الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حلّ قول أبى الطيب [من الطويل]:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
…
وصدّق ما يعتاده من توهّم
التلميح
وأما التلميح: فهو أن يشار إلى قصة أو شعر من غير ذكره؛ كقوله (أبى تمام)[من الطويل]:
فو الله ما أدرى أأحلام نائم
…
ألمّت بنا أم كان فى الرّكب يوشع؟!
أشار: إلى قصة يوشع عليه السلام واستيقافه الشمس (1)،
ــ
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
…
وصدّق ما يعتاده من توهّم (2)
التلميح: ص: (وأما التلميح إلخ).
(ش): التلميح، وقد يسمى التلميح، وهو أن يشير المتكلم فى كلامه إلى قصة، أو مثل، أو شعر من غير ذكره، فالأول كقول أبى تمام:
فو الله ما أدرى أأحلام نائم
…
ألّمت بنا أم كان فى الركب يوشع (3)
فإنه أشار إلى قصة يوشع بن نون، فتى موسى، - عليهما الصلاة والسّلام - واستيقافه الشمس، فإنه قائل الجبارين يوم الجمعة، فلما أدبرت الشمس، خاف أن تغيب ويدخل السبت، فلا يحل له قتالهم، فدعا الله - تعالى - فرد له الشمس حتى فرغ من قتالهم (4)، وحكاية المصنف لهذه القصة أولها يقتضى أن الشمس لم تكن غربت،
(1) يشير إلى حديث أبى هريرة الذى أخرجه البخارى فى ك: (فرض الخمس)، ومسلم فى ك (الجهاد)، وفيه غزا نبى من الأنبياء .... إلى قوله، فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها على شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه
…
خ خ
(2)
البيت لأبى الطيب، انظر عقود الجمان (2/ 191).
(3)
البيت لأبى تمام من قصيدة يمدح فيها أبا سعيد محمد بن يوسف الثغرى، انظر شرح عقود الجمان (ص 2/ 192).
(4)
حديث يوشع بن نون عليه السلام وأخرجه البخارى فى فرض الخمس" باب: قول النبى صلى الله عليه وسلم:
" أحلت لكم الغنائم"، (6/ 254)، (ح 3124)، ومسلم فى" الجهاد والسير"(ح 1747).
وكقوله [من الطويل]:
لعمرو مع الرّمضاء والنّار تلتظى
…
أرقّ وأحفى منك فى ساعة الكرب
أشار إلى البيت المشهور [من البسيط]:
المستجير بعمر وعند كربته
…
كالمستجير من الرّمضاء بالنّار
ــ
وأن المعجزة فى استيقافها، وآخرها يدل على أنها غربت ثم طلعت، وكل من النوعين قد اتفق لنبينا صلى الله عليه وسلم على ما ورد فى بعض الأحاديث، وأما الإشارة إلى شعر، فمثله المصنف بقوله:
لعمرو مع الرمضاء والنار تلتظى
…
أرق وأحفى منك فى ساعة الكرب (1)
أشار إلى البيت المشهور:
المستجير بعمرو عند كربته
…
كالمستجير من الرمضاء بالنار (2)
وأما الإشارة إلى مثل، فكقوله:
من غاب عنكم نسيتموه
…
وقلبه عندكم رهينه
أظنكم فى الوفاء ممن
…
صحبته صحبة السفينه (3)
قال فى الإيضاح:" ومن التلميح ما يشبه اللغز" كما روى أن تميميا قال لشريك النميرى: ما فى الجوارح أحب إلىّ من البازى، فقال: إذا كان يصيد القطا أشار التميمى إلى قول جرير:
أنا البازىّ المطلّ على نمير
…
أتيح من السّماء لها انصبابا (4)
وأشار شريك لقول الطرماح:
تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا
…
ولو سلكت طرق المكارم ضلّت (5)
(1) انظر شرح عقود الجمان (2/ 192).
(2)
انظر شرح عقود الجمان (2/ 192).
(3)
انظر شرح عقود الجمان (2/ 192).
(4)
البيت لجرير، انظر شرح عقود الجمان (2/ 190).
(5)
الإيضاح بتحقيقى ص: 368.