الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(23) - (1386) - بَابٌ: الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ
(44)
- 3688 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ شَيْبَانَ،
===
(23)
- (1386) - (باب: المستشار مؤتمن)
أي: أمين، فلا ينبغي له أن يخون المستشير بكتمان المصلحة والدلالة على المفسدة؛ والمعنى:(المستشار) أي: الذي طلب منه المشورة والرأي الأصلح (مؤتمن) اسم مفعول من الأمن أو الأمانة.
قال الطيبي: معناه: أنه أمين فيما يسأل عنه من الأمور، فلا ينبغي له أن يخون المستشير بكتمان مصلحته، ذكره العزيزي.
قال في "القاموس": يقال: أشار إليه بكذا: أمره به، وهي الشورى، والمشورة مفعلة لا مفعولة، واستشاره: طلب منه المشورة. انتهى من "العون".
وفي "التحفة": (المستشار) من استشاره؛ إذا طلب رأيه فيما فيه المصلحة (مؤتمن) اسم مفعول من الأمن أو الأمانة.
ومعناه: أن المستشار أمين فيما يسأل من الأمور، فلا ينبغي أن يخون المستشير بكتمان مصلحته. انتهى منه.
* * *
(44)
- 3688 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن أبي بكير) اسمه نسر - بفتح النون وسكون المهملة - الكرماني كوفي الأصل، نزل بغداد، ثقة، من التاسعة، مات سنة ثمان أو تسع ومئتين (209 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن شيبان) بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي أبي معاوية البصري،
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ".
===
نزيل الكوفة صاحب كتاب، يقال: إنه منسوب إلى نحوة؛ بطن من الأزد لا إلى علم النحو، من السابعة، مات سنة أربع وستين ومئة (164 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبد الملك بن عمير) - مصغرًا - ابن سويد اللخمي حليف بني عدي الكوفي، ويقال له: الفرسي نسبة إلى فرس له سابق، ثقة فصيح عالم تغير حفظه وربما دلس، من الرابعة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المستشار) أي: المستنصح الذي طلب منه استخراج الرأي الحسن والأصلح في الأمور المشكلة على صاحبها (مؤتمن) أي: أمين على ما وكل إليه من استخراج الأمر الأصلح، فلا يجوز له أن يخون المستشير ويغشه بكتمان الأمر الأصلح الذي ظهر له، وأمره بالمفسد؛ لما ورد في الحديث الصحيح المتفق عليه، من قوله صلى الله عليه وسلم:"الدين النصيحة".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأدب، باب المشورة، والترمذي في كتاب الأدب، باب إن المستشار مؤتمن عن أم سلمة، قال: وفي الباب عن ابن مسعود وأبي هريرة وابن عمر، قال أبو عيسى: هذا
(45)
- 3689 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ،
===
حديث غريب من حديث أم سلمة، ثم ذكره بسند ابن ماجه عن شيبان عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة، فقال: هذا حديث رواه شيبان وهو صاحب كتاب، وهو صحيح الحديث. انتهى كلامه.
قلت: فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، والله أعلم.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث أبي مسعود رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(45)
- 3689 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أسود بن عامر) الشامي نزيل بغداد، يكنى أبا عبد الرحمن ويلقب بشاذان، ثقة، من التاسعة، مات في أول سنة ثمان ومئتين (208 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن شريك) بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي بواسط ثم بالكوفة أبي عبد الله، صدوق يخطئ كثيرًا تغير حفظه بعدما ولي القضاء بالكوفة، وكان فاضلًا عادلًا عابدًا، من الثامنة، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومئة (178 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن الأعمش) سليمان بن مهران الكوفي، ثقة حجة قارئ، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي عمرو) سعد بن إياس (الشيباني) الكوفي، ثقة مخضرم، من الثانية، مات سنة خمس أو ست وتسعين (96 هـ) وهو ابن مئة وعشرين سنة. يروي عنه:(ع).
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ".
(46)
- 3690 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ،
===
(عن أبي مسعود) عقبة بن عمرو البدري رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) عقبة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المستشار) أي: المستنصح في الأمور المشكلة (مؤتمن) أي: أمين فيما استشير فيه، فلا يجوز له الغش والخيانة في تلك الأمور؛ بإظهار المفسدة للمستشير وكتمان المصلحة عنه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(46)
- 3690 - (3)(حدثنا أبو بكر) ابن أبي شيبة، (حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة) خالد بن ميمون الهمداني - بسكون الميم - أبو سعيد الكوفي، ثقة متقن، من كبار التاسعة، مات سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومئة (184 هـ). يروي عنه:(ع).
(وعلي بن هاشم) بن البريد - بفتح الموحدة وبعد الراء تحتانية ساكنة - الكوفي، صدوق يتشيع، من صغار الثامنة، مات سنة ثمانين ومئة (180 هـ)، وقيل في التي بعدها. يروي عنه:(م عم).
عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا اسْتَشَارَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ .. فَلْيُشِرْ عَلَيْهِ".
===
كلاهما رويا (عن) محمد بن عبد الرحمن (بن أبي ليلى) اسمه يسار الأنصاري الأوسي الكوفي قاضيها. روى عن: أبي الزبير، ويروي عنه: علي بن هاشم بن البريد، صدوق سيئ الحفظ جدًّا، من السابعة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(عم).
وقال أبو حاتم: كان أفقه أهل الدنيا، وقال العجلي: كان فقيهًا صاحب سنة صدوقًا جائز الحديث من أحسب الناس وكان جميلًا نبيلًا، وقال يحيى بن معين: ليس بذاك، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: محله الصدق كان سيئ الحفظ شغل بالقضاء فساء حفظه، وقال يعقوب بن سفيان: ثقة عدل، في حديثه بعض المقال لين الحديث، وقال الثوري: فقهاؤنا ابن أبي ليلى وابن شبرمة، وبالجملة: فهو مختلف فيه لا يضر السند.
(عن أبي الزبير) المكي محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم، صدوق، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه ابن أبي ليلى، وهو مختلف فيه.
(قال) جابر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا استشار) أي: شاور واستنصح (أحدكم) أيها المسلمون (أخاه) المسلم في أمر أشكل عليه والتبس: هل الخير في فعله أو في تركه .. (فليشر) ذلك الأخ وليرد (عليه) أي: على ذلك الأحد بما ظهر له من فكره ورأيه من فعل ذلك الأمر أو تركه؛ وذلك الأمر كالزواج والبيع والشراء والسفر.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكر المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم