المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(13) - (1486) - باب معيشة آل محمد صلى الله عليه وسلم - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٢٥

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تَتِمَّة كتاب الفتن (2)

- ‌(1) - (1474) - بَابُ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ

- ‌فائدة

- ‌(2) - (1475) - بَابُ الْمَلَاحِمِ

- ‌ملحقة

- ‌(3) - (1476) - بَابُ التُّرْكِ

- ‌كتاب الزهد

- ‌(4) - (1477) - بَابُ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا

- ‌(5) - (1478) - بَابُ الْهَمِّ بِالدُّنْيَا

- ‌(6) - (1479) - بَابُ مَثَلِ الدُّنْيَا

- ‌(7) - (1480) - بَابُ مَنْ لَا يُؤْبَهُ لَهُ

- ‌(8) - (1481) - بَابُ فَضْلِ الْفُقَرَاءِ

- ‌(9) - (1482) - بَابُ مَنْزِلَةِ الْفُقَرَاءِ

- ‌(10) - (1483) - بَابُ مُجَالَسَةِ الْفُقَرَاءِ

- ‌(11) - (1484) - بَابٌ: فِي الْمُكْثِرِينَ

- ‌فائدة

- ‌بشارة عظيمة

- ‌(12) - (1485) - بَابُ الْقَنَاعَةِ

- ‌(13) - (1486) - بَابُ مَعِيشَةِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

- ‌(14) - (1487) - بَابُ ضِجَاعِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

- ‌(15) - (1488) - بَابُ مَعِيشَةِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(16) - (1489) - بَابٌ: فِي الْبِنَاءِ وَالْخَرَابِ

- ‌ملحقة

- ‌(17) - (1490) - بَابُ التَّوَكُّلِ وَالْيَقِينِ

- ‌(18) - (1491) - بَابُ الْحِكْمَةِ

- ‌ملحقة

- ‌(19) - (1492) - بَابُ الْبَرَاءَةِ مِنَ الْكِبْر، وَالتَّوَاضُعِ

- ‌(20) - (1493) - بَابُ الْحَيَاءِ

- ‌(21) - (1494) - بَابُ الْحِلْمِ

- ‌(22) - (1495) - بَابُ الْحُزْنِ وَالْبُكَاءِ

- ‌(23) - (1496) - بَابُ التَّوَقِّي عَلَى الْعَمَلِ

- ‌(24) - (1497) - بَابُ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ

- ‌(25) - (1498) - بَابُ الْحَسَدِ

الفصل: ‌(13) - (1486) - باب معيشة آل محمد صلى الله عليه وسلم

(13) - (1486) - بَابُ مَعِيشَةِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

(63)

- 4087 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيه، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنْ كُنَّا آلَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لَنَمْكُثُ شَهْرًا

===

(13)

- (1486) - (باب معيشة آل محمد صلى الله عليه وسلم

(63)

- 4087 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).

(حدثنا عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة تسع وتسعين ومئة (199 هـ). يروي عنه:(ع).

(وأبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة إحدى ومئتين (201 هـ). يروي عنه:(ع).

كلاهما (عن هشام بن عروة) بن الزبير الأسدي المدني، ثقة، من الخامسة، مات سنة خمس أو ست وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن أبيه) عروة بن الزبير الأسدي، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين (94 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).

(عن عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قالت) عائشة: (إن) مخففة من الثقيلة؛ بدليل اللام الفارقة بعدها، واسمها ضمير الشأن محذوفًا وجوبًا، وجملة:(كنا) خبرها، و (آل محمد صلى الله عليه وسلم منصوب على الاختصاص، وجملة: (لنمكث شهرًا)

ص: 215

مَا نُوقِدُ فِيهِ بِنَارٍ مَا هُوَ إِلَّا التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلَّا أَنَّ ابْنَ نُمَيْرٍ قَالَ: نَلْبَثُ شَهْرًا.

===

خبر كان؛ والتقدير: إنه كنا أَخُصُّ آلَ محمد لماكثين شهرًا كاملًا، حالة كوننا (ما نوقد فيه بنار) أي في ذلك الشهر (ما هو) أي: ما قوتنا في ذلك الشهر (إلا التمر والماء).

قال السندي: (ما هو) أي: ما المستعمل في البيت أكلًا وشربًا إلا التمر والماء.

(إلا أن ابن نمير) أي: لكن ابن نمير (قال) في روايته: لـ (نلبث شهرًا) بدل قول أبي أسامة: (لنمكث شهرًا) هذا بيان لما اختلف فيه الراويان، وهو اختلاف لفظي.

قوله: (إن كنا آل محمد) فيه دليل على أن لفظ (الآل) تدخل فيه الأزواج.

قوله: (فيه) أي: في البيت (بنار) المراد - والله أعلم -: نفي النار التي توقد للطبخ ونحوه، فلا ينافي هذا أنهم يستضيئون بالمصابيح.

(ما هو) أي: ما المستعمل في البيت أكلًا وشربًا، ومرجع الضميرين وإن لم يَسْبِقْ له ذِكْرٌ، لكن علمه من السياق يغني عن الذكر.

وفي الحديث شدة عيشه صلى الله عليه وسلم وصبره عليه.

قال الطبري: وقد استشكل بعض الناس على ما تدل عليه أحاديث الباب من كون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يَطْوُونَ الأيام جوعًا مع ما ثبت من أنه كان يَرفع لأهله قوتَ سنةٍ، وأنه قسم بين أربعة أنفس ألف بعير مما أفاء الله تعالى عليه، وأنه ساق في حجته مئة بدنة، فنحرها وأطعمها المساكين، وأنه أمر لأعرابي بقطيع من الغنم، وغير ذلك.

والجواب: أن ذلك كان منهم في حالة دون حال، لا لِعَوزٍ ولا ضِيقٍ، بل تارةً للإيثار، وتارةً لكراهةِ الشبع وكثرةِ الأكل، ذكره الحافظ في "الفتح"(11/ 291)

ص: 216

(64)

- 4088 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو،

===

ثم قال: وما نفاه مطلقًا فيه نظر؛ لما تقدم من الأحاديث.

نعم؛ كان صلى الله عليه وسلم يختار ذلك مع إمكان حصول التوسع والتبسط في الدنيا له؛ كما أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة: "عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبًا، فقلت: لا يا رب، ولكن أشبع يومًا وأجوع يومًا؛ فإذا جعت .. تضرعت إليك، وإذا شبعت .. شكرتك".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الهبة، وفي كتاب الرقاق، ومسلم في الزهد والرقائق، والترمذي في القيامة، والبغوي في "شرح السنة"، وعبد الرزاق وابن أبي شيبة في "مسنديهما"، وابن حبان في "صحيحه"، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"، وأحمد وإسحاق بن راهويه.

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف لحديث عائشة هذا بحديث آخر لها رضي الله تعالى عنها، فقال:

(64)

- 4088 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي، مولاهم الواسطي أبو خالد، ثقة متقن عابد، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ) وقد قارب التسعين. يروي عنه:(ع).

(حدثنا محمد بن عمرو) بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق له

ص: 217

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ كَانَ يَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الشَّهْرُ مَا يُرَى فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِهِ دُخَانٌ، قُلْتُ: فَمَا كَانَ طَعَامُهُمْ؟ قَالَتِ: الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ،

===

أوهام، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قالت) عائشة والله (لقد كان يأتي) ويمر (على آل محمد صلى الله عليه وسلم وأزواجه (الشهر) الكامل والحال أنه (ما يرى في بيت من بيوته دخان) يخرج من النار عند إيقادها للطبخ، وهذا كناية: عن عدم إيقادهن نار الطبخ؛ لعدم وجود الطعام عندهن.

قال أبو سلمة؛ بالسند السابق: (قلت) لعائشة رضي الله تعالى عنها: يا أماه (فما كان) أي: فأي شيء كان (طعامهم؟ ) أي: طعام آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا لم يوجد عندهم ما يطبخون على النار؟

(قالت) في جواب سؤال أبي سلمة: طعامنا (الأسودان؛ التمر والماء) أي: نأكل التمر، ثم نشرب عليه الماء.

قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 419): أما (التمر) فهو أسود، وهو الغالب على تمر المدينة، وعطف عليه (الماء) ونعت بنعت التمر الذي هو السواد؛ إتباعًا، والعرب تفعل ذلك في الشيئين يصطحبان، فيسمونهما باسم الأشهر منهما؛ كالقمرين، والعمرين.

ص: 218

غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ جِيرَانُ صِدْقٍ، وَكَانَتْ لَهُمْ رَبَائِبُ، فَكَانُوا يَبْعَثُونَ إِلَيْهِ أَلْبَانَهَا، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَكَانُوا تِسْعَةَ أَبْيَاتٍ.

===

وفي "الكوكب": هذا بتغليب التمر على الماء؛ لأنه أسود، والماء لا لون له، فنعت الماء بالسواد؛ لاقترانه بالتمر. انتهى.

(غير أنه) أي: أن الشأن والحال (كان لنا) أخص آل محمد صلى الله عليه وسلم (جيران) جمع جار؛ وهو الملاصق بيته بيتك (من الأنصار) زاد أبو هريرة: (جزاهم الله خيرًا) وهم أي: أولئك الجيران (جيران صدق) ومحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويصح كون (جيران) الثاني بدلًا من الأول (وكانت لهم) أي: كان لجيراننا هؤلاء (ربائب) - بفتح الراء المهملة ثم بموحدة آخره موحدة أخرى - جمع ربيبة بمعنى: مربوبة؛ أي: منائح من الغنم؛ كما في رواية مسلم، منحها لهم إخوانهم الأنصاريون الأغنياء؛ ليشربوا لبنها، ثم بعد انقطاع لبنها يردونها إليهم، سميت ربائب؛ لأنها تربى وتعلف في البيت، وليست بسائمة.

(فكانوا) فكان ذلك الجيران (يبعثون) ويرسلون (إليه) صلى الله عليه وسلم (ألبانها) أي: من ألبان تلك المنائح، وفي مسلم زيادة:(فيسقيناه) أي: فيسقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من لبن تلك المنائح.

قال المؤلف: (قال) أي: زاد (محمد) بن عمرو في روايته لفظة: (وكانوا) أي: وكان ذلك الجيران أهل (تسعة أبيات) مجاورات لنا.

قال في "المصباح": المنحة - بالكسر - وكذا المنيحة في الأصل: الشاة أو الناقة يعطيها صاحبها رجلًا محتاجًا، يشرب لبنها ثم يردها إلى مالكها إذا انقطع لبنها، ثم كثر استعمالها حتى أطلق على كل عطاء، يقال: منحته منحًا؛ من بابي نفع وضرب؛ إذا أعطيته، والاسم: المنيحة.

ص: 219

(65)

- 4089 - (3) حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ،

===

وفي "النهاية": منيحة اللبن: أن يعطيه ناقةً أو شاةً ينتفع بلبنها، ثم يعيدها إلى مالكها. انتهى.

فالمراد ها هنا: جيران لهم نوق أو شياه ذات لبن يهدون للنبي صلى الله عليه وسلم من ألبانها؛ إيثارًا له على أنفسهم، لا إعطاؤها على طريق الهبة أو العارية، والله أعلم. انتهى "دهني على مسلم".

والحاصل: أنهم كانوا يمنحون شياههم أو نوقهم آخرين، ويبعث أولئك الآخرون بألبانها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عائشة الأول.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث عائشة الأول بحديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(65)

- 4089 - (3)(حدثنا نصر بن علي) بن نصر بن صهبان الجهضمي البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين، أو بعدها. يروي عنه:(ع).

(حدثنا بشر بن عمر) بن الحكم الزهراني - بفتح الزاي - الأزدي أبو محمد البصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة سبع، وقيل: تسع ومئتين (209 هـ). يروي عنه: (ع).

(حدثنا شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي البصري، ثقة إمام، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ). يروي عنه:(ع).

ص: 220

عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَلْتَوِي فِي الْيَوْمِ مِنَ الْجُوعِ مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ.

===

(عن سماك) - بكسر أوله وتخفيف الميم - ابن حرب بن أوس بن خالد الذهلي البكري الكوفي أبي المغيرة، صدوق، من الرابعة، مات سنة ثلاث وعشرين ومئة (123 هـ). يروي عنه:(م عم). وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة، فكان ربما يتلقن.

(عن النعمان بن بشير) بن سعد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، له ولأبويه صحبة رضي الله تعالى عنهم، ثم سكن الشام، ثم ولي إمرة الكوفة، ثم قتل بحمص سنة خمس وستين (65 هـ). يروي عنه:(ع).

(قال) النعمان في خطبته: (سمعت عمر بن الخطاب) رضي الله عنهما.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

أي: قال النعمان بن بشير: سمعت عمر بن الخطاب (يقول) يومًا: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتوي) أي: يتقلب ظهرًا لبطنًا، ويمينًا شمالًا (في) طول (اليوم) أي: في طول النهار (من) ألم (الجوع) حالة كونه (ما يجد من الدقل) أي: من أردأ التمر، فضلًا عن الجيد (ما يملأ) ويشبع (به بطنه) لدفع ألم الجوع، وفي رواية مسلم:(يظل اليوم) وظل: كلمة موضوعة للدلالة على اتصاف المخبر عنه بمصدر خبرها طولَ النَّهار، وهي أنسب بهذا المقام.

قال الطيبي: الالتواء والتلوي: هو الاضطراب والتقلب من حالة إلى حالة عند الجوع والضرب.

(والدقل) - بفتحتين -: أردأ التمر، وفي رواية لمسلم عن النعمان بن بشير

ص: 221

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

يقول: (ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ ! لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه)، وزاد في حديث آخر:(وما ترضون دون ألوان التمر والزبد)، والخطاب في قوله:(ألستم) للصحابة بعده صلى الله عليه وسلم أو للتابعين.

(في طعام وشراب ما شئتم) قال الطيبي: الجار والمجرور في قوله: (في طعام) متعلق بمحذوف خبر لليس؛ تقديره: ألستم منغمسين في طعام وشراب مقدار ما شئتم من التوسعة والإفراط فيه؟ !

فـ (ما) موصولة، ويجوز أن تكون مصدرية.

والكلام فيه تعيير وتعييب وتوبيخ للمخاطبين، ولذلك أتبعه بقوله: (لقد رأيت نبيكم محمدًا صلى الله عليه وسلم وأضافه إليهم؛ للإلزام حين لم يقتدوا به صلى الله عليه وسلم في الإعراض عن الدنيا ومستلذاتها؛ وفي التقليل لمشتهياتها من مأكولاتها ومشروباتها.

ثم قوله: (رأيت) إن كان بمعنى: النظر .. فقوله: (وما يجد من الدقل) حال من المفعول، وإن كان بمعنى: العلم؛ فهو مفعول ثان لـ (رأيت) وأدخل عليه (الواو) تشبيهًا له بخبر كان وأخواتها على مذهب الأخفش والكوفيين، كذا حققه الطيبي، قال القاري: والأول هو المعول عليه.

(والدقل) - بفتحتين كما مر -: التمر الرديء ويابسه وما ليس له اسم خاص، فتراه ليبسه ورداءته لا يجتمع، ويكون منثورًا، على ما في "النهاية"، وفي "المصباح": هو أردأ التمر، والواحدة: دقلة. انتهى.

ثم قوله: (ما يملأ به بطنه) مفعول (يجد) و (ما) موصولة أو موصوفة، و (من الدقل) بيان لما قدم عليه. انتهى من "الكوكب".

