الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(6) - (1369) - بَابُ تَشْمِيتِ الْعَاطِسِ
(12)
- 3656 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: عَطَسَ رَجُلَانِ
===
(6)
- (1369) - (باب تشميت العاطس)
قال في "النهاية": التشميت - بالشين المعجمة وبالسين المهملة - كلاهما بمعنًى واحد؛ وهو الدعاء بالخير والبركة، ولكن بالمعجمة؛ أي: بالشين أعلاهما وأبلغهما، يقال: شمت فلانًا وشمت عليه - بالتشديد فيهما - تشميتًا فهو مشمت، واشتقاقه من الشوامت؛ وهي القوائم؛ كأنه دعا للعاطس بالثبات على طاعة الله تعالى، وقيل: معناه: أبعدك الله عن الشماتة، وجنبك ما يشمت به عليك. انتهى.
* * *
(12)
- 3656 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) عبد الله بن محمد بن إبراهيم العبسي الكوفي، ثقةٌ متقن، من العاشرة له تصانيف، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(حدثنا يزيد بن هارون) بن زذان السلمي الواسطي، ثقةٌ متقن، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن سليمان) بن طرخان (التيمي) البصري، ثقةٌ، من الرابعة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئة (143 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أنس: (عطس رجلان) وفي حديث سهل بن سعد عن الطبراني
عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا أَوْ سَمَّتَ وَلَمْ يُشَمِّتِ الْآخَرَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ عَطَسىَ عِنْدَكَ رَجُلَانِ فَشَمَّتَّ أَحَدَهُمَا وَلَمْ تُشَمِّتِ الْآخَرَ، فَقَالَ:"إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللهَ، وَإِنَّ هَذَا لَمْ يَحْمَدِ اللهَ".
===
أنهما عامر بن الطفيل وابن أخيه. انتهى من "التحفة"(عند النبي صلى الله عليه وسلم، فشمَّت) من التشميتِ (أحدهما) أي: دعا النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الأحد بالرحمة والبركة (أو) قال الراوي أو من دونه: (سمت) - بالسين المهملة - من التسميت؛ أي: دعوت لذلك الأحد بالرحمة والخير، فهما بالمعجمة وبالمهملة بمعنىً واحد؛ كما مر آنفأ؛ أي: قال له: يرحمك الله (ولم يشمت) النبي صلى الله عليه وسلم العاطس (الآخر) أي: لَمْ يدع له بالرحمة، فسكَتَ حين عطَس الآخرُ (فقيل) له صلى الله عليه وسلم ولم أر من عين اسم هذا القائل - أي: فقال واحد من الحاضرين للنبي صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله؛ عطس عندك رجلان، فشمت أحدهما) أي: دعوت لأحدهما بالرحمة (ولم تشمت الآخر) أي: لَمْ تدع له؛ كما دعوت للأول، فما الفارق بين الرجلين حيث استحق الدعاء له ولم يستحق الآخر؟
(فقال) النبي صلى الله غليه وسلم في جواب سؤال السائل: (إن هذا) العاطس الذي دعوت له (حمد الله) تعالى وشكره على جميع أحواله وعوارضه، فاستحق الدعاء له بسبب حمده لربه (وإن هذا) الآخر الذي عطس أخيرًا (لَمْ يحمد الله) تعالى، فلم يستحق الدعاء له.
قال السيوطي في حاشية "أبي داوود": الذي لَمْ يحمد الله تعالى عند عطاسه هو عامر بن الطفيل، مات كافرًا، نسأل الله تعالى العفو والعافية من بلاء الدنيا والآخرة. انتهى من "السندي".
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد جوابه عن سؤال السائل له: إنما
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
التشميت لمن حمد الله تعالى على عطاسه، قال الأبي: لَمْ يذكر في الحديث أنه أرشده إلى الحمد.
