المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(11) - (1484) - باب: في المكثرين - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٢٥

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تَتِمَّة كتاب الفتن (2)

- ‌(1) - (1474) - بَابُ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ

- ‌فائدة

- ‌(2) - (1475) - بَابُ الْمَلَاحِمِ

- ‌ملحقة

- ‌(3) - (1476) - بَابُ التُّرْكِ

- ‌كتاب الزهد

- ‌(4) - (1477) - بَابُ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا

- ‌(5) - (1478) - بَابُ الْهَمِّ بِالدُّنْيَا

- ‌(6) - (1479) - بَابُ مَثَلِ الدُّنْيَا

- ‌(7) - (1480) - بَابُ مَنْ لَا يُؤْبَهُ لَهُ

- ‌(8) - (1481) - بَابُ فَضْلِ الْفُقَرَاءِ

- ‌(9) - (1482) - بَابُ مَنْزِلَةِ الْفُقَرَاءِ

- ‌(10) - (1483) - بَابُ مُجَالَسَةِ الْفُقَرَاءِ

- ‌(11) - (1484) - بَابٌ: فِي الْمُكْثِرِينَ

- ‌فائدة

- ‌بشارة عظيمة

- ‌(12) - (1485) - بَابُ الْقَنَاعَةِ

- ‌(13) - (1486) - بَابُ مَعِيشَةِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

- ‌(14) - (1487) - بَابُ ضِجَاعِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

- ‌(15) - (1488) - بَابُ مَعِيشَةِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(16) - (1489) - بَابٌ: فِي الْبِنَاءِ وَالْخَرَابِ

- ‌ملحقة

- ‌(17) - (1490) - بَابُ التَّوَكُّلِ وَالْيَقِينِ

- ‌(18) - (1491) - بَابُ الْحِكْمَةِ

- ‌ملحقة

- ‌(19) - (1492) - بَابُ الْبَرَاءَةِ مِنَ الْكِبْر، وَالتَّوَاضُعِ

- ‌(20) - (1493) - بَابُ الْحَيَاءِ

- ‌(21) - (1494) - بَابُ الْحِلْمِ

- ‌(22) - (1495) - بَابُ الْحُزْنِ وَالْبُكَاءِ

- ‌(23) - (1496) - بَابُ التَّوَقِّي عَلَى الْعَمَلِ

- ‌(24) - (1497) - بَابُ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ

- ‌(25) - (1498) - بَابُ الْحَسَدِ

الفصل: ‌(11) - (1484) - باب: في المكثرين

(11) - (1484) - بَابٌ: فِي الْمُكْثِرِينَ

(48)

- 4072 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَار، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى،

===

(11)

- (1484) - (باب: في المكثرين)

(48)

- 4072 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).

(وأبو كريب) محمد بن العلاء الهمداني الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة سبع وأربعين ومئتين (247 هـ). يروي عنه:(ع).

(قالا: حدثنا بكر بن عبد الرحمن) بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى أبو عبد الرحمن الكوفي القاضي، ويقال له: بكر بن عبيد، ثقة، من التاسعة، مات سنة إحدى أو اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ)، وقيل: سنة تسع عشرة ومئتين. يروي عنه: (د س ق).

(حدثنا عيسى بن المختار) بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي، ثقة، من التاسعة. يروي عنه:(د س ق).

(عن محمد) بن عبد الرحمن (بن أبي ليلى) الأنصاري الكوفي القاضي أبو عبد الرحمن، صدوق سيئ الحفظ جدًّا، من السابعة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(عم)، وقريبه عيسى بن المختار. وروى عن: عطية العوفي، واتفق الجمهور على ضعفه، وقال العجلي في "الثقات": كان فقيهًا صاحب سنة صدوقًا جائز الحديث، وكان عالمًا بالقرآن، وكان من

ص: 172

عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"وَيْلٌ لِلْمُكْثِرِينَ؛ إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هكَذَا وَهكَذَا وَهكَذَا وَهكَذَا"

===

أحسب الناس، وكان جميلًا نبيلًا، وقال أبو حاتم: محله الصدق كان سيئ الحفظ، شغل بالقضاء، فساء حفظه لا يتهم بشيء من الكذب، إنما يُنْكَرُ عليه كثرةُ الخطأ، وقال يعقوب بن سفيان: ثقة عدل، في حديثه بعض المقال لين الحديث. انتهى "تهذيب".

