، قال الدوري عن ابن معين: لا بأس به، إنما غلط في حديث الثوري، وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: ثقة، وقال معاوية عن ابن مَعِين: ثقة مأمون، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ ويخالف، وقال الدارقطني: متروك، فبالجملة: هو مختلف فيه.
(حدثنا أبو سعد الساعدي) عن أنس رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يتبع حمامًا
…
الحديث، ويروي عنه: روَّاد بن الجرَّاح العسقلاني، قال أبو حاتم: مجهول لم يرو عنه غير رواد، وقال أبو زرعة: مجهول.
قلت: وقال الدارقطني: مجهول يترك حديثه. انتهى من "التهذيب".
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن فيه أبا سعد، وهو مجهول، وفيه أيضًا رواد بن الجراح، وهو مختلف فيه.
(قال) أنس: (رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يتبع حمامًا، فقال: "شيطان يتبع شيطانًا").
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فدرجته: أنه ضعيف السند، صحيح المتن بما قبله؛ لأن له شواهد مذكورةً في هذا الباب من أحاديث الحمام،
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وغرضه: الاستشهاد به، فهذا الحديث: ضعيف السند، صحيح المتن.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب من الأحاديث: أربعة:
الأول للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم