المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(40) - (1403) - باب فضل لا إله إلا الله - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٢٢

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تَتِمَّة كِتَابُ الأدب

- ‌(1) - (1364) - بَابُ الْمُصَافَحَةِ

- ‌فائدة في بيان أن السنة في المصافحة أن تكون باليد الواحدة

- ‌(2) - (1365) - بَابُ الرَّجُلِ يُقَبِّلُ يَدَ الرَّجُلِ

- ‌فائدة

- ‌(3) - (1366) - بَابُ الاسْتِئْذَانِ

- ‌(4) - (1367) - بَابُ الرَّجُلِ يُقَالُ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ

- ‌(5) - (1368) - بَابٌ: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ .. فَأَكْرِمُوهُ

- ‌(6) - (1369) - بَابُ تَشْمِيتِ الْعَاطِسِ

- ‌(7) - (1370) - بَابُ إِكْرَامِ الرَّجُلِ جَلِيسَهُ

- ‌(8) - (1371) - بَابُ: مَنْ قَامَ عَنْ مَجْلِسٍ فَرَجَعَ .. فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ

- ‌(9) - (1372) - بَابُ الْمَعَاذِيرِ

- ‌(10) - (1373) - بَابُ الْمِزَاحِ

- ‌فائدة مستلحقة

- ‌(11) - (1374) - بَابُ نَتْفِ الشَّيْبِ

- ‌(12) - (1375) - بَابُ الْجُلُوسِ بَيْنَ الظِّلِّ وَالشَّمْسِ

- ‌(13) - (1376) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الاضْطِجَاعِ عَلَى الْوَجْهِ

- ‌(14) - (1377) - بَابُ تَعَلُّمِ النُّجُومِ

- ‌(15) - (1378) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الرِّيحِ

- ‌(16) - (1379) - بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْأَسْمَاءِ

- ‌(17) - (1380) - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْأَسْمَاءِ

- ‌(18) - (1381) - بَابُ تَغْيِيرِ الْأَسْمَاءِ

- ‌(19) - (1382) - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ اسْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكُنْيَتِهِ

- ‌فائدةٌ مُذَيَّلَةٌ

- ‌(20) - (1383) - بَابُ الرَّجُلِ يُكَنَّى قَبْلَ أَنْ يُولَدَ لَهُ

- ‌تنبيه

- ‌(21) - (1384) - بَابُ الْأَلْقَابِ

- ‌(22) - (1385) - بَابُ الْمَدْحِ

- ‌(23) - (1386) - بَابٌ: الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ

- ‌(24) - (1387) - بَابُ دُخُولِ الْحَمَّامِ

- ‌(25) - (1388) - بَابُ الاطِّلَاءِ بِالنُّورَةِ

- ‌(26) - (1389) - بَابُ الْقَصَصِ

- ‌(27) - (1390) - بَابُ الشِّعْرِ

- ‌(28) - (1391) - بَابُ مَا كُرِهَ مِنَ الشِّعْرِ

- ‌(29) - (1392) - بَابُ اللَّعِبِ بِالنَّرْدِ

- ‌(30) - (1393) - بَابُ اللَّعِبِ بِالْحَمَامِ

- ‌(31) - (1394) - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْوَحْدَةِ

- ‌(32) - (1395) - بَابُ إِطْفَاءِ النَّارِ عِنْدَ الْمَبِيتِ

- ‌فائدة

- ‌(33) - (1396) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ النُّزُولِ عَلَى الطَّرِيقِ

- ‌(34) - (1397) - بَابُ رُكُوبِ ثَلَاثَةٍ عَلَي دَابَّةٍ

- ‌(35) - (1398) - بَابُ تَتْرِيبِ الكِتَابِ

- ‌(36) - (1399) - بَابٌ: لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ

- ‌(37) - (1400) - بَابٌ: مَنْ كَانَ مَعَهُ سِهَامٌ .. فَلْيَأْخُذْ بِنِصَالِهَا

- ‌(38) - (1401) - بَابُ ثَوَابِ الْقُرآنِ

- ‌(39) - (1402) - بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ

- ‌(40) - (1403) - بَابُ فَضْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ

