المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(1) - (1474) - باب خروج المهدي - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٢٥

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تَتِمَّة كتاب الفتن (2)

- ‌(1) - (1474) - بَابُ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ

- ‌فائدة

- ‌(2) - (1475) - بَابُ الْمَلَاحِمِ

- ‌ملحقة

- ‌(3) - (1476) - بَابُ التُّرْكِ

- ‌كتاب الزهد

- ‌(4) - (1477) - بَابُ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا

- ‌(5) - (1478) - بَابُ الْهَمِّ بِالدُّنْيَا

- ‌(6) - (1479) - بَابُ مَثَلِ الدُّنْيَا

- ‌(7) - (1480) - بَابُ مَنْ لَا يُؤْبَهُ لَهُ

- ‌(8) - (1481) - بَابُ فَضْلِ الْفُقَرَاءِ

- ‌(9) - (1482) - بَابُ مَنْزِلَةِ الْفُقَرَاءِ

- ‌(10) - (1483) - بَابُ مُجَالَسَةِ الْفُقَرَاءِ

- ‌(11) - (1484) - بَابٌ: فِي الْمُكْثِرِينَ

- ‌فائدة

- ‌بشارة عظيمة

- ‌(12) - (1485) - بَابُ الْقَنَاعَةِ

- ‌(13) - (1486) - بَابُ مَعِيشَةِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

- ‌(14) - (1487) - بَابُ ضِجَاعِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

- ‌(15) - (1488) - بَابُ مَعِيشَةِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(16) - (1489) - بَابٌ: فِي الْبِنَاءِ وَالْخَرَابِ

- ‌ملحقة

- ‌(17) - (1490) - بَابُ التَّوَكُّلِ وَالْيَقِينِ

- ‌(18) - (1491) - بَابُ الْحِكْمَةِ

- ‌ملحقة

- ‌(19) - (1492) - بَابُ الْبَرَاءَةِ مِنَ الْكِبْر، وَالتَّوَاضُعِ

- ‌(20) - (1493) - بَابُ الْحَيَاءِ

- ‌(21) - (1494) - بَابُ الْحِلْمِ

- ‌(22) - (1495) - بَابُ الْحُزْنِ وَالْبُكَاءِ

- ‌(23) - (1496) - بَابُ التَّوَقِّي عَلَى الْعَمَلِ

- ‌(24) - (1497) - بَابُ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ

- ‌(25) - (1498) - بَابُ الْحَسَدِ

الفصل: ‌(1) - (1474) - باب خروج المهدي

(1) - (1474) - بَابُ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ

(1)

- 4025 - (1) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،

===

(1)

- (1474) - (باب خروج المهدي)

(1)

- 4025 - (1)(حدثنا عثمان بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة تسع وثلاثين ومئتين (239 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).

(حدثنا معاوية بن هشام) القصار أبو الحسن الكوفي مولى بني أسد، ويقال له: معاوية بن أبي العباس، صدوق له أوهام، من صغار التاسعة، مات سنة أربع ومئتين (204 هـ). يروي عنه:(م عم).

(حدثنا علي بن صالح) بن صالح بن حيٍّ الهمداني أبو محمد الكوفي أخو حسن، ثقة عابد، من السابعة، مات سنة إحدى وخمسين ومئة (151 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(م عم).

(عن يزيد بن أبي زياد) الهاشمي مولاهم الكوفي، ضعيف كَبِرَ فتغيَّر وصار يَتَلَقَّن وكان شيعيًّا، من الخامسة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(م عم). قال يعقوب بن سفيان: يزيد وإن تكلموا فيه لتغيره .. فهو على العدالة والثقة، وإن لم يكن مثل الحسن ومنصور، وقال ابن شاهين في "الثقات": قال أحمد بن صالح المصري: يزيد بن أبي زياد ثقة، وقال ابن سعد: كان ثقة في نفسه إلا أنه اختلط في آخر عمره، فهو مختلف فيه.

(عن إبراهيم) بن يزيد النخعي الكوفي، ثقة فقيه، من الخامسة، مات سنة ست وتسعين ومئة (196 هـ). يروي عنه:(ع).

ص: 11

عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم .. إِذْ أَقْبَلَ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَلَمَّا رَآهمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم .. اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ قَالَ: فَقُلْتُ: مَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ شَيْئًا نَكْرَهُهُ، فَقَالَ: "إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللهُ لَنَا

===

(عن علقمة) بن قيس بن عبد الله بن مالك النخعي أبي شبل الكوفي، خال إبراهيم بن يزيد النخعي، ثقة ثبت، من الثانية، مات بعد الستين، وقيل: بعد السبعين. يروي عنه: (ع).

(عن عبد الله) بن مسعود رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه يزيد بن أبي زياد، وهو مختلف فيه، لكن لم ينفرد به يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم؛ فقد رواه الحاكم في "المستدرك" في كتاب الفتن والملاحم، وسكت عليه من طريق عمرو بن قيس عن الحكم عن إبراهيم به.

(قال) عبد الله: (بينما نحن) جالسون (عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .. إذ أقبل) وجاء إلينا (فتية) جمع فتىً؛ أي: جماعةُ شبابٍ (من بني هاشم، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم .. اغْرَوْرَقَتْ عيناه) أي: غرقت عيناه بالدموع؛ لكثرته، وهو من باب (افعوعل) من مزيد الثلاثي، أصله: غرق.

(وتغير لونه) أي: لون وجهه من البياض إلى الحمرة (قال) عبد الله: (فقلت) له صلى الله عليه وسلم: (ما نَزالُ نرى في وجهك شيئًا نكرهه) من تغير لونه، فلماذا تغيَّر لونُ وجهك يا رسول الله؟

(فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان سببِ تغيُّرِ لون وجهه: (إنا) نحن (أهل بيت) رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجوز نصبه على الاختصاص بعامل محذوف وجوبًا؛ لجريانه مجرى المثل، وهو الأولى (اختار الله لنا)

ص: 12

الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي بَلَاءً وَتَشْرِيدًا وَتَطْرِيدًا، حَتَّى يَأْتِيَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَعَهُمْ رَايَاتٌ سُودٌ فَيَسْأَلُونَ الْخَيْرَ فَلَا يُعْطَوْنَهُ، فَيُقَاتِلُونَ فَيُنْصَرُونَ فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا، فَلَا يَقْبَلُونَهُ حَتَّى يَدْفَعُوهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَيَمْلَؤُهَا قِسْطًا كَمَا مَلَؤُوهَا جَوْرًا؛ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ

===

نعيم (الآخرة على) متاع (الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي) أي: بعد وفاتي (بلاءً) أي: امتحانًا وذلًا وإهانةً من الناس (وتشريدًا) لهم من الناس وتهريبًا منهم (وتطريدًا) لهم من جنابهم وحرمانًا لهم مما طلبوه، فهو مرداف لما قبله (حتى يأتي قوم) من المسلمين (من قبل المشرق) وجهته (معهم) أي: مع أولئك القوم (رايات سود) جمع أسود (فيسألون) أي: فيسأل أهل بيتي أولئك القوم الذين معهم رايات سود (الخير) أي: الإمارة والإمامة؛ لأن الإمامة حقنا، فخلوها لنا (فلا يعطونه) أي: فلا يعطون ذلك الخير لأهل البيت، أو فلا يعطى أهل البيت ذا الخير.

(فيقاتلون) أي: فيقاتل أهل البيت مع أصحاب الرايات السود (فينصرون) أي: فينصر أهل البيت على أصحاب الرايات السود ويغلبونهم (فيعطون) أي: فيعطى أهل البيت (ما سألو) هم أولًا، فمنعوهم من الخير والخلافة (فلا يقبلونه) أي: فلم يقبل أهل البيت ذلك الخير من أهل الرايات السود حين أعطوا لهم؛ بسبب غلبة أهل البيت إياهم (حتى يدفعوها) أي: فيدفع أهل الرايات السود تلك الراية (إلى رجل من أهل بيتي، فيملؤها) أي: فيأخذ ذلك الرجل الراية منهم، ويملأ الأرض شرقًا وغربًا (قسطًا) وعدلًا (كما ملؤوها) أي: كما ملأ أهل الرايات السود الأرض (جورًا) وظلمًا حين كانت الإمامة لهم.

(فمن أدرك) منكم أيها الحاضرون (ذلك) الزمن الذي ولي فيه رجل من

ص: 13

مِنْكُمْ .. فَلْيَأْتِهِمْ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ".

===

أهل بيتي .. (منكم فليأتهم) أي: فليأت جماعة ذلك الرجل الذي هو من أهل بيتي (ولو) أتاهم إتيانًا (حبوًا) أي: إتيانًا حاصلًا بِحَبْوتِه (على الثلج) البارد إن لم يمكنه إتيانهم بسهولة؛ والحَبْوُ: المشي على يديه وركبتيه؛ كالصبي، وذلك صعب جدًّا، سِيَّما إذا كان على الثلج.

والمعنى: فليأت الإنسان ذلك الرجل الذي هو من أهل بيتي وجماعته، ولو تحمَّل في إتيانهِ أشدَّ التكاليف، وأصعب الصعوبات؛ لأنه على الحقِّ.

وهذا الحديث إشارة إلى المهدي المنتظر، ولذلك ذكر المصنف هذا الحديث في بابه.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، قال البوصيري: هذا إسناد فيه يزيد بن أبي زياد، وهو مختلف فيه، فيرد السند من الصحة إلى الحسن، ورواه أيضًا أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" عن معاوية بن هشام، فذكره بإسناده ومتنه سواء، ورواه أيضًا أبو يعلى الموصلي، فقال: حدثنا محمد بن يزيد بن رفاعة، حدثنا أبو بكر لن عياش، حدثنا يزيد بن أبي زياد به، فذكره بزيادة ونقص ألفاظ، لكن لم ينفرد به يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم؛ فقد رواه الحاكم في "المستدرك" من طريق عمرو بن قيس عن الحكم عن إبراهيم به.

ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا؛ لما مر آنفًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف لحديث عبد الله بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما، فقال:

ص: 14

(2)

- 4026 - (2) حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْعُقَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي صِدِّيقٍ النَّاجِيِّ،

===

(2)

- 4026 - (2)(حدثنا نصر بن علي) بن نصر بن علي بن صهبان (الجهضمي) ثقة، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين، أو بعدها. يروي عنه:(ع).

(حدثنا محمد بن مروان) بن قدامة (العقيلي) - مصغرًا - أبو بكر البصري، صدوق له أوهام من الثامنة. يروي عنه:(ق).

(حدثنا عمارة بن أبي حفصة) اسمه: نابت، أوله نون، وقيل: ثاء مثلثة، وهو تصحيف فيما جزم به الفلاس، ثقة، من السادسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(عن زيد) بن الحواريِّ - بفتح المهملة - أبي الحواري (العمي) البصري، قاضي هراة، يقال: اسم أبيه مرة، ضعيف، من الخامسة. يروي عنه:(عم).

وقال علي بن مصعب: سمي العمي؛ لأنه كان يقول كلما سئل عن شيء: حتى أسأل عنه عمي.

قلتُ: وقال الرِّشَاطِيُّ: هو منسوبٌ إلى بني العم، من تميم.

وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: صالح، وهو فوق يزيد الرقاشي، وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين: صالح، وقال الدارقطني: صالح، وقال أبو بكر البزار: صالح روى عنه الناس، وقال الحسن بن سفيان: ثقة.

فتحصل مما ذكرنا أنه مختلف فيه.

(عن أبي صديق الناجي) - بالنون والجيم - اسمه بكر بن عمرو، وقيل: ابن قيس. روى عن: أبي سعيد الخدري، وابن عمر، بصري، ثقة، من الثالثة،

ص: 15

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ، إِنْ قُصِرَ .. فَسَبْعٌ، وَإِلَّا .. فَتِسْعٌ، فَتَنْعَمُ فِيهِ أُمَّتِي نِعْمَةً لَمْ يَنْعَمُوا مِثْلَهَا قَطُّ؛ تُؤْتَى أُكُلَهَا، وَلَا تَدَّخِرُ مِنْهُمْ شَيْئًا، وَالْمَالُ يَوْمَئِذٍ كُدُوسٌ، فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ: يَا مَهْدِيُّ؛ أَعْطِنِي، فَيَقُولُ: خُذْ".

===

مات سنة ثمان ومئة (108 هـ). يروي عنه: (ع)، قال ابن معين وأبو زرعة والنسائي: ثقة.

قلت: وذكره ابن حبان في "الثقات".

(عن أبي سعيد الخدري) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه زيدًا العميَّ، وهو مختلف فيه.

(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال): سـ (يكون في أمتي) رجل من أهل بيتي، لقبه (المهدي، إن قصر) - بالبناء للمجهول - بقاؤه فيكم .. (فسبع) سنوات (وإلا) أي: وإن طال بقاؤه فيكم .. (فتسع) سنوات، وفي رواية الترمذي:(إن في أمتي المهدي يخرج يعيش خمسًا أو سبعًا أو تسعًا) الشاك هو زيد.

(فتنعم) أي: فتجد (فيه) أي: في زمن المهدي (أمتي نعمة) كثيرة من نعم الدنيا (لم ينعموا) أي: لم يجدوا (مثلها قط) أي: في زمن من الأزمان الماضية عليهم (تُؤتَى) أي: تعطى تلك الأمة؛ أي: أمة المهدي وجماعته (أكلها) أي: أكل الدنيا وثمارها ومطعوماتها من كل أنواعها (ولا تَدَّخِرُ) الدنيا (منهم) أي: أمة المهدي (شيئًا) من نعيمها وثمارها (والمال يومئذ) أي: يوم إذ خرج المهدي (كدوس) - بضمتين بعدهما واو ساكنة - أي: مجموع كثير؛ لأن الأرض أخرجت أفلاذ كبدها (فيقوم الرجل) منهم (فيقول: يا مهدي؛ أعطني) من خزائنك (فيقول) المهدي للسائل: (خذ) ما شئت من الأموال،

ص: 16

(3)

- 4027 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاق، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ

===

واحمل منها ما قدرت على حمله لنفسك؛ فإن المال مال الله، وأنتم عباد الله؛ وذلك لكثرة الأموال والغنائم والفتوحات، مع سخاء نفسه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الفتن، باب رقم (54)، باب ما جاء في المهدي، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن؛ لأن في سنده أبا الحواري زيدًا العمي، وهو مختلف فيه.

ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عبد الله بن مسعود.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث عبد الله بحديث ثوبان رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(3)

- 4027 - (3)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد الذهلي النيسابوري، ثقة حافظ فاضل، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(وأحمد بن يوسف) بن خالد الأزدي أبو الحسن النيسابوري، المعروف بحمدان، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة أربع وستين ومئتين (264 هـ). يروي عنه:(م د س ق).

(قالا: حدثنا عبد الرزاق) بن همام الصنعاني الحميري، ثقة، من التاسعة، مات سنة إحدى عشرة ومئتين (211 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن سفيان) بن سعيد بن مسروق (الثوري) الكوفي، ثقة، من السابعة، مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن خالد) بن مهران أبي المنازل - بفتح الميم، وقيل: بضمها وكسر

ص: 17

الْحَذَّاء، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَةٍ،

===

الزاي - البصري (الحذاء) ثقة يرسل، من الخامسة. يروي عنه:(ع).

(عن أبي قلابة) عبد الله بن زيد بن عمرو أو عامر الجرمي البصري، ثقة فاضل كثير الإرسال، من الثالثة، مات بالشام هاربًا من القضاء سنة أربع ومئة (104 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).

(عن أبي أسماء الرحبي) عمرو بن مرثد الدمشقي، ثقة، من الثالثة، مات في خلافة عبد الملك. يروي عنه:(م عم).

(عن ثوبان) بن بجدد الهاشمي مولاهم؛ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحبه ولازمه ونزل بعده بحمص، رضي الله تعالى عنه، فمات بها سنة أربع وخمسين (54 هـ). يروي عنه:(م عم).

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) ثوبان: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقتتل عند كنزكم) وهو كنز كسرى الذي كان لفارس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما أضاف إلى ضمير المخاطبين وهم المسلمون؛ إشارة إلى أنه سيملك للمسلمين بعد مماته؛ فإنه ملك للمسلمين في عهد عمر حين أخذه خالد بن الوليد؛ وذلك الكنز في العراق.

أي: يقتتل عند كنزكم أيها المسلمون (ثلاثة) أمراء: المهدي، والدجال، وعيسى (كلهم) أي: كل من الأمراء الثلاثة، فـ (الكل) هنا مجموعي لا جميعي (ابن خليفة).

الأول منهم: المهدي ولد فاطمة؛ كما سيأتي في حديث أم سلمة: (المهدي ولد فاطمة) وهو ابن علي بن أبي طالب خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم،

ص: 18

ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ"، ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ

===

والثاني: ابن صياد الدجال، والثالث: ابن مريم.

وأشار بإفراد (الابن) في قوله: (ابن خليفة) حيث لم يقل: (أبناء خلفاء) إلى أن الذي كان ابن خليفة واحد من الثلاثة؛ وهو (المهدي) وأن اشترك كل من الثلاثة في وصفه ببنوة فلان؛ لأن عيسى وصف ببنوة مريم، والدجال ببنوة صياد.

وأشار بقوله: "عند كنزكم" حيث لم يقل: (لكنزكم) لأنهم لم يقتتلوا للكنز؛ لأن الكنز أخذه عمر في عهده؛ لأن قتالهم وقع في إقليم ذلك الكنز، لا للكنز؛ كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى بقوله:(ثم لا يصير) ولا يرجع ذلك الكنز (إلى واحد منهم) أي: إلى واحد من الثلاثة الأمراء: المهدي، والدجال، وعيسى.

(ثم) بعد اقتتالهم (تطلع) وتظهر لكم (الرايات السود من قبل المشرق) أي: من جهة المشرق؛ وهي رايات اليهود والنصارى الذين أتوا لنصر الدجال (فيقتلونكم) أي: يقتلكم أيها المسلمون أصحابُ تلك الرايات السود (قتلًا) ذريعًا كثيرًا (لم يقتله) أي: لم يقتل ذلك القتل منكم (قوم) من أعدائكم قبل ذلك حتى قتلوا من المسلمين ثلثيهم.

قال الراوي: يعني ثوبان: (ثم) بعدما ذكر رسول الله الحديث الذي ذكرته لكم (ذكر) لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (شيئًا) من الحديث (لا أحفظه) الآن، بل نسيته، ولفظ ذلك الحديث الذي نسيه ثوبان:(ثم إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان .. فأتوها) أي: فاذهبوا إليها مبادرين (فإن فيها) فإن في أصحاب تلك الرايات (خليفة الله المهدي).

ص: 19