الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(16) - (1489) - بَابٌ: فِي الْبِنَاءِ وَالْخَرَابِ
(79)
- 4103 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ أَبِي السَّفَر، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نُعَالِجُ خُصًّا
===
(16)
- (1489) - (باب: في البناء والخراب)
(79)
- 4103 - (1)(حدثنا أبو كريب) محمد بن العلاء الهمداني، ثقة، من العاشرة، مات سنة سبع وأربعين ومئتين (247 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن) سليمان بن مهران (الأعمش) الأسدي الكاهلي، ثقة قارئ، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي السفر) - بفتحتين - سعيد بن يحمد - بضم التحتانية وكسر الميم - وحكى الترمذي أنه قيل فيه: أحمد، وقيل: اسمه عمرو الهمداني الثوري الكوفي، ثقة، من الثالثة، مات سنة اثنتي عشرة ومئة (112 هـ)، أو بعدها بسنة. يروي عنه (ع).
(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص بن وائل بن هاشم القرشي السهمي أحد السابقين المكثرين من الصحابة، رضي الله تعالى عنهم أجمعين، مات بالطائف في ذي الحجة ليالي الحرة على الأصح. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) عبد الله بن عمرو: (مر علينا) معاشر الصحابة (رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن) أي: والحال أننا (نُعالِجُ) أي: نُحاوِلُ ونصلح (خصًا)
لَنَا، فَقَالَ:"مَا هَذَا؟ "، فَقُلْتُ: خصٌّ لَنَا وَهَى وَنَحْنُ نُصْلِحُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا أُرَى الْأَمْرَ إِلَّا أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ".
===
أي: بيتًا لنا من قصب وحشيش مملوكًا (لنا) أي: لأهل بيتنا؛ أي: نُصلح ونُعيد خصًا لنا (فقال) معطوف على (مَرَّ) أي فقال لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في مروره علينا: (ما هذا) الصنيعُ الذي شُغِلْتُم به؟ قال عبدُ الله بن عَمْرو: (فقلت) له صلى الله عليه وسلم في جواب سؤاله: هذا (خُصٌّ لَنَا وَهَى) وضَعُفَ بِناؤهُ (ونحن نُصْلِحُه) ونجدِّده؛ أي: نريدُ إصلاحَه وتجديدَه.
قوله (وَهَى) معناه: أي: ضَعُف وتهدَّم؛ لطولِ زمنه، وهمَّ أن يَسْقُط على الأرض؛ والمرادُ: نُجدِّده؛ أي: نَبْنِيهِ بناءًا جديدًا.
قال في "القاموس": الخُصُّ - بالضم - البَيْتُ من القصبِ والبوصِ الفارسي، أو البيتُ يسقَّف بالخشَب كالأَزَج، جَمْعُه خِصاص وخُصوص. انتهى.
وقال فيه أيضًا: الأَزَجُ - محركًا -: ضرب من الأبنية، يبنى جداره وسَقْفُه من الخَشَب والقصَب؛ كبيُوت الحُرَّاث والزُّرَّاع في بلادنا. انتهى منه بزيادة.
وقولُه: (وهى) هو مثالٌ ناقصٌ؛ نظير وعى يَعي، يقال: وَهَى الحائط يَهِي وَهيًا؛ إذا ضعف وهمَّ بالسقوط على الأرض؛ كرمى يرمي رميًا.
والمعنى: هو خُصٌّ لنا وَهَى وضَعُف وقَرُب إلى السقوطِ على الأرض، (ونحن نُصْلِحُه) ونَشُدُّه ونَرْبُط بعضَه ببعض؛ لئلا يَسْقُطَ على الأرض.
(فقال) لنا (رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أُرَى الأَمْرَ) - بضم الهمزة - أي: ما أَظن أَمْرَ الله وقضاءه بالموت (إلا أَعْجَل) وأَسْرَعَ (من ذلك) أي: من الانتفاعِ بذلك الخُص؛ أي: ما أظُنُّ الموت على وجه الاحتمال إلا أن يكون أسرع من الانتفاع بهذا الخُص، فلا ينبغي للعاقل أن يَشْتَغِل بما يُتْعِبُهُ على كلِّ حال.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
أو المراد: أنه ينبغي للعاقل أن يرى أنَّ الأَمْرَ والموت أسرعُ من الانتفاع بذلك بحيثُ لا يشتغل بشيء لا ينتفعُ به أصلًا، وليس المرادُ: إخباره جزمًا بأن يكون موتُه قريبًا. انتهى "س".
