الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(33)
- كتَابُ الدُّعَاءِ
(46) - (1409) - بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ
(126)
- 3770 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الْمَدَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ،
===
(33)
- (كتاب الدعاء)
(46)
- (1409) - (باب فضل الدعاء)
(126)
- 3770 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(وعلي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).
كلاهما (قالا: حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا أبو المليح المدني) الفارسي الخراط، اسمه صَبِيحٌ - بفتح الصاد - وقيل: حميد، ثقة، من السابعة. يروي عنه:(ت ق)، عن أبي صالح الخوزي، ويروي عنه: وكيع، وحاتم بن إسماعيل وغيرهما. وروى عنه أيضًا: أبو عاصم النبيل، وسماه حميدًا، قال: مضر بن محمد عن ابن معين، ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، كذا في "تهذيب التهذيب". انتهى من "التحفة".
(قال) أبو المليح: (سمعت أبا صالح) الخوزي - بضم الخاء المعجمة وسكون الواو ثم زاي - لين الحديث، من الثالثة. يروي عنه:(ت ق).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ لَمْ يَدْعُ اللهَ سُبْحَانَهُ .. غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ".
===
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه: أبا صالح الخوزي، وهو لين الحديث.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يَدْع اللهَ سبحانه) وتعالى في دفع مضرة وبلية، أو جلب مسرة وحاجة .. (غضب الله) عز وجل (عليه) لأن ترك السؤال تكبر واستغناء، وهذا لا يجوز للعبد، ونعم ما قيل:
الله يغضب إن تركتَ سؤاله
…
وترى ابن آدم حين يُسْأَلُ يَغْضَبُ
وقال الطيبي: وذلك لأن الله يحب أن يُسأل من فضله؛ فمن لم يسأل الله .. يبغضه، والمبغوض مغضوب عليه لا محالة. انتهى، انتهى من "التحفة".
قال السندي: قوله: "من لم يدع الله .. غضب عليه" لما في ترك الدعاء من دعوى الاستغفار صورةً، وهو وصف غير لائق بمنصب العبودية، ولذلك عُدَّ الدعاء من وظائف العبودية، بل أعلاها.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الدعوات، باب (2)، ورواه أيضًا ابن أبي شيبة في كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء، وأحمد في "المسند"، والحاكم في "المستدرك" بنحوه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد.
ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا؛ كما مر آنفًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
(127)
- 3771 - (2) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ ذَرِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ يُسَيْعٍ الْكِنْدِيِّ،
===
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(127)
- 3771 - (2)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).
(حدثنا وكيع، عن) سليمان بن مهران (الأعمش) ثقة، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن ذَرّ) بفتح المعجمة وتشديد الراء (ابن عبد الله) بن زرارة المُرهِبيِّ - بضم الميم وسكون الراء - (الهمداني) أبي عُمر الكوفي. روى عن: يُسَيْعِ الكندي، ويروي عنه: الأعمش، قال في "التقريب": ثقة عابد رمي بالإرجاء، من السادسة، مات قبل المئة. يروي عنه:(ع). انتهى قال الأشرم عن أحمد: ما بحديثه بأس، وقال ابن معين والنسائي وابن خراش: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات". انتهى من "التهذيب".
(عن يسيع) - بمثناتين من تحت الأولي مضمومة والثانية ساكنة بينهما سين مهملة مفتوحة مصغرًا - ابن معدان (الكندي) الحضرمي الكوفي، ويقال فيه: أسيع - بالهمزة في أوله مصغرًا - روى عن: النعمان، ويروي عنه: ذر بن عبد الله، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(عم) قال ابن المديني: معروف، وقال النسائي: ثقة، أخرجوا له حديثه عن النعمان (الدعاء هو العبادة).
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ"، ثُمَّ قَرَأَ:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} .
===
(عن النعمان بن بشير) بن سعد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، له ولأبويه صحبة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، سكن الشام ثم ولي إمرة الكوفة، ثم قتل بحمص سنة خمس وستين (65 هـ). يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) النعمان: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الدعاء هو العبادة، ثم قرأ) رسول الله صلى الله عليه وسلم استدلالًا على كلامه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (1) ولو لم يكن الدعاء عبادة .. لم يأمر به، قوله:(قال) النعمان: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الدعاء هو العبادة) أي: هو المستحق بأن يسمى باسم العبادة، أتى بضمير الفصل؛ لإفادة الحصر؛ تأكيدًا للكلام، ثم استدل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما قاله بقوله تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ؛ أي: أجب لكم؛ فالسين والتاء فيه زائدتان.
وعبارة "العون" هنا: قوله: "الدعاء هو العبادة" أي: هو العبادة الحقيقية التي تستأهل أن تسمى عبادة؛ لدلالته على الإقبال على الله والإعراض عما سواه؛ بحيث لا يرجو ولا يخاف إلا إياه، قائمًا بوجوب العبودية، معترفًا بحق الربوبية، عالمًا بنعمة الإيجاد، طالبًا لمدد الإمداد، على وفق المراد، وتوفيق الإسعاد، كذا في "المرقاة".
وقال الشيخ في "اللمعات": الحصر للمبالغة، وقراءة الآية تعليل بأنه مأمور
(1) سورة غافر: (60).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
به، فيكون عبادةً أقله أن يكون مستحبة، وآخر الآية:{إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} ، والمرادُ بعبادتي: هو الدعاءُ، ولُحوق الوعيد ينظر إلى الوجوب، لكن التحقيق: أن الدعاء ليس بواجب، والوعيد إنما هو على الاستكبار. انتهى.
قوله: ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي
…
} إلى آخره، قيل: استدل بالآية على أن الدعاء عبادة؛ لأنه مأمور به، والمأمور به عبادة.
وقال القاضي: استشهد بالآية؛ لدلالتها على أن المقصود يترتب عليه تَرُتُّبَ الجزاء على الشرط، والمسبب على السبب، ويكون أتَمَّ العبادات، ويقْرُبُ من هذا قوله:(منع العبادة) أي: خالصها.
وقال الطيبي رحمه الله تعالى: يمكن أن تحمل العبادة على المعنى اللغوي؛ وهو غاية التذلل والافتقار والاستكانة، وما شرعت العبادة إلا للخضوع للبارئ وإظهار الافتقار إليه، وينصر هذا التأويل ما بعد الآية المتلوة:{إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (1)، حيث عبر عن عدم الافتقار والتذلل بالاستكبار.
ووضع (عبادتي) موضع (دعائي) وجعل جزاء ذلك الاستكبار الهوان والصغار، قال المنذري: وأخرجه أبو داوود والترمذي، وقال الترمذي: حسن صحيح. انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب الدعاء، والترمذي في كتاب الدعوات، باب ما جاء في فضل الدعاء.
(1) سورة غافر: (60).
(128)
- 3772 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُودَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
===
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة الأولِ بحديث آخر له رضي الله تعالى عنه، فقال:
(128)
- 3772 - (3)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد الذهلي النيسابوري، ثقة متقن، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا أبو داوود) سليمان بن داوود بن الجارود الطيالسي البصري، ثقة حافظ غلط في أحاديث، من التاسعة، مات سنة أربع ومئتين (204 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا عمران) بن دَاوَرَ - بفتح الواو بعدها راء - أبو العوام (القطان) البصري، صدوق يهم ورمي برأي الخوارج، من السابعة، مات بين الستين والسبعين ومئة (165 هـ). يروي عنه:(عم).
(عن قتادة) بن دعامة السدوسي البصري، ثقة ثبت، من الرابعة، مات سنة بضع عشرة ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن سعيد بن أبي الحسن) البصري أخي الحسن، ثقة، من الثالثة، مات سنة مئة (100 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيْسَ شَيْء أَكْرَمَ عَلَى اللهِ سُبْحَانَهُ مِنَ الدُّعَاءِ".
===
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عمران القطان، وهو مختلف فيه.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال): إنه (ليس شيء أكرم) وأحب وأعظم (على الله) أي: عند الله (سبحانه من الدعاء).
قال السندي: قوله: (أكرم) منصوب على أنه خبر ليس، و (على الله) أي: عنده؛ والمراد: أنه أكرم على ما سواه من العبادات القولية؛ لأن سوق كل شيء يعتبر في بابه، فلا يرد أن الصلاة أفضل العبادات البدنية، ولا يتوهم أنه مناف لقوله تعالى:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (1)، كذا قيل.
قلت: والإشكال: إنما يكون بنحو: أفضل الأذكار قوله: لا إله إلا الله، وأحب الأذكار سبحان الله
…
الحديث، ولا يزال الإشكال بكل ما قيل هنا من التأويلات؛ كما في "السندي" فلعل المراد بقوله:(أكرم) أي: أسرع قبولًا وأنفع تأثيرًا، والله أعلم.
ويمكن أن يراد بالدعاء: الدعاء إلى الله تعالى، فيكون المعنى: أكرم الأعمال هو الهداية إلى الله تعالى التي هي وظيفة الرسل والعلماء النائبين عنهم، وهذا معنى صحيح ولا يظهر فيه إشكال، تأمل.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الدعوات، باب ما جاء في فضل الدعاء، وقال: هذا حديث حسن غريب، والحاكم في كتاب الدعاء والتكبير، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(1) سورة الحجرات: (13).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
ودرجته: أنه حديث حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم