المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(19) - (1492) - باب البراءة من الكبر، والتواضع - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٢٥

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تَتِمَّة كتاب الفتن (2)

- ‌(1) - (1474) - بَابُ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ

- ‌فائدة

- ‌(2) - (1475) - بَابُ الْمَلَاحِمِ

- ‌ملحقة

- ‌(3) - (1476) - بَابُ التُّرْكِ

- ‌كتاب الزهد

- ‌(4) - (1477) - بَابُ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا

- ‌(5) - (1478) - بَابُ الْهَمِّ بِالدُّنْيَا

- ‌(6) - (1479) - بَابُ مَثَلِ الدُّنْيَا

- ‌(7) - (1480) - بَابُ مَنْ لَا يُؤْبَهُ لَهُ

- ‌(8) - (1481) - بَابُ فَضْلِ الْفُقَرَاءِ

- ‌(9) - (1482) - بَابُ مَنْزِلَةِ الْفُقَرَاءِ

- ‌(10) - (1483) - بَابُ مُجَالَسَةِ الْفُقَرَاءِ

- ‌(11) - (1484) - بَابٌ: فِي الْمُكْثِرِينَ

- ‌فائدة

- ‌بشارة عظيمة

- ‌(12) - (1485) - بَابُ الْقَنَاعَةِ

- ‌(13) - (1486) - بَابُ مَعِيشَةِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

- ‌(14) - (1487) - بَابُ ضِجَاعِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

- ‌(15) - (1488) - بَابُ مَعِيشَةِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(16) - (1489) - بَابٌ: فِي الْبِنَاءِ وَالْخَرَابِ

- ‌ملحقة

- ‌(17) - (1490) - بَابُ التَّوَكُّلِ وَالْيَقِينِ

- ‌(18) - (1491) - بَابُ الْحِكْمَةِ

- ‌ملحقة

- ‌(19) - (1492) - بَابُ الْبَرَاءَةِ مِنَ الْكِبْر، وَالتَّوَاضُعِ

- ‌(20) - (1493) - بَابُ الْحَيَاءِ

- ‌(21) - (1494) - بَابُ الْحِلْمِ

- ‌(22) - (1495) - بَابُ الْحُزْنِ وَالْبُكَاءِ

- ‌(23) - (1496) - بَابُ التَّوَقِّي عَلَى الْعَمَلِ

- ‌(24) - (1497) - بَابُ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ

- ‌(25) - (1498) - بَابُ الْحَسَدِ

الفصل: ‌(19) - (1492) - باب البراءة من الكبر، والتواضع

(19) - (1492) - بَابُ الْبَرَاءَةِ مِنَ الْكِبْر، وَالتَّوَاضُعِ

(92)

- 4116 - (1) حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ

===

(19)

- (1492) - (باب البراءة من الكبر، والتواضع)

قوله: (والتواضع) معطوف على (البراءة) أي: وباب التواضع.

الكبر - بكسر الكاف وسكون الباء الموحدة -: وهو ثمرة العجب، وقد هلك بها كثير من العلماء والعباد والزهاد، وأول من هلك به: إبليس اللعين.

والكبر والتكبر والاستكبار متقارب؛ والتكبر: هو الحالة التي يختص بها الإنسان من إعجابه بنفسه؛ وذلك أن يرى نفسه أكبر من غيره، وأعظم ذلك أن يتكبر على ربه؛ بأن يمتنع من قبول الحق، والإذعان له بالتوحيد والطاعة.

(92)

- 4116 - (1)(حدثنا سويد بن سعيد) بن سهل الهروي الأصل ثم الحدثاني ثم الأنباري أبو محمد، صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، من قدماء العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(م ق).

(حدثنا علي بن مسهر) القرشي الكوفي قاضي الموصل، ثقة له غرائب بعدما أضر، من الثامنة، مات سنة تسع وثمانين ومئة (189 هـ). يروي عنه:(ع).

(ح وحدثنا علي بن ميمون الرقي) العطار، ثقة، من العاشرة، مات سنة ست وأربعين ومئتين (246 هـ). يروي عنه:(س ق).

(حدثنا سعيد بن مسلمة) بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي نزيل

ص: 296

جَمِيعًا، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ،

===

الجزيرة، ضعيف، من الثامنة، مات بعد التسعين ومئة (190 هـ). يروي عنه:(ت ق).

