الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ووقع في رواية الترمذي: (إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب) وهما كلمتان إحداهما تفسير الأخرى.
477 - حديث: "من حمل علينا السلاح فليس منّا
".
قال الطيبي: (علينا) يجوز أن يتعلق بالفعل، و (السلاح) نصب على نزع الخافض، يقال: حمل عليه في الحرب حملة. ويجوز أن يكون حالاً و (السلاح) مفعول، يقال: حملت الشيء أحمله حملاً أي: حمل السلاح علينا لا لنا.
والأول أوجه، لأن قوله:(فليس منّا) جزاء الشرط، وعلى الثاني لا فائدة فيه، لأنه يعلم كل أحد أنّ عدو المسلمين ليس منهم.
478 - حديث الحديبية، قوله: "فبايعته أوّل الناس
".
قال أبو البقاء: فيه ثلاثة أوجه أحدها: أنه حال، أي: بايعته متقدمًا. والثاني: أن يكون صفة لمصدر محذوف تقديره: مبايعة أول مبايعة الناس. والثالث: أن يكون ظرفًا، أي: قبل الناس.
قوله: (بايع يا سلمةُ، قلت: قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس). قوله: (واليوم يومُ الرضع): قال السهيلي: بالرفع فيهما وبنصب الأول ورفع الثاني، حكى سيبويه: اليوم يومك، على جعل (اليوم) ظرفًا في موضع خبر الثاني، لأن ظروف
الزمان يخبر بها عن زمان مثلها إذا كان الظرف متسعًا ولا يضيق عن الثاني.
قوله: (يا صباحاه): قال الكرماني: هو منادى مستغاث والألف للاستغاثة، والهاء للسكت، كأنه نادى الناس استغاثة بهم في وقت الصباح أي وقت الغارة، وحاصله أنها كلمة يقولها المستغيث.
وقال القرطبي: هاؤه ساكنة، وهو شبيه المنادى المندوب وليس به، ومعناه الإعلام بهذا الأمر المبهم الذي دهمهم في الصباح.
قوله: (إلى شعب فيه ماء يقال له ذا قَرَدٍ): قال أبو البقاء: وقع في هذه الرواية (ذا) بالألف، والوجه الرفع كما قال تعالى:(يقال له إبراهيم)[الأنبياء: 60]، ويبعد أن يجعل (له) في موضع رفع قائمًا مقام الفاعل، ويكون (ذا) مفعولاً، لأنّ (ذا) مفعول صحيح فلا يقام مقام الفاعل غيره. فإن كانت الروايات كلها كذا جاز أن يكون سمّاه (ذا قرد) في كلّ حال. انتهى.
وقال النووي: في أكثر النسخ المعتمدة (ذا قرد) بالألف، وفي بعض (ذو قرد) بالواو، وهو الوجه.
قوله: (فألحق رجلاً منهم وأصكه بسهم في نغض كتفه) قال القرطبي: (ألحق وأصك) مضارعان ومعناهما المضي.
قوله: (يا ثكلته أمه): قال القرطبي: (يا) للنداء، والمنادى محذوف، ويشبه أن يكون (مَنْ) الموصولة متعلقة بـ (ثكلته أمه) كأنه قال: يا من ثكلته أمه، فحذفها للعلم بها، ويحتمل غير هذا، وهذا أشبه.
قوله: (أكوعُه بكرةَ؟ قلت: نعم يا عدوَّ نفسك أكوعُك بكرةَ) قال النووي: هو برفع العين أي: أنت الأكوع الذي كنت بكرة هذا النهار، ولهذا قال: نعم. و (بكرة) منصوب غير منون، قال أهل العربية: يقال أتيته بكرةً بالتنوين إذا أردت باكرًا في غير معيّن، فإذا أردت بكرة في يوم بعينه قلت: أتينه بكرةَ، غير منصرف، لأنه من الظروف غير المتمكنة.
وقال القرطبي: الضمير في (أكوعه) يعود على المتكلم على تقدير الغيبة كأنه قال: أكوع الرجل المتكلم، وقد فهم هذا سلمة حيث أجابه بقوله:(أكوعُك بكرةَ) فخاطبه بذلك. و (بكرة) منصوب غير منون، على الظرف، لأنه لا ينصرف للتعريف والتأنيث، لأنه أريد بها بكرة معينة، وكذلك (غدوة)، وليس ذلك بشيء من ظروف الأزمنة سواهما فيما علمت. انتهى.
وقال: (ألا سابقَ للمدينة) قال القرطبي: قيدناه مفتوحًا بغير تنوين لأنها (لا) التبرئة زيدت عليها همزة الاستفهام وأشربت معنى التمني كقوله:
ألا طِعانَ ألا فرسانَ عادية
ويجوز الرفع على أن تكون (ألا) استفتاحًا، ويكون (سابق) مبتدأ خبره محذوف تقديره: ألا منّا سابق أو نحوه.
قوله: (إنّ الأُلى قد بغوا علينا): قال القرطبي: كذا سمعت الرواية (الأُولى) بالقصر، مؤنث الأول، ويكون معناه في إعادة المبايعة بالرجعة علينا.
ويحتمل أن يكون (الألى) هي الموصولة بمعنى (الذين) ويكون خبر (إنّ)