الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(14) - (1377) - بَابُ تَعَلُّمِ النُّجُومِ
(25)
- 3669 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْأَخْنَس، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الله، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
===
(14)
- (1377) - (باب تعلم النجوم)
(25)
- 3669 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن سعيد) بن فروخ القطان التميمي أبو سعيد البصري، ثقة متقن من أئمة الجرح والتعديل، من التاسعة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبيد الله بن الأخنس) النخعي أبي مالك الخَزَّاز - بمعجمات - الكوفي، ويقال: مولى الأزديين، صدوق، قال ابن حبان: كان يخطئ كثيرًا، من السابعة. يروي عنه:(ع). وفي "التهذيب": وثقه أحمد وابن معين وأبو داوود والنسائي، قالوا: ثقة، وقال ابن الجنيد عن ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ كثيرًا.
(عن الوليد بن عبد الله) بن أبي مغيث العبدري مولاهم المكي، ثقة، من السادسة. روى عن: يوسف بن ماهك، ويروي عنه: عبيد الله بن الأخنس. يروي عنه: (دق).
(عن يوسف بن ماهك) بن بُهْزَاذَ - بضم الموحدة وسكون الهاء بعدها زاي - الفارسي المكي، ثقة، من الثالثة، مات سنة ست ومئة (106 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنَ النُّجُومِ .. اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْر، زَادَ مَا زَادَ".
===
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) ابن عباس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اقتبس) وتعلم (علمًا من النجوم) أي: نوعًا من علوم النجوم .. فقد (اقتبس شعبةً) أي: تعلم قطعةً ونوعًا (من) علوم (السحر، زاد) في علم السحر (ما زاد) أي: مدة زيادته في علم النجوم؛ فما مصدرية ظرفية.
قوله: (من اقتبس) أي: أخذ وحصل وتعلم (علمًا من النجوم) أي: نوعًا من علومها أو مسألةً من علمها .. (اقتبس شعبة) أي: تعلم قطعة (من) علوم (السحر) كما (زاد) ذلك المقتبس من علم السحر (ما زاد) أي: مدة زيادته من علم النجوم؛ فما مصدرية؛ لتأويلها ما بعدها بالمصدر، ظرفية؛ لكون ذلك المصدر المؤول بها مجرورًا بإضافة ذلك المقدر إليه، وليست ما التي هنا كما التي في قولهم:(لا أصحبك ما دام زيد مترددًا إليك) لاشتراط تلك بتقدم النفي عليها؛ كما عرفت من المثال، والمعنى: زاد اقتباس شعبة السحر، ما زاد اقتباس علم النجوم، قاله القاري، لكن بزيادة وتصرف.
وقال السندي: (زاد) علمه من السحر، ما زاد علمه من النجوم.
ويحتمل أنه من كلام الراوي، أي: زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في التقبيح ما زاد علمه بالنجوم. انتهى منه.
قال الخطابي: علم النجوم هو ما يستدل به أهل التنجيم على علم أحوال الكوائن والحوادث التي لم تقع، كمجيء الأمطار وكثرتها، وكثرة الثمار والأعشاب وقلتها، وقحط الأرض ونقصان البحار وزيادتها، وغلاء الأسعار
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
ورخصها، وأما ما يعلم به أوقات الصلاة وجهة القبلة .. فغير داخل فيما نهى عنه. انتهى.
وفي "شرح السنة": المنهي عنه من علم النجوم ما يَدَّعِيه أَهْلُهما من معرفةِ الحوادث التي لم تقع، وربما تقع في مستقبل الزمان؛ مثل إخبارهم بوقت هبوب الرياح، ومجيء ماء المطر، ووقوع الثلج، وظهور الحر والبرد، وتغيير الأسعار ونحوها، ويزعمون أنهم يستدركون معرفتها بسير الكواكب واجتماعها وافتراقها، وهذا علم استأثر الله به، لا يعلمه أحد غيره؛ كما قال تعالى:{نَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} (1)، وأما ما يدرك بطريق المشاهدة من علم النجوم الذي يعرف به الزوال وجهة القبلة؛ كالربع المجيب .. فإنه غير داخل فيما نهى عنه.
قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} (2)، وقال تعالى:{وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} (3)، فأخبر الله تعالى أن النجوم طرق لمعرفة الأوقات والمسالك، ولولاها .. لم يهتد الناس إلى استقبال الكعبة، روي عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال:(تعلموا من النجوم ما تعرفون به القبلة والطريق، ثم أمسكوا) كذا في "المرقاة". انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الطب، باب في النجوم، وأحمد في "المسند".
(1) سورة لقمان: (34).
(2)
سورة الأنعام: (97).
(3)
سورة النحل: (16).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا هذا الحديث الواحد.
والله سبحانه وتعالى اعلم