الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(24) - (1497) - بَابُ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ
(121)
- 4145 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ أَبِيه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
===
(24)
- (1497) - (باب الرياء والسمعة)
(121)
- 4145 - (1)(حدثنا أبو مروان) محمد بن عثمان بن خالد الأموي (العثماني) المدني نزيل مكة، صدوق يخطئ، من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين (241 هـ). يروي عنه:(س ق). قال أبو حاتم: ثقة، وقال صالح بن محمد الأسدي: ثقة صدوق إلا أنه يروي عن أبيه مناكير، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ ويخالف.
(حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم) سلمة بن دينار المدني، صدوق فقيه، من الثامنة، مات سنة أربع وثمانين ومئة (184 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن العلاء بن عبد الرحمن) بن يعقوب الحرقي - بضم المهملة وفتح الراء بعدها قاف - أبي شبل - بكسر المعجمة وسكون الموحدة - المدني، صدوق ربما وهم، من الخامسة، مات سنة بضع وثلاثين ومئة (133 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن أبيه) عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني مولى الحرقة - بضم المهملة وفتح الراء بعدها قاف - ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(م عم).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَالَ اللهُ عز وجل: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ؛ فَمَنْ عَمِلَ لِي عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي .. فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ".
===
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل في الأحاديث القدسية: (أنا أغنى الشركاء) اسم التفضيل مجرد عن معنى الزيادة؛ أي: أنا غني (عن الشرك) - بكسر الشين وسكون الراء - أي: عن المشاركة مع الشركاء (فمن عمل لي عملًا) صالحًا (أشرك فيه) أي: في ذلك العمل (غيري) معي.
وفي رواية مسلم: (أشرك فيه معي غيري) إما بأن يشركه في العمل صراحة؛ كأن يقول: ذبحت لله وللنبي، أو وللولي، وقصده تعظيم للنبي كتعظيم لله، أو لعبادة؛ وهو الشرك الجلي، وإما بأن يطلب من وراء العمل رضاء غير الله تعالى، وإن لم يصرح بالشرك؛ وهو الشرك الخفي الذي يسمى رياءً أو سمعةً أو محمدةً؛ أي: من أشرك في ذلك (معي) أي: مع طلب رضائي طلب رضاء غيري .. (فأنا منه) أي: من قبول ذلك العمل (بريء وهو) أي: ذلك العمل كائن (للذي أشركـ) ـه معي خاصة.
وفي رواية مسلم: (تركته وشِركَه) منصوب على أنه مفعول معه؛ والشرك ها هنا بمعنى: الشريك؛ يعني: تركته مع الشريك الذي أراد هو رضاءه، ولا أقبله لنفسي، فيكون عمله باطلًا لا ثواب فيه.
ويحتمل أن يكون الشرك على معناه المصدري؛ يعني: تركته على شركه؛ استدراجًا له حتى يستحق العذاب، أعاذنا الله منه وجميع المسلمين.
قال النووي: قوله: "أنا أغنى الشركاء
…
" إلى آخره .. معناه: أنا غني عن المشاركة وغيرها؛ فمن عمل شيئًا لي ولغيري .. لم أقبله، بل أتركه لذلك
(122)
- 4146 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَمَّالُ وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ،
===
الغير؛ والمراد: أن عمل المرائي باطل لا ثواب فيه، ويأثم به. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الزهد، في باب النهي عن دخول مساكن الذين ظلموا إلا أن يبكوا، وتحريم الرياء والسمعة، وابن خزيمة في "صحيحه"، وأحمد بن منيع في "مسنده".
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث أبي سعد الأنصاري رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(122)
- 4146 - (2)(حدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي البصري، ثقة، من العاشرة، ويلقب ببندار، مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (252 هـ). يروي عنه:(ع).
(وهارون بن عبد الله) بن مروان البغدادي أبو موسى (الحمال) - بالمهملة وتشديد الميم - البزاز ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين (243 هـ). يروي عنه:(م عم).
(وإسحاق بن منصور) بن بهرام، المعروف بالكوسج، أبو يعقوب التميمي المروزي، ثقة ثبت، من الحادية عشرة، مات سنة إحدى وخمسين ومئتين (251 هـ). يروي عنه:(خ م ت س ق).