(عن عطية) بن سعد بن جنادة (العوفي) الجدلي الكوفي أبي الحسن، صدوق يخطئ كثيرًا وكان شيعيًّا مدلسًا، من الثالثة، مات سنة إحدى عشرة ومئة (111 هـ). يروي عنه:(د ت ق). قال ابن سعد: وكان ثقة إن شاء الله، وله أحاديث صالحة، ومن الناس من لا يحتج بحديثه.

(عن أبي سعيد الخدري) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو مختلف فيه، وضعفه الجمهور، وشيخه عطية بن سعد مختلف فيه، وباقي الرجال ثقات.

(عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ويل) أي: حزن وهلاك ومشقة كائن (للمكثرين) من المال، ولو من الحلال؛ كما يدل عليه الحديث الآتي (إلا من قال) أي: فعل (بالمال) أي: صرفه (هكذا) أي: عن يمينه (و) صرفه (هكذا) أي: عن يساره (و) صرفه (هكذا) أي: عن قدامه (و) صرفه (هكذا) أي: عن ورائه؛ أي: صرف من كل أنواع المال إلى كل نوع من أنواع البر.

و(القول) يطلق في لسان العرب على الأفعال كلها، قال الطيبي: يقال: قال

ص: 173

أَرْبَعٌ عَنْ يَمِينِه، وَعَنْ شِمَالِه، وَمِنْ قُدَّامِه، وَمِنْ وَرَائِهِ.

===

بيده؛ إذا أشار بها، وقال بيده؛ إذا أخذه بها، وقال برجله؛ إذا ضربه بها، وقال بالماء على يده؛ إذا صبه بها، وقال بثوبه؛ إذا رفعه بها.

فيطلقون (القول) على جميع الأفعال؛ اتساعًا، كذا في "المرقاة"(6/ 292).

والمشار إليه بـ (هكذا)(أربع) جهات، فهو خبر لمبتدأ محذوف.

الأولى: (عن يمينه و) الثانية: (عن شماله، و) الثالثة: (من قدامه، و) الرابعة: (من ورائه) وهذه الجمل المقدرة بدل من الجملة المقدرة: (هذه أربع جهات) بدل تفصيل من مجمل؛ على طريق عطف بعضها على بعض.

وقوله: (هكذا وهكذا

) إلى آخره، أربع مرات؛ معناه: إلا من تصدق بماله وبذله ونثر في كل جانب من تلك الجوانب، فهو كناية عن التصدق العام في جميع جهات الخير.

قال السندي: قوله: (إلا من قال

) إلى آخره؛ أي: أكثر التصدق في جهات الخير كلها، فـ (القول) في الحديث بمعنى الفعل.

وقوله: (عن يمينه وشماله

) إلى آخره، بيان لقوله: (هكذا أو هكذا

) إلى آخره، والحديث فيه الحث على إكثار الصدقة في وجوه الخير، وأنه لا يقتصر على نوع من وجوه البر، بل ينفق في كل وجه من وجوه الخير، وهو المراد بإشارته صلى الله عليه وسلم إلى قدام ووراء والجانبين. انتهى من "الإنجاز".

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، وحكم سنده: أنه ضعيف أو حسن، ودرجة حديثه: أنه صحيح بما بعده إن قلنا: إن سنده ضعيف، وأنه حسن، إن قلنا: إن سنده حسن، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة، والله أعلم.

* * *

ص: 174

(49)

- 4073 - (2) حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ هُوَ سِمَاكٌ،

===

ثم استشهد المؤلف لحديث أبي سعيد الخدري بحديث أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(49)

- 4073 - (2)(حدثنا العباس بن عبد العظيم) بن إسماعيل (العنبري) أبو الفضل البصري، ثقة حافظ، من كبار الحادية عشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(م عم).

(حدثنا النضر بن محمد) بن موسى الجُرَشي - بضم الجيم والشين المعجمة - أبو محمد اليمامي مولى بني أمية، ثقة له أفراد، من التاسعة. يروي عنه:(خ م د ت ق).

(حدثنا عكرمة بن عمار) العجلي أبو عمار اليمامي، أصله من البصرة، صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب؛ لأنه أمي، من الخامسة، مات قبيل الستين ومئة، وقال ابن حبان في "الثقات": مات سنة مئة وتسع وخمسين (159 هـ)، وقال ابن المديني: كان عكرمة عند أصحابنا ثقة، وقال البخاري: مضطرب في حديث يحيى بن أبي كثير، وقال علي بن محمد الطنافسي: كان عكرمة ثقة، وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ثبتًا، وقال ابن شاهين في "الثقات": قال أحمد بن صالح: أنا أقول: إنه ثقة، واحتج به وبقوله، وقال الدارقطني: ثقة، وقال ابن عدي: مستقيم الحديث إذا روى عنه ثقة، فهو مختلف فيه. يروي عنه:(م عم).

(حدثني أبو زميل هو سماك) بن الوليد الحنفي أبو زميل - بالزاي مصغرًا - اليمامي الكوفي، ليس به بأس، من الثالثة، وثقه أحمد وابن معين والعجلي، وقال أبو حاتم: صدوق لا بأس به، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان

ص: 175

عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبيه، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الْأَكْثَرُونَ هُمُ الْأَسْفَلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هكَذَا وَهكَذَا، وَكَسَبَهُ مِنْ طَيِّبٍ".

===

في "الثقات"، وقال الحافظ: ثقة، من الثالثة. انتهى من "الإنجاز". يروي عنه:(م عم).

(عن مالك بن مرثد) - بفتح الميم والمثلثة بينهما راء ساكنة - ابن عبد الله الزِّمَّاني، ويقال: الذماري، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(ت س ق). ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: تابعي ثقة.

(عن أبيه) مرثد بن عبد الله الزِّمَّاني - بكسر الزاي وتشديد الميم - ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال العجلي: تابعي ثقة، وقال الحافظ: مقبول، من الثالثة، مات قبل المئة. يروي عنه:(ت س ق).

(عن أبي ذر) جندب بن جنادة الغفاري الربذي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه. يروي عنه: (ع).

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) أبو ذر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأكثرون) أموالًا في الدنيا (هم الأسفلون) درجات (يوم القيامة) والأقلون أجرًا فيه (إلا من قال) وفعل (بالمال) أي: صرفه (هكذا) أي: إلى جهة يمينه (و) صرفه (هكذا) أي: إلى جهة يساره (و) الحال أنه قد (كسبه) وحصله (من) كسب (طيب) أي: حلال، وإلا .. فلا يقبل منه، وهذه الجملة الحالية لا بد منها في قبول صدقته؛ كما أشرنا إليه في الحديث السابق؛ أي: الأغنياء من المسلمين أقل درجة في الآخرة من فقراء المسلمين، إلا من صرف ماله في وجوه الخير خالصًا مخلصًا .. فهو أعلى درجة من الفقراء.

ص: 176

(50)

- 4074 - (3) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

===

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي سعيد الخدري.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي سعيد الخدري بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(50)

- 4074 - (3)(حدثنا يحيى بن حكيم) المقومي - بتشديد الواو المكسورة - أبو سعيد البصري، ثقة حافظ عابد مصنف، من العاشرة، مات سنة ست وخمسين ومئتين (256 هـ). يروي عنه:(د س ق).

(حدثنا يحيى بن سعيد) بن فروخ التميمي (القطان) البصري، ثقة إمام من أئمة الجرح والتعديل، من التاسعة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن محمد بن عجلان) المدني، صدوق، إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، من الخامسة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(م عم).

(عن أبيه) عجلان مولى فاطمة بنت عتبة، لا بأس به، من الرابعة. يروي عنه:(م عم). روى عنه: ابنه محمد فقط، قاله الآجري عن أبي داوود، وذكره ابن حبان في "الثقات".

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: أنه حسن؛ لأن فيه محمد بن عجلان، وقد اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، ولكن الحديث صحيح بما قبله.

ص: 177

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْأَكْثَرُونَ هُمُ الْأَسْفَلُونَ؛ إِلَّا مَنْ قَالَ هكَذَا وَهكَذَا وَهكَذَا"، ثَلَاثًا.

(51)

- 4075 - (4) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ،

===

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأكثرون) أموالًا (هم الأسفلون) درجةً يوم القيامة (إلا من قال) وصرف ماله (هكذا) أي: جهة يمينه (و) صرف ماله (هكذا) أي: جهة يساره (و) صرف ماله (هكذا) أي: قدامه، قال ذلك الكلام رسول الله (ثلاثًا) من المرات.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه الإمام أحمد في "مسنده" بسند رواته ثقات، ورواه مسدد في "مسنده" عن يحيى القطان به، ورواه البخاري في "صحيحه".