ص: 222

(66)

- 4090 - (4) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ،

===

وهذا تصريح بغاية الشدة في العيش، والضيق في الرزق.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الزهد والرقائق، والترمذي في كتاب الزهد، باب ما جاء في معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: هذا حديث صحيح، وأحمد في "المسند".

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عائشة الأول.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث عائشة الأول بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(66)

- 4090 - (4)(حدثنا أحمد بن منيع) بن عبد الرحمن أبو جعفر البغوي، نزيل بغداد، الأصم، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا الحسن بن موسى) الأشيب - بمعجمة ثم تحتانية - أبو علي البغدادي، قاضي الموصل وغيرها، ثقة، من التاسعة، مات سنة تسع أو عشر ومئتين (210 هـ). يروي عنه:(ع).

(أنبأنا شيبان) بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي أبو معاوية البصري نزيل الكوفة، ثقة صاحب كتاب، يقال: إنه منسوب إلى نحوة؛ بطن من الأزد لا إلى علم النحو، من السابعة، مات سنة أربع وستين ومئة (164 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن قتادة) بن دعامة السدوسي البصري، ثقة، من الرابعة، مات سنة بضع عشرة ومئة. يروي عنه:(ع).

ص: 223

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ مِرَارًا: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِه، مَا أَصْبَحَ عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صَاعُ حَبٍّ وَلَا صَاعُ تَمْرٍ"، وَإِنَّ لَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعَ نِسْوَةٍ.

===

(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات أثبات.

(قال) أنس: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مرارًا: والذي نفس محمد بيده) المقدسة (ما أصبح) اليوم (عند آل محمد) وأزواجه (صاع حب) أي: بر (ولا صاع تمر) قال أنس: (وإن له) صلى الله عليه وسلم (يومئذ) أي: يوم إذ قال ذلك (تسع نسوة) أي: تسع زوجات.

ورواية مسلم عن زهير قال أنس: ولقد رأيت نبيكم والحال أنه ما يجد من الدقل ما يملأ بطنه، وأنتم الآن ما ترضون دون ألوان التمر والزبد أي: والحال أنكم الآن بسطت عليكم الدنيا، وما تكتفون بطعام دون طعام اجتمع فيه أنواع التمر وأنواع الزبد.

والمعنى: أن نبيكم صلى الله عليه وسلم مضى لسبيله والحال أنه لم يشبع من الدقل، وأنتم الآن تأكلون على سبعة أصحن، وتشربون من الشراب أنواعًا عديدةً.

قال في "المصباح": والزبد - وزان قفل -: ما يستخرج بالمخض من لبن البقر والغنم، وأما لبن الإبل .. فلا يسمى ما يستخرج منه زبدًا، بل يقال له: جباب. انتهى منه.

قوله: "ما أصبح عند آل محمد صلى الله عليه وسلم صاع بر ولا صاع تمر".

فإن قلت: كيف يقول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مع ما فيه من إظهار الشكوى؟

ص: 224

(67)

- 4091 - (5) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَة، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَسْعُودِيُّ،

===

قلت: إنما قال ذلك؛ ترغيبًا لأمته في الزهد في الدنيا، وفي التوكل على المولى؛ كما كان هو كذلك.

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه ابن حبان في "صحيحه"، من طريق أبان العطار عن قتادة به، وأصله في "صحيح البخاري" و"الترمذي" و"النسائي"، من حديث أنس بغير هذا السياق، ورواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث ابن مالك أيضًا؛ كما رواه ابن ماجه، وله شاهد في "صحيح مسلم" وغيره من حديث النعمان بن بشير.

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد مما ذكر، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عائشة الأول، والله أعلم.