قوله: "إِلا أَعْجَل من ذلك" وفي روايةٍ قال: (الأَمْرُ أسرعُ من ذلك) قيل: الأجلُ أقربُ مِن تَخرُّبِ هذا البيتِ؛ أي: أَنْ تُصلِح بيتك خشيةَ أَنْ يَهْدِمَ قبل أن تمُوت، وربَّما تموت قبل أن يَنْهَدِم، فإصلاحُ عملك أَوْلَى من إصلاح بيتك.
قال الطيبي: أي: كوننا في الدنيا كعَابِرِ سبيل أو كراكبٍ مُستظلٍ تحتَ شجرة .. أَوْلَى مِمَّا أنت فيه من اشتغالك بالبناء. انتهى من "التحفة".
وعبارةُ "التحفة": قال في "القاموس": الوَهْيُ: الشقُّ في الشيء، وجَمْعُه وُهِيٌّ وأوهية، يقال: وَهَى الشيء كوَعَى ووَلِيَ؛ إذا تخرق وانشق واسترخى رِبَاطُه.
(فقال: ما أرى) بضم الهمزة (الأجل) أي: الأجل والموت (إلا أَعْجَلَ من ذلك) وفي رواية: (الأمر) أي: الأجلَ (أسرعَ من ذلك) قيل: معناه: الأجل أقربُ مِن تخرُّبِ هذا البيت، أي: أقربُ مِن أَنْ تُصلِحَ بيتَك خشيةَ أن يَنْهَدِم قبل أن تموت، وربما تموت قبل أن ينهدم، فإصلاح عملك أولى من إصلاح بيتك. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأدب، باب ما جاء في البناء، والترمذي في كتاب الزهد، باب قصر الأمل، قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح غريب، إنما نعرفه من حديث معاوية بن صالح، وأحمد في "المسند"، وابن حبان في "صحيحه".
(80)
- 4104 - (2) حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ
===
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث عبد الله بن عمرو بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(80)
- 4104 - (2)(حدثنا العباس بن عثمان) بن محمد البجلي أبو الفضل (الدمشقي) المعلم، صدوق يخطئ، من كبار الحادية عشرة، مات سنة تسع وثلاثين ومئتين (239 هـ) وله ثلاث وستون. يروي عنه:(ق).
(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم الدمشقي، ثقة مدلس، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا عيسى بن عبد الأعلى) بن عبد الله (بن أبي فروة) الأموي مولاهم، مجهول، من السابعة. يروي عنه:(دق). روى عنه: الوليد بن مسلم، روى له أبو داوود حديثًا واحدًا في صلاة العيد.
قلت: قال الذهبي: لا يكاد يعرف، والخبر منكر، قال ابن القطان: لا أعرفه في شيء من الكتب، ولا في غير هذا الحديث. انتهى "تهذيب".
(حدثني إسحاق) بن عبد الله (بن أبي طلحة) الأنصاري المدني، نسب إلى جده؛ لشهرته به أبو يحيى، ثقة حجة، من الرابعة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ) وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن) عمه عم لأم (أنس) بن مالك رضي الله تعالى عنه.
قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقُبَّةٍ عَلَى بَابِ رَجُلٍ مِنَ ألْأَنْصَارِ فَقَالَ: "مَا هَذِهِ؟ ! "، قَالُوا: قُبَّةٌ بَنَاهَا فُلَانٌ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"كُلُّ مَالٍ يَكُونُ هكَذَا .. فَهُوَ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، فَبَلَغَ الْأَنْصَارِيَّ ذَلِكَ فَوَضَعَهَا، فَمَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ
===
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه مجهولًا، وهو عيسى بن عبد الأعلى.
(قال) أنس: (مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبة) مبنية (على باب رجل من الأنصار) أي: على جانبه، لم أر من ذكر اسمه، والقبة من البنيان معروفة، وتطلق على البيت المدور، وهو معروف عند التركمان والأَكْراد، والجمعُ قباب؛ مثل برمة وبرام فقط، قال بعض العلماء: هو بناءٌ مرتفعٌ.
(فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما هذه؟ ! ) أي: ما هذه العمارة المنكرة، ومن بانيها؟ ! والاستفهام فيه إنكاري.
(قالوا) أي: قال الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم في جواب سؤاله: (قبة بناها فلان) لم أر من ذكر هذا الرجل، وهو الرجل الأول صاحب الدار، فـ (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لمن عنده:(كل مال يكون) مصروفًا منفقًا (هكذا) أي: مصروفًا في مثل هذا البناء؛ من كل بناء لا حاجة إليه مع كونه منكرًا شرعًا .. (فهو) أي: ذلك المال الذي صرف في مِثلِ هذا البناءِ (وبالٌ) أي: سبب وبال وهلاك وعقاب (على صاحبه يوم القيامة، فبلغ الأنصاري) الذي بناه خبر (ذلك) القول الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بنائه (فوضعها) أي: وضع الرجل الأنصاري الذي بنى تلك القبة؛ أي: هدمها وأزال أثرها.
(فمر النبي صلى الله عليه وسلم) على موضع تلك القبة (بعد) أي: بعدما
فَلَمْ يَرَهَا، فَسَأَلَ عَنْهَا، فَأُخْبِرَ أَنَّهُ وَضَعَهَا لِمَا بَلَغَهُ عَنْكَ، فَقَالَ:"يَرْحَمُهُ اللهُ يَرْحَمُهُ اللهُ".
===
هدمها الرجل الباني (فلم يرها) رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: تلك القبة (فسأل عنها) أي: عن تلك القبة (فأخبر) بالبناء للمجهول؛ أي: أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنه) أي: أن بانيها (وضعها) أي: أسقطها وهدمها وأزالها (لما بلغه) أي: لأجل ما بلغه (عنك) يا رسول الله إليه من قولك: "كل مال يكون هكذا
…
" إلى آخره.
قال أنس: فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم لِهَدْمِه (فقال) في دعائه له: ("يرحمه الله يرحمه الله") مُكَرِّرًا مرتين؛ مبالغةً في الدعاء له؛ فالجملة خبرية اللفظ إنشائية المعنى، فكأنه قال: اللهم؛ ارحمه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، قال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال؛ لأن عيسى بن عبد الأعلى لم أر من جرحه ولا وثقه، وباقي رجال الإسناد ثقات، ولكن رواه أبو داوود في "سننه" مطولًا بغير هذا اللفظ من حديث أنس أيضًا، إلا أنه لم يقل:(يرحمه الله) وقال بدله: (كل بناء وبالٌ على صاحبه إلا ما لا
…
).
قلت: وله شاهد من حديث خباب بن الأرت الآتي في آخر هذا الباب، رواه ابن ماجه في "سننه"، والترمذي في "جامعه" وقال: هذا حديث صحيح، وأخرجه أيضًا أحمد وأبو يعلى، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان".
قلت: فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح بغيره وإن كان ضعيف السند؛ لأن له شواهد مما ذكر، فدرجته: أنه صحيح المتن بغيره، ضعيف السند؛ لما تقدم آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عبد الله بن عمرو.
* * *
(81)
- 4105 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاص، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي
===
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث عبد الله بن عَمْرٍ وبحديث عبد الله بن عُمَر رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(81)
- 4105 - (3)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي النيسابوري، ثقة متقن، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا أبو نعيم) الفضل بن دكين الكوفي، واسم دكين: عمرو بن حماد بن زهير التيمي مولاهم، الأحولُ المُلائي - بضم الميم - مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة ثماني عشرة ومئتين (218 هـ)، وقيل: تسع عشرة ومئتين. يروي عنه: (ع).
(حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص) الأموي السعيدي الكوفي، ثقة، من السابعة، مات سنة سبعين ومئة (170 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(خ م د ق).
(عن أبيه سعيد) بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أبي أحيحة - بضم الهمزة ومهملتين مفتوحتين بينهما تحتانية ساكنة - الأموي المدني ثم الدمشقي ثم الكوفي، ثقة، من صغار الثالثة، مات بعد العشرين ومئة. يروي عنه:(خ م د س ق).
(عن) عبد الله (بن عمر) بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) ابن عمر: أقسمت لكم بالإله الذي لا إله غيره (لقد رأيتني) - بضم
مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَنَيْتُ بَيْتًا يُكِنُّنِي مِنَ الْمَطَرِ وَيُكِنُّنِي مِنَ الشَّمْسِ مَا أَعَانَنِي عَلَيْهِ خَلْقٌ لِلّهِ.
(82)
- 4106 - (4) حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ،
===
الفوقية - كأنه استحضر الحالة المذكورة، فصار لشدة علمه بها كأنه يرى نفسه يفعل ما ذكر؛ أي: رأيت نفسي (مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: في زمنه صلى الله عليه وسلم (بنيت) بيدي؛ كما في "البخاري"(بيتًا يكنني) - بضم الياء التحتانية والنون الأولى المشددة بينهما كاف مكسورة - من أكن الرباعي؛ إذا وقى؛ أي: يقيني (من) ماء (المطر، ويكنني) أي: يسترني (من) حر (الشمس، ما أعانني عليه) أي: على بنائه أحد من (خلق لله) تعالى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الاستئذان، باب ما جاء في البناء.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عبد الله بن عمرو.
