الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
529 - حديث: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل جبريل بالوحي، فكان مما يحرّك به لسانه وشفتيه، وفي لفظ كان يعالج من التنزيل شدة، وكان مما يحرّك شفتيه
".
قال ثابت السرقسطي: المراد كان كثيرًا ما يفعل ذلك، قال وورودهما في هذا كثير، ومنه حديث الرؤيا:(كان مما يقول لأصحابه: من رأى منكم رؤيا) ومنه قول الشاعر:
وإنّا لمما نضرب الليث ضربة
…
على وجهه تلقي اللسان من الفم
وقال غيره: إنّ "من" إذا وقع بعدها "ما"، كانت بمعنى ربّما، وهي تطلق على القليل والكثير، وفي كلام سيبويه مواضع من هذا، منها قوله: والحكم أنهم مما يحذفون كذا.
ومنه حديث البراء: كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يحب أن يكون عن يمينه، وقال ابن عصفور: من أقسام "ما" التي تتصل بمن الجارة فتصير بمعنى ربّ، نحو:
وإنا لمما نضرب الليث ضربة
…
وقال ابن هشام في "المغني": ذكر ابن الشجري أن ما الكافة تتصل بمن كقول أبي حيّة:
وإنّا لمما نضرب الليث ضربة
…
والظاهر أن ما مصدرية، وأن المعنى مثله في (خلق الإنسان من عجل) [الأنبياء: 37].