* * *

ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث عائشة الأول بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(67)

- 4091 - (5)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد الذهلي النيسابوري، ثقة حافظ فاضل، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا أبو المغيرة) عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي، ثقة، من التاسعة، مات سنة اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله) بن عتبة بن مسعود الكوفي (المسعودي) صدوق اختلط قبل موته، وضابطه: أن من روى عنه ببغداد .. فبعد الاختلاط،

ص: 225

عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَصْبَحَ فِي آلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، أَوْ مَا أَصْبَحَ فِي آلِ مُحَمَّدٍ مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ".

===

من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ)، وقيل: سنة خمس وستين ومئة. يروي عنه: (عم).

(عن علي بن بذيمة) - بفتح الموحدة وكسر المعجمة الخفيفة بعدها تحتانية ساكنة - الجزري، ثقة رمي بالتشيع، من السادسة، مات سنة بضع وثلاثين (133 هـ). يروي عنه:(عم).

(عن أبي عبيدة) بن عبد الله بن مسعود، مشهور بكنيته، والمشهور أنه لا اسم له غيرها، وقيل: اسمه عامر، كوفي، ثقة، من كبار الثالثة، والراجح أنه لا يصح سماعه من أبيه، مات قبل المئة بعد سنة ثمانين، وثقه ابن حبان. يروي عنه:(ع).

(عن عبد الله) بن مسعود رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، وهو موصول إن قلنا: إن أبا عبيدة سمع من أبيه، وإلا .. فالسند مرسل مقطوع، والقاعدة: أنه إذا اختلف في كون السند موصولًا أو مرسلًا .. فالقول قول من قال بالوصل؛ لما عنده من زيادة علم.

(قال) عبد الله: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصبح في آل محمد) صلى الله عليه وسلم (إلا مد من طعام أو) قال النبي صلى الله عليه وسلم أو الراوي: (ما أصبح في آل محمد مد من طعام) بالنفي بلا استثناء، والظاهر أن كلمة (أو) للشك، وما بعدها في حكم المسكوت عليه؛ كما هو مذهب الحنفية، لا محكوم عليه، بخلاف حكم المستثنى منه؛ كما عليه

ص: 226

(68)

- 4092 - (6) حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَكْرَمِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَة،

===

الجمهور؛ لئلا يلزم التنافي بين هذا الكلام، وهو ما بعد (أو)، وبينَ الكلام المتقدم، وهو ما قبل (أو) فليتأمل. انتهى "سندي".

أو المعنى: لئلا يلزم التناقض بين هذا الحديث، وبين الحديث المتقدم، فالمعتبر: ما بعد (أو) لا ما قبلها.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وإن كان الخلاف بين الوصل والإرسال، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عائشة الأول، والله أعلم.

* * *

ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث سليمان بن صرد رضي الله تعالى عنه، فقال:

(68)

- 4092 - (6)(حدثنا نصر بن علي) بن نصر بن صهبان الجهضمي البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين، أو بعدها. يروي عنه:(ع).

قال: (أخبرني أبي) علي بن نصر بن علي بن صهبان الجهضمي البصري، ثقة، من كبار التاسعة، مات سنة سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي البصري، ثقة، من السابعة، إمام حجة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عبد الأكرم) بن أبي حنيفة هو (رجل من أهل الكوفة) أي: الكوفي، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الذهبي: لا يعرف، وذكره ابن حبان

ص: 227

عَنْ أَبِيه، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَكَثْنَا ثَلَاثَ لَيَالٍ لَا نَقْدِرُ، أَوْ لَا يَقْدِرُ عَلَى طَعَامٍ.

===

في "الثقات"، وقال الحافظ: شيخ مقبول، من السادسة. يروي عنه:(ق).

(عن أبيه) أبي حنيفة الكوفي والد عبد الأكرم، مجهول، من الثالثة. يروي عنه:(ق)، ولم أر من صنف في المبهمات ذكره وما علمته، قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ: مجهول، من الثالثة.

(عن سليمان بن صرد) - بضم المهملة وفتح الراء - ابن الجون الخزاعي أبي مطرف الكوفي، صحابي رضي الله تعالى عنه، قتل بعين الوردة سنة خمس وستين (65 هـ). يروي عنه:(ع).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه أبا حنيفة والد الأكرم، وهو مجهول.

(قال) سليمان: (أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: جاء في منزلنا (فمكثنا) أي: جلسنا معه (ثلاث ليال) جياعًا (لا نقدر) بصيغة المضارع المعلوم المسند إلى جماعة المتكلمين؛ أي: حالة كوننا معاشر الحاضرين لا نقدر نحن على تحصيل طعام نأكله.

(أو) قال الراوي: حالة كونه صلى الله عليه وسلم (لا يقدر) بصيغة المضارع المعلوم المسند إلى الغائب، لا يقدر هو صلى الله عليه وسلم (على) تحصيل (طعام) نأكله، ولفظة:(أو) للشك من أبي حنيفة فيما قاله سليمان بن صرد.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن أخرجه الطبراني في "الكبير"(7/ 99).

ودرجته: أنه ضعيف؛ لضعف سنده؛ لأن تابعيَّه؛ وهو أبو حنيفة ضعيف

ص: 228

(69)

- 4093 - (7) حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا

===

مجهول، وغرضه: الاستئناس به للترجمة، فهو: ضعيف متنًا وسندًا (13)(423).

* * *

ثم استشهد المؤلف خامسًا لحديث عائشة الأول بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(69)

- 4093 - (7)(حدثنا سويد بن سعيد) بن سهل الهروي الأصل الحدثاني، صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، فأفحش ابن معين القول فيه، من قدماء العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ) وله مئة سنة. يروي عنه:(م ق).

(حدثنا علي بن مسهر) القرشي الكوفي قاضي الموصل، ثقة له غرائب بعدما أضر، من الثامنة، مات سنة تسع وثمانين ومئة (189 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن) سليمان بن مهران (الأعمش) ثقة، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن أبي صالح) ذكوان السمان، ثقة، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه سويد بن سعيد، وهو مختلف فيه.

(قال) أبو هريرة: (أتي) بصيغة المبني للمفعول (رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا) من الأيام المباركة؛ وهو عصره صلى الله عليه وسلم؛ أي: أتاه

ص: 229

بِطَعَامٍ سُخْنٍ فَأَكَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ .. قَالَ:"الْحَمْدُ لله، مَا دَخَلَ بَطْنِي طَعَامٌ سُخْنٌ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا".

===

آت ولم أر من ذكره، ولعله بعض خدمه، أو أزواجه (بطعامٍ سُخْنٍ) أي: حار (فأكل) النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك الطعام (فلما فرغ) من أكله .. (قال: الحمد لله) والشكر لله على ما رزقني هذا الطعام، ثم قال: والله (ما دخل بطني طعام سخن) أي: حار (منذ) أي: من وقت (كذا وكذا) أي: من قبل شهرين، أو قبل ثلاثة أشهر، لأنه كان لا يوقد في بيوت أهله نار الطبخ شهرًا أو شهرين أو أكثر؛ لضيق معيشتهن.

وقوله: (سخن) - بضم السين المهملة وسكون الخاء المعجمة - يقال: سَخَّن الماءَ إذا أنضجه على النار؛ أي: جعله ساخنًا، فهو سخن، أي: حار حرارة شديدة.

قوله: "منذ كذا وكذا" وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها عند البخاري ومسلم: (إن كنا لننظر الهلال، ثم الهلال وما يوقد في بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، فقيل لها: فما كان طعامكم؟ قالت: الأسودان؛ التمر والماء).

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، لكن رواه البيهقي في "سننه الكبرى" من طريق أحمد بن الحسن عن سويد بن سعيد بسنده ومتنه.

فدرجته: أنه حسن السند، صحيح المتن بغيره؛ لأن له شواهد ومتابعات، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: سبعة أحاديث:

الأول للاستدلال، والسادس للاستئناس، والبواقي للاستشهاد.

الله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 230