(جميعًا) أي: كل من علي بن مُسْهِرٍ وسعيد بن مسلمة روى (عن) سليمان (الأعمش) ثقة حافظ قارئ، من الخامسة، مات سشة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن إبراهيم) بن يزيد النخعي الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات سنة ست وتسعين (96 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن علقمة) بن قيس بن عبد الله النخعي الكوفي، ثقة ثبت فقيه عابد، من الثانية، مات بعد الستين، وقيل بعد السبعين. يروي عنه:(ع).

(عن عبد الله) بن مسعود رضي الله تعالى عنه.

وهذان السندان من سداسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات، وأما سويد بن سعيد .. فلا يضر في السند؛ لأنه ذكره لمقارنة علي بن ميمون، ولا يضر أيضًا سعيد بن مسلمة؛ لأنه ذكره؛ لمقارنة علي بن مسهر.

(قال) عبد الله بن مسعود: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة) أصلًا، أو حتى يجازى عليه إن لم يدركه العفو (من كان في قلبه) واعتقاده (مثقال حبة) أي: وزن حبة (من خردل من كبر) تمييز ذات لـ (مثقال) مجرور بـ (من) البيانية، وقد تقدم لك: أن الكبر والكبرياء بمعنىً واحد؛ وهو الترفع عن الحق واحتقار الناس؛ كما مر؛ أي: لا يدخل الجنة أصلًا؛ لأنه شرك باطني إن استحل ذلك، أو ابتداءً إن لم يَستَحِلّ ولم يدركه العفو.

ص: 297

وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ".

===

والمراد بذكر المثقال: التمثيل بأقل درجات الإيمان؛ وهو مجرد التصديق، وأقل درجات الكبر بأقل مثاقيل الوزن، والله أعلم.

وفي "القاموس": والخردل: حب شجر مُسخّن ملطِّف جاذب، قالع للبلغم، ملين هاضم، نافعٌ طلاؤُه للنِّقْرِس والنسا والبرص، ودخانه يطرد الحيات، وماؤه يسكن وجع الآذان تقطيرًا، ومسحوقه على الضرس الوجع غايةً، والخردل الفارسي نبات بمصر يعرف بحشيشة السلطان. انتهى منه.

والمثقال: مفعال من الثقل؛ ومثقال الشيء: وزنه، يقال: هذا على مثقال هذا؛ أي: على وزنه.

(ولا يَدْخُل النارَ) أي: لا يُخلَّد في النار (من كان في قلبه) أي: في اعتقاده (مثقالُ حبة) أي: وزنُ حبة (مِن خردل): حبٌّ معروف من الأبازير (من إيمان) تمييز لـ (مثقال) مجرور بـ (من) البيانية.

والمراد بالإيمان في هذا الحديث: التصديقُ القلبي المذكور في حديث جبرائيل عليه السلام، ويُستفاد منه أن التصديق القلبيَّ على مراتب، ويزيد بكثرة الأعمال الصالحة، وينقص بنقصان الأعمال الصالحة.

وهذه النار المذكورة هنا: هي النار المُعدَّةُ للكفار، لا يَخْرُج منها من دخلها؛ لأنه قد جاء في أحاديث الشفاعة أن خَلْقًا كثيرًا مِمَّنْ في قلبه ذرات كثيرة من إيمان يدخلون النار، ثم يخرجون منها بالشفاعة، أو بالقبضة من أرحم الراحمين.

والجمع بين ما هنا وما هناك من إثبات دخولها: أن النار دركات؛ كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} (1).

(1) سورة النساء: (145).

ص: 298

(93)

- 4117 - (2) حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَص،

===

وأهلها في العذاب على مراتب ودركات؛ كما قال تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)} (1)، وإن نار من يعذب من الموحدين أخفُّها عذابًا، وأقربها خروجًا؛ فمن أدخل النار من الموحدين .. لم يدخل نار الكفار، بل نارًا أخرى يموتون فيها ثم يخرجون؛ كما جاء في الأحاديث الصحيحة الآتية؛ يعني: في "مسلم" بعد هذا الحديث إن شاء الله تعالى. انتهى من "المفهم".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه، وأبو داوود في كتاب اللباس، باب ما جاء في الكبر، والترمذي في كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الكبر، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، والله أعلم.

ثم استشهد المؤلف لحديث ابن مسعود بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(93)

- 4117 - (2)(حدثنا هناد بن السري) - بكسر الراء الخفيفة - ابن مصعب التميمي، أبو السري الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين (243 هـ) وله إحدى وتسعون سنة. يروي عنه:(م عم).

(حدثنا أبو الأحوص) سلام بن سليم الحنفي مولاهم الكوفي، ثقة متقن، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ). يروي عنه:(ع).

(1) سورة غافر: (46).

ص: 299

عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِب، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي؛

===

(عن عطاء بن السائب) أبي محمد، ويقال: أبو السائب الثقفي الكوفي، صدوق اختلط، من الخامسة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(عن الأغر أبي مسلم) المدني، نزيل الكوفة، وهو غير سليمان الأغر الذي يكنى أبا عبد الله، وقد قلبه الطبراني فقال: اسمه مسلم ويكنى أبا عبد الله، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(م عم).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه: (يقول الله سبحانه: الكبرياءُ ردائي، والعظمةُ إزاري) ضربهما مثلًا في انفراده بصفة الكبرياء والعظمة، وأَنْ لَيْسَا هما كسائر الصفات التي قد يتصف بها غيره تعالى مجازًا؛ كالكرم والرحمة، كما لا يشاركُ الإنسانَ في إزارِهِ وردائِه أحدٌ من الناس.

قال الخطابي: معنى هذا الكلام: أن الكبرياء والعظمة صفتان لله سبحانه اختص بهما، لا يشركه أحد فيهما، ولا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما؛ لأن صفة المخلوق التواضع والتذلل.

وضرب الرداء والإزار مثلًا في ذلك؛ يقول - والله أعلم -: كما لا يشركُ الإنسان في ردائِه وإزارِه أحدٌ .. فكذلك لا يَشْرُكُني في الكبرياء والعظمة مخلوقٌ.

ص: 300

فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا .. أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ".

(94)

- 4118 - (3) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ

===

(فمن نازعني واحدًا منهما) أي: من الوصفين؛ ومعنى نازعني: تخلَّق بذلك، فيصير في معنى المشارك بي فيهما .. (أَلْقَيْتُه) أي: رَمَيْتُه انتقامًا منه (في) نار (جهنم) أعاذنا الله تعالى منها.

ظاهرُ هذا الحديث يعطي الفرق بينهما، ويَظْهَرُ من كتب اللغة أنه لا فرق بينهما، فتوقَّف فيه بعضُهم، وفزقَ آخرون، فقالوا: الكبرياء: كونه متكبرًا في ذاته، استكبره غيره أم لا، والعظمة: كونه يستعظمه غَيْرُهُ، فالكبرياء: صفة ذاتية، وهي أرفع من العظمة؛ لكونها إضافية، فشبهت بالرداء الذي هو أرفع من الإزار.

وقيل: العظمةُ باعتبار كون الذات لا يُدْرَكُ كُنْهه، والكبرياء باعتبار الترفع على الغير، فشبَّه العظمةَ بالإزار الذي هو لازم لا بد منه، والثانيَ بالرداءِ الذي فيه زيادة التزين والترفع. انتهى "س".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود، في كتاب اللباس، باب ما جاء في الكبر.

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن مسعود، والله أعلم.

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث ابن مسعود بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(94)

- 4118 - (3)(حدثنا عبد الله بن سعيد) بن حصين الكندي أبو سعيد الأشج الكوفي، ثقة، من صغار العاشرة، مات سنة سبع وخمسين ومئتين (257 هـ). يروي عنه:(ع).

ص: 301

وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي؛ فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا .. أَلْقَيْتُهُ فِي النَّارِ".

===

(وهارون بن إسحاق) بن محمد بن مالك الهمداني - بالسكون - أبو القاسم الكوفي، صدوق، من صغار العاشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(ت س ق).

كلاهما (قالا: حدثنا عبد الرحمن) بن محمد بن زياد (المحاربي) لا بأس به، وكان يدلس، قاله أحمد، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عطاء بن السائب) أبي محمد الثقفي الكوفي، صدوق اختلط، من الخامسة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(عن سعيد بن جبير) الأسدي مولاهم الكوفي، ثقة ثبت فقيه، من الثالثة، مات دون المئة، قتله الحجاج بن يوسف الثقفي الجائر المعروف سنة خمس وتسعين (95 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عطاء بن السائب، وهو مختلف فيه، والمحاربي كذلك مختلف فيه.

(قال) ابن عباس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله سبحانه) عز وجل قولُه: (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري؛ فمن نازعني واحدًا منهما .. ألقيته في النار) قد تقدم ما فيه في حديث أبي هريرة المذكور قبله.

والمراد من المنازعة في الكبرياء والعظمة هنا: التكبر.

ص: 302

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

قال الغزالي رحمه الله تعالى: فهما تكبر العبد؛ فمن تكبر .. فقد نازع الله تعالى في صفة لا تليق إلا بجلاله؛ مثاله: أن يأخذ الغلام قلنسوة الملك، فيضعها على رأسه، ويجلس على سريره، فما أعظم استحقاقه للمقت! وما أعظم تَهدُّفَه للخِزي! وما أشدَّ استجراءه على مولاه! وما أَقْبحَ ما تعاطاه! وإلى هذا المعنى الإشارةُ بقوله عز وجل: (الكبرياء ردائي والعظمةُ إزاري

) إلى آخره.

أما حقيقة الكبر .. فقد ذكرها الإمام الغزالي في "إحياء علوم الدين"(3/ 343) فقال: اعلم: أن الكبر ينقسم إلى باطن وظاهر؛ فالباطن: خُلُقٌ في النفس، والظاهر: هو أعمال تَصْدُر عن الجوارح.

واسمُ الكبر بالخُلقِ الباطنِ أحقُّ، وأما الأعمال .. فإنها ثمرات لذلك الخُلُق، وخُلُق الكبر مُوجِبٌ للأعمال، ولذلك إذا ظهر على الجوارح .. يقال: تكبَّر، وإذا لم يظهر .. يقال: في نفسِه كِبْرٌ، فالأصليُّ: هو الخلق الذي في النفس؛ وهو الاسترواح والركونُ إلى رؤيةِ النفس فوق المُتكبَّرِ عليه؛ فإن الكبر يَسْتَدْعِي متكبَّرًا عليه، ومتكبرًا به، وبه ينفصلُ الكبر عن العجب؛ فإن العجب لا يستدعي غير المعجب، بل لو لم يخلق الإنسان إلا وحده .. تصور أن يكون معجبًا ولا يتصور أن يكون متكبرًا.

ومما تدل عليه نصوص الكتاب والسنة وأجمع عليه العلماء قاطبةً أن الكبر من أرذل أخلاق الإنسان، وهو من الموبقات التي تجره إلى كثير من الخبائث، وقد أطال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في بيان أقسامه وأسبابه وبواعثه وطرق معالجته، فراجعه للتفصيل. انتهى من "الإنجاز".

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث أبي هريرة رواه مسلم في "صحيحه" وغيره.

ص: 303

(95)

- 4119 - (4) حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَم،

===

ودرجته: أنه صحيح المتن بغيره، حسن السند؛ كما تقدم آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن مسعود، والله أعلم.

ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث ابن مسعود بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(95)

- 4119 - (4)(حدثنا حرملة بن يحيى) بن حرملة بن عمران أبو حفص التجيبي المصري صاحب الشافعي، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(م س ق).

(حدثنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم المصري، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).

(أخبرني عمرو بن الحارث) بن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري أبو أمية، ثقة فقيه حافظ، من السابعة، مات قديمًا قبل الخمسين ومئة. يروي عنه:(ع).

(أن دراجًا) - بتشديد الراء آخره جيم - ابن سمعان أبا السَّمْح - بمهملتين الأولى مفتوحة والميم ساكنة - قيل: اسمه عبد الرحمن، ودراج لقب، السهمي مولاهم المصري القاص، صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(عم).

(حدثه) أي: حدث عمرو بن الحارث.

(عن أبي الهيثم) سليمان بن عمرو بن عبيد الليثي العَتْوَاري - بفتح المهملة ثم تاء فوقية ساكنة - المصري، ثقة، من الرابعة. يروي عنه:(عم).

ص: 304

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ يَتَوَاضَعْ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ دَرَجَةً .. يَرْفَعْهُ اللهُ بِهِ دَرَجَةً، وَمَنْ يَتَكَبَّرْ عَلَى اللهِ دَرَجَةً .. يَضَعْهُ اللهُ بِهِ دَرَجَةً حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي أَسْفَلِ السَّافِلِينَ".

===

(عن أبي سعيد) الخدري رضي الله تعالى عنه.

(عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه دراج بن سمعان، وهو مختلف فيه؛ وثقه ابن معين، وأخرج له ابن حبان في "صحيحه"، وقال أبو داوود: حديثه متروك إلا ما كان عن أبي الهيثم، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مما لا يتابع عليه.

(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يتواضع) ويتذلل بنفسه (لـ) خشية (الله سبحانه درجة .. يرفعه الله به) أي: بتواضعه (درجة) واحدة (ومن يتكبر على الله درجة) بأن ترك بعض مأموراته تكبرًا عنها .. (يضعه الله) أي: يحطه الله وينزله عن درجته (به) بسبب تكبره عن طاعة الله تعالى (درجة) درجة (حتى يجعله في أسفل السافلين) وأنزل النازلين درجات عنده تعالى.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه؛ رواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده" من طريق دراج بن سمعان، وزاد فيه بعد قوله:(من يتواضع لله .. يرفعه الله به درجةً): (حتى يجعله في أعلى عليين) ولعل هذا اللفظ سقط من "ابن ماجه" بدليل ما في آخره: (حتى يجعله في أسفل السافلين).

قال السندي: قوله: "من يتواضع" يحتمل: أن تكون (من) شرطية أو موصولة؛ أي: ينزل عن درجته في الكلام أو في الجلوس إلى ما هو من دونه.

قوله: "ومن يتكبر على الله" أي: على خلاف مقتضى أمره ورضاه تابعًا في ذلك هواه. انتهى "سندي".

ص: 305

(96)

- 4120 - (5) حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَسَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

===

ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن مسعود.

ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، فقالا:

(96)

- 4120 - (5)(حدثنا نصر بن علي) بن نصر بن علي بن صهبان الجهضمي البصري، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين، أو بعدها. يروي عنه:(ع).

(حدثنا عبد الصمد) بن عبد الوارث بن سعيد العنبري البصري، صدوق ثبت في شعبة، من التاسعة، مات سنة سبع ومئتين (207 هـ). يروي عنه:(ع).

(وسلم بن قتيبة) الشعيري - بفتح المعجمة - أبو قتيبة الخراساني، نزيل البصرة، صدوق، من التاسعة، مات سنة مئتين (200 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(خ عم).

(قالا: حدثنا شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي البصري، ثقة حجة إمام، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن علي بن زيد) بن عبد الله بن جدعان التيمي البصري، وهو حجازي، ضعيف، من الرابعة، مات سنة إحدى وثلاثين ومئة (131 هـ)، وقيل قبلها. يروي عنه:(م عم).

(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه علي بن زيد بن

ص: 306

قَالَ: إِنْ كَانَتِ الْأَمَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهَا حَتَّى تَذْهَبَ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي حَاجَتِهَا.

===

جدعان، وهو ضعيف عند الجماهير، أو الحسن إن قلنا: إنه مختلف فيه.

(قال) أنس: (إن) - بسكون النون - لأنها مخففة من الثقيلة؛ بدليل ذكر اللام الفارقة بعدها؛ أي: إنه؛ أي: إن الشأن والحال (كانت الأمة) أي: إن كانت الأنثى الرقيقة (من أهل المدينة لتأخذ) أي: لتمسك (بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما ينزع) ويأخذ (يده) الشريفة (من يدها) أي: من يد الأمة؛ أي: إنه يتبعها إلى حيث مالت به وذهبت (حتى تذهب به) صلى الله عليه وسلم (حيث شاءت) أي: إلى أي مكان شاءت (من المدينة) الذهاب به إليه (في حاجتها) أي: لأجل قضاء حاجتها لها في ذلك المكان؛ أي: إنه يتبعها إلى حيث مالت وذهبت به إليه، والمقصود من الأخذ باليد: لازمه؛ وهو الرفق والانقياد لها.

وقد اشتمل هذا الكلام على أنواع من البلاغة: وهي التواضع، لذكره المرأة دون الرجل، والأمة دون الحرة، وحيث عم بلفظ:(الأمة) أي أمة كانت، وبقوله:(حيث شاءت) أي: من الأمكنة.

