المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(43) - (1406) - باب الاستغفار - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٢٢

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تَتِمَّة كِتَابُ الأدب

- ‌(1) - (1364) - بَابُ الْمُصَافَحَةِ

- ‌فائدة في بيان أن السنة في المصافحة أن تكون باليد الواحدة

- ‌(2) - (1365) - بَابُ الرَّجُلِ يُقَبِّلُ يَدَ الرَّجُلِ

- ‌فائدة

- ‌(3) - (1366) - بَابُ الاسْتِئْذَانِ

- ‌(4) - (1367) - بَابُ الرَّجُلِ يُقَالُ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ

- ‌(5) - (1368) - بَابٌ: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ .. فَأَكْرِمُوهُ

- ‌(6) - (1369) - بَابُ تَشْمِيتِ الْعَاطِسِ

- ‌(7) - (1370) - بَابُ إِكْرَامِ الرَّجُلِ جَلِيسَهُ

- ‌(8) - (1371) - بَابُ: مَنْ قَامَ عَنْ مَجْلِسٍ فَرَجَعَ .. فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ

- ‌(9) - (1372) - بَابُ الْمَعَاذِيرِ

- ‌(10) - (1373) - بَابُ الْمِزَاحِ

- ‌فائدة مستلحقة

- ‌(11) - (1374) - بَابُ نَتْفِ الشَّيْبِ

- ‌(12) - (1375) - بَابُ الْجُلُوسِ بَيْنَ الظِّلِّ وَالشَّمْسِ

- ‌(13) - (1376) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الاضْطِجَاعِ عَلَى الْوَجْهِ

- ‌(14) - (1377) - بَابُ تَعَلُّمِ النُّجُومِ

- ‌(15) - (1378) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الرِّيحِ

- ‌(16) - (1379) - بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْأَسْمَاءِ

- ‌(17) - (1380) - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْأَسْمَاءِ

- ‌(18) - (1381) - بَابُ تَغْيِيرِ الْأَسْمَاءِ

- ‌(19) - (1382) - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ اسْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكُنْيَتِهِ

- ‌فائدةٌ مُذَيَّلَةٌ

- ‌(20) - (1383) - بَابُ الرَّجُلِ يُكَنَّى قَبْلَ أَنْ يُولَدَ لَهُ

- ‌تنبيه

- ‌(21) - (1384) - بَابُ الْأَلْقَابِ

- ‌(22) - (1385) - بَابُ الْمَدْحِ

- ‌(23) - (1386) - بَابٌ: الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ

- ‌(24) - (1387) - بَابُ دُخُولِ الْحَمَّامِ

- ‌(25) - (1388) - بَابُ الاطِّلَاءِ بِالنُّورَةِ

- ‌(26) - (1389) - بَابُ الْقَصَصِ

- ‌(27) - (1390) - بَابُ الشِّعْرِ

- ‌(28) - (1391) - بَابُ مَا كُرِهَ مِنَ الشِّعْرِ

- ‌(29) - (1392) - بَابُ اللَّعِبِ بِالنَّرْدِ

- ‌(30) - (1393) - بَابُ اللَّعِبِ بِالْحَمَامِ

- ‌(31) - (1394) - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْوَحْدَةِ

- ‌(32) - (1395) - بَابُ إِطْفَاءِ النَّارِ عِنْدَ الْمَبِيتِ

- ‌فائدة

- ‌(33) - (1396) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ النُّزُولِ عَلَى الطَّرِيقِ

- ‌(34) - (1397) - بَابُ رُكُوبِ ثَلَاثَةٍ عَلَي دَابَّةٍ

- ‌(35) - (1398) - بَابُ تَتْرِيبِ الكِتَابِ

- ‌(36) - (1399) - بَابٌ: لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ

- ‌(37) - (1400) - بَابٌ: مَنْ كَانَ مَعَهُ سِهَامٌ .. فَلْيَأْخُذْ بِنِصَالِهَا

- ‌(38) - (1401) - بَابُ ثَوَابِ الْقُرآنِ

- ‌(39) - (1402) - بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ

- ‌(40) - (1403) - بَابُ فَضْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ

- ‌(41) - (1404) - بَابُ فَضْلِ الْحَامِدِينَ

- ‌(42) - (1405) - بَابُ فَضْلِ التَّسْبِيحِ

- ‌(43) - (1406) - بَابُ الاسْتِغْفَارِ

- ‌(44) - (1407) - بَابُ فَضْلِ الْعَمَلِ

- ‌(45) - (1408) - بَابُ مَا جَاءَ فِي: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ

- ‌كتابُ الدُّعاء

- ‌(46) - (1409) - بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ

- ‌(47) - (1410) - بَابُ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(48) - (1411) - بَابُ مَا تَعَوَّذَ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌(43) - (1406) - باب الاستغفار

(43) - (1406) - بَابُ الاسْتِغْفَارِ

(113)

- 3757 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ وَالْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ

===

(43)

- (1406) - (باب الاستغفار)

(113)

- 3757 - (1)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).

(حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة القرشي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة إحدى ومئتين (201 هـ). يروي عنه:(ع).

(و) عبد الرحمن بن محمد بن زياد (المحاربي) أبو محمد الكوفي، لا بأس به، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).

كلاهما رويا (عن مالك بن مغول) - بكسر أوله وسكون المعجمة وفتح الواو - أبي عبد الله الكوفي، ثقة ثبت، من كبار السابعة، مات سنة تسع وخمسين ومئة (159 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن محمد بن سوقة) - بضم المهملة - الغنوي - بفتح المعجمة والنون الخفيفة - أبي بكر الكوفي العابد، ثقة مرضي، من الخامسة. يروي عنه:(ع).

(عن نافع) مولى ابن عمر، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومئة، أو بعد ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.

ص: 320

قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ يَقُولُ: "رَبِّ؛ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ؛ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ"، مِئَةَ مَرَّةٍ.

(114)

- 3758 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

===

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) ابن عمر: (إن) مخففة من الثقيلة؛ بدليل ذكر اللام الفارقة بعدها، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوبًا؛ تقديره:(إنه) أي: إن الشأن والحال (كنا) معاشر الصحابة (لنعد) ونحسب الرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس) الواحد (يقول) في استغفاره: (رب؛ اغفر لي وتب علي؛ إنك أنت التواب الغفور مئة مرة).

قوله: (لرسول الله) متعلق بـ (نعد)، وقوله:(مئة مرة) منصوب على المفعولية (لنعد).

وقوله: (وتب علي) أي: ارجع إلي بالرحمة، أو وفقني للتوبة، أو اقبل توبتي، قوله:(التواب الغفور) صيغتا مبالغة.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب الاستغفار، والترمذي في كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا قام من مجلسه، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف لحديث ابن عمر بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(114)

- 3758 - (2) (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن

ص: 321

بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِئَةَ مَرَّةٍ".

===

بشر) بن الفرافصة العبدي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن محمد بن عمرو) بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق له أوهام، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين، أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأستغفر الله) من جميع ذنوبي على تقدير وجودها (وأتوب إليه) أي: أرجع إلى طاعته؛ أي: أستغفره بهذه الصيغة (في اليوم) الواحد (مئة مرة) منصوب بـ (أستغفر) على المفعولية المطلقة؛ كما مر آنفًا.

وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، ولكن له شواهد في "مسلم" وغيره من حديث الأغر المزني وغيره.

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن عمر.

وهذا الحديث يدل على مشروعية استدامة التوبة، وأن الإنسان مهما ذكر ذنبه .. جدد التوبة؛ لأنه من حصول الذنب على يقين، ومن الخروج عن عقوبته على شك، فحق التائب أن يجعل ذنبه نصب عينيه، وينوح دائمًا عليه حتى

ص: 322

(115)

- 3759 - (3) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ أَبِي الْحُرِّ،

===

يتحقق أنه قد غفر له ذنبه، ولا يتحقق ذلك أمثالنا إلا بلقاء الله تعالى، فواجب عليه ملازمة الخوف من الله تعالى والرجوع إلى الله بالندم على ما فعل، وبالعزم على ألا يعود إليه والإقلاع عنه.

ثم لو قدرنا أنه تحقق أنه غفر له ذلك الذنب .. تعينت عليه وظيفة الشكر؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (أفلا أكون عبدًا شكورًا) متفق عليه عن عائشة رضي الله تعالى عنها، وإنما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يكرر توبته كل يوم مع كونه مغفورًا له، لِيُلْحِقَ به غيرُهُ نَفْسَه بطريق الأولي، لأن غيره يقول: إذا كانت حالُ من تحقق مغفرةُ ذنوبه هكذا .. كانت حالُ من هو في شك من ذلك أَحْرَى وأولى.