ودرجته: أنه صحيح بما قبله، وإن كان سنده حسنًا؛ لما مر، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي سعيد الخدري.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أبي سعيد الخدري بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(51)

- 4075 - (4)(حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب) المدني نزيل مكة، وقد ينسب لجده، صدوق ربما وهم، من العاشرة، مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين ومئتين (241 هـ). يروي عنه:(ق). وقال ابن معين: ثقة مأمون صاحب حديث، وقال مسلمة: ثقة سكن مكة، وقال النسائي: ليس بشيء، وقال مرة: ليس بثقة، فبالجملة: فهو مختلف فيه.

(حدثنا عبد العزيز بن محمد) بن عبيد الدراوردي أبو محمد الجهني

ص: 178

عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا عِنْدِي ذَهَبًا، فَتَأْتِيَ عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ

===

مولاهم المدني، صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ، قال النسائي: حديثه عن عبيد الله العمري منكر، من الثامنة، مات سنة ست أو سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي سهيل) نافع (بن مالك) بن أبي عامر الأصبحي التيمي بن أبي أنس المدني، ثقة، من الرابعة، مات بعد الأربعين ومئة (140 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبيه) مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي، جدِّ مالك بن أنس؛ إمام الفروع، سمع من عمر، ثقة، من الثانية، مات سنة أربع وسبعين (74 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه يعقوب بن حميد، وهو مختلف فيه.

(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أحب)(ما) نافية (أحب) فعل مضارع (أن أحدًا) اسم أن (عندي) خبرها، و (أحدًا) - بضمتين -: جبل معروف بالمدينة (ذهبًا) تمييز لـ (أحدًا)، وجملة:(أن) في تأويل مصدر منصوب على المفعولية لـ (أحب) أي: ما أحب كون أحدٍ عندي ذهبًا.

(فتأتي) أي: تمر (عليَّ ثالثة) فاعل (تأتي) فهي صفة لموصوف محذوف، و (الفاء) في (فتأتي) سببية واقعة في جواب النفي، ناصبة للمضارع، وجملة:(تأتي) في تأويل مصدر منصوب معطوف على مفعول (أحب).

(وعندي): (الواو) حالية (عندي) خبر مقدم (منه) أي: من ذلك الذهب

ص: 179

شَيْءٌ، إِلَّا شَئٌ أُرْصِدُهُ فِي قَضَاءِ دَيْنٍ".

===

بيان مقدم لقوله (شيء) وهو مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية حال من ضمير (علي).

(إلا شيء) و (إلا) استثناء، و (شيء) الثاني بدل من المستثنى منه؛ وهو (شيء) الأول؛ وتقدير الكلام: ما أحب كون أحد لي ذهبًا، فمرور ليلة ثالثة علي، والحال أن عندي منه؛ أي: من ذلك الذهب شيء قليل إلا شيء (أرصده) وأهيئه وأدخره وأصرفه (في قضاء دينٍ) كائنٍ علي.

وقوله: (أرصده) - بضم الهمزة - من الإرصاد؛ أي: شيء أبقيه وأهيئه لقضاء دين علي، و (في) بمعنى: اللام؛ أي: لأجل قضاء دين علي، أو على أحد من المسلمين؛ لأن قضاء الدين واجب، فهو مقدم على الصدقة المندوبة.

وهذا الإرصاد أعم من أن يكون لصاحب دينٍ غائبٍ حتى يحضر فيأخذ، أو لأجل وفاء دين مؤجل حتى يحل فيوفى.

وقال القاري: قوله: "قضاء دين" أي: لأداء دين كان علي؛ لأن أداء الدين مقدم على الصدقة، وكثير من جملة العوام وظلمة الطُّغَام يعملون الخيرات والمبرَّات والعمارات، وعليهم حقوق الخلق، ولم يلتفتوا إليها، وكثير من المتصوفة غير العارفة يجتهدون في الرياضات، وإكثار الطاعات والعبادات، ولا يقومون بما يجب عليهم من الديانات، كذا في "المرقاة" في (4/ 366).

والحديث فيه الحث على الإنفاق في وجوه الخير، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في أعلى درجات الزهد في الدنيا، بحيث إنه لا يحب أن يبقى في يده شيء من الدنيا إلا للإنفاق على من يستحقه، وإما لإرصاده لمن له حق، وإما لتعذر من يقبل منه؛ لتقييده في رواية حديث بقوله:"أجدُ من يقبله"، ويؤخذ منه جواز تأخير الزكاة الواجبة عن الإعطاء إذا لم يوجد من يستحق أخذها، وينبغي لمن وقع له ذلك أن يعزل القدر الواجب

ص: 180