كل من الثلاثة (قالوا: حدثنا محمد بن بكر) بن عثمان (البرساني) - بضم الموحدة وسكون الراء ثم مهملة - أبو عثمان البصري، صدوق قد يخطئ، من التاسعة، مات سنة أربع ومئتين (204 هـ). يروي عنه:(ع).
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ
===
(أنبأنا عبد الحميد بن جعفر) بن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري، صدوق رمي بالقدر وربما وهم، من السادسة، مات سنة ثلاث وخمسين ومئة (153 هـ). يروي عنه:(م عم).
قال الدوري عن ابن معين: ثقة، وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: كان يحيى بن سعيد يوثقه، وكان الثوري يضعفه، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الساجي: ثقة صدوق. انتهى من "تهذيب".
قال: (أخبرني أبي) جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(م عم).
(عن زياد بن ميناء) مقبول، من الثالثة. يروي عنه:(ت ق). قال ابن المديني: مجهول لا أعرفه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو مختلف فيه.
(عن أبي سعد بن أبي فضالة) بفتح الفاء والمعجمة الخفيفة (الأنصاري) الحارثي المدني، (وكان من الصحابة)، ويقال: أبو سعد بن فضالة بن أبي فضالة، صحابي له حديث واحد رضي الله تعالى عنه. يروي عنه:(ت ق). له حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق: وهو هذا الحديث، وفيه قصة عن سهيل بن عمرو.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه محمد بن بكر البرساني، وهو مختلف فيه، وفيه أيضًا عبد الحميد بن جعفر، وهو مختلف فيه أيضًا
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ .. نَادَى مُنَادٍ: مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ للهِ .. فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ؛ فَإِنَّ اللهَ أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ".
===
(قال) أبو سعد: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جمع الله الأولين) من الأمم (والآخرين) منهم (ليوم القيامة) في الوقوف بين يديه (لـ) يجزيهم على أعمالهم في (يوم لا ريب) ولا شك (فيه) أي: في مجيئه .. (نادى مناد) جواب (إذا) الشرطية؛ أي: نادى مناد من الملائكة بينهم بقوله: (من كان أشرك) بالله أحدًا غير الله من مخلوقاته (في عمل عمله لله) أي: لوجهه وطلب ثوابه .. (فليطلب) جواب من الشرطية؛ أي: فليطلب (ثوابه) أي: ثواب عمله الذي أشرك فيه غير الله (من عند غير الله) الذي جعله شريكًا له تعالى (فإن الله) عز وجل (أغنى الشركاء عن) عمل (الشرك) أي: عن العمل الذي جعله عامله مشتركًا بين الله وبين غيره تعالى؛ أي: هو أغنى ممن يزعم أنهم شركاء له تعالى، على فرض أن لهم غنىً.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب التفسير، باب ومن سورة الكهف، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث البرساني، ورواه ابن حبان في "صحيحه" في كتاب الزهد، باب ما جاء في الرياء، وأخرجه أحمد في "مسنده"، والبيهقي في "السنن".
ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(123)
- 4147 - (3) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيه،
===
(123)
- 4147 - (3)(حدثنا عبد الله بن سعيد) بن حصين الكندي أبو سعيد الأشج الكوفي، ثقة، من صغار العاشرة، مات سنة سبع وخمسين ومئتين (257 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا أبو خالد الأحمر) سليمان بن حيان الأزدي الكوفي، صدوق يخطئ، من الثامنة، مات سنة تسعين ومئة (190 هـ)، أو قبلها. يروي عنه:(ع).
(عن كثير بن زيد) الأسلمي أبي محمد المدني ابن مافَنَّه - بفتح الفاء وتشديد النون - وهي اسم أمه، وفي "الخلاصة": ابن ماقَبَّةَ - بفتح القاف وتشديد الموحدة - صدوق يخطئ، من السابعة، مات في آخر خلافة المنصور. يروي عنه:(د ت ق).
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ما أرى به بأسًا، وقال عبد الله بن الدَّوْرَقِ عن ابن معين: لا بأس به، وقال معاوية بن صالح وغيره عن ابن معين: صالح، وقال ابن عمار الموصلي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: لم أر به بأسًا، فهو مختلف فيه.
(عن ربيح) مصغرًا (ابن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري) المدني، يقال: اسمه سعيد، وربيح لقب له، مقبول، من السابعة. يروي عنه:(د ق)، وربيح لقب له كما ذكر ابن سعد في "الطبقات"، وقال الترمذي في "العلل الكبير": ربيح منكر الحديث، فهو مختلف فيه.
(عن أبيه) عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري سعد بن مالك الأنصاري
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟ "، قَالَ: فَقُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ:"الشِّرْكُ الْخَفِيُّ: أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ؛ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ".
===
الخزرجي، ثقة، من الثالثة، مات سنة اثنتي عشرة ومئة (112 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن أبي سعيد الخدري) الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه كثير بن زيد، وهو مختلف فيه، وفيه ربيح بن عبد الرحمن، وهو أيضًا مختلف فيه.
(قال) أبو سعيد: (خرج علينا) معاشر الصحابة (رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجرته إلى المسجد (ونحن) أي: والحال أنا (نتذاكر) قصة (المسيح الدجال) وفتنته للناس (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم) قال الطيبي: (ألا) ليست للتنبيه بل هي (لا النافية) دخلت عليها همزة الاستفهام؛ يعني: بقرينة (بلى) في جوابهم؛ والمعنى: (ألا أخبركم) وأعلمكم (بما هو أخوف) وأشد ضررًا (عليكم) لعمومه وخفائه (عندي) أي: في شريعتي وطريقتي (من) فتنة (المسيح الدجال؟ ) أي: لخصوص وقته، ولظهور مقته، فيجب عليكم رعاية محافظته، كذا في "المرقاة"(9/ 193).
(قال: فقلنا: بلى يا رسول ألله) فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في إخباره لهم: ذلك الأخوف عليكم هو (الشرك الخفي) فإنه شرك لا يظهر للناس أنه شرك، بل يظهر لهم أنه صلاح؛ كالرياء والسمعة؛ وذلك الشرك الخفي: هو (أن يقوم الرجل) لكي (يصلي) أي: صلاة كانت (فيزين صلاته) أي: يكملها بأركانها وشروطها وآدابها (لما يرى من نظر رجل) آخر إلى
(124)
- 4148 - (4) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ،
===
صلاته؛ لِيُرِيه تزيينَ صلاته وإكمالها، فيحمده ذلك الآخر بإخلاصه وتحسين صلاته، ولو كان وحده .. لم يكملها كذلك، فهذا هو الرياء والمحمدة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث أبي سعيد الخدري، والبيهقي، ورواه أحمد بن منيع: حدثنا كثير، فذكره بزيادة في أوله وفي آخره، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" في كتاب الرقاق، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في "التلخيص".
فدرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أبي هريرة بحديث شداد بن أوس رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(124)
- 4148 - (4)(حدثنا محمد بن خلف) بن عمار أبو نصر (العسقلاني) صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ستين ومئتين (260 هـ). يروي عنه:(س ق).
(حدثنا رواد) بتشديد الواو (ابن الجراح) أبو عصام العسقلاني، أصله: من خراسان، صدوق اختلط بأخرة فترك، وفي حديثه عن الثوري ضعف شديد، من التاسعة. يروي عنه:(ق)، ويروي عنه: محمد بن خلف العسقلاني، وروى عن: عامر بن عبد الله.
قال الدوري عن ابن معين: لا بأس به، إنما غلط في حديث الثوري فقط،
عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الله، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ
===
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: صاحب سنة لا بأس به إلا في حديث سفيان الثوري، وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: ثقة، وقال معاوية عن ابن معين: ثقة مأمون، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ، وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف الحديث، وقال الدارقطني: متروك، فهو مختلف فيه. انتهى من "التهذيب".
(عن عامر بن عبد الله) بن يساف - بفتح التحتانية ثم مهملة آخره فاء - اليمامي، وينسب إلى جده، وهو بها أشهر. روى عن: الحسن بن ذكوان، ويروي عنه: رواد بن الجراح، قال في "التقريب": مجهول، من التاسعة، قال أبو داوود: ليس به بأس رجل صالح يكتب حديثه وفيه ضعف، وقال الدوري عن ابن معين: ليس بشيء، وقال البرقي عن ابن معين: ثقة، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات ومع ضعفه يكتب حديثه، ويروي عنه:(ق). فهو مختلف فيه.
(عن الحسن بن ذكوان) أبي سلمة البصري، صدوق يخطئ ورمي بالقدر وكان يدلس، من السادسة. يروي عنه:(خ د ت ق). روى عن: عبادة بن نسي، قال أبو أحمد بن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو مختلف فيه.
(عن عبادة بن نسي) - بضم النون وفتح المهملة الخفيفة - الكندي أبي عمر الشامي قاضي طبرية، ثقة فاضل، من الثالثة، مات سنة ثماني عشرة ومئة (118 هـ). يروي عنه:(عم).
(عن شداد بن أوس) بن ثابت الأنصاري أبي يعلى الصحابي المشهور
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي .. الْإِشْرَاكُ بِاللهِ؛ أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَقُولُ: يَعْبُدُونَ شَمْسًا وَلَا قَمَرًا وَلَا وَثَنًا، وَلَكِنْ أَعْمَالًا لِغَيْرِ الله، وَشَهْوَةً خَفِيَّةً".
===
رضي الله تعالى عنه، مات بالشام قبل الستين من الهجرة، أو بعدها، وهو ابن أخي حسان بن ثابت. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه رواد بن الجراح، وهو مختلف فيه، وفيه أيضًا عامر بن عبد الله، وهو مختلف فيه، وفيه أيضًا الحسن بن ذكوان، وهو مختلف فيه.
(قال) شداد بن أوس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أخوف ما أتخوف على أمتي) يعني: أمة الإجابة (الإشراك بالله، أما) أي: انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم (إني لست) - بضم التاء - اسم ليس؛ أي: أما إني لست (أقول) لكم في تفسير الشرك: شرك الناس: (يعبدون شمسًا ولا) أقول لكم شرك الناس: يعبدون (قمرًا ولا) أقول لكم: شرك الناس: يعبدون (وثنًا) أي: صنمًا (ولكن) أقول لكم: شرك الناس يعملون (أعمالًا) صالحة (لغير) وجه (الله) تعالى (و) يخفون فيها (شهوة خفية) لا يطلع الناس عليها؛ كالرياء
والسمعة والمحمدة فيها.
قال السندي: "وشهوة خفية" قال السيوطي: ورد في بعض طرق الحديث تفسير ذلك؛ ففي "مسند أحمد" و"نوادر الأصول" و"المستدرك" زيادة: (وما الشهوة الخفية؟ قال: "يصبح العبد صائمًا، فيعرض له شهوة من شهواته، فيوافقها ويدع صومه")، وحيثما ورد التفسير في تتمة الحديث من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فلا يعدل عنه إلى غيره. انتهى "سندي".
(125)
- 4149 - (5) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَار،
===
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، قال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال؛ عامر بن عبد الله لم أر من تكلم فيه بجرح ولا تعديل، وباقي رجال الإسناد ثقات، وله شاهد من حديث محمود بن لبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر".
ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.
ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث أبي هريرة بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(125)
- 4149 - (5)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(وأبو كريب) محمد بن العلاء الهمداني الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة سبع وأربعين ومئتين (247 هـ). يروي عنه:(ع).
كلاهما (قالا: حدثنا بكر بن عبد الرحمن) بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري أبو عبد الرحمن الكوفي القاضي، ويقال له: بكر بن عبيد، ثقة، من التاسعة، مات سنة إحدى أو اثنتي عشرة، وقيل: سنة تسع عشرة ومئتين (219 هـ). يروي عنه: (د س ق).
(حدثنا عيسى بن المختار) بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي، ثقة، من التاسعة. يروي عنه:(د س ق).
عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ يُسَمِّعْ .. يُسَمِّعِ اللهُ بِه،
===
(عن محمد) بن عبد الرحمن (بن أبي ليلى) الأنصاري الكوفي القاضي أبو عبد الرحمن، صدوق سيئ الحفظ جدًّا، من السابعة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(عم).