وكذلك القول في الاستغفار والتوبة يقتضي شيئًا يتاب منه، إلا أن ذلك منقسم بحسب حال من صدر منه ذلك الشيء؛ فتوبة العوام من السيئات، وتوبة الخواص من الغفلات، وتوبة خواص الخواص من الالتفات إلى الحسنات، هكذا قاله بعض أرباب القلوب الكاملة، وهو كلام حسن في نفسه، بالغ في فنه. انتهى من "المفهم".

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث ابن عمر بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(115)

- 3759 - (3)(حدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي.

(حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي.

(عن مغيرة بن أبي الحر) - بضم المهملة ثم راء - الكندي الكوفي، صدوق

ص: 323

عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيه، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّة".

===

ربما وهم، من السادسة. يروي عنه:(س ق)، قال يحيى بن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الترمذي: ليس به بأس.

(عن سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى) الأشعري الكوفي، ثقة ثبت. يروي عنه:(ع).

(عن أبيه) أبي بردة عامر بن أبي موسى الأشعري الكوفي، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع ومئة (104 هـ)، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن جده) أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس الكوفي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) أبو موسى: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأستغفر الله) ربي (وأتوب إليه في اليوم) الواحد (سبعين مرة).

وهذا الحديث لا ينافي الذي قبله؛ لأن العدد لا مفهوم له؛ لأنه يختلف باختلاف الأحوال، والغرض التكثير لا التقييد. انتهى من "العون".

وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.

ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث ابن عمر بحديث حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنهم، فقال:

ص: 324

(116)

- 3760 - (4) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَة، عَنْ حُذَيْفَةَ

===

(116)

- 3760 - (4)(حدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).

(حدثنا أبو بكر بن عياش) - بتحتانية مشددة وشين معجمة - ابن سالم الأسدي الكوفي المقرئ الحناط - بمهملة ونون - مشهور بكنيته، والأصح: أنها اسمه، وقيل: اسمه محمد أو عبد الله إلى غير ذلك، ثقة عابد إلا أنه لما كبر .. ساء حفظه، وكتابه صحيح، من السابعة، مات سنة أربع وتسعين ومئة (194 هـ)، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين، وقد قارب المئة. يروي عنه:(ع).

(عن أبي إسحاق) السبيعي عمرو بن عبد الله الكوفي، ثقة، من الثالثة، مكثر، مات سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن أبي المغيرة) البجلي أو البخاري - بمعجمة وفاء - الكوفي، اسمه عبيد بن المغيرة، أو عبيد بن عمرو، وقيل: المغيرة بن أبي عبيد، وقيل: غير ذلك. روى عنه: أبو إسحاق السبيعي وحده، فهو مجهول، من الثالثة. يروي عنه:(س ق) في الاستغفار.

قلت: قال ابن حبان في ثقات التابعين: عبيد بن المغيرة يكنى أبا المغيرة، روى عن: حذيفة، ويروي عنه: أبو إسحاق.

(عن حذيفة) بن اليمان رضي الله تعالى عنهما العبسي - بالموحدة - حليف الأنصاري، كان من السابقين إلى الإسلام.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه أبا المغيرة البجلي، وهو مجهول.

ص: 325

قَالَ: كَانَ فِي لِسَانِي ذَرَبٌ عَلَى أَهْلِي، وَكَانَ لَا يَعْدُوهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"أَيْنَ أَنْتَ مِنَ الِأسْتِغْفَارِ؟ تَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً".

(117)

- 3761 - (5) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ

===

(قال) حذيفة: (كان في لساني ذرب) - بفتحتين - أي: فحش وحِدَّةٌ وسُرعة إلى السبِّ والشتم واستطالة (على أهلي) وزوجتي (و) لكن (كان) لساني (لا يعدوهم) أي: لا يجاوز من لسَبِّ أهلي (إلى) سب (غيرهم) بل كان مقصورًا على سب أهلي، ولا يسب مع أهلي أقاربها كأمها وأبيها (فذكرت ذلك) الذي كان بلساني (للنبي صلى الله عليه وسلم أي: أخبرته للنبي صلى الله عليه وسلم؛ ليستغفر لي وشكوته إليه؛ خوفًا من عقوبة الله على ذلك (فقال) لي النبي صلى الله عليه وسلم: (أين أنت من الاستغفار) المطلوب منك كل يوم وصباح، هل تركته أم لا؟ فإن لم تتركه .. فإنه يكون كفارة من مثل تلك الاستطالة إن لم يكن فيه سب وشتم، بل (تستغفر الله) من ذلك ومن ذنبك (في اليوم) الواحد (سبعين مرة).