والتعبير بالأخذ باليد إشارة إلى غاية التصرف، حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة، والتمست منه مساعدتها في تلك الحاجة .. لساعدها على ذلك، وهذا دال على مزيد تواضعه وبرائته من جميع أنواع الكبر صلى الله عليه وسلم.

وقد ورد في ذم الكبر ومدح التواضع أحاديث كثيرة؛ من أصحها: ما أخرجه مسلم عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" فقيل: إن الرجل يحب أن

ص: 307

(97)

- 4121 - (6) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ،

===

يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنًا، قال:"الكبر بطر الحق، وغمط الناس".

وأخرج عبد بن حميد من حديث ابن عباس رفعه: "الكبر السفه عن الحق، وغمط الناس"، فقال: يا نبي الله؛ وما هو؟ قال: "السفه: أن يكون لك على رجل مال فينكره، ويأمره رجل بتقوى الله تعالى فيأبى؛ والغمط: أن يجيء رجل شامخًا بأنفه، وإذا رأى ضعفاء الناس وفقراءهم .. لم يسلم عليهم، ولم يجلس إليهم مَحْقَرةً لهم".

وأخرج الترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو بريء من الكبر والغلول والدَّينِ .. دخل الجنة" وأخرج الطبراني في "الأوسط" عن ابن عمر رفعه: "إياكم والكبر، وإن الكبر يكون في الرجل وإن عليه العباءة" رواته ثقات.

وأخرج مسلم من حديث عياض بن حمار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد".

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف (17)(427)؛ لضعف سنده لما مر، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.

ثم استأنس المؤلف للترجمة ثانيًا بحديث آخر لأنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، فقال:

(97)

- 4121 - (6)(حدثنا عمرو بن رافع) بن الفرات القزويني البجلي أبو حجر - بضم المهملة وسكون الجيم - ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة سبع وثلاثين ومئتين (237 هـ). يروي عنه:(ق).

(حدثنا جرير) بن عبد الحميد بن قرط - بضم القاف وسكون الراء بعدها طاء

ص: 308

عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَر، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُ الْمَرِيضَ، وَيُشَيَّعُ الْجِنَازَةَ، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوك، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ،

===

مهملة - الضبي الكوفي، ثقة صحيح الكتاب، قيل: كان يهم في آخر عمره من حفظه، من الثامنة، مات سنة ثمان وثمانين ومئة (188 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن مسلم) بن كيسان الضبي الملائي البراد (الأعور) أبي عبد الله الكوفي، ضعيف جدًّا، من الخامسة. يروي عنه:(ت ق).

(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن فيه مسلمًا الأعور، وهو متفق على ضعفه وتركه.

(قال) أنس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض) أي: يزوره لعيادة مرضه (ويشيع الجنازة) من التشييع؛ أي: يجهزها ويتبعها إلى محل الدفن (ويجيب دعوة المملوك) أي: دعوة الرقيق إلى وليمته (ويركب الحمار).

قال ابن الملك: فيه دليل على أن ركوب الحمار سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال القاري: فمن استنكف وتكبر عن ركوبه؛ كبعض المتكبرين وجماعة من جهلة الهند .. فهو أخس من الحمار. انتهى.

قلت: كيف وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً} ؟ ! (1).

(1) سورة النحل: (8).

ص: 309

وَكَانَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ عَلَى حِمَارٍ، وَيَوْمَ خَيْبَرَ عَلَى حِمَارٍ مَخْطُومٍ بِرَسَنٍ مِنْ لِيفٍ، وَتَحْتَهُ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ.

===

(وكان) صلى الله عليه وسلم (يوم) غزوة بني (قريظة والنضير) اسمان لقبيلتين من يهود المدينة؛ وقريظة - بضم القاف وفتح الظاء المشالة - بوزن جهينة؛ قبيلة من يهود خيبر (على حمار، و) كان (يوم خيبر) وكانت هذه الوقعة لسبع بقين من ذي القعدة سنة خمس (على حمار) أي: راكبًا على حمار (مخطوم) أي: مجعول في أنفه حبلٌ من ليف - بكسر اللام - قال في "القاموس": خطمه بالخطام؛ أي: جعله على أنفه، كخَطمَهُ به، أو جَرَّ أَنْفَه لِيضعَ عليه الخِطامَ، وهو على وزن كتاب: كُلُّ ما وُضِعَ في أنف البعير ونحوه لينقاد به، وهو بمعنى قول المؤلف رحمه الله تعالى: وركب يوم خيبر على حمار مخطوم.

أي: مربوط أنفه (برسن) أي: بحبل (من ليف) والرسن - بفتحتين -: هو الحبل الذي تقاد به الدابة (و) عليه أي: على ظهر ذلك الحمار (تحته) صلى الله عليه وسلم (إكاف من ليف) أي: برذعة من ليف.

والإكاف - بكسر الهمزة - ويقال له: الوكاف - بالواو بدل الهمزة - وهو للحمار كالسرج للفرس (وإكاف ليف) بالإضافة التي على معنى (من) البيانية، وفي أكثر النسخ:(وتحته إكاف من ليف) بإظهار (من).

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الجنائز، باب آخر منه في رقم (31)، رقم الحديث (1022) قال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث مسلم الأعور الملائي عن أنس بن مالك، ومسلم الأعور يضعف، قال النسائي وغيره: متروك كذا في "الميزان" وهو مسلم بن كيسان الملائي - بميم مضمومة ولام مخففة وبياء في آخره - نسبة إلى بيعِ المُلاء؛ نوع من الثياب، كذا في "المغني". انتهى "تحفة الأحوذي".

ص: 310

(98)

-4122 - (7) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ،

===

ودرجته: أنه ضعيف؛ لضعف سنده؛ كما مر آنفًا، فالحديث: ضعيف متنًا وسندًا (18)(428)، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.

ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث ابن مسعود بحديث عياض بن حمار رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(98)

-4122 - (7)(حدثنا أحمد بن سعيد) بن صخر الدارمي أبو جعفر السرخسي، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث وخمسين ومئتين (253 هـ). يروي عنه:(خ م دت ق).

(حدثنا علي بن الحسين بن واقد) المروزي، صدوق يهم، من العاشرة، مات سنة إحدى عشرة ومئتين (211 هـ). يروي عنه:(عم).

(حدثنا أبي) الحسين بن واقد المروزي أبو عبد الله القاضي، ثقة له أوهام من السابعة، مات سنة تسع وخمسين ومئة (159 هـ)، وقيل: سبع وخمسين ومئة. يروي عنه: (م عم).

(عن مطر) - بفتحتين - الوراق بن طهمان أبي رجاء السلمي مولاهم الخراساني سكن البصرة، صدوق كثير الخطأ، وحديثه عن عطاء ضعيف، من السادسة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: تسع وعشرين ومئة (129 هـ). يروي عنه: (م عم).

(عن قتادة) بن دعامة السدوسي البصري، ثقة، من الرابعة، مات سنة بضع عشرة ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن مطرف) بن عبد الله بن الشِّخِّير - بكسر الشين المعجمة وتشديد الخاء المعجمة المكسورة بعدها تحتانية ساكنة ثم راء - العامري الحرشي أبي عبد الله

ص: 311

عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ خَطَبَهُمْ فَقَالَ:"إِنَّ اللهَ عز وجل أَوْحَى إِلَيَّ: أَنْ تَوَاضَعُوا؛ حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ".

===

البصري، ثقة عابد فاضل، من الثانية، مات سنة خمس وتسعين (95 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عياض) بكسر العين المهملة وتخفيف التحتانية آخره معجمة (ابن حمار) - بكسر المهملة وتخفيف الميم - التميمي المجاشعي الصحابي الفاضل رضي الله تعالى عنه، عاش إلى حدود سنة خمسين (50 هـ) سكن البصرة. يروي عنه:(م عم).

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه خطبهم) أي: وعظهم بالترغيب والترهيب (فقال) في خطبته: (إن الله عز وجل أوحى إلي أن تواضعوا) أي: بأن أقول لكم أيتها الأمة: تواضعوا لله وتذللوا له (حتى لا يفخر أحد) منكم (على أحد) أي: على آخر.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها، وأبو داوود في كتاب الأدب، باب في التواضع.

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن مسعود.

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: سبعة أحاديث:

الأول للاستدلال، واثنان للاستئناس، وأربعة للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 312