الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
177 -
(1925) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. قَالَ:
قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تقوم الساعة).
(أهل الغرب) قال علي بن المديني: المراد بأهل الغرب، العرب، والمراد بالغرب، الدلو الكبير لاختصاصهم بها غالبا. وقال آخرون: المراد به الغرب من الأرض. وقال معاذ: هم بالشام: وجاء في حديث آخر: هم ببيت المقدس. وقيل: هم أهل الشام وما وراء ذلك. قال القاضي: وقيل المراد بأهل الغرب، أهل الشدة والجلد. وغرب كل شيء حده.
54 - باب مراعاة مصلحة الدوس فِي السَّيْرِ، وَالنَّهْيِ عَنِ التَّعْرِيسِ فِي الطَّرِيقِ
178 -
(1926) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ، فَأَعْطُوا الْإِبِلَ حَظَّهَا مِنَ الْأَرْضِ. وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ، فَأَسْرِعُوا عليها في السَّيْرَ. وَإِذَا عَرَّسْتُمْ بِاللَّيْلِ، فَاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ. فَإِنَّهَا مأوى الهوام بالليل).
(الخصب) هو كثرة العشب والمرعى، وهو ضد الجدب.
(السنة) هي القحط. ومنه قوله تعالى: ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين، أي بالقحوط.
(1926)
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ (يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ) عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ، فَأَعْطُوا الْإِبِلَ حَظَّهَا مِنَ الْأَرْضِ.
⦗ص: 1526⦘
وَإِذَا سافرتم بالسنة، فَبَادِرُوا بِهَا نِقْيَهَا. وَإِذَا عَرَّسْتُمْ. فَاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ. فإنها طرق الدواب، ومأوى الهوام بالليل).
(نقيها) النقي هو المخ. ومعنى الحديث الحث على الرفق بالدواب ومراعاة مصلحتها. فإن سافروا في الخصب قللوا السير وتركوها ترعى في بعض النهار، وفي أثناء السير، فتأخذ حظها من الأرض بما ترعاه منها. وإن سافروا في القحط عجلوا السير ليصلوا المقصد وفيها بقية من قوتها. ولا يقللوا السير فيلحقها الضرر. لأنها لا تجد ما ترعى فتضعف ويذهب نقيها وربما كلت ووقفت.
(وإذا عرستم) قال أهل اللغة: التعريس النزول في أواخر الليل للنوم والراحة. هذا قول الخليل والأكثرين. وقال أبو زيد: هو النزول أي وقت كان من ليل أو نهار. والمراد بهذا الحديث هو الأول. وهذا أدب من آداب السير والنزول أرشد إليه صلى الله عليه وسلم. لأن الحشرات ودواب الأرض من ذوات السموم والسباع وغيرها، تمشي في الليل على الطرق لسهولتها. ولأنها تلتقط منها ما يسقط من مأكول ونحوه، وما تجد فيها من رمة ونحوها. فإذا عرس الإنسان في الطريق ربما مر به ما يؤذيه، فلينبغي أن يتباعد عن الطريق.