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكنه صحيح بما قبله من حديث أبي موسى، وغرضه: الاستشهاد به، فهذا الحديث: ضعيف السند؛ لما تقدم، صحيح المتن، وله شواهد أخر؛ كما ذكَرَهُ السنديُّ، والله أعلم.

ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث ابن عمر بحديث عبد الله بن بسر رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(117)

- 3761 - (5) (حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن

ص: 326

دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا".

===

دينار الحمصي) أبو حفص القرشي مولاهم، صدوق، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين (250 هـ). يروي عنه:(د س ق).

(حدثنا أبي) عثمانُ بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي مولاهم أبو عمرو الحمصي، ثقة عابد، من التاسعة، مات سنة تسع ومئتين (209 هـ). يروي عنه:(د س ق).

(حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن عرق) - بكسر المهملة وسكون الراء بعدها قاف - اليحصبي، أبو الوليد الحمصي، صدوق، من الخامسة. يروي عنه:(د س ق).

(سمعت عبد الله بن بسر) - بضم الموحدة وسكون المهملة - المازني الصحابي الصغير، ولأبيه صحبة رضي الله تعالى عنهما، مات سنة ثمان وثمانين (88 هـ)(، وقيل: ست وتسعين (96 هـ)، وله مئة سنة. يروي عنه:(ع).

وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

أي: سمعته حالة كونه (يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: طوبى) أي: الجنة أو الفلاح والفوز (لمن وجد) ورأى يوم القيامة (في صحيفة) أعمالـ (ـه) التي كتبته الحفظة؛ من الملائكة في الدنيا حين ألزمت في عنقه يوم القيامة (استغفارً اكثيرًا) واقعًا منه في الدنيا؛ لأنه يدل على نجاته.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.

ص: 327

(118)

- 3762 - (6) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ

===

ثم استشهد المؤلف خامسًا لحديث ابن عمر بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(118)

- 3762 - (6)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير - مصغرًا - السلمي الدمشقي، من كبار العاشرة، صدوق مقرئ خطيب، فحديثه القديم أصح معروف، لكن ليس بثقة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم الدمشقي أبو العباس، ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا الحكم بن مصعب) المخزومي الدمشقي، مجهول، والحق: أنه قليل الحديث، فهو الصحيح؛ كما سيأتي قريبًا، فهو في حكم المختلف فيه، راجع "التهذيب"، من السابعة. يروي عنه:(د س ق).

(عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس) الهاشمي، ثقة، من السادسة، لم يثبت سماعه من جده كما يستفاد من رواية ابن ماجه، فيكون السند منقطعًا.

وفي رواية أبي داوود: أخبرنا الحكم بن مصعب، أخبرنا محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه أنه حدثه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.

والمعنى: أن أباه علي بن عبد الله حدثه؛ أي: حدث محمد بن علي، فيكون السند متصلًا، وهو الصواب.

مات سنة أربع أو خمس وعشرين ومئة (125 هـ). يروي عنه: (م عم).

ص: 328

أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ .. جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ".

===

(أنه) أي: أن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس (حدثه) أي: حدث الحكم بن مصعب (عن عبد الله بن عباس) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه الحكم بن مصعب، وهو قليل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ له عندهم حديث واحد في لزوم الاستغفار.

قلت: هذا مقل جدًّا؛ فإن كان أخطأ .. فهو ضعيف، وإلا .. فهو قليل الحديث.

(قال) ابن عباس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار) أي: عند صدور معصية، وظهور بلية، أو من داوم عليه؛ فإنه في كل نفس يحتاج إليه، ولذا قال صلى الله عليه وسلم:"طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا" رواه ابن ماجه بإسناد صحيح .. (جعل الله له) ببركة الاستغفار (من كل هم) أي: غم يهمه (فرجًا) أي: خلاصًا من ذلك (ومن كل ضيق) أي: شدة ومحنة (مخرجًا) أي: طريقًا وسببًا يخرج إلي سعة ومنحة، والجار والمجرور فيه وفيما قبله متعلق بما بعده، وقدم عليه؛ للاهتمام به (ورزقه) حلالًا طيبًا (من حيث لا يحتسب) أي: من حيث لا يظن ولا يرجو ولا يخطر بباله.

والحديث مقتبس من قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} (1)، كذا في "المرقاة".

(1) سورة الطلاق: (2 - 3).

ص: 329

(119)

- 3763 - (7) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلَيِّ بْنِ زَيْدٍ،

===

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب في الاستغفار، وأحمد في "مسنده".

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وإن كان سنده حسنًا أو ضعيفًا، على الخلاف فيه؛ لأن له مشاركًا من حديث أبي داوود، ويشهد له قوله تعالى:{اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} (1)، وخير ما يستدل ويستشهد به كتاب الله عزو جل، فدرجته: أنه حسن السند أو ضعيفه، صحيح المتن، وغرضه: الاستشهاد به.

ثم استشهد المؤلف سادسًا لحديث ابن عمر بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(119)

- 3763 - (7)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي الواسطي، ثقة متقن، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن حماد بن سلمة) بن دينار الربعي أبي سلمة البصري، ثقة ثبت، من كبار الثامنة، مات سنة سبع وستين ومئة (167 هـ). يروي عنه:(م ع).

(عن علي بن زيد) بن عبد الله بن أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي البصري، أصله حجازي، وهو المعروف بعلي بن زيد بن جدعان،

(1) سورة نوح: (10 - 12).

ص: 330

عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:"اللَّهُمَّ؛ اجْعَلْنِي مِنَ الَّذِينَ إِذَا أَحْسَنُوا .. اسْتَبْشَرُوا، وَإِذَا أَسَاؤُوا .. اسْتَغْفَرُوا".

===

ينسب أبوه إلي جد جده ضعيف، من الرابعة، مات سنة إحدى وثلاثين ومئة (131 هـ)، وقيل قبلها. يروي عنه:(م عم).

وقال العجلي: كان يتشيع لا بأس به، وقال مرة: يكتب حديثه وليس بالقوي، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صالح الحديث، وقال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو أحب إلي من يزيد بن أبي زياد، وكان ضريرًا، وكان يتشيع، وقال الترمذي: صدوق إلا أنه ربما رفع الشيء الذي يوقفه غيره. وروى عنه: مسلم مقرونًا بغيره، وقال الحضرمي: مات سنة (129 هـ)، وقال خليفة: مات سنة (131 هـ)، وبالجملة: فهو مختلف فيه يرد السند من الصحة إلى الحسن. انتهى من "التهذيب" بتصرف.

(عن أبي عثمان) النهدي - بفتح النون وسكون الهاء - عبد الرحمن بن مل - بميم مثلثة ولام مشددة - مشهور بكنيته، ثقة ثبت مخضرم، من كبار الثانية، مات سنة خمس وتسعين (95 هـ)، وقيل بعدها، وعاش مئة وثلاثين سنة، وقيل أكثر. يروي عنه:(ع).

(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف عند الجمهور، والحسن عند غيرهم؛ لأن فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف أو مختلف فيه.

(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان) دائمًا (يقول: اللهم؛ اجعلني من الذين إذا أحسنوا) أي: إذا عملوا الأعمال الصالحة .. (استبشروا) بتوفيقها وشكروا الله عليه (وإذا أساؤوا) أي: عملوا الأعمال السيئة .. حزنوا على خذلانهم بها، و (استغفروا) أي: بادروا إلى الاستغفار عنها.

ص: 331

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه أبو داوود الطيالسي في "مسنده" عن حماد بن سلمة بإسناده ومتنه، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر في "مسنده" عن بشر بن السري عن حماد بن سلمة بهذا الإسناد والمتن، وابن أبي شيبة في "مسنده" بإسناده ومتنه، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد".

فدرجته: أنه حسن؛ لحسن سنده، أو صحيح بغيره؛ لأن له شواهد؛ كما ذكرناه، وغرضه: الاستشهاد به.

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: سبعة أحاديث:

الأول منها للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 332