- ‌(41) - (1404) - بَابُ فَضْلِ الْحَامِدِينَ

- ‌(42) - (1405) - بَابُ فَضْلِ التَّسْبِيحِ

- ‌(43) - (1406) - بَابُ الاسْتِغْفَارِ

- ‌(44) - (1407) - بَابُ فَضْلِ الْعَمَلِ

- ‌(45) - (1408) - بَابُ مَا جَاءَ فِي: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ

- ‌كتابُ الدُّعاء

- ‌(46) - (1409) - بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ

- ‌(47) - (1410) - بَابُ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(48) - (1411) - بَابُ مَا تَعَوَّذَ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌(40) - (1403) - باب فضل لا إله إلا الله

(40) - (1403) - بَابُ فَضْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ

(93)

- 3737 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّات، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

===

(40)

- (1403) - (باب فضل لا إله إلا الله)

(93)

- 3737 - (1)(حدثنا أبو بكر) ابن أبي شيبة، (حدثنا الحسين بن علي) بن الوليد الجعفي الكوفي المقرئ، ثقة عابد، من التاسعة، مات سنة ثلاث أو أربع ومئتين (204 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن حمزة) بن حبيب (الزيات) القارئ أبي عمارة الكوفي التيمي مولاهم، صدوق زاهد ربما وهم، من السابعة، مات سنة ست أو ثمان وخمسين ومئة (158 هـ). يروي عنه؛ (م عم).

(عن أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي، ثقة، من الثالثة، مات سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن الأغر أبي مسلم) المدني نزيل الكوفة، ثقة، من الثالثة، مات سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(م عم)، وهو غير سلمان الأغر.

(أنه) أي: أن الأغر (شهد على أبي هريرة وأبي سعيد) الخدري رضي الله تعالى عنهما.

(أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه (قال): وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

وقولُه: (أنه شهد على أبي هريرة وأبي سعيد) ظاهرٌ على أن الأغر سمع

ص: 267

"إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ .. قَالَ: يَقُولُ اللهُ عز وجل: صَدَقَ عَبْدِي؛ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَأَنَا أَكْبَرُ، وَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ .. قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي؛ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِي، وَإِذَا قَالَ: لَا إَلَهَ إِلَّا اللهُ لَا شَرِيكَ لَهُ .. قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي؛ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَلَا شَرِيكَ لِي، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ

===

الحديث منهما، قال ابن التين: أراد بهذا اللفظ التأكيد للرواية. انتهى.

قلتُ: هو مِن ألفاظِ تحَمُّلِ الحديثِ.

قال السيوطي في "تدريب الراوي": عقد الرامهرمزي بابًا في تنويع ألفاظ التحمُّلِ؛ منها: الإتيان بلفظ الشهادة؛ كقول أبي سعيد: أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الجَرِّ أَنْ يُنْتَبذَ فيه.

وقول عبد الله بن طاووس: أشهد على والدي أنه قال: أشهد على جابر بن عبد الله أنه قال: أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أمرت أن أقاتل الناس

" الحديث. انتهى، انتهى من "التحفة".

(إذا قال العبد) وكذا الأمة: (لا إله إلا الله والله أكبر .. قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عز وجل: صدق عبدي) فيما يقول، وأنا أقول:(لا إله إلا أنا وأنا أكبر) من كل شيء؛ أي: يقول الرب بيانًا لتصديقه؛ أي: قرره بأن قال: لا إله إلا أنا وأنا أكبر، وهذا أبلغ من أن يقول: صدقت.

(وإذا قال العبد: لا إله إلا الله وحده .. قال) الله: (صدق عبدي؛ لا إله إلا أنا وحدي) أي: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله تصديقًا لعبده، وعبر هنا وفيما سيأتي بـ (قال) وثمة؛ أي: فيما مضى بـ (يقول) تفننًا.

(وإذا قال) العبد: (لا إله إلا الله لا شريك له .. قال) الله: (صدق عبدي؛ لا إله إلا أنا ولا شريك لي، وإذا قال) العبد: (لا إله إلا الله له الملك وله

ص: 268

الْحَمْدُ .. قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي؛ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا لِيَ الْمُلْكُ وَلِيَ الْحَمْدُ، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ .. قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي؛ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِي - قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: ثُمَّ قَالَ الْأَغَرُّ شَيْئًا لَمْ أَفْهَمْهُ قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ: مَا قَالَ؟ فَقَالَ -: مَنْ رُزِقَهُنَّ عِنْدَ مَوْتِهِ .. لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ".

===

الحمد .. قال) الله: (صدق عبدي؛ لا إله إلا أنا، لي الملك ولي الحمد، وإذا قال) العبد: الا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله .. قال) الله:(صدق عبدي؛ لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي).

(قال أبو إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي، ثقة، من الثالثة، روى عن الأغر أبي مسلم المدني:(ثم) بعدما روى لنا الأغر أبو مسلم هذا الحديث عن أبي هريرة وأبي سعيد (قال) لنا (الأغر شيئًا) من الكلام الم أفهمه) أي: لم أفهم ذلك الشيء لفظًا ولا معنىً؛ كأنه خفض به الصوت.

(قال) أبو إسحاق: (فقلت لأبي جعفر) محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ثقة فاضل، من الرابعة، وأبو جعفر كان معنا حين تكلم الأغر بشيء لم أفهمه، وكان أبو إسحاق يروي عن أبي جعفر محمد الباقر:(ما) ذا (قال) شيخنا الأغر حين خفض صوته؟ (فـ) قال أبو جعفر في جواب سؤالي: (قال) الأغر حين خفض صوته: (من رزقهن) أي: من وفق قول تلك الكلمات، يعني: كلمة: (لا إله إلا الله) وكلمة: (لا حول ولا قوة إلا بالله) وكلمة: (وحده لا شريك).

(عند موته) أي: في آخر حياته .. (لم تمسه النار) في الآخرة بإحراقه، استعار المس للإحراق؛ مبالغة في نفي الإحراق.

قال السندي: قوله: (من رزقهن) بالبناء للمفعول، ونائب الفاعل ضمير يعود

ص: 269

(94)

- 3738 - (2) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّاب،

===

إلى (من) موصولة كانت أو شرطية؛ أي: من أعطاه الله هذه الكلمات (عند موته) ووفقه لها ومات عليها .. (لم تمسه النار) الأخروية، بل يدخل الجنة ابتداء مع الأبرار، اللهم؛ اجعلنا ممن رزقته إياهن، آمين. انتهى منه بتصرف.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الدعوات، باب ما يقول العبد إذا مرض، ورواه الحاكم في "المستدرك" في كتاب الإيمان، وابن حبان في "الموارد" وصححاه، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح لم يخرج في "الصحيحين"، وقد احتجا جميعًا بحديث أبي إسحاق عن الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد، وقد اتفقا على الاحتجاج بحديث إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق.

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، والله أعلم.

* * *

ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة وأبي سعيد بحديث طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(94)

- 3738 - (2)(حدثنا هارون بن إسحاق) بن محمد بن مالك (الهمداني) - بالسكون - أبو القاسم الكوفي، صدوق، من صغار العاشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(ت س ق).

(حدثنا محمد بن عبد الوهاب) القناد - بالقاف والنون - أبو يحيى الكوفي، ويقال له: السكري أيضًا، ثقة عابد، من التاسعة، مات سنة اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ت س ق).

ص: 270

عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّهِ سُعْدَى الْمُرِّيَّةِ قَالَتْ: مَرَّ عُمَرُ بِطَلْحَةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا لَكَ كَئِيبًا؟

===

(عن مسعر) بن كدام - بكسر أوله وتخفيف ثانيه - ابن ظهير الهلالي، أبي سلمة الكوفي، ثقة ثبت فاضل، من السابعة، مات سنة ثلاث أو خمس وخمسين ومئة (155 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن إسماعيل بن أبي خالد) اسمه سعد، وقيل: هرمز، وقيل: كثير البجلي الأحمسي أبي عبد الله الكوفي أحد الأئمة الأعلام، ثقة ثبت، من الرابعة، مات سنة ست وأربعين ومئة (146 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن الشعبي) عامر بن شراحيل الحميري أبي عمرو الكوفي الإمام العلم، ثقة مشهور فقيه فاضل، من الثالثة، مات بعد المئة. يروي عنه:(ع).

(عن يحيى بن طلحة) بن عبيد الله التيمي المدني، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(ت ق)، روى عن: أبيه، وأمه سعدى، ويروي عنه: الشعبي، قال: يعقوب بن شيبة: ثقة ثبت، وقال العجلي: مدني تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات".

(عن أمه سعدى) - بضم المهملة - بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة (المرية) أي: المنسوبة إلى بني مرة، امرأة طلحة بن عبيد الله لها صحبة رضي الله تعالى عنهما (قالت) سعدى:(مر عمر) بن الخطاب (بطلحة) بن عبيد الله التيمي المدني رضي الله تعالى عنهما (بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذا السند من ثمانياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(فقال) عمر لطلحة: (مالك) أي: أي شيء ثبت لك حالة كونك (كئيبًا؟ )

ص: 271

أَسَاءَتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ؛ قَالَ: لَا، وَلكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا أَحَدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ .. إِلَّا كَانَتْ نُورًا لِصَحِيفَتِه، وَإِنَّ جَسَدَهُ وَرُوحَهُ لَيَجِدَانِ لَهَا رَوْحًا عِنْدَ الْمَوْتِ"، فَلَمْ أَسْأَلْهُ حَتَّى تُوُفِّيَ، قَالَ: أَنَا أَعْلَمُهَا؛ هِيَ الَّتِي أَرَادَ عَمَّهُ عَلَيْهَا،

===

أي: حزينًا؛ من اكتأب الرجل - بهمزة بعد التاء المثناة - افتعل؛ من كئب الثلاثي؛ أي: حزينًا، وفي بعض النسخ:(مكتئبًا) والمعنى واحد؛ أي: أي شيء ثبت لك أراك كئيبًا؛ أي: حزينًا غير منطلق الوجه منشرح الصدر (أساءتك) وأحزنتك (إمرة ابن عمك) من النسب؟ أي: أحزنتك إمارة وخلافة ابن عمك من النسب؛ أي: أما رضيت بخلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه؟

(قال) طلحة لعمر بن الخطاب في جواب سؤاله: (لا) أي: ما أساءتني إمارته ولا خلافته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولكن) أساءني وأحزنني أمر آخر غيرها؛ وذلك أني (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) في حياته: (إني لأعلم كلمة لا يقولها أحد) من المسلمين (عند موته .. إلا كانت) تلك الكلمة (نورًا) أي: منيرة الصحيفته) أي: لصحيفة أعماله الحسنة يوم القيامة حتى يقرأها منورة غير مظلمة عليه (وإن جسده) أي: والحال أن جسد ذلك الأحد وجسمه (وروحه ليجدان لها) أي: لتلك الكلمة (روحًا) أي: راحة وسرورًا ورحمة ورضوانًا من الله (عند الموت) أي: عند موته.

(فلم أسأله) صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة (حتى توفي) وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فـ (قال) عمر:(أنا أعلمها) أي: أعلم تلك الكلمة التي ذكرتها (هي) أي: تلك الكلمة؛ هي (التي أراد) وقصد النبي صلى الله عليه وسلم (عمه) أبا طالب؛ أي: موت عمه (عليها) أي: على

ص: 272

وَلَوْ عَلِمَ أَنَّ شَيْئًا أَنْجَى لَهُ مِنْهَا .. لَأَمَرَهُ.

(95)

- 3739 - (3) حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله،

===

تلك الكلمة (ولو علم) النبي صلى الله عليه وسلم (أن شيئًا) غير تلك الكلمة (أنجى له) أي: لعمه (منها) أي: من تلك الكلمة .. (لأمره) أي: لأمر عمه أبا طالب أن يقول ذلك الشيء الذي هو أفيد له في النجاة من النار الأخروية، وتلك الكلمة التي هي أنجى وأنفع لمن قالها في النجاة من النار هي كلمة:(لا إله إلا الله) مع قرينتها (محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه النسائي في "اليوم والليلة" بهذا السند المذكور، وابن أبي شيبة بطريق آخر، وأحمد بن حنبل.

