الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَقَالَ: "فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ .. فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ؛ فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللهِ الْمَهْدِيُّ".
===
(فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا الذي نسيته: (فإذا) وصلتم إلى تلك الرايات الثانية و (رأيتموه) أي: فرأيتم المهدي في أصحاب تلك الرايات .. (فبايعوه) أي: بايعوا المهدي على السمع والطاعة.
وقوله: "ولو حبوًا" غاية لما ذكر في الذي نسيه ثوبان، وهو قوله:(فأتوها) أي: فأتوا تلك الراية الثانية (ولو) أتيتموها إتيانًا (حبوًا) أي: إتيان مشي على الكفين والركبتين (على الثلج) البارد؛ قد مر بسط الكلام على الحبو، فراجعه.
(فإنه) أي: فإن الأمير الذي رأيتموه في أصحاب تلك الراية (خليفة الله المهدي) في نفسه، الهادي لغيره.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عبد الله بن مسعود.
فائدة
واعلم: أن المشهور بين كافة المسلمين على ممر الأعصار أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية، ويسمى بـ (المهدي) ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وأن عيسى عليه السلام ينزل من بعده، فيقتل الدجال، أو ينزل معه فيساعده على قتله، ويأتم بالمهدي في صلواته، وأخرج أحاديثه جماعة من الأئمة؛ منهم: أبو داوود والترمذي وابن ماجه والبزار والحاكم والطبراني وأبو يعلى الموصلي، وأسندوها إلى جماعة من الصحابة؛ مثل: علي وابن عباس وابن عمر وطلحة
(4)
- 4028 - (4) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
===
وعبد الله بن مسعود وأبي هريرة وأنس وأبي سعيد الخدري وأم حبيبة وأم سلمة وثوبان وقرة بن إياس وعلي الهلالي وعبد الله بن الحارث بن جزء رضي الله تعالى عنهم أجمعين، وإسناد أحاديث هؤلاء بين صحيح وحسن وضعيف.
وقد بالغ الإمام المؤرخ: عبد الرحمن بن خلدون المغربي في "تاريخه" في تضعيف أحاديث المهدي كلها، فلم يصب، بل أخطأ، وما روي مرفوعًا من رواية محمد بن المنكدر عن جابر:(من كذب بالمهدي .. فقد كفر) .. فموضوع، والمتهم فيه أبو بكر الإسكاف.
وربما تمسك المنكرون لشأن المهدي بما روي مرفوعًا أنه قال: (لا مهدي إلا عيسى ابن مريم) والحديث ضعفه البيهقي والحاكم، وفيه أبان بن صالح، وهو متروك الحديث، والله أعلم.
قلت: الأحاديث الواردة في خروج الإمام المهدي كثيرة جدًّا، ولكن أكثرها ضعاف، ولا شك في أن حديث عبد الله بن مسعود الذي روى به الترمذي في الفتن .. لا ينحط عن درجة الحسن، وله شواهد كثيرة من بين حسان وضعاف، فحديث عبد الله بن مسعود مع شواهده وتوابعه صالح للاحتجاج به بلا مرية، فالقول بخروج الإمام المهدي وظهوره هو القول الحق والصواب، والله تعالى أعلم. انتهى من "الإنجاز".
* * *
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث عبد الله بن مسعود بحديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(4)
- 4028 - (4)(حدثنا عثمان) بن محمد (ابن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي، هو أخو أبي بكر بن أبي شيبة، لكنه أكبر منه بسنتين،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُودَ الْحَفَرِيُّ، حَدَّثَنَا يَاسِينُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّة، عَنْ أَبِيه، عَنْ عَلِيٍّ
===
ثقة، من العاشرة، مات سنة تسع وثلاثين ومئتين (239 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(حدثنا أبو داوود الحفري) - بفتح المهملة والفاء - نسبة إلى موضع بالكوفة، اسمه عمر بن سعد بن عبيد، ثقة عابد، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا ياسين) بن سيار، وقيل: ابن شيبان، وقيل: ابن سنان العجلي الكوفي، لا بأس به، من السابعة، ووهم من زعم أنه ابن معاذ الزيات. يروي عنه:(ق). يروي عن: إبراهيم بن محمد بن علي عن أبيه، وعن علي بن أبي طالب مرسلًا، ويروي عنه: أبو داوود الحفري. قال الدوري عن ابن معين: ليس به بأس، وقال إسحاق بن منصور وابن معين: صالح، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وقال البخاري: فيه نظر، ولا أعلم له حديثًا غير هذا، وقال ابن عدي: هو معروف بهذا الحديث، ولم أر من ضعف حديثه. انتهى "تهذيب".
(عن إبراهيم بن محمد ابن الحنفية) وأبوه محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية، نسب إلى أمه؛ لأنها من بني حنيفة، صدوق، من الخامسة. يروي عنه:(ت ق). روى عن أبيه وعن جده مرسلًا، ويروي عنه: ياسين العجلي.
(عن أبيه) محمد ابن الحنفية؛ وهو محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو القاسم ابن الحنفية المدني، ثقة عالم، من الثانية، مات بعد الثمانين. يروي عنه:(ع).
(عن) جده (علي) بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْت، يُصْلِحُهُ اللهُ فِي لَيْلَةٍ".
(5)
- 4029 - (5) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِك،
===
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه ياسين بن سيار، وهو مقبول.
(قال) علي: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي) المنتظر في آخر الزمان (منا) أخص (أهل البيت، يصلحه الله في ليلة) واحدة.
قال السندي: قال ابن كثير: معناه: أن يتوب عليه ويوفقه ويلهمه رشده بعد أن لم يكن كذلك. انتهى.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له متابعات وشواهد، رواه أحمد في "المسند"، والعقيلي في "الضعفاء"، وابن عدي في "الكامل"، وأبو نعيم في "الحلية".
ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا؛ كما مر آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عبد الله بن مسعود.
* * *
ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث عبد الله بحديث أم سلمة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(5)
- 4029 - (5)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(حدثنا أحمد بن عبد الملك) بن واقد الحراني أبو يحيى الأسدي، ثقة
حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ بَيَانٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أُمّ سَلَمَةَ فَتَذَاكَرْنَا الْمَهْدِيَّ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
===
تكلم فيه بلا حجة، من العاشرة، مات سنة إحدى وعشرين ومئتين (221 هـ). يروي عنه:(خ س ق).
(حدثنا أبو المليح الرقي) الحسن بن عمر أو عمرو بن يحيى الفزاري مولاهم، ثقة، من الثامنة، مات سنة إحدى وثمانين ومئة (181 هـ). يروي عنه:(د س ق).
(عن زياد بن بيان) - بفتح الموحدة والتحتانية - الرقي، صدوق عابد، من السادسة. يروي عنه:(د ق).
(عن علي بن نفيل) - بنون وفاء مصغرًا - النهدي - بنون - الجزري الحراني، لا بأس فيه، من السادسة، مات سنة خمس وعشرين ومئة (125 هـ). يروي عنه:(د ق).
(عن سعيد بن المسيب) بن حزن المخزومي المدني، ثقة، من كبار التابعين، من الثانية، مات بعد التسعين. يروي عنه:(ع).
(قال) سعيد: (كنا) معاشر التابعين مجتمعين (عند أم سلمة) هند بنت أبي أمية المخزومية أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه علي بن نفيل، وهو لا بأس به.
(فتذاكرنا) معطوف على (كنا) وهو من كلام سعيد؛ أي: كنا عند أم سلمة، فتذاكرنا الحديث الوارد في (المهدي) أي: في شؤونه وخروجه في آخر الزمان (فقالت) لنا أم سلمة: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ: "الْمَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ".
===
يقول: المهدي) المنتظر في آخر الزمان (من ولد) أي: من ذرية (فاطمة) بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنها.
قوله: (من ولد فاطمة) ضبط بفتح الواو واللام، وبضم الواو وسكون اللام، قال في "المجمع": بضم واو وسكون لام، جمع ولد، وفي "المشكاة": من أولاد فاطمة.
قال الحافظ ابن كثير: الأحاديث دالة على أن المهدي يكون بعد دولة بني العباس، وأنه يكون من أهل البيت، من ذرية فاطمة من ولد الحسن لا الحسين، كذا في "مرقاة الصعود".
وقال السندي: قال ابن كثير: فأما الحديث الذي أخرجه الدارقطني في "الأفراد" عن عثمان بن عفان مرفوعًا: (المهدي من ولد العباس عمي) .. فانه حديث غريب؛ كما قال الدارقطني، تفرد به محمد بن الوليد، مولى بني هاشم بهذا الإسناد.
قلت: هو أن محمد بن الوليد متهم بالكذب، قال ابن عدي: كان يضع الأحاديث، وقال أبو زرعة: كذاب، وبهذا أعله المناوي في "الفيض" نقلًا عن ابن الجوزي، وبه تبين خطأ السيوطي في إيراده لهذا الحديث في "الجامع الصغير".
قلت: ومما يدل على خطأ هذا الحديث - أعني: حديث محمد بن الوليد - أنه مخالف لحديث الباب؛ يعني: حديث أم سلمة، وسند حديث الباب جيد حسن، رجاله كلهم ثقات، وله شواهد كثيرة، فهو دليل واضح على رد هذا الحديث ومثله.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب المهدي،
(6)
- 4530 - (6) حَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زِيَاد الْيَمَامِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ،
===
والحاكم في "المستدرك"، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن".
ودرجته: أنه صحيح، وإن كان سنده حسنًا؛ لأن له شواهد كثيرة، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن مسعود.
* * *
ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، فقال:
(6)
- 4030 - (6)(حدثنا هدية) بفتح أوله وكسر ثانيه وتشديد التحتانية (ابن عبد الوهاب) المروزي أبو صالح، صدوق ربما وهم، من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين (241 هـ). يروي عنه:(ق).
(حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر) بن عبد الله بن الحكم الأنصاري أبو معاذ المدني، نزيل بغداد، صدوق له أغاليط، من كبار العاشرة، مات سنة تسع عشرة ومئتين (219 هـ). يروي عنه:(ت س ق).
(عن علي بن زياد) كذا عنده، والصواب:(عبد الله بن زياد) أبي العلاء (اليمامي)، قاله محمد بن خلف الحدادي عن سعد بن عبد الحميد، ذكره ابن حبان في "الثقات"، والعقيلي في "الضعفاء" وقال الحافظ: ضعيف، من التاسعة. يروي عنه:(ق).
(عن عكرمة بن عمار) العجلي أبي عمار اليمامي، أصله من البصرة، صدوق يغلطُ، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب، من الخامسة، مات قبيل الستين ومئة. يروي عنه:(م عم).
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "نَحْنُ وَلَدَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَادَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ؛ أَنَا وَحَمْزَةُ وَعَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَالْمَهْدِيُّ".
(7)
- 4031 - (7) حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى الْمِصْرِيُّ
===
(عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة) الأنصاري المدني أبي يحيى، ثقة حجة، من الرابعة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن) عمه (أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه عبد الله بن زياد، وهو ضعيف.
(قال) أنس: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة؛ أنا وحمزة) بن عبد المطلب (وعلي وجعفر) ابنا أبي طالب (والحسن والحسين) ابنا علي بن أبي طالب (والمهدي) المنتظر؛ لأنه من ولد فاطمة، وهذا محل الترجمة.
* * *
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف (1)(411)، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.
ثم استأنس المؤلف للترجمة ثانيًا بحديث عبد الله بن الحارث بن جزء رضي الله تعالى عنه، فقال:
(7)
- 4031 - (7)(حدثنا حرملة بن يحيى) بن حرملة بن عمران التجيبي أبو حفص (المصري) صاحب الشافعي، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(م س ق).
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُودَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ
===
(وإبراهيم بن سعيد الجوهري) أبو إسحاق الطبري نزيل بغداد، ثقة حافظ تُكلِّم فيه بلا حجة، من العاشرة، مات في حدود الخمسين ومئتين (250 هـ). يروي عنه:(م عم).
(قالا: حدثنا أبو صالح عبد الغفار بن داوود) بن مهران (الحَرَّاني) - بفتح المهملة وتشديد الراء - نزيل مصر، ثقة فقيه، من العاشرة، مات سنة أربع وعشرين ومئتين (224 هـ) على الصحيح، وله أربع وثمانون سنة. يروي عنه:(خ د س ق).
(حدثنا) عبد الله (بن لهيعة) - بفتح اللام وكسر الهاء - ابن عقبة الحضرمي أبو عبد الرحمن المصري القاضي، صدوق، من السابعة خلط بعد احتراق كتبه، ورواية العبادلة عنه أعدل من غيرها، وله في "مسلم" بعض شيء مقرون، مات سنة أربع وسبعين ومئة (174 هـ). يروي عنه:(م د ت ق).
(عن أبي زرعة) بضم الزاي وسكون الراء (عمرو بن جابر الحضرمي) المصري، ضعيف شيعي، من الرابعة، مات بعد العشرين ومئة. يروي عنه:(ت ق).
(عن عبد الله بن الحارث بن جزء) بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة (الزبيدي) - بضم الزاي مصغرًا - أبي الحارث المصري الصحابي الفاضل رضي الله تعالى عنه. يروي عنه: (د ت ق). وهو آخر من مات بمصر من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، مات سنة ست وثمانين (86 هـ)، وقيل غير ذلك.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ فَيُوَطِّئُونَ لِلْمَهْدِيِّ"، يَعْنِي: سُلْطَانَهُ.
===
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه عمرو بن جابر وابن لهيعة، وهما ضعيفان، قال أحمد: بلغني أن عمرو بن جابر كان يكذب، روى عن جابر أحاديث مناكير، وقال الجوزجاني: غير ثقة على جهل وحمق، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال ابن حبان: لا يحتج بخبره، وقال الأزدي: كذاب، وقال الحافظ: ضعيف شيعي، من الرابعة، وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، لضعف عمرو بن جابر وابن لهيعة.
(قال) عبد الله بن الحارث: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج ناس من المشرق) أي: يظهر ناس من المشرق؛ يعني: من خراسان (فيوطئون) أي: يمهدون ويهيئون (للمهدي) المنتظر (يعني) رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام: (سلطانه) أي: سلطان المهدي ومجلسه وكرسيه قبل خروجه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف (2)(412)؛ لضعف سنده، وغرضه: الاستئناس به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: سبعة أحاديث:
الأول للاستدلال، وأربعة للاستشهاد، والأخيران للاستئناس.
والله سبحانه وتعالى أعلم