الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خاتمة الباب
قال ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس
(1)
: ومن تلبيس إبليس على الفقهاء أن يحسن ازدراء الوعاظ ويمنعهم من الحضور عندهم فيقولون من هؤلاء قصاص ومراد الشيطان (أن) يمنحهم من الحضور عند القصاص في موضع يلين فيه القلب ويخشع، والقصاص لا يذمون من حيث هذا الاسم لأن الله تعالى قال:{نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}
(2)
، وقال تعالى:{فَاقْصُصِ الْقَصَصَ}
(3)
لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القصص دون ذكر العلم المفيد ثم غالبهم الخلط فيما يورده، وربما اعتمد على ما أكثره محال، فأما إذا كان القصص صدقا ويوجب وعظا، فهو ممدوح، وقد كان الإمام أحمد بن حنبل يقول: ما أحوج الناس إلى قاص مدون، وقد كان الوعاظ في قديم الزمان علماء فقهاء، وقد حضر ابن عمر رضي الله عنه مجلس عبيد الله بن عمير، وكان عمر بن عبد العزيز يحضر مجلس القاص، ثم [خست] هذه الصناعة فتعرض لها الجهال فبعد عنهم المميزون من الناس وتعلق بهم العوام والنساء فلم يتشاغلوا بالعلم وأقبلوا على القصص، وما يعجب الجهلة، وتنوعت البدع في هذا الفن.
(1)
تلبيس إبليس (ص 110 - 111).
(2)
سورة يوسف، الآية:3.
(3)
سورة الأعراف، الآية:176.
وفي حديث ابن عمر أنه دخل المسجد فرأى قاصًا صياحًا فقال: اخفض صوتك: ألم تعلم أن الله تعالى بغض كل شحاج، الشحاج: رفع الصوت، وقد شحج فهو شحاج
(1)
، انتهى.
(1)
النهاية (2/ 448).