الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(8) - (1481) - بَابُ فَضْلِ الْفُقَرَاءِ
(39)
- 4063 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاح، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
===
(8)
- (1481) - (باب فضل الفقراء)
(39)
- 4063 - (1)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي؛ نسبة إلى جرجرايا، اسم بلدة بين بغداد وواسط، أبو جعفر التاجر، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(د ق).
(حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم) سلمة بن دينار المدني، صدوق فقيه، من الثامنة، مات سنة أربع وثمانين ومئة (184 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(حدثني أبي) أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج الأفرز التمار المدني القاص مولى الأسود بن سفيان، ثقة عابد، من الخامسة، مات في خلافة المنصور. يروي عنه:(ع).
(عن سهل بن سعد) بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي (الساعدي) أبي العباس، له ولأبيه صحبة، رضي الله عنهما، مات سنة ثمان وثمانين (88 هـ)، وقيل بعدها وقد جاوز المئة. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) سهل بن سعد: (مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل) من المسلمين، ولم أر من ذكر اسمه، قال الحافظ في "الفتح" (11/ 277): لم أقف على اسمه (فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمن عنده من الحاضرين:
"مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ "، قَالُوا: رَأْيَكَ فِي هَذَا نَقُولُ: هَذَا مِنْ أَشْرَافِ النَّاس، هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُخَطَّبَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْمَعَ لِقَوْلِه،
===
(ما تقولون) أي: ما تظنون وتعتقدون (في هذا الرجل) المار علينا، أي: أتحسبون أنه فاضل أو غير فاضل؟ (قالوا) أي: قال الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم؛ مراعاة لأدبه صلى الله عليه وسلم: (رأيك في هذا) مقول مقدم لنقول؛ أي: نقول في هذا الرجل المار علينا ونعتقد فيه رأيك واعتقادك فيه يا رسول الله؛ أي: نظن فيه ما تظن أنت فيه من الشرف أو ضده؛ أي: نقول فيه ما يوافق رأيك فيه.
(نقول هذا) الرجل المار علينا (من أشراف الناس) وأفاضلهم عند الله تعالى وعند الناس؛ لأنه مؤمن صادق في إيمانه في الباطن، وحيي ذو مروءة في الظاهر (هذا) الرجل (حري) - بفتح المهملة وكسر الراء وتشديد الياء التحتانية في آخره - نظير جدير وحقيق، وزنًا ومعنىً؛ أي:(إن خطب) هذا الرجل وطلب نكاح امرأة له .. فحق؛ أي: فمستحق (أن يخطب) - بالبناء للمفعول وتشديد الطاء المهملة - أي: حقيق أن تستجاب له خطبته وتنكح له تلك المرأة؛ لأنه شريف الباطن والظاهر؛ أي: كامل الظاهر بمروءته، والباطن بإيمانه الصادق (وإن شفع) أي: طلب الخير لغيره من نحو الإمام .. حري (أن يشفع) - بالبناء للمفعول وتشديد الفاء - أي: حقيق أن تقبل شفاعته غير مردودة.
والشفاعة لغةً: طلب الشيء مطلقًا، واصطلاحًا: طلب الخير من الغير للغير.
(وإن قال) قولًا من الوعظ والنصيحة، سواء كان من أمور الدين أو الدنيا .. حقيق (أن يسمع) قوله وأن يصغى (لقوله) أي: إلى قوله ويسمع.
ولفظ "البخاري مع القسطلاني": (عن سهل بن سعد) بسكون الهاء والعين
فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَمَرَّ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟ "، قَالُوا: نَقُولُ:
===
(الساعدي) رضي الله تعالى عنه (أنه) أي: أن سهلًا (قال: مر رجل) لم يسم (على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال) صلى الله عليه وسلم (لرجل عنده جالس) هو أبو ذر الغفاري، كما رواه ابن حبان في "صحيحه" من طريقه، وفي باب الأكفاء في الدين من كتاب النكاح من "البخاري":(ما تقولون في هذا) الرجل؟ وهو خطاب لجماعة من الحاضرين.
فيجمع بين الروايتين: بأن الخطاب وقع لجماعة من الحاضرين، منهم: أبو ذر، ووجه الخطاب إليه هنا بقوله:(ما رأيك في هذا) الرجل المار؟ (فقال) الرجل المسؤول؛ وهو أبو ذر: (هذا) المار (رجل من أشراف الناس، هذا والله؛ حري) - بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وتشديد التحتية - جدير أو حقيق، وزنًا ومعنىً (إن خطب) امرأة (أن ينكح) - بضم أوله وفتح الكاف - أي: تجاب خطبته (وإن شفع) في أحد .. (أن يشفع) - بضم أوله وتشديد الفاء المفتوحة - تقبل شفاعته.
قال سهل: (فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، ومر رجل آخر) قيل: هو جعبل بن سراقة؛ كما في "مسند الفريابي"(فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تقولون في هذا؟ ) الرجل الثاني الذي مر علينا ثانيًا؛ أَيْ: أَيَّ رأي تقولون فيه، أمن الأشراف أم لا؟
وفي لفظ "البخاري مع شرحه": (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (له) أي: للرجل المسؤول أولًا؛ وهو أبو ذر: (ما رأيك في هذا) الرجل المار ثانيًا؟
(قالوا) أي: قال الحاضرون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (نقول)
وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ؛ هَذَا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ لَمْ يُنْكَحْ، وَإِنْ شَفَعَ لَا يُشَفَّعْ، وَإِنْ قَالَ لَا يُسْمَعْ لِقَوْلِه، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَهَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا".
===
ونحسب (والله يا رسول الله: هذا) الرجل الثاني (من فقراء المسلمين، هذا) الرجل الثاني (حري) أي حقيق (إن خطب) امرأة؛ أي: طلب نكاحها. . (لم ينكح، وإن شفع) أحدًا. . (لا يشفع) - بالبناء للمفعول مع تشديد الفاء - أي: لا تقبل شفاعته (وإن قال) قولًا من الوعظ والنصيحة. . (لا يسمع لقوله) أي: لم يسمع قوله؛ لفقره، واللام زائدة في نائب الفاعل.
(فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لهذا) الأخير الفقير (خير من ملء) أي: مما يملأ (الأرض) من (مثل هذا) ك الأول الذي قلتَ فيه: حري إن خطب .. أن يخطب، وإن شفع .. أن يشفع. . . إلى آخره؛ أي: من مثل ذلك الرجل الغني الذي ذكر أولًا.
زاد أحمد وابن حبان: (عند الله يوم القيامة).
وقوله: "مِلءِ الأرض" بكسر الميم وسكون اللام بعدها همزة.
و(مثل) بكسر الميم وسكون المثلثة.
وثبت (من) في قوله: (من مثل هذا) في رواية أبي ذر عن الكشمهيني، وسقط في غيرها؛ بالنصب على التمييز.
وقيل: هذا الأخير الفقير اسمه جُعيد بن سراقة؛ كما في "مسند الروياني"، و"فتوح مصر" لابن عبد الحكم وغيرهما، وإطلاقه تفضيل الفقير المذكور أخيرًا على الغني المذكور أولًا .. لا يلزم منه تفضيل كل فقير على كل غني؛ كما لا يخفى. انتهى "قسطلاني".
(40)
- 4064 - (2) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ،
===
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في "صحيحه" في كتاب النكاح، باب الأكفاء في الدين، وفي كتاب الرقاق، باب فضل الفقر، والطبراني في "المعجم الكبير".
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه، فقال:
(40)
- 4064 - (2)(حدثنا عبيد الله بن يوسف الجبيري) - بالجيم والموحدة مصغرًا - أبو حفص البصري، صدوق، من الحادية عشرة، مات في حدود الخمسين ومئتين (250 هـ). يروي عنه:(ق).
(حدثنا حماد بن عيسى) بن عبيدة بن الطفيل الجهني الواسطي، نزيل البصرة، ضعيف، من التاسعة، غرق في الجحفة سنة ثمان ومئتين (208 هـ). يروي عنه:(ت ق)، اتفقوا على ضعفه.
(حدثنا موسى بن عبيدة) - بضم أوله مصغرًا - ابن نَشِيط - بفتح النون وكسر المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم مهملة - الرَّبَذي - بفتح الراء والموحدة ثم معجمة - أبو عبد العزيز المدني، ضعيف ولا سيما في عبد الله بن دينار، وكان عابدًا، من صغار السادسة، مات سنة ثلاث وخمسين ومئة (153 هـ). يروي عنه:(ت ق).
أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ يُحِبُّ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ الْفَقِيرَ الْمُتَعَفِّفَ أَبَا الْعِيَالِ".
===
(أخبرني القاسم بن مهران) القيسي مولى بني قيس بن ثعلبة، خال هشيم، صدوق، من السادسة. يروي عنه:(م س ق).
(عن عمران بن حصين) بن عبيد بن خلف الخزاعي أبي نُجَيد - بنون وجيم مصغرًا - أسلم عام خيبر وصحب رضي الله تعالى عنهما، وكان فاضلًا وقضى بالكوفة، مات سنة اثنتين وخمسين (52 هـ) بالبصرة. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه عبيد الله بن يوسف وحماد بن عيسى، وهما ضعيفان، ولم يثبت أيضًا سماع القاسم بن مهران من عمران، وقد تفرد به المؤلف، فهذا السند ضعيف جدًّا.
(قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال السندي: قوله: (إن الله) عز وجل (يحب عبده المؤمن الفقير المتعفف) عن الحرام والشبهات (أبا العيال) الكثيرة.
قال السيوطي: قال الرافعي في "تاريخ قزوين": اعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الإيمان ثلاث صفات: الفقر، والتعفف، وأبوة العيال.
أما أبوة العيال والاهتمام بشأنهم .. ففضله ظاهر، وفي الحديث:"الكاسب على عياله .. كالمجاهد في سبيل الله".
وأما الجمع بين الفقر والتعفف .. فلأن الفقر قد يكون عن ضرورةٍ وحاجةٍ غير صابر عليه، ولا راض به، وقد يكون لعجز وكسل في طلب الكفاية من جهات المكسب، فإذا انضم إليه التعفف .. أشعر ذلك بالصبر والقناعة والتحرز عن الشبهات وركوب الهوى.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف جدًّا (8)(418)؛ لما تقدم آنفًا، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.
* * *
لم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال به على الترجمة، والثاني للاستئناس.
والله سبحانه وتعالى أعلم