الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معاني (كلا) في القرآن الكريم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الفرق بين كلاً من الآيتين (ليكون لهم عزا كلا) و (كلا والقمر) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
كلا في الآية الأولى للرد والإنكار
…
وفي الثانية صلة لما بعدها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أهل العلم يقولون إن (كلا) حرف ردع وزجر وإنكار وتنبيه ورد
…
وقال بعضهم: إنها تأتي في القرآن لمعنيين: أحدهما حقاً، والثاني: لا.
والفرق بينها في الآيتين المشار إليهما يتضح من السياق.. ففي الآية الأولى إنكار ورد لتعزز المشركين بالآلهة التي اتخذوها من دون الله وأنها ستكون ضدهم يوم القيامة وذلا عليهم
…
قال الله تعالى: وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا* كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا {مريم:81-82} .
وأما في الآية الثانية فهي بمعنى حقاً -كما قال أهل التفسير- وهي صلة للقمر والتقدير أي والقمر، وجعلها بعضهم رداً على الذين زعموا أنهم يقاومون خزنه جهنم، أي ليس الأمر كما يقول من زعم أنه يقاوم خزنة النار، قال الله تعالى: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ* كَلَّا وَالْقَمَرِ {المدثر:31-32} .
وللفائدة فقد نقل القرطبي عن بعضهم: ليس في النصف الأول من القرآن ذكر كلا وإنما جاء ذكره في النصف الثاني. وهو يكون بمعنيين: أحدهما: بمعنى حقاً. والثاني: بمعنى لا، فإذا كانت بمعنى حقاً جاز الوقف على ما قبله، ثم تبتدئ كلا أي حقاً، وإذا كانت بمعنى لا، كان الوقف على كلا جائزاً.
ونقل السيوطي عن بعضهم قوله: متى سمعت كلا في سورة فاحكم بأنها مكية لأن فيها معنى التهديد والوعيد وأكثر ما نزل ذلك بمكة لأن أكثر العتو كان بها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رمضان 1428