(عن عطية) بن سعد بن جنادة - بضم الجيم بعدها نون خفيفة - الجدلي - بفتح الجيم والمهملة - (العوفي) أبي الحسن الكوفي، صدوق يخطئ كثيرًا، وكان شيعيًّا مدلسًا، من الثالثة، مات سنة إحدى عشرة ومئة (111 هـ). يروي عنه:(د ت ق).
(عن أبي سعيد الخدري) رضي الله تعالى عنه.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه محمد بن أبي ليلى، وهو متفق على ضعفه، وفيه أيضًا عطية العوفي، وهو متفق على ضعفه أيضًا.
(قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ يُسمع) من أَسْمعَ الرباعي، أو من سمع المُضعَّف؛ أي: من عمل عملًا صالحًا يقصد به حسن سمعته وشهرته فيما بين الناس؛ ليكرموه ويمدحوه، ولم يقصد بعمله رضا الله تعالى .. فإنه (يسمع الله به) أي: فإن الله تعالى يفضحه ويسيء سمعته يوم القيامة، وقيل معناه: إن من جعل يُشْهِرُ عُيوبه ويُذِيعُها؛ لِيَسْمعَها الناسُ .. أظهر الله عيوبه، وقيل: أسمعه ما يكرهه.
وقال السندي: أي: من يظهر إلى الناس عمله؛ فإن عمله لم يكن خالصًا لوجه الله تعالى.
وَمَنْ يُرَاءِ .. يُرَاءِ اللهُ بِهِ".
===
وقيل: معناه: من نسب إلى نفسه عملًا صالحًا لم يفعله، وادَّعى خيرًا لم يصنعه .. فإن الله يفضحه ويظهر كذبه على رؤوس الأشهاد يوم القيامة.
(ومن يراء) أي: ومن يقصد بعمله الصالح إراءة الناس؛ ليراه الناس يفعل ذلك فيعتقدوا الخير والصلاح فيه .. (يراء الله) عز وجل الناس (به) أي: بذلك المرائي؛ أي: يُرِي الله الناسَ عيوبَه في الآخرة؛ ليفتضح أمامهم، وقيل: أراه الله ثواب ذلك العمل الذي قصد به الرياء من غير أن يعطيه إياه؛ ليكون حسرة عليه يوم القيامة، أعاذنا الله تعالى من بلاء الدنيا والآخرة.
وقال ابن عبد السلام: الرياء: أن يعمل لغير الله؛ والسمعة: أن يخفي عمله لله، ثم يحدث به الناس.
وقال الخطابي: معناه: من عمل عملًا على غير إخلاص، وإنما يريد أن يراه الناس وليسمعوه .. جوزي على ذلك بأن يشهره الله ويفضحه ويظهر ما كان يبطنه، وقيل: من قصد بعمله الجاه والمنزلة عند الناس ولم يرد به وجه الله .. فإن الله يجعله حديثًا عند الناس الذين أراد نيل المنزلة عندهم، ولا ثواب له في الآخرة، كذا في "الفتح"(11/ 336).
وفي الحديث استحسان إخفاء العمل الصالح، لكن قد يستحب إظهاره في حق من يقتدى به على إرادته الاقتداء به، ويقدر ذلك بقدر الحاجة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه في روايته بهذا السند، ولكن له شاهد في "الصحيحين" من حديث جندب؛ وهو الحديث التالي لهذا الحديث في كلام المؤلف، أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب الرياء والسمعة، ومسلم في كتاب الزهد، باب الصدقة في المساكين، والترمذي في الزهد، باب ما جاء في الرياء والسمعة.
(126)
- 4150 - (6) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّاب، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ جُنْدَبٍ
===
فالحديث في أعلى درجات الصحة، وإن كان سنده عند المؤلف ضعيفًا؛ لأن له شاهدًا، فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح بغيره، وسنده ضعيف؛ لما تقدم آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.
ثم استشهد المؤلف خامسًا لحديث أبي هريرة بحديث جندب بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(126)
- 4150 - (6)(حدثنا هارون بن إسحاق) بن محمد بن مالك الهمداني - بالسكون - أبو القاسم الكوفي، صدوق، من صغار العاشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(ت س ق).
