الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
488 - حديث: "الطواف بالبيت مثل الصلاة، إلاّ أن الله أباح فيه الكلام
".
قال الطيبي: يجوز أن يكون الاستثناء متصلاً، أي الطواف كالصلاة في الشرائط وفي الطهارة وغيرها، إلا في التكلم، ويجوز أن يكون منقطعًا أي الطواف مثل الصلاة، لكن رخص لكم في التكلم فيه.
489 - حديث: حديث: "ائتوني بكتاب
".
قال الكرماني: هو من باب الحذف، أي بأدوات الكتاب، نحو:(واسأل القرية)[يوسف: 82]، وقوله: أكتبْ لكم كتابًا: مجزوم جوابًا للأمر، ويجوز الرفع بالاستئناف، وقوله: لا تضلوا بعده، نفي وحذف منه النون، لأنه بدل من جواب الأمر، وقد جوّز بعضهم تعدد جواب الأمر من غير حرف عطف.
وقوله: قوموا عني: أي قوموا مبتعدين عني، وهو يستعمل باللام أيضًا، نحو:(قوموا لله قانتين)[البقرة: 238]، وبإلى نحو:(إذا قمتم إلى الصلاة)[المائدة: 6] وبالباء نحو: قام بأمر كذا، وبغير صلة: قام زيد، وتختلف المعاني بحسب الصلات، لتضمّن كل صلة معنى يناسبها.
490 - حديث: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة، فسمع
صوت إنسانين يعذَّبان في قبورهما.
قال ابن مالك في "توضيحه": فيه شاهد على جواز إفراد المثنى معنى، إذا كان جزء ما أضيف إليه اثنين، نحو أكلت رأس شاتين، وجمعه أجود نحو:(فقد صغت قلوبكما)[التحريم: 4] والتثنية مع أصالتها قليلة الاستعمال، وقد اجتمعت التثنية والجمع في قول الراجز:
ومَهْمَهَيْنِ قذفينْ مَرْتَيْن
…
ظَهراهما مثلُ ظهور التُرْسَيْن
فإن لم يكن المضاف جزء ما أضيف إليه، فالأكثر مجيئه بلفظ التثنية، نحو: استلّ الزيدان سيفهما، وإن أُمِن اللبس جاز جعل المضاف بلفظ الجمع، وفي:"يعذّبان في قبورهما" شاهد على ذلك، وكذا قوله صلى الله عليه وسلم لعليّ: إذا أخذتما مضاجعكما، وقوله: إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، قال ابن مالك: فيه استعمال في دالة على التعليل، وهو مما خفي على أكثر النحويين مع وروده في القرآن والحديث والشعر القديم، فمن الوارد في القرآن قوله تعالى:(لولا كتابٌ من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم)[الأنفال: 68]. وقوله تعالى: (ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم)[النور: 14]، ومن الوارد في الحديث: عذبت امرأة في هرة حبستها، وقوله: ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، فإن "في" في كل ذلك بمعنى الباء الدالة على السببية، ومن الوارد في الشعر القديم قول جميل:
فليت رجالاً فيك قد نذروا دمي
…
وهموا بقتلي يا بُثَيْنَ لَقُوني
وقول أبي خراش:
لوى رأسه عني ومال بوُدِّهِ
…
أغانيجُ خودٍ كان فينا يزورها
قوله ثم دعا بعسيب، قال الشيخ ولي الدين العراقي في "شرح أبي داود": الأقرب في إعرابه أن الباء للسببية، والمفعول محذوف، أي دعا رجلاً بسبب إحضار عسيب، ويحتمل أنه مثل دعا يزيدًا، أي دعا عسيبًا على طريق التوسع، ثم أدخلت عليه الباء.
قوله: فشقه باثنين، قال النووي: الباء زائدة لتوكيد، والنصب على الحال.
قوله: لعله أن يخفف عنهما، قال في "التنقيح": لعله: مثل "كاد" في أن الغالب يجرد خبرها من أنْ، كقوله تعالى:(لعلكم تفلحون)[البقرة: 189، آل عمران: 130]، وقال الكرماني: شبه لعل بعسى، فأتى بأنْ في خبره، قلت: نظيره حديث: ثم لعله أن ينبتَ فيثمرَ في ليلته، وقال ابن مالك في توضيحه: يجوز في لعله أن يخفف عنهما إعادة الضميرين إلى الميت، باعتبار كونه إنسانًا، وباعتبار كونه نفسًا، ونظيره في جعل أمرين متضادين لشيء واحد، قوله تعالى:(وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى)[البقرة: 111]، فأفرد اسم كان باعتبار لفظة مَنْ، وجمع الخبر باعتبار المعنى، ويجوز كون الهاء من لعله ضمير الشأن وكون الضمير من:"يخفف عنهما" ضمير النفس، وجاز كون الهاء أن تفسير ضمير الشأن بأن ومثلها مع أنْ في تقدير مصدر لأنها في حكم جملة لاشتمالها على مسند ومسند إليه، ولذلك سدّت مسد مطلوبي حسب وعسى في نحو:(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة)[آل عمران: 142] و (عسى أن تكرهوا شيئًا)[البقرة: 216] ويجوز في قول الأخفش أن تكون زائدة مع كونها ناصبة، نظيرها بزيادة الباء من كونها جارة، ومن