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث عبد الله بن عمرو بحديث خباب بن الأرت رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(82)
- 4106 - (4)(حدثنا إسماعيل بن موسى) الفزاري أبو محمد الكوفي نسيب السدي، أو ابن بنته، أو ابن أخته، والسدي اسمه: إسماعيل بن عبد الرحمن، ويسمى: السدي الكبير، وأما إسماعيل بن موسى المذكور هنا .. فيسمى: السدي الصغير، وهو صدوق يخطئ رمي بالرفض، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(د ت ق).
(حدثنا شريك) بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي بواسط ثم بالكوفة،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبِ قَالَ: أَتَيْنَا خَبَّابا نَعُودُهُ، فَقَالَ: لَقَدْ طَالَ سُقْمِي، وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لَا تَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ" .. لَتَمَنَّيْتُهُ،
===
صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلًا فاضلًا عابدًا شديدًا على أهل البدع، من الثامنة، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومئة (178 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن أبي إسحاق) السبيعي عمرو بن عبد الله الكوفي، ثقة، من الثالثة، مات سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن حارثة بن مضرب) - بصيغة اسم الفاعل - العبدي الكوفي، ثقة، من الثانية. يروي عنه:(عم).
(قال) حارثة: (أتينا خبابًا) - بتشديد الباء الأولى - ابن الأرت - بتشديد التاء - التميمي من السابقين إلى الإسلام رضي الله تعالى عنه، وكان قد عُذِّب في الله، وشهد بدرًا وما بعدها، ثم نزل الكوفة، ومات بها سنة سبع وثلاثين (37 هـ). يروي عنه:(ع).
أي: أتيناه حالة كوننا (نعوده) أي: نزوره لأجل مرضه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن، لأن فيه إسحاق بن موسى وهو مختلف فيه، وكذلك شريك بن عبد الله مختلف فيه.
(فقال) خباب لنا: والله (لقد طال سقمي) أي: زمنه عليَّ (ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تتمنوا الموت") أي: ولولا سماعي رسول الله صلى الله عليه وسلم حالة كونه يقول: لا تتمنوا الموت موجود، وذكر جواب لولا بقوله:(لتمنيته) أي: لتمنيت الموت لأجل طول مرضي علي، أي: لأستريح من شدة المرض الذي هو من الجبلة البشرية أن تنفر منه ولا تصبر عليه.
وَقَالَ: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيُؤْجَرُ فِي نَفَقَتِهِ كُلِّهَا إِلَّا فِي التُّرَابِ - أَوْ قَالَ -: فِي الْبِنَاءِ".
===
ووجه النهي عن تمني الموت: أن تمني الموت من أجل المرض والضر أنه يدل على الجزع في البلاء، وعدم الرضا بالقضاء. انتهى "تحفة".
(وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا: (إن العبد ليؤجر) ويثاب (في نفقته) أي: في إنفاقه ماله في الخيرات (كلها، إلا في) إنفاقه ماله في جمع (التراب) والطين والأحجار "لبناء الدار التي لا حاجة له إليها للسكنى، بل يبنيها للاستثمار والتجارة.
وقوله: (أو قال: في البناء) الشك من الراوي؛ أي: أو قال النبي صلى الله عليه وسلم بدل قوله: (في التراب): إلا ما أنفقه (في البناء) أي: في بناء الدور التي لا حاجة له إليها للسكنى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في النهي عن التمني للموت، ورواه أحمد أيضًا في "مسنده"، وزاد أحمد على المؤلف لفظة:(قال) حارثة بن مضرب: (ثم) بعدما ذكر خباب النهي عن التمني (أُتِي) خباب (بكفنه، فلما رآه .. بكى، وقال) خباب: (لكن حمزة) بن عبد المطلب لم يوجد له كفن إلا برد مَلْحَاءُ؛ أي: فيها خطوط بيض وسود، شبيه لونها بلون الملح، إذا جعلت على رأسه .. قلصت عن قدميه، وإذا جعلت على قدميه .. قلصت عن رأسه، حتى مُدَّت على رأسه، وجعل على قدميه الإذخر، قال أبو عيسى: حديث خباب هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب حديث روي عن أبي هريرة وأنس وجابر، أما حديث أنس .. فقد أخرجه البخاري ومسلم، وأما حديث جابر .. فقد أخرجه أحمد.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح بغيره وإن كان سنده حسنًا؛ لأن له