(حدثني محمد بن عبد الوهاب) القناد - بالقاف والنون المشددة - أبو يحيى الكوفي، ويقال له: السكري أيضًا، ثقة عابد، من التاسعة، مات سنة اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ت س ق).
(عن سفيان) بن سعيد الثوري الكوفي، ثقة إمام حجة، من السابعة، مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن سلمة بن كهيل) - مصغرًا - الحضرمي أبي يحيى الكوفي، ثقة يتشيع، من الرابعة. يروي عنه:(ع).
(عن جندب) - بضم أوله والدال تفتح وتضم - ابن عبد الله بن سفيان البجلي ثم العلقي - بفتحتين ثم قاف - أبي عبد الله، وربما نسب إلى جده، له صحبة رضي الله تعالى عنه، ومات بعد الستين، والله أعلم.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يُرَاءِ .. يُرَاءِ اللهُ بِه، وَمَنْ يُسَمِّعْ .. يُسَمِّعِ اللهُ بِهِ".
===
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) جندب: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ يُراء) أي: من يقصد بعمله الصالح إراءة الناس لا رضا الله عنه؛ أي: فعله ليراه الناس فيمدحونه ويثنون عليه بعمله الذي رأوه عليه ويمدحونه به .. (يُراء الله به) أي: يُظهِرُه الله بذلك العمل فضيحةً له على رؤوس الأشهاد (ومن يُسمِّع) أي: ومن يقصد تسميع الناس بعمله الصالح لا رضا الله تعالى .. (يُسمِّع الله به) أي: بعمله الصالح يوم القيامة، فضيحةً له على تسميعه الناس.
والمعنى: مَنْ شَهَر وقصد التشهير بعمله؛ أو من سمَّع الناس فضائلَه وأحوالَه .. شهر الله به عُيوبَه يوم القيامة، ويجزيه الله جزاء المرائي؛ بأن يقول له: اطلُبْ جزاء عملك ممن عملْتَ لأجله.
قوله: (من يراء .. يراء الله به) أي: من عمل عملًا صالحًا بقصد أن يراه الناس ويَصِفُوه ويَمْدَحُوه .. (يراء الله به) أي: يراء الله الناسَ بعيوبِه في الآخرة؛ ليفتضح أمامهم، وقيل: أراه الله ثواب ذلك العمل من غير أن يعطيه إياه؛ ليكون عليه حسرة يوم القيامة، وقيل: من أراد بعمله إراءة الناس .. أراه الله الناس، فلا حظ له عليه في الآخرة. انتهى من "الأبي".
(ومن يسمع) أي: من عمل عملًا من الأعمال الصالحة بقصدِ حُسْنِ سمعته وشهرتِه فيما بين الناس؛ ليكرموه ويوقروه ويفضلوه على أقرانه، ولم يقصد بعمله ذلك رضا الله سبحانه والتقرب إليه .. (يسمع الله به) أي: سمع الله به على رؤوس الأشهاد يوم القيامة؛ أي: فضحه الله على سمعته؛ أي: على قصده السمعة بعمله لا رضا الله تعالى، وعاقبه عليها.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
أو المعنى: من أراد بعمله السمعة والشهرة بين الناس في الدنيا .. أظهر الله عيوبه في عرصات القيامة على رؤوس الأشهاد.
أو المعنى: من سمع وأظهر وأشاع عيوب أخيه في الدنيا .. أظهر الله عيوبه في عرصات القيامة وأشاعها على رؤوس الأشهاد.
وقيل: المعنى: من أراد بعمله إسماع الناس .. أسمع الله الناس، وكان ذلك حظه من ذلك العمل. انتهى من "الكوكب الوهاج" في تفسير حديث ابن عباس في كتاب الزهد، في باب الرياء والسمعة من "صحيح مسلم".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الرقاق، باب الرياء والسمعة، ومسلم في كتاب الزهد والرقاق، باب من أشرك في عمله غير الله، والترمذي باب ما جاء في الرياء والسمعة، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ستة أحاديث:
الأول للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم