الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ترغيب الإمام وغيره من ولاة الأمور في اتخاذ وزير صالح وبطانة حسنة]
3467 -
عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا أَرَادَ الله بالأمير خيرا جعل لَهُ وَزِير صدق إِن نسي ذكره وَإِن ذكر أَعَانَهُ وَإِذا أَرَادَ الله بِهِ غير ذَلِك جعل لَهُ وَزِير سوء إِن نسي لم يذكرهُ وَإِن ذكر لم يعنه رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالنَّسَائِيّ وَلَفظه قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من ولي مِنْكُم عملا فَأَرَادَ الله بِهِ خيرا جعل لَهُ وزيرا صَالحا إِن نسي ذكره وَإِن ذكر أَعَانَهُ
(1)
.
قوله: عن عائشة رضي الله عنها، تقدم الكلام عليها.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق إن نسي ذكره" الحديث، صرح الكتاب والسنة باتخاذ الوزير والاستظهار به في التنزيل فقال سبحانه وتعالى في قصة موسى عليه السلام:{وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29)}
(2)
وقال عز وجل: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ
(1)
أخرجه إسحاق (972)، وأحمد 6/ 70 (25052)، وأبو داود (2932)، والبزار (18/ 238 رقم 261)، والنسائي في المجتبى 6/ 663 (4242) والكبرى (7779) و (8699)، وأبو يعلى (4439)، وابن حبان (4494)، والطبراني في الأوسط (4/ 294 رقم 4240)، والبيهقي في الكبرى (10/ 191 رقم 20319) و (10/ 191 رقم 20220) والشعب (9/ 499 - 500 رقم 7017)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 370). وصححه الألباني في الصحيحة (489) وصحيح الترغيب (2296).
(2)
سورة طه، الآية:29.
وَزِيرًا (35)}
(1)
ومن السنة الحديث المذكور، واختلف الناس في اشتقاق هذا الاسم على ثلاثة أوجه أحدها: أنه مأخوذ من الوزر وهو الملجأ ومنه قوله تعالى: {كَلَّا لَا وَزَرَ (11)}
(2)
أي لا ملجأ فالملك يلجأ على رأي الوزير ومعرفته وتدبيره، وثالثها: انه مأخوذ من الأزر وهو الظهر ومنه قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31)}
(3)
أي: قوي ظهري فالملك يقوي بالوزير كقوة البدن بالظهر والله أعلم
(4)
.
[وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من نبي إلا وله وزيران من أهل السماء، ووزيران من أهل الأرض)] فالوزير هو الذي يؤازره فيحمل عنه ما حمله من الأثقال والذي يلتجيء الأمير إلى رأيه وتدبيره فهو ملجأ له ومفزع الأمير أو السلطان
(5)
، أ. هـ.
3468 -
وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَأبي هُرَيْرَة رضي الله عنهما أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا بعث الله من نَبِي وَلَا اسْتخْلف من خَليفَة إِلَّا كَانَت لَهُ بطانتان بطانة تَأمره بِالْمَعْرُوفِ وتحضه عَلَيْهِ وبطانة تَأمره بِالشَّرِّ وتحضه عَلَيْهِ والمعصوم من عصم الله رَوَاهُ البُخَارِيّ وَاللَّفْظ لَهُ وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن أبي هُرَيْرَة وَحده وَلَفظه قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا من وَال إِلَّا وَله بطانتان بطانة تَأمره بِالْمَعْرُوفِ وتنهاه عَن
(1)
سورة الفرقان، الآية:35.
(2)
سورة القيامة، الآية:11.
(3)
سورة طه، الآية:31.
(4)
الأحكام السلطانية (ص 53) للماوردي.
(5)
النهاية (5/ 180).
الْمُنكر وبطانة لَا تألوه خبالا فَمن وقِي شَرها فقد وقِي وَهُوَ إِلَى من يغلب عَلَيْهِ مِنْهُمَا
(1)
.
قوله: وعن أبي سعيد الخدري [وأبي هريرة رضي الله عنهما] تقدم الكلام عليه.
قوله: "ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه" الحديث، بطانة الرجل صاحب سره وداخلة أمره الذي شاوره في جميع أحواله
(2)
.
فبطانة الأنبياء هم الأولياء والأصفياء، قال الله تعالى:{لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ}
(3)
أي: أصفياء من غير أهل دينكم وهي مصدر وضع موضع الاسم، يسمى بها الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث
(4)
.
قوله: "وتحضه عليه" والحض الحث على الشيء.
(1)
أخرجه البخاري (6611) و (7198)، والنسائي في المجتبى (4240) والكبرى (7777) و (8702)، وأبو يعلى (1228) وابن حبان (6192)، والبيهقي في الكبرى (10/ 189 - 190 رقم 20314 و 20315 و 20316) عن أبي سعيد. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (256) والصحيح (7198)، والترمذي (2369)، البزار (7904)، والنسائي في المجتبى 6/ 630 (4239) والكبرى (6583) و (7776) و (8703)، وأبو يعلى (5901) و (6023)، وابن حبان (6191)، والحاكم في المستدرك (4/ 131)، والبيهقي في الكبرى (10/ 190 رقم 20317) عن أبي هريرة.
وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2297) والصحيحة (1641) و (2270).
(2)
النهاية (1/ 136).
(3)
سورة آل عمران، الآية:218.
(4)
شرح السنة (10/ 74)، وفتح الباري (13/ 191).
3469 -
وَعَن أبي أَيُّوب رضي الله عنه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول مَا بعث الله من نَبِي وَلَا كَانَ بعده من خَليفَة إِلَّا لَهُ بطانتان بطانة تَأمره بِالْمَعْرُوفِ وتنهاه عَن الْمُنكر وبطانة لَا تألوه خبالا فَمن وقِي شَرها فقد وقِي. رَوَاهُ البُخَارِيّ
(1)
.
قوله: وعن أبي أيوب رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله من نبي ولا كان بعده من خليفة" الخليفة، قال علماء اللغة الخليفة هو القائم مقام غيره فهو خلف عمن يقدمه، وقال الجوهري: يقال خلف فلان فلانا إذا كان خليفته يقال خلفه في قومه خلافة، أ. هـ.
قوله: "إلا له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالا" قال بعضهم: المراد بأحدهما الملك والآخر الشيطان [وبطانة الرجل: صاحب سره الذي يشاوره في جميع أحواله، وقيل: البطانة] أي الخليل الخالص صاحب السر
(2)
.
(1)
أخرجه البخاري (7198)، والنسائي في المجتبى 6/ 632 (4241) والكبرى (7778) و (8704)، والطحاوى في مشكل الآثار (2112)، والطبراني في الأوسط (8/ 309 رقم 8720) والكبير (4/ 131 رقم 3895)، والبيهقي في الكبرى (10/ 190 رقم 20318). قال الدارقطني في العلل (1016): يرويه صفوان بن سليم، عن أبي سلمة، عن أبي أيوب. واختلف عن أبي سلمة فيه، فرواه الزهري، عن أبي سلمة، فخالف صفوان. ورواه عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري. وقيل: عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وقيل: عن أبي سلمة، مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يدفع حديث صفوان، لجواز أن يكون أبو سلمة حفظه عن أبي أيوب، وعن أبي سعيد، وعن أبي هريرة، والله أعلم. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2298)، والصحيحة (1641).
(2)
شرح المشكاة (8/ 2573) وشرح المصابيح (4/ 259).
قال الجوهري
(1)
: وناموس الرجل صاحب سره الذي يطلعه على باطن أمره ويخصه بما يستره عن غيره، يقال: نمس الرجل ينمس نمسا، وأهل الكتاب يسمون جبريل بالناموس، وفي الحديث أن ورقة بن نوفل قال لخديجة وهو ابن عمها وكان نصرانيا: كان ما تقولين حقا إنه ليأتيه الناموس الذي كان يأتي موسى عليه السلام، فالناموس صاحب سر الخير والجاسوس صاحب سر الشر
(2)
، أ. هـ.
قوله: "وبطانة لا تألوه خبالا" أي: لا يقصر في إفساد حاله.
(1)
الصحاح (3/ 986).
(2)
النهاية (5/ 119).