الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك، والإشكال في إلحاق النون لفظ الماضي لأن حكمها أن تلحق المستقبل، فإن كانت هذه الرواية محفوظة فوجهها أنه لمّا أريد بالماضي المستقبل ألحق به نون التوكيد تنبيهًا على أصله، ولا يجوز أن يكون النون هذا ضمير جماعة المؤنث لأمرين:
أحدهما: أنه لم يتقدم في هذا الحديث جماعة مؤنث يرجع هذا الضمير إليه.
والثاني: أنه رفع ما بعده وهو قوله: واحدٌ منكم، وهذا مفرد مذكر.
وقوله: (يقرؤه كلّ مؤمن كاتب وغير كاتب) يجوز جر كاتب على الصفة لمؤمن، ورفعه صفة لكل أو بدلاً منه.
325 - حديث: "لا تقومُ الساعة حتى يكون أزهدُ الناس بالدنيا لُكَع بن لكع
".
قال الطيبي: هو غير منصرف للعدل والصفة.
وقال الزمخشري في الفائق: هو معدول عن ألكع وأصله أن يكون للنداء كـ (فُسَق وغُدَر).
326 - حديث: "ما صليتَ ولو مِتَّ مِتَّ على غير الفطرة التي فطر الله عليها محمدًا صلى الله عليه وسلم
".
قال ابن مالك: في قوله: ولو متّ متّ: شاهد على وقوع الجواب موافقًا للشرط
لفظًا ومعنىً لتعلق ما بعده به وهو أحد المواضع التي يعرض فيها للفضلة توقف الفائدة عليها، فيكون لها بذلك من لزوم الذكر ما للعمدة، ومنه قوله تعالى:(إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم)[الإسراء: 7]، فلولا (على إخلاء جواب لو المثبت من اللام، وهو مما يخفى على أكثر الناس مع أنه في مواضع من كتاب الله تعالى نحو: (لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي)[الأعراف: 155]، و (أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم) [الأعراف: 100] و (أنطعم من لو يشاء الله أطعمه)[يس: 47].
قلت: قد يثبت اللام في رواية المسند، ثم قال ابن مالك: وفي قوله على غير الفطرة التي فطر الله عليها محمدًا صلى الله عليه وسلم وجهان:
أحدهما: أن يكون الأصل على غير الفطرة التي فطرها، والضمير ضمير الفطرة وهو منصوب نصف المصدر ثم حذف لكونه منصوبًا بفعل كما يقول عرفتُ العطيّة التي أعطيتها، أي أعطيت زيدًا، والملامة التي لمت عمرًا.
والثاني: أن يكون الأصل على غير الفطرة التي فطر الله عليها ثم حذفت (على) والمجرور بها لتقدم مثلها قبل الموصول، وفيه ضعف لعدم مباشرتها إياه وعدم تعلقها بمثل ما تعلقت به في الصلة، فلو باشرتها وتعلقت بمثل ما تعلقت به في الصلة زال الضعف كقولك: سلمت على الذي سلم زيد، ومثل هذا في الضعف قوله:(ويشرب مما تشربون)[المؤمنون: 33] فإن قلت: الجار الذي قبل ما مثل الذي بعدها مباشر لها ومتعلق بمثل ما تعلق به في الصلة قلت: قد ثبت لفظ (عليها) في رواية أحمد ولفظه: ولو متّ وهذه صلاتُك لمتّ على غير الفطرة التي فطر الله عليها محمدًا صلى الله عليه وسلم.