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده؛ ولأن له شاهدًا ومتابعًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة وأبي سعيد، والله أعلم.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة وأبي سعيد بحديث معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(95)

- 3739 - (3)(حدثنا عبد الحميد بن بيان) بن زكريا (الواسطي) أبو الحسن السكري، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(م د ق).

(حدثنا خالد بن عبد الله) بن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطي المزني مولاهم، ثقة ثبت، من الثامنة، مات سنة اثنتين وثمانين ومئة (182 هـ). يروي عنه:(ع).

ص: 273

عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هِصَّانَ بْنِ كَاهِلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ نَفْسٍ

===

(عن يونس) بن عبيد بن دينار العبدي أبي عبيد البصري، ثقة ثبت فاضل ورع، من الخامسة، مات سنة تسع وثلاثين ومئة (139 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن حميد بن هلال) العدوي أبي نصر البصري، ثقة عالم، توقف فيه ابن سيرين؛ لدخوله في عمل السلطان، من الثالثة. يروي عنه:(ع).

(عن هصان) بكسر الهاء وتشديد الصاد (ابن كاهل) ويقال: ابن كاهن - بالنون بدل اللام - العدوي، مقبول، من الثالثة. يروي عنه:(س ق). يقال: كان أبوه كاهنًا في الجاهلية، وقد ثبت كون أبيه كاهنًا في الجاهلية مصرحًا به في رواية النسائي في آخر كتاب "عمل اليوم والليلة".

(عن عبد الرحمن بن سمرة) بن حبيب بن عبد شمس العبشمي أبي سعيد الصحابي، من مسلمة الفتح رضي الله تعالى عنه، يقال: كان اسمه عبد كلال، افتتح سجستان، ثم سكن البصرة، ومات بها سنة خمسين (50 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع).

(عن معاذ بن جبل) بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي أبي عبد الرحمن، صحابي مشهور من أعيان الصحابة رضي الله تعالى عنه وعنهم أجمعين، شهد بدرًا وما بعدها وكان إليه المنتهى في العلم بالأحكام والقرآن، مات بالشام سنة ثماني عشرة (18 هـ). يروي عنه:(ع).

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الحسن بالنظر إلى هصان بن كاهل، والصحة بالنظر إلى غيره؛ لأنهم ثقات.

(قال) معاذ: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من نفس) من

ص: 274

تَمُوتُ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْجِعُ ذَلِكَ إِلَى قَلْبٍ مُوقِنٍ .. إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهَا".

(96)

- 3740 - (4) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ،

===

المسلمين (تموت) حالة كونها (تشهد) وتقر بلسانها: (أن لا إله إلا الله وأني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كافة الثقلين حالة كونها (يرجع ذلك) الإقرار من لسانها (إلى قلب موقن) أي: مصدق له من الإيقان وهو أشد التصديق .. (إلا غفر الله) عز وجل (لها) أي: لتلك النفس التي أقرت بلسانها الشهادتين، وصدقت بقلبها معناهما جميع ما اكتسبت من الآثام والذنوب، بمحض فضله وواسع كرمه، أحسن الله ختامنا على تلك الكلمتين.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه الحميدي من طريق يونس، وأحمد بن منيع في "مسنده" عن إسماعيل بن إبراهيم، وأبو يعلى الموصلي من طريق ابن هلال نحو رواية ابن ماجه.

ودرجته: أنه حسن صحيح، لكون سنده كذالك، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث أم هانئ رضي الله تعالى عنها، فقال:

(96)

- 3740 - (4)(حدثنا إبراهيم بن المنذر) بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي (الحزامي) - بالزاي - صدوق تكلم فيه أحمد؛ لأجل القرآن، من العاشرة، مات سنة ست وثلاثين ومئتين (236 هـ). يروي عنه:(خ ت س ق).

(حدثنا زكريا بن منظور) بن ثعلبة، ويقال: زكريا بن يحيى بن منظور،

ص: 275

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ لَا يَسْبِقُهَا عَمَلٌ وَلَا تَتْرُكُ ذَنْبًا".

(97)

- 3741 - (5) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَاب،

===

فنسب إلى جده القرظي، أبو يحيى المدني، ضعيف، من الثامنة. يروي عنه:(ق).

(حدثني محمد بن عقبة) بن أبي مالك القرظي، مستور، من الثالثة. يروي عنه:(ق).

(عن أم هانيء) فاختة بنت أبي طالب الصحابية المشهورة رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه زكريا بن منظور، وهو متروك.

(قالت) أم هانئ: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلمة (لا إله إلا الله) مع عديلتها (لا يسبقها عمل) أي: في الفضل والأجر؛ أي: هي أفضل الأعمال البدنية، وأما التصديق .. فهو من عمل القلب (ولا تترك ذنبًا) لصاحبها .. إلا طهرته منه؛ لأن الإسلام يجب ما قبله.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف (14)(384)؛ لضعف سنده؛ لما تقدم، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أبي هريرة وأبي سعيد بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(97)

- 3741 - (5)(حدثنا أبو بكر) ابن أبي شيبة، (حدثنا زيد بن الحباب) أبو الحسين العكلي - بضم المهملة وسكون الكاف - الكوفي، صدوق

ص: 276

عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، أَخْبَرَنِي سُمَيٌّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .. كَانَ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ،

===

يخطئ في حديث الثوري، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(م عم).

(عن مالك بن أنس) الإمام في الفروع الأصبحي المدني، ثقة حجة، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ). يروي عنه:(ع).

(أخبرني سمي) بصيغة التصغير (مولى أبي بكر) بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، ثقة، من السادسة، مات سنة ثلاثين مقتولًا بقديد. يروي عنه:(ع).

(عن أبي صالح) ذكوان السمان المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في يوم) واحد (مئة مرة) أي: قولًا مئة مرة؛ لأنه منصوب على المفعولية المطلقة بالقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) مقول محكي للقول منصوب به على أنه مقول له، وجملة قوله:(كان) ذلك المقول (له) أي: لقائله (عدل) - بكسر العين وبفتحها - بمعنى: المثل؛ أي: كان له ذلك المقول مثل عتق (عشر رقاب) أي: كان ثواب ذلك القول مثل ثواب عتق عشر رقاب؛ أي: نسمات جمع رقبة؛ بمعنى: نسمة

ص: 277

وَكُتِبَتْ لَهُ مِئَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وَكُنَّ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَيْطَانِ سَائِرَ يَوْمِهِ إِلَى اللَّيْل، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا أَتَى بِهِ إِلَّا مَنْ قَالَ أَكْثَرَ".

===

ونفس، جواب (من) الشرطية، وما بعده معطوف عليه (وكتبت له) أي: لذلك زيادة على ذلك (مئة حسنة) أي: ثواب (ومحي) زيادة على ذلك أيضًا (عنه) أي: عن ذلك القائل؛ أي: محيت وأزيلت ومسحت عنه؛ أي: عن ما كتب عليه في صحف سيئاته (مئة سيئة) وذنب (وكن) أي: تلك الأذكار المئة (له) أي: لقائلها (حرزًا) أي: أمانًا وحصنًا حصينًا (من) وسوسة (الشيطان سائر يومه) أي: في جميع ساعات يومه الذي قال فيه تلك الأذكار (إلى) أن يدخل مساء ذلك (الليل) المستقبل لذلك اليوم، وقال السندي:(سائر يومه) أي: بقية يومه أو كله. انتهى.

(ولم يأت أحد) من الناس (بـ) ذكر (أفضل) وأكثر أجرًا (مما أتى به) ذلك القائل؛ أي: بذكر أكثر أجرًا من أجر ما أتى به وقاله (إلا من قال) ذكرًا (أكثر) مما قاله؛ فإنه يزاد له من الأجر بقدر ما قاله.

قال النووي: قوله: "من قال في يوم مئة مرة" ظاهر إطلاق الحديث أنه يحصل هذا الأجر المذكور في الحديث لمن قال هذا التهليل مئة مرة في يومه، سواء قالها متوالية أو متفرقة في مجالس، أو بعضها أول النهار، وبعضها آخره، لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية في أول النهار؛ لتكون حرزًا له في جميع نهاره، قال الفراء: قوله: (عدل عشر رقاب) العدل - بالفتح -: ما عدل الشيء من غير جنسه، و - بالكسر -: المثل. انتهى.

قوله: "إلا من قال أكثر من ذلك" قال النووي: هذا فيه دليل على أنه لو قال هذا التهليل أكثر من مئة مرة في اليوم .. كان له هذا الأجر المذكور في الحديث على المئة، ويكون له ثواب آخر على الزيادة، وليس هذا من الحدود التي نهي

ص: 278

(98)

- 3742 - (6) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَّن، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَار،

===

عن اعتدائها ومجاوزة أعدادها وأن زيادتها لا فضل فيها أو تبطلها؛ كالزيادة في عدد الطهارة وعدد ركعات الصلاة.

ويحتمل: أن يكون المراد: مطلق الزيادة، سواء كانت من التهليل أو من غيره أو منه ومن غيره، وهذا الاحتمال أظهر. انتهى منه.

"وكانت له حرزًا من الشيطان

" إلى آخره؛ يعني: أن الله تعالى يحفظه من الشيطان في ذلك اليوم، فلا يقدر منه على زلة ولا وسوسة؛ ببركة تلك الكلمات. انتهى.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، والترمذي في كتاب الدعوات.

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.

ثم استأنس المؤلف للترجمة ثانيًا بحديث آخر لأبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، فقال:

(98)

- 3742 - (6)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا بكر بن عبد الرحمن) بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري أبي عبد الرحمن الكوفي القاضي، ويقال له: بكر بن عبيد، ثقة، من التاسعة، مات سنة إحدى أو اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ)، وقيل: سنة تسع عشرة. يروي عنه: (د س ق).

(حدثنا عيسى بن المختار) بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن

ص: 279

عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .. كَانَ كَعَتَاقِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ".

===

أبي ليلى الأنصاري الكوفي، ثقة، من التاسعة. يروي عنه:(د س ق).

(عن محمد) بن عبد الرحمن (بن أبي ليلى) الأنصاري الأوسي الكوفي القاضي أبي عبد الرحمن، صدوق سيئ الحفظ جدًّا، من السابعة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(عم)، واسم أبي ليلي يسار.

(عن عطية) بن سعد بن جنادة - بضم الجيم بعدها نون خفيفة - (العوفي) الجدلي - بفتحتين - الكوفي أبي الحسن، صدوق يخطئ كثيرًا وكان شيعيًّا، من الثالثة، مات سنة إحدى عشرة ومئة (111 هـ). يروي عنه:(د ت ق).

(عن أبي سعيد الخدري) سعد بن مالك الأنصاري رضي الله تعالى عنه، مات سنة ثلاث أو أربع أو خمس وستين، وقيل: سنة أربع وسبعين. يروي عنه: (ع).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه عطية العوفي، وهو ضعيف متروك، وفيه أيضًا محمد بن أبي ليلي، وهو سيئ الحفظ.

(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال في دبر) وعقب (صلاة الغداة) أي: صلاة الصبح: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شيء قدير .. كان) أجر ذكره هذا (ك) أجر (عتاق) أي: كأجر إعتاق (رقبة) أي: نسمة ونفس مؤمنة بالله وبرسوله، كائنة تلك الرقبة (من ولد) أي: من نسل (إسماعيل) أي: من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل وأزكى التسليم.

ص: 280

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

قوله: (كعتاق) - بفتح العين - مصدر سماعي لعتق الثلاثي، يقال: عتق العبد يعتق؛ من باب ضرب، عتقًا وعتاقًا وعتاقة. انتهى من "السندي".

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" عن أبي أمامة، وعزاه الهيثمي للطبراني في "الكبير" و "الأوسط"، وقال: رجال "الأوسط" ثقات.

فدرجته: أنه ضعيف؛ لضعف سنده، وغرضه: الاستئناس به للترجمة، فالحديث: ضعيف السند والمتن (15)(385).

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ستة أحاديث:

الأول للاستدلال، واثنان للاستئناس، وثلاثة للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 281