الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(16) - (1379) - بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْأَسْمَاءِ
(27)
- 3671 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ عز وجل: عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ".
===
(16)
- (1379) - (باب ما يستحب من الأسماء)
(27)
- 3671 - (1)(حدثنا أبو بكر) ابن أبي شيبة، (حدثنا خالد بن مخلد) القطواني - بفتح القاف والطاء - أبو الهيثم البجلي مولاهم الكوفي - صدوق يتشيع - من كبار العاشرة، مات سنة ثلاث عشرة ومئتين (213 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(خ م ت س ق).
(حدثنا العمري) عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني، ثقة، من الخامسة، مات سنة بضع وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن نافع) مولى ابن عمر، ثقة، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومئة، أو بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (أحب الأسماء) أي: أحب أسمائكم أيها المؤمنون (إلى الله عز وجل أي: عنده تعالى عندية مكانةٍ لا مكان (عبد الله وعبد الرحمن) أي: إن أرضى أسمائكم عنده تعالى هذان الاسمان؛ لأن في الأول اعترافًا بالعبدية والتذلل والخضوع، وفي الثاني اعترافًا بالرحمة العامة الشاملة لكل مخلوق برها وفاجرها، علويها وسفليها، دنيويها وأخرويها، وأيضًا في الأول تفاؤل بأن يكون المسمى به
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
عابدًا له تعالى، وفي الثاني مظهرًا للرحمة الإلهية، والله أعلم.
وفي "المرقاة": وروى الحاكم في "الكنى" والطبراني عن أبي زهير الثقفي مرفوعًا: "إذا سميتم .. فعبدوا" أي: انسبوا عبوديتهم إلي أسماء الله تعالى، فيشمل عبد الرحيم وعبد الملك وغيرهما، ومن حديث ابن مسعود رفعه:"أحب الأسماء إلى الله تعالى ما تعبد به"، وفي إسناد كل منهما ضعف، كذا في "فتح الباري"(10/ 575).
ولا يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يفعل الأفضل، ولم يسم أحدًا من أولاده بذلك؟ والجواب: بأنه فعل ذلك؛ تشريعًا للأمة، وبيانًا للجواز، والله تعالى أعلم.
قال القرطبي: إنما كانت هذه الأسماء أحب إلى الله تعالى؛ لأنها تضمنت ما هو وصف واجب للحق تعالى؛ وهو الإلهية والرحمانية، وما هو وصف للإنسان وواجب له؛ وهو العبودية والافتقار إلى الله تعالى، ثم أضيف العبد الفقير إلى الله الغني إضافة حقيقية، فصدقت أفراد هذه الأسماء الأصلية وشرفت بهذه الإضافة التركيبية، فحصلت لهما هذه الأفضلية الأحبية، ويلحق بهذين الاسمين كل ما كان مثلهما؛ مثل: عبد الملك، وعبد الصمد، وعبد الغني. انتهى من "المفهم".
ولعل وجه كونهما أحب الأسماء دلالتهما على عبدية المرء لله تعالى، والعبدية أفضل أوصاف المرء؛ كما قال القاضي عياض رحمه الله تعالى:
ومما زادني شرفًا وتيها
…
وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي
…
وأن صيرت أحمد لي نبيا
قال السندي: قوله: "أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن" أي:
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وأمثالهما مما فيه إضافة العبد إلى الله تعالى، لما فيه من الاعتراف بالعبودية وتعظيمه تعالى بالربوبية، ولا شك أن وصف العبد بالعبودية، وتعظيمه تعالى بالربوبية يتضمن الإشعار بالذل في حضرته، ولذلك ذكرهم الله تعالى في مواضع الرحمة باسم العباد، فقال:{يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} (1)، وقد ذكر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في أشرف المواضع في كتابه باسم عبد الله، فقال:{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ} (2)، وقال:{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} (3).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الآداب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم وبيان ما يستحب من الأسماء، وأبو داوود في كتاب الأدب، باب تغيير الأسماء، والترمذي في كتاب الأدب، باب رقم (64/ 2833)، والدارمي في كتاب الاستئذان، باب ما يستحب من الأسماء.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا هذا الحديث الواحد.
والله سبحانه وتعالى أعلم
(1) سورة الزمر: (53).
(2)
سورة الجن: (19).
(3)
سورة الفرقان: (1).