الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بلاغة القرآن وسمو معانيه لا تتفاوت
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال: ما هي أبلغ سورة أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن؟
وجزاكم الله كل الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم يفيد بأن سورة معينة من القرآن أبلغ من غيرها.
والقرآن توجد منه آيات قد جمعت أوجها من البلاغة لم تجتمع في غيرها، ولكن بلاغة القرآن وعظمته وسمو معانيه لا تتفاوت حتى يقال إن بعضه أبلغ من بعض، قال الزكشي في البرهان في علوم القرآن: وهل يجوز أن يقال: بعض كلامه أبلغ من بعض؟ جوزه بعضهم لقصور نظرهم، وينبغي أن يُعلَم أن معنى قول القائل: هذا الكلام أبلغ من هذا الكلام أن هذا في موضعه له حسن ولطف، وذاك في موضعه له حسن ولطف، وهذا الحسن في موضعه أكمل من ذاك في موضعه، فإن من قال: إن (قل هو الله أحد) أبلغ من (تبت يدا أبي لهب) يجعل المقابلة بين ذكر الله وذكر أبي لهب وبين التوحيد والدعاء على الكافرين وذلك غير صحيح، بل ينبغي أن يقال (تبت يدا أبي لهب) دعاء عليه بالخسران، فهل توجد عبارة للدعاء بالخسران أحسن من هذه؟ وكذلك في (قل هو الله أحد) لا توجد عبارة تدل على الوحدانية أبلغ منها، فالعالِم إذا نظر إلى (تبت يدا أبي لهب وتب) ، في باب الدعاء والخسران، ونظر إلى (قل هو الله أحد) في باب التوحيد لا يمكنه أن يقول أحدهما أبلغ من الآخر، وهذا القيد يغفل عنه بعض من لا يكون عنده علم البيان.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو القعدة 1426