الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(69)
- 3713 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ،
===
فائدة
ذكر أصحاب الكلام في الطبائع أن الله تعالى جمع في النار:
الحركة، والحرارة، واليبوسة، واللطافة، والنور.
وهي تفعل بك صورة من هذه الصور، خلاف ما تفعل في الأخرى؛ فبالحركة تغلي الأجسام، وبالحرارة تسكن، وباليبوسة تجفف، وباللطافة تنفذ، وبالنور تضيء ما حولها.
ومنفعة النار تختص بالإنسان دون سائر الحيوانات؛ فلا يحتاج إليها شيء سواه، وليس له غنىً عنها في حال من الأحوال، ولذا عظمها المجوس وعبدوها. انتهى من "إرشاد الساري"(ص 169/ج 9).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الاستئذان، باب لا تترك النار في البيت عند النوم، ومسلم في كتاب الأشربة، باب الأمر بتغطية الإناء، وأبو داوود في كتاب الأدب، باب في إطفاء النار، والترمذي في كتاب الأطعمة، باب تخمير الإناء، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث ابن عمر بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(69)
- 3713 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة)
عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَي أَهْلِه، فَحُدِّثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِشَأْنِهِمْ فَقَالَ:"إِنَّمَا هَذِهِ النَّارُ عَدُوّ لَكُمْ؛ فَإِذَا نِمْتُمْ .. فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ".
===
حماد بن أسامة القرشي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة إحدى ومئتين (201 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن بريد بن عبد الله) بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أبي بردة الصغير الكوفي، ثقة يخطئ قليلًا، من السادسة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي بردة) الكبير عامر بن أبي موسى الأشعري أو الحارث، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع ومئة (104 هـ)، وقيل غير ذلك، ووهم من قال: له صحبة. يروي عنه: (ع).
(عن أبي موسى) الأشعري عبد الله بن قيس الكوفي رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو موسى: (احترق بيت بالمدينة) المنورة (على أهله) أي: على سكانه، ولم أر من ذكر أسماء أهل ذلك البيت (فحدث) بالبناء للمفعول؛ أي: حدث وأخبر (النبي صلى الله عليه وسلم بشأنهم) أي: بشأن أهل ذلك البيت؛ أي: أخبر باحتراقهم في البيت (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم لمن عنده: أيها الناس (إنما هذه النار) الدنيوية التي تنتفعون بها في الدنيا في مطابخكم وفي سائر حوائجكم هي (عدو لكم) أي: مؤذية مضرة لكم محرقة إياكم إن لم تحتاطوا لها وتحترزوا منها أشد الاحتراز (فإذا نمتم) - بكسر النون وسكون الميم - من باب خاف يخاف، والفاء فيه للإفصاح؛ أي: إذا أردتم النوم وهي موقدة وخفتم ضررها .. (فأطفئوها) أي: فاخمدوها (عنكم) ولا تشعلوها عند النوم؛ طلبًا للسلامة والأمن لأنفسكم عنها.
(70)
- 3714 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِك،
===
قوله: "إنما هي عَدُوٌّ لكم" أي: لأنها - كما قال ابن العربي - تنافي أبداننا وأموالنا منافاة العدو وإن كانت لنا بها منفعة، فأطلق عليها العداوة؛ لوجود معناها، فإذا نمتم .. فاطفئوها عنكم ولا تتركوها موقدة؛ فإن صحبة العدو تكون مع الاحتياط منه والتوقي من شره.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الاستئذان، باب لا تترك النار في البيت عند النوم، ومسلم في كتاب الأشربة، باب الأمر بتغطية الإناء، والترمذي في كتاب الأطعمة، باب تخمير الإناء.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن عمر.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث ابن عمر بحديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(70)
- 3714 - (3)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(حدثنا عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة تسع وتسعين ومئة (199 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبد الملك) بن أبي سليمان ميسرة أبي محمد العرزمي - بفتح المهملة وسكون الراء وبالزاي المفتوحة - صدوق له أوهام، بل هو ثقة أحد
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَهَانَا؛ فَأَمَرَنَا أَنْ نُطْفِئَ سِرَاجَنَا.
===
الأئمة الحفاظ، ومن أعيان الكوفيين، من الخامسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن أبي الزبير) المكي الأسدي مولاهم محمد بن مسلم بن تدرس، صدوق، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) جابر: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ندب وإرشاد؛ أن نغطي الآنية المشتملة على المشروبات وستر أفواهها؛ لئلا تدخلها الهوام (ونهانا) نهي تنزيه وإرشاد؛ أن نترك أفواهها مفتوحة؛ أي: أمرنا بكل ما ينبغي، ونهانا عن كل ما لا ينبغي (فأمرنا أن نطفئ سراجنا) عند النوم، ففي رواية المؤلف اختصار الحديث.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم