الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(9) - (1482) - بَابُ مَنْزِلَةِ الْفُقَرَاءِ
(41)
- 4065 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ
===
(9)
- (1482) - (باب منزلة الفقراء)
(41)
- 4065 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة صاحب تصانيف، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(حدثنا محمد بن بشر) بن الفرافصة العبدي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن محمد بن عمرو) بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق له أوهام، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين، أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدخل فقراء المؤمنين) بالرفع على الفاعلية (الجنة) مفعول به منصوب بنزع الخافض (قبل الأغنياء) متعلق بيدخل؛ أي: يدخلون قبلهم الجنة، يتمَتَّعُونَ فيها قبل دخول
بِنِصْفِ يَوْمٍ خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ".
===
الأغنياء (بـ) قدر (نصف يوم) من أيام الآخرة؛ لأن يومًا من أيام الآخرة بقدر ألف سنة من أيام الدنيا.
وقوله: (خمس مئة عام) بالجر؛ بدل من نصف يوم؛ لأن أيام الآخرة يوم منها بقدر ألف عام من أيام الدنيا، ونصف يوم من أيام الآخرة بقدر خمس مئة عام من أيام الدنيا.
ولفظ الترمذي: من رواية أبي سعيد الخدري: (فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمس مئة عام) فالفقراء في تلك المدة لهم حسن العيش في العقبى؛ مجازاة لما فاتهم من التنعم في الدنيا؛ كما قال تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} (1)؛ أي: الماضية أو الخالية عن المأكل والمشرب صيامًا، أو وقت المجاعة. انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأشربة، باب في القصص، والترمذي في كتاب الزهد، باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في "المسند".
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، والله سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(1) سورة الحاقة: (24).
(42)
- 4066 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَار، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
===
(42)
- 4066 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(حدثنا بكر بن عبد الرحمن) بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى أبو عبد الرحمن الكوفي القاضي، ويقال له: بكر بن عبيد، ثقة، من التاسعة، مات سنة إحدى أو اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ). يروي عنه (د س ق).
(حدثنا عيسى بن المختار) بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي، ثقة، من التاسعة. يروي عنه:(د س ق).
(عن محمد) بن عبد الرحمن (بن أبي ليلى) الأنصاري أبي عبد الرحمن الكوفي الفقيه قاضي الكوفة، صدوق سيئ الحفظ جدًّا، من السابعة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(عم).
(عن عطية) بن سعد بن جنادة (العوفي) أبي الحسن الكوفي، صدوق يخطئ كثيرًا وكان شيعيًّا مدلسًا، من الثالثة، مات سنة إحدى عشرة ومئة (111 هـ). يروي عنه:(د ت ق).
(عن أبي سعيد الخدري) رضي الله تعالى عنه (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعطية العوفي، وهما ضعيفان.
قَالَ: "إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِمِقْدَارِ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ".
(43)
- 4067 - (3) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو غَسَّانَ بُهْلُولٌ،
===
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بمقدار خمس مئة سنة) وهو بمقدار نصف يوم من أيام الآخرة؛ فإن اليوم الأخروي مقدار طوله ألف سنة من سني الدنيا؛ لقوله تعالى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} (1)، فنصفه بأيام الدنيا خمس مئة عام.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح بما قبله وإن كان سنده ضعيفًا؛ لما تقدم آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة، فهذا الحديث: ضعيف السند، صحيح المتن بما قبله.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(43)
- 4067 - (3)(حدثنا إسحاق بن منصور) بن بهرام الكوسج أبو يعقوب التميمي المروزي، ثقة ثبت، من الحادية عشرة، مات سنة إحدى وخمسين ومئتين (251 هـ). يروي عنه:(خ م ت س ق).
(أنبأنا أبو غسان بُهْلولُ) بن مُورِّقٍ - بضم أوله وفتح الواو وكسر الراء المشددة - البصري، أصله شامي، صدوق، من الثامنة. يروي عنه:(ق).
(1) سورة الحج: (47).
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: اشْتَكَى فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ عَلَيْهِمْ أَغْنِيَاءَهُمْ فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ؛ أَلَا أُبَشِّرُكُمْ أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ"، ثُمَّ تَلَا مُوسَى هَذِهِ الْآيَةَ
===
(حدثنا موسى بن عبيدة) - بضم أوله - ابن نشيط - بفتح النون وكسر المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم مهملة - الربذي - بفتحتين ثم ذال معجمة - أبو عبد العزيز المدني، ضعيف ولا سيما في عبد الله بن دينار، وكان عابدًا، من صغار السادسة، مات سنة ثلاث وخمسين ومئة (153 هـ). يروي عنه:(ت ق).
(عن عبد الله بن دينار) العدوي مولاهم؛ مولى ابن عمر بن الخطاب، أبي عبد الرحمن المدني، ثقة، من الرابعة، مات سنة سبع وعشرين ومئة (127 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبد الله بن عمر) بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه بهلول بن مورق وموسى بن عبيدة الربذي، وهما ضعيفان.
(قال) ابن عمر: (اشتكى فقراء المهاجرين) من الشكوى (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فضل الله به عليهم أغنياءهم) من الأموال التي يتصدقون بها (فقال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الفقراء؛ ألا) أي: انتبهوا واستمعوا إلى ما أقول لكم (أبشركم) أيها الفقراء بـ (أن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم) من أيام الآخرة (خمس مئة عام) بالجر؛ بدل من نصف يوم، أو عطف بيان له (ثم تلا موسى) بن عبيدة؛ استدلالًا على قول الرسول صلى الله عليه وسلم (هذه الآية) يعني: قوله
{وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} .
===
تعالى: ({وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ}) من أيام الآخرة ({كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ})(1) في الدنيا.
قوله: (اشتكى فقراء المهاجرين) الذين هاجروا من أرض الكفر إلى غيرها فرارًا بدينهم (يدخلون الجنة قبل أغنيائهم
…
) إلى آخره؛ أي: ويدخل فقراء كل قرن قبل أغنيائهم بالقدر المذكور؛ ذكره القرطبي.
ثم الأغنياء إن أحسنوا بفضول أموالهم .. كانوا بعد الدخول أرفع درجة من كثير من الفقراء؛ كما تقرر؛ والمراد في هذا وما قبله: من لا فضل له عما وجب عليه من نفقته ونفقة ممونه على الوجه اللائق وإن لم يكن من أهل الزكاة ولا الفيء، ذكره ابن تيمية وغيره، كذا في "الفيض"(1/ 461).
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن أخرجه أحمد في "المسند"، وأبو نعيم في "الحلية".
ودرجته: أنه صحيح بما قبله من حديث أبي هريرة وحديث أبي سعيد الخدري، فحكم سنده: أنه ضعيف؛ لما تقدم آنفًا، ودرجة حديثه: أنه صحيح بما قبله، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث: الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم
(1) سورة الحج: (47).