وقال الطيبي: وعلى من سمعه أن يرشده إلى الحمد نصيحةً له، قال مكحول الشامي: كنت يومًا عند عمر بن الخطاب، فعطس رجل من ناحية المسجد، فقال عمر: يرحمك الله إن حمدت، وقال الشعبي: إذا سمعت الرجل يعطس من وراء جدار، فحمد الله تعالى .. فشمته، وقال إبراهيم النخعي: إذا كنت وحدك فعطست وحمدت .. فقل: يغفر الله لي ولكم. انتهى منه.
قال النووي: قوله: (فشمت أحدهما
…
) إلى آخره، يقال: شمت - بالشين المعجمة - وسمت - بالسين المهملة - هما لغتان مشهورتان، المعجمة أفصح، قال ثعلب: معناه بالمعجمة: أبعد الله عنك الشماتة؛ أي: فرح الأعداء بمصيبتك، وبالمهملة: هداك الله إلى ما هو القصد والهدى؛ من السمت؛ وهو الاستواء والاستقامة والهداية.
والعطاس: هو خروج ما اختنق في الدماغ من الأبخرة المتصاعدة من المعدة إليه، وأول من عطس: آدم عليه السلام؛ كما ذكرناه في "تفسيرنا حدائق الروح والريحان" مع بيان سببه.
قال القاضي عياض: قال بعض شيوخنا: وإنما أمر العاطس بحمد الله تعالى؛ لما حصل له من المنفعة بالعطاس؛ بخروج أبخرة فاسدة مضرة من دماغه، تصاعدت من المعدة إلى الدماغ؛ بسبب العطاس.
وقد اختلف أهل المذاهب في حكم التشميت عند محمد العطاس: فهو واجب على الكفاية عند الحنفية، قاله العزيزي، وفرض كفاية عند مالك، وسنة عند الشافعي، وواجب عند الظاهرية قاله النووي.
(13)
- 3657 - (2) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ،
===
وفي "العزيزي": الكافر لا يشمت بالرحمة، بل يقال له: يهديكم الله ويصلح بالكم. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأدب، باب الحمد للعاطس، ومسلم في كتاب الزهد، باب تشميت العاطس، وأبو داوود في كتاب الأدب، باب فيمن يعطس ولا يحمد الله تعالى، والترمذي في كتاب الأدب، باب ما جاء في إيجاب التشميت بحمد العاطس، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والدارمي في كتاب الاستئذان، والطيالسي في "مسنده".
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، والله أعلم.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أنس بن مالك بحديث سلمة بن الأكوع رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(13)
- 3657 - (2)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقةٌ عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).
(حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي، ثقةٌ، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن عكرمة بن عمار) العجلي أبي عمار اليمامي، أصله من البصرة، صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له
عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَع، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُشَمَّتُ الْعَاطِسُ ثَلَاثًا، فَمَا زَادَ .. فَهُوَ مَزْكُومٌ".
===
كتاب، من الخامسة، مات قبيل الستين ومئة. يروي عنه:(م عم).
(عن إياس بن سلمة بن الأكوع) الأسلمي أبي سلمة المدني، ثقةٌ، من الثالثة، مات سنة تسع عشرة ومئة (119 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي أبي مسلم وأبي إياس، شهد بيعة الرضوان، مات سنة أربع وسبعين (74 هـ). يروي عنه:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) سلمة بن الأكوع: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يشمت العاطس) بالبناء للمفعول؛ أي: يدعى له بالرحمة (ثلاثًا) أي: في ثلاث مرات من العطاس إن محمد الله تعالى بعد كلّ مرّة (فما زاد) من عطاسه على ثلاث مرات .. فلا يدعى له بالرحمة؛ (فهو مزكوم) أي: مأخوذ بمرض الزكام، فليس بعاطس، قال النووي: يعني: أنه ليس ممن يشمت بعد ثلاث مرات؛ لأن الذي به مرض يسمى زكامًا، فليس بعطاس.
فإن قيل: إذا كان مريضًا .. فكان الأولى أن يدعى له؛ لأنه أحق بالدعاء من غيره.
فالجواب: أنه يستحب أن يدعى له بالعافية من مرضه لا بدعاء العاطس.
قلت: مذهب مالك: من تكرر منه العطاس .. يشمته ثلاثًا؛ ثم يمسك عن التشميت له؛ لحديث أبي داوود: "شمت أخاك ثلاثًا؛ فإن زاد .. فهو مزكوم" ووقع في "الموطأ" على الشك قال: لا أدري أفي الثانية أو في الثالثة، وحديث أبي داوود هذا يرفع الشك، وأما حديث مسلم .. فلم يذكر فيه أنه تكرر، وظاهره: أنه متى عرف أنه مزكوم أو تكرر .. فلا يشمته؛ فالتكرر ليس بقيد،
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
ولعل الراوي في حديث مسلم لَمْ يحضر إلَّا بعد الثالثة، أو لَمْ يجعل باله إلَّا حينئذ. انتهى من "الأبي".
قال القاضي عياض: لا خلاف أن العاطس مأمور بالحمد، واختلف في كيفية حمده: فقيل: يقول: الحمد لله، وقيل: يزيد رب العالمين، وقيل: يقول: الحمد على كلّ حال، وخيره الطبري فيما شاء من ذلك.
وأما التشميت .. فاختلف في حكمه: فمشهور مذهب مالك وهو قول جماعة أنه فرض كفاية؛ كرد السلام، وقال ابن مزين وأهل الظاهر: هو فرض عين، لحديث:"إذا عطس أحدكم فحمد الله .. فحق على كلّ مسلم سمعه أن يشمته".
وقال عبد الوهاب وجماعة: هو مستحب، قالوا: وقوله: "حق على كلّ مسلم" معناه: في حكم الأدب وكرم الأخلاق؛ كقوله: "من حق الإبل أن تحلب على الماء"، واختلف في كيفية التشميت: فقيل: يقول: يرحمك الله، وقيل: يقول: الحمد لله يرحمك الله، وقيل: يقول: يرحمنا الله وإياكم. انتهى من "الأبي".
وقال القاضي أيضًا: واختلف في صفة رد العاطس: فقيل: يقول: يهديكم الله ويصلح بالكم، وقيل: يقول: يغفر الله لنا ولكم.
قال الأبي: هذا القول على التخيير، حكاه ابن رشد عن مالك، واختار عبد الوهاب:(يهديكم الله ويصلح بالكم).
قال ابن رشد: والذي أقول: أن يقول: (يغفر الله لنا ولكم) إذا لا يعلم سلامة أحد من ذنب، وصاحب الذَّنْب محتاج إلى المغفرة، وإن جمع بينهما، فقال:(يغفر الله لنا ولكم، ويهديكم الله ويصلح بالكم) .. كان أحسن إلَّا
(14)
- 3658 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِيسَي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،
===
في الذمي، فليقل:(يهديكم الله) ولا يقول: (يغفر الله لكم) لأن اليهود والنصارى لا يغفر لهما الذنوب إلَّا بعد الإيمان. انتهى من "الكوكب" نقلًا عن "الأبي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الزهد، باب تشميت العاطس، وأبو داوود في كتاب الأدب، باب كم مرّة يشمت العاطس، والترمذي في كتاب الأدب، باب كم يشمت العاطس، قال أبو عيسى: هذا حديث غريب وإسناده مجهول.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أنس بحديث علي رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(14)
- 3658 - (3)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا علي بن مسهر) - بضم الميم وسكون المهملة وكسر الهاء - القرشي الكوفي قاضي الموصل، ثقةٌ له غرائب بعدما أضر، من الثامنة، مات سنة تسع وثمانين ومئة (189 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن) محمد بن عبد الرَّحمن (بن أبي ليلى) الأنصاري الكوفي القاضي أبي عبد الرَّحمن، صدوق سيئ الحفظ جدًّا، من السابعة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(عم).
(عن عيسى) بن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي، ثقةٌ، من السادسة. يروي عنه:(عم).
(عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى) المدني ثم الكوفي، ثقةٌ، من الثانية،
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ .. فَلْيَقُلِ: الْحَمْدُ لِلّه، وَلْيَرُدَّ عَلَيْهِ مَنْ حَوْلَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، وَلْيَرُدَّ عَلَيْهِمْ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصلِحُ بَالَكُمْ".
===
اختلف في سماعه عن عمر، مات بوقعة الجماجم سنة ثلاث وثمانين (83 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن علي) بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه محمد بن عبد الرَّحمن بن أبي ليلي، وهو متفق على ضعفه.
(قال) علي: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا عطس أحدكم) أيها المسلمون .. (فليقل) أمر ندب؛ أي: فليقل ذلك العاطس: (الحمد لله) على كلّ حال؛ أي: في حال عطاس وفي غيره (وليرد عليه) أي: على ذلك العاطس قوله: الحمد لله (من حوله) ظاهره عمومه لكل من الحاضرين، وقيل: هو على الكفاية؛ والمراد: بعض من حوله؛ أي: فليقل من حضره عقب قوله: الحمد لله: (يرحمك الله) مخاطبًا للعاطس (وليرد) العاطس (عليهم) أي: على من حوله قولهم: (يرحمك الله) بقوله لهم: (يهديكم الله) أي: يوفقكم الله لكل خير (ويصلح) الله (بالكم) أي: شؤونكم دينًا ودنيا؛ والمراد بالرد في الموضعين: تعقيب كلامهم بعد كلامه، وتعقيب كلامه بعد كلامهم بلا فاصل بينهما.
ففي "التحفة" قوله: (وليرد) أي: العاطس عليهم قوله: (ويصلح بالكم) البال: القلب؛ يقال: فلان ما يخطر ببالي؛ أي: في قلبي، والبال: رخاء العيش؛ يقال: فلان رخي البال؛ أي: واسع العيش، والبال: الحال؛ يقال: ما بالك؟ أي: حالك.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
والبال في الحديث يحتمل المعاني الثلاثة، والأولى: أن الحمل على المعنى الثالث أنسب؛ لعمومه المعنيين الأوليين أيضًا، كذا في "المفاتيح".
وروى البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة مرفوعًا: "إذا عطس أحدكم .. فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله .. فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم".
قال ابن بطال: ذهب الجمهور إلى أنه يقول العاطس في جواب المشمت: (يهديكم الله ويصلح بالكم)، وذهب الكوفيون إلى أنه يقول:(يغفر الله لنا ولكم)، وأخرجه الطبري عن ابن مسعود وابن عمر وغيرهما، وذهب مالك والشافعي إلى أنه يتخير بين اللفظين. انتهى.
وقيل: يجمع بينهما.
قلت: أصح ما ورد في جواب المشمت هو حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري في "صحيحه" فإنه قال بعد تخريجه في "الأدب المفرد": وهذا أثبت ما يروى في هذا الباب، وقال الطبري: هو من أثبت الأخبار.
وقال البيهقي: هو أصح شيء ورد في هذا الباب، وقد أخذ به الطحاوي من الحنفية، وهذا الحديث أخرجه الدارمي أيضًا. انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الأدب والاستئذان، باب ما جاء في تشميت العاطس، قال أبو عيسى: كان ابن أبي ليلى يضطرب في هذا الحديث يقول أحيانًا: عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول أحيانًا: عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: وهذا الحديث صحيح المتن بغيره، ضعيف السند؛ لأن له شاهدًا من
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
حديث ابن جعفر وعائشة رواه البخاري في كتاب الأدب، باب إذا عطس كيف يشمت، ورواه أحمد في "مسنده"، ورواه النسائي في "اليوم والليلة"، باب ما يقول إذا عطس، من حديث أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فالحديث: صحيح المتن بغيره، ضعيف السند، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم