الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الترهيب من أن يأمر بمعروف وينهى عن منكر ويخالف قوله فعله]
3507 -
عَن أُسَامَة بن زيد رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: يُؤْتى بِالرجلِ يَوْم الْقِيَامَة فَيلقى فِي النَّار فتندلق أقتاب بَطْنه فيدور بهَا كَمَا يَدُور الْحمار فِي الرَّحَى فيجتمع إِلَيْهِ أهل النَّار فَيَقُولُونَ يَا فلَان مَا لَك ألم تكن تَأمر بِالْمَعْرُوفِ وتنهى عَن الْمُنكر فَيَقُول بلَى كنت آمُر بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتيه وأنهى عَن الْمُنكر وآتيه رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَفِي رِوَايَة لمُسلم قَالَ: قيل لأسامة بن زيد لَو أتيت عُثْمَان فكلمته فَقَالَ إِنَّكُم لترون أَنِّي لَا أكَلِّمهُ إِلَّا أسمعكم وَإِنِّي أُكَلِّمهُ فِي السِّرّ دون أَن أفتح بَابا لَا أكون أول من فَتحه وَلَا أَقُول لرجل أَنْ كَانَ عَليّ أَمِيرا إِنَّه خير النَّاس بعد شَيْء سمعته من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَمَا هُوَ قَالَ سمعته يَقُول يجاء بِالرجلِ يَوْم الْقِيَامَة فَيلقى فِي النَّار فتندلق أقتابه فيدور كَمَا يَدُور الْحمار برحاه فيجتمع أهل النَّار عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ يَا فلَان مَا شَأْنك أَليْسَ كنت تَأمر بِالْمَعْرُوفِ وتنهى عَن الْمُنكر فَيَقُول كنت آمركُم بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتيه وأنهاكم عَن الشَّرّ وآتيه الأقتاب الأمعاء وَاحِدهَا قتب بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون التَّاء تندلق أَي تخرج
(1)
.
قوله: عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، ولد أسامة بن زيد بمكة ونشأ بها حتى أدرك، لم يعرف إلا الإسلام ولم يدن بغيره، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حبا
(1)
أخرجه البخاري (3267) و (7098)، ومسلم (51 - 2989).
شديدا وكان عنده كبعض أهله
(1)
، وقال الدارقطني
(2)
: كان أسامة مثل الليل وكان أبوه زيد أبيض أحمر أشقر، قال القاضي: قال المازري
(3)
: كانت الجاهلية تقدح في نسب أسامة لكونه أسود شديد السواد وكان زيد أبيض كذا قاله أبو داود عن أحمد بن صالح، قال القاضي
(4)
: قال [غير] أحمد بن صالح: كان زيد أزهر اللون وأم أسامة أم أيمن وسامها بركة وكانت حبشية سوداء وهي حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاته وكنيتها بابنها أم أيمن قال النووي في صحيح مسلم
(5)
: عن الزهري قال: كان من شأن أم أيمن أن أسامة بن زيد أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب وكانت من الحبشة فلما ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما توفي أبوه وكانت أم أيمن تحضنه حتى كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقها ثم أنكحها زيد بن حارثة ثم توفيت بعدما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر هذا كلام الزهري، وذكر الإمام ابن الأثير أم أيمن فقال
(6)
: أسلمت قديما في أول الإسلام وهاجرت إلى الحبشة وإلى المدينة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي التي شربت بول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: التي
(1)
الطبقات (4/ 61)، والمنتخب من ذيل المذيل (1/ 33).
(2)
قائل هذا إبراهيم بن سعد كما في تاريخ دمشق (8/ 52 - 53)، وتهذيب الكمال (2/ 341).
(3)
المعلم (2/ 176)، وإكمال المعلم (4/ 656).
(4)
إكمال المعلم (4/ 656)، وشرح النووي على مسلم (10/ 41).
(5)
شرح النووي على مسلم (12/ 100) وتهذيب الأسماء واللغات (2/ 357 - 358).
(6)
أسد الغابة (7/ 290 الترجمة 7371) وتهذيب الأسماء واللغات (2/ 358).
شربته بركة جارية أم حبيبة وإنما كنيت بأم أيمن بابنها أيمن بن عبيد الحبشي كان رسول الله يقول: أم أيمن أمي بعد أمي وكان يزورها في بيتها توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر وقيل بستة أشهر هذا كلام ابن الأثير، قال القاضي عياض
(1)
: وذكر بعض المؤرخين أن أم أيمن هذه كانت من سبي حبشي أبرهة صاحب الفيل لما انهزم أبرهة عن مكة أخذها عبد المطلب، قال القاضي: وهي بركة بنت محصن بن ثعلبة بن عمرو بن حصين بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان أ. هـ.
وذكر ابن عساكر عن عبد الله بن دينار قال: كان عمر بن الخطاب إذا لقي أسامة قال له: السلام عليك أيها الأمير يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهو أمير فيقول أسامه وعليك السلام يا أمير المؤمنين، إليّ تقول هذا فيقول عمر لا أزال أدعوك الأمير ما عشت لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأنت أمير عليّ
(2)
.
واختلفوا في وفاته فحكى ابن سعد عن الواقدي قال: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأسامة عشرون سنة وكان قد سكن وادي القرى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نزل المدينة فمات بالجرف في آخر وفاته معاوية بن أبي سفيان فحمل إلى المدينة ولم يذكر السنة التي مات فيها
(3)
وقال أبو معشر: مات أسامة بالجرف في سنة تسع وخمسين فحمل على أعناق الرجال فدفن بالبقيع، وقيل: غير ذلك،
(1)
إكمال المعلم (4/ 656 - 657).
(2)
تاريخ دمشق (8/ 70).
(3)
الطبقات (4/ 72).
وليس من الصحابة من اسمه أسامة بن زيد غيره، وتقدم الكلام على نسبه وكم روى من الأحاديث.
قوله صلى الله عليه وسلم: "يقول يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار برحاه" الحديث، تندلق: أي تخرج قاله الحافظ، وقال غيره: تندلق والإندلاق الخروج بسرعة يقال اندلق السيف أي خرج من غمده
(1)
، والأقتاب: الأمعاء وهى المصارين على أحد التفاسير واحدها قتب بكسر القاف وسكون التاء وقال الأصمعي واحدها قتبة ويقال له أيضا الأقصاب واحدها قصب قاله أبو عبيد
(2)
، ومنه الحديث "أن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة لجار قصبه في النار"
(3)
.
قوله: "فيدور بها كما يدور الحمار برحاه" الرحى فيه وجهان المد والقصر والقصر أشهر، قاله الجوهري في صحاحه
(4)
.
قوله: في رواية مسلم: قيل لأسامة بن زيد: لو أتيت عثمان فكلمته، أي فيما وقع من الفتنة بين الناس والسعي في إطفائها برمتها.
قوله: إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم، أي تظنون أني لا أكلمه إلا بحضوركم، وفي بعضها: بلفظ المصدر أي لا وقت سمعكم.
(1)
تهذيب اللغة (9/ 46)، والميسر (3/ 1097).
(2)
غريب الحديث (2/ 30 - 31).
(3)
النهاية (4/ 67).
(4)
الصحاح (6/ 2353).
قوله: وإني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه، الحديث، فقوله:(إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم) وفي بعض النسخ: (بسمعكم) وكله بمعنى أي تظنون أني لا أكلمه إلا وأنتم تسمعون
(1)
.
وقوله: (إني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه) الحديث، أي: من أبواب الفتن أي أكلمه طلبا للمصلحة لا تهييجا للفتنة وغرضه أنه لا يريد المجاهرة بالإنكار على الأمراء يعني المجاهرة بالإنكار على الإمراء في الملأ كما جرى لقتلة عثمان وفيه الأدب واللطف بهم ووعظهم سرا وتبليغهم ما يقول الناس فيهم لينكفوا وهذا كله إذا أمكن ذلك فإن لم يمكن الوعظ سرا والإنكار فليفعله علانية لئلا يضيه أصل الحق ذكره النووي في شرح مسلم
(2)
.
قوله: ولا أقول لرجل أن كان علي أميرًا إنه خير الناس، بفتح الهمزة الأولى مخففة أي من أجل قاله عياض
(3)
.
3508 -
وَعَن أنس بن مَالك رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْت لَيْلَة أسرِي بِي رجَالًا تقْرض شفاههم بمقاريض من النَّار فَقلت من هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيل قَالَ الخطباء من أمتك الَّذين يأمرون النَّاس بِالْبرِّ وينسون أنفسهم وهم
(1)
شرح النووي على مسلم (18/ 118)، والكواكب الدرارى (12/ 194 - 195)، وعمدة القارى (15/ 166).
(2)
شرح النووي على مسلم (18/ 118).
(3)
مشارق الأنوار (1/ 43).
يَتلون الْكتاب أَفلا يعْقلُونَ رَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الصمت وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَاللَّفْظ لَهُ وَالْبَيْهَقِيّ
(1)
.
3509 -
وَفِي رِوَايَة لِابْنِ أبي الدُّنْيَا مَرَرْت لَيْلَة أسرِي بِي على قوم يقْرض شفاههم بمقاريض من نَار كلما قرضت عَادَتْ فَقلت يَا جِبْرِيل من هَؤُلَاءِ قَالَ خطباء من أمتك يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ
(2)
.
(1)
أخرجه ابن المبارك في المسند (27)(132) والزهد (819)، ووكيع في الزهد (297) وعنه ابن أبي شيبة في المصنف 7/ 335 (36576) وأحمد في الزهد (244) والمسند 3/ 120 (12211) و 3/ 180 (12856)، والطيالسي (2172)، وأحمد (13421)، وابن شاذان في الثاني من أجزائه (39)، وعبد بن حميد (1222)، وابن أبي الدنيا في ذم الكذب (45)، والبزار طكا في كشف الأستار (3321)، والحارث (26)، وأبو يعلى (3992) و (3996)، والطبراني في الأوسط (1/ 131 رقم 411) و (2/ 170 - 171 رقم 2832)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 386) و (6/ 248 - 249) و (8/ 43 - 44) و (8/ 172)، والبيهقي في الشعب (7/ 38 رقم 4611) و (7/ 39 رقم 4614) والبغوي (4159).
قال البزار: لا نعلم رواه عن علي بن زيد غير حماد بن سلمة. قال الدارقطني في العلل (3192): حدث به حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس. وخالفه عمر بن قيس، سندل، فرواه عن علي بن زيد، عن ثمامة، عن أنس، وهو الصواب. وقال الهيثمي في المجمع 7/ 276: رواها كلها أبو يعلى والبزار ببعضها والطبراني في الأوسط، وأحد أسانيد أبي يعلى رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في الصحيحة (291) وصحيح الترغيب (125) و (2327).
(2)
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 202)، وابن أبي الدنيا في ذم الكذب (108)، والبزار كما في كشف الأستار (3322). قال البزار: لا نعلم رواه عن قتادة، عن أنس، إلا عمر بن نبهان، ولا عنه إلا جعفر. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2327).
3510 -
وَفِي رِوَايَة للبيهقي قَالَ أتيت لَيْلَة أسرِي بِي على قوم تقْرض شفاههم بمقاريض من نَار فَقلت من هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيل قَالَ خطباء أمتك الَّذين يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ويقرؤون كتاب الله وَلَا يعْملُونَ بِهِ
(1)
.
قوله: وعن أنس بن مالك رضي الله عنه تقدم الكلام على أنس.
قوله: "مررت ليلة أسري بي برجالا تقرض شفاههم بمقاريض من النار، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال الخطباء من أمتك" الخطباء جمع خطيب وهو الذي يعظ الناس ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويخالف قوله فعله ويخالف تفسير له في خصوص هذا الحديث لا مطلقا [فالتوبيخ بسبب ترك فعل المعروف لا بسبب الأمر بالمعروف].
3511 -
وَعَن الْحسن رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا من عبد يخْطب خطْبَة إِلَّا الله سائله عَنْهَا يَوْم الْقِيَامَة مَا أردْت بهَا قَالَ فَكَانَ مَالك يَعْنِي ابْن دِينَار إِذا حدّث بِهَذَا بَكَى ثمَّ يَقُول أتحسبون أَن عَيْني تقر بكلامي عَلَيْكُم وَأَنا أعلم أَن الله سائلي عَنهُ يَوْم الْقِيَامَة قَالَ مَا أردْت بِهِ فَأَقُول أَنت الشَّهِيد على قلبِي لَو لم أعلم أَنه أحب إِلَيْك لم أَقرَأ على اثْنَيْنِ أبدًا رَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيّ مُرْسلا بِإِسْنَاد جيد
(2)
.
(1)
أخرجه البيهقي في الشعب (3/ 270 - 271 رقم 1637) و (7/ 39 رقم 4613)، والخطيب في اقتضاء العلم (111). وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2327).
(2)
أخرجه أحمد في الزهد (1922) ومن طريقه البيهقي في الشعب (3/ 280 رقم 1649)، وابن أبي الدنيا في الصمت (510)، والخلعي في الفوائد (328). وضعفه الألباني في الضعيفة (2122) وضعيف الترغيب (102) و (1395).
قوله: وعن الحسن رضي الله عنه يعني البصري تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يخطب خطبة إلا الله سائله عنها يوم القيامة" الخطبة المراد بها الموعظة والتخويف بها.
قوله: فكان مالك بن دينار إذا حدث بهذا بكي، مالك بن دينار.
قوله: رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي مرسلا، تقدم الكلام على الحديث المرسل في اصطلاح المحدثين، قال إبراهيم النخعي إني أكره القصص لثلاث آيات قوله تعالى:{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ}
(1)
وقوله تعالى: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}
(2)
الآية، وقوله تعالى:{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ}
(3)
(4)
.
والقاص في هذه الآيات يدل على ما ذكرناه من الأحاديث على أن عقوبة من كان عالما بالمعروف والمنكر بوجوب القيام بوظيفة كل واحد منهما أشد ممن لم يعلمه وإنما ذلك كالمستهين بحرمات الله تعالى ومستخف لأحكامه وهو ممن لم يتنفع بعلمه وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه"
(5)
.
(1)
سورة البقرة، الآية:44.
(2)
سورة الصف، الآية:2.
(3)
سورة هود، الآية:88.
(4)
بستان العارفين (1/ 310)، وتفسير القرطبي (1/ 367)، وتفسير ابن كثير (1/ 154).
(5)
التذكرة (ص 893 - 894)، وتفسير القرطبي (1/ 366). والحديث: أخرجه ابن وهب في الثامن من بقية مسنده (114)، الدينوري في المجالسة (90)، والآجرى في أخلاق العلماء =
3512 -
وَرُوِيَ عَن الْوَليد بن عقبَة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: إِن نَاسا من أهل الْجنَّة ينطلقون إِلَى أنَاس من أهل النَّار فَيَقُولُونَ بِمَ دَخَلْتُم النَّار فوَاللّه مَا دَخَلنَا الْجنَّة إِلَّا بِمَا تعلمنا مِنْكُم فَيَقُولُونَ إِنَّا كُنَّا نقُول وَلَا نَفْعل رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير
(1)
.
قوله: وروي عن الوليد بن عقبة
(2)
رضي الله عنه[هو أبو وهب الوليد بن عقبة بن أبي معيط، واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو، واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى القريشي الأموي، وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمها البيضاء أم حكيم
= (ص 86)، والطبراني في الصغير (1/ 305 رقم 507)، وابن عدى في الكامل (3/ 474) و (6/ 269)، والبيهقي في الشعب (3/ 273 - 274 رقم 1642) و ابن عبد البر في جامع بيان العلم (1079)، وابن عساكر في ذم من لا يعمل بعلمه (5 و 6).
قال الطبراني: لم يروه عن المقبري إلا عثمان البري. قال ابن عبد البر: وهو حديث انفرد به عثمان البري، لم يرفعه غيره وهو ضعيف الحديث معتزلي المذهب فيما ذكروا ليس حديثه بشيء. قال ابن عساكر: عثمان هو ابن مقسم البري. والحديث غريب، ورواه علي بن ثابت الجزري عن عثمان بن مقسم فزاد في إسناده أبا سعيد كيسان المقبري. وضعفه اللبانى جدا في الضعيفة (1634) وضعيف الترغيب (106).
(1)
أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 37 رقم 99)، والكبير (22/ 150 رقم 405)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6510)، والخطيب في اقتضاء العلم (73). قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد إلا أبو بكر الداهري، تفرد به: زهير. وقال الهيثمي 1/ 185 و 7/ 276: رواه الطبراني في الكبير، وفيه أبو بكر عبد الله بن حكيم الداهري، وهو ضعيف جدًّا. وضعفه جدًّا الألباني في الضعيفة (1268) وضعيف الترغيب (1396).
(2)
تهذيب الأسماء واللغات (2/ 145 - 146 ترجمة 669).
بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالوليد أخو عثمان بن عفان لأمه، أسلم يوم فتح مكة هو وأخوه خالد بن عقبة. قال ابن عبد البر: أظنه لما أسلم كان قد ناهز الحلم. وقال ابن ماكولا: كان طفلا. وقال غيرهما: كان كبيرا، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات بنى المصطلق. قال ابن عبد البر: ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت أن قوله عز وجل: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ}
(1)
نزلت في الوليد بن عقبة، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه مصدقا إلى بنى المصطلق، فعاد وأخبر عنهم أنهم ارتدوا ومنعو الصدقة؛ لأنهم خرجوا إليه يتلقونه وهم متقلدون السيوف فرحا وسرورا بقدومه، فخافهم فرجع وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بردتهم، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد، فأخبروه الخبر وأنهم مسلمون، فنزلت الآية.
قال: ومما يرد قول من قال: كان صغيرا، أن الزبير بن بكار وغيره من علماء السير ذكروا أن الوليد وعمارة ابنى عقبة خرجا من مكة ليردا أختهما أم كلثوم بنت عقبة عن الهجرة، وكانت هجرتها في الهدنة يوم الحديبية قبل الفتح، فمن يكون صغيرًا يوم الفتح لا يقوى لرد أخته قبل ذلك، ثم ولاه عثمان الكوفة، وكان من رجال قريش ظرفا، وحلما، وشجاعة، وكرما، وأدبا، وكان شاعرا، وهو الذى صلى صلاة الصبح بأهل الكوفة أربع ركعات، فقال: أزيدكم، وكان سكران، قال ابن عبد البر: وخبر صلاته
(1)
سورة الحجرات، الآية:6.
سكران قوله: أزيدكم، بعد أن صلى بهم الصبح أربعا، مشهور من رواية الثقات من أهل الحديث، ولما شهدوا عليه بالشرب أمر عثمان فجلد وعزل من الكوفة، واستعمل عليها بعده سعيد بن العاص، ولما قتل عثمان اعتزل الوليد الفتنة، وأقام بالرقة إلى أن توفى بها، وله بها عقب. روى عنه ثابت بن الحجاج، والشعبي، وغيرهما].
قوله صلى الله عليه وسلم: "إن ناسا من أهل الجنة ينطلقون إلى أناس من أهل النار فيقولون بم دخلتم النار فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم" الحديث، تقدم الكلام على قوله بم في حديث بلال في قوله:"بم سبقتني إلى الجنة فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة"
(1)
.
3513 -
وَعَن أبي تَمِيمَة عَن جُنْدُب بن عبد الله الْأَزْدِيّ صَاحب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: مثل الَّذِي يعلم النَّاس الْخَيْر وينسى نَفسه كَمثل السراج يضيء للنَّاس وَيحرق نَفسه الحَدِيث رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَإِسْنَاده حسن إِن شَاءَ الله وَرَوَاهُ الْبَزَّار من حَدِيث أبي بَرزَة إِلَّا أَنه قَالَ مثل الفتيلة
(2)
.
(1)
أخرجه البخاري (1149)، ومسلم (108 - 2458) عن أبي هريرة.
(2)
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2314) وفي الأوائل (61) وفي الديات (ص 32)، والطبراني في الكبير (2/ 165 رقم 1681) و (2/ 167 رقم 1685)، وأبو الشيخ في أمثال الحديث (276)، والخطيب في اقتضاء العلم (70)، وابن عساكر في ذم من لا يعمل بعلمه (9).
وقال الهيثمي في المجمع 1/ 185: رواه الطبراني في الكبير، وله طريق تأتي في قتال أهل البغي، ورجاله موثقون. وقال في 6/ 232: رواه الطبراني من طريقين في إحداهما: ليث بن =
قوله: وعن أبي تميمة عن جندب بن عبد الله الأزدي، جندب بن عبد الله الأزدي [هو جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي العلقي وعلقة بفتح العين واللام: بطن من بجيلة، وهو علقة بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث، أخي الأزد بن الغوث، له صحبة ليست بالقديمة، يكنى أبا عبد الله، سكن الكوفة، ثم انتقل إلى البصرة، قدمها مع مصعب بن الزبير، روى عنه من أهل البصرة: الحسن، ومحمد، وأنس ابنا سيرين، وأبو السوار العدوي، وبكر بن عبد الله، ويونس بن جبير الباهلي، وصفوان بن محرز، وأبو عمران الجوني، وروى عنه من أهل الكوفة عبد الملك بن عمير، والأسود بن قيس، وسلمة بن كهيل].
قوله صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج" تقدم له نظائر في أوائل هذا التعليق في كتاب العلم.
3514 -
وَعَن عمرَان بن حُصَيْن رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم بعدِي كل مُنَافِق عليم بِاللِّسَانِ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَالْبَزَّار
= أبي سليم، وهو مدلس، وفي الأخرى علي بن سليمان الكلبي، ولم أعرفه، وبقية رجالهما ثقات. وقال الألباني: حسن صحيح صحيح الترغيب (131) و (2328). وأخرجه الطبراني كما في المنتقى من المعجم الكبير للطبراني (مجموع عمرية 6/ ق 82/ أ)، وأبو الحسين القدوري في جزء حديثه (16) ومن طريقه الخطيب في اقتضاء العلم (71). قال الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 184: رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمد بن جابر السحيمي، وهو ضعيف لسوء حفظه واختلاطه. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (130) و (2329).
وَرُوَاته مُحْتَج بهم فِي الصَّحِيح
(1)
.
قوله: وعن عمران بن حصين رضي الله عنه هو: أبو نجيد بضم النون وفتح الجيم عمران بن حصين بن عبيد بن خلف الخزاعي البصري أسلم هو وأبو هريرة عام خيبر سنة سبع من الهجرة روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وثمانون حديثا نزل البصرة وكان قاضيها استقضاه عبد الله بن عامر أياما ثم استعفاه فأعفاه توفي بها سنة ثنتين وخمسين وكان الحسن البصري يحلف بالله فأقدم البصرة خير راكب لهم من عمران وغزى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات وبعثه عمر بن الخطاب إلى البصرة ليفقه أهلها وكان من فضلاء الصحابة وكان مجاب الدعوة وتقدم الكلام عليه مبسوطا في كتاب الجمعة.
(1)
أخرجه البزار (3514)، والفريابي في صفة النفاق (23)، وابن حبان (80)، والطبراني في الكبير (18/ 237 رقم 593).
والبيهقي في الشعب (3/ 272 رقم 1639). قال البزار: وهذا الكلام لا نحفظه إلا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه واختلفوا في رفعه عن عمر فذكرناه، عن عمران إذ كان يختلف في رفعه عن عمر، وإسناد عمر إسناد صالح، فأخرجناه عن عمر، وأعدناه عن عمران لحسن إسناد عمران. وقال الدارقطني في العلل (196): هو حديث رواه حسين المعلم، واختلف عنه؛ فرواه معاذ بن معاذ، عن حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ووهم فيه.
ورواه عبد الوهاب بن عطاء، وروح بن عبادة، وغيرهما عن حسين، عن ابن بريدة، عن عمر بن الخطاب، وهو الصواب في قصة طويلة. وقال الهيثمي في المجمع 1/ 187: رواه الطبراني في الكبير والبزار، ورجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (132) و (2330).
3515 -
وَعَن أنس بن مَالك رضي الله عنه عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن الرجل لَا يكون مُؤمنا حَتَّى يكون قلبه مَعَ لِسَانه سَوَاء وَيكون لِسَانه مَعَ قلبه سَوَاء وَلَا يُخَالف قَوْله عمله ويأمن جَاره بوائقه رَوَاهُ الْأَصْبَهَانِيّ بِإِسْنَاد فِيهِ نظر
(1)
.
3516 -
وَعَن عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِنِّي لَا أَتَخَوَّف على أمتِي مُؤمنا وَلَا مُشْركًا أما الْمُؤمن فيحجزه إيمَانه وَأما الْمُشرك فيقمعه كفره وَلَكِن أَتَخَوَّف عَلَيْكُم منافقا عَالم اللِّسَان يَقُول مَا تعرفُون وَيعْمل مَا تنكرون، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الصَّغِير والأوسط من رِوَايَة الْحَارِث وَهُوَ الْأَعْوَر عَن عَليّ والْحَارث هَذَا واه وَقد رضيه غير وَاحِد
(2)
.
وتقدم حديث أنس وحديث علي الذي بعده في كتاب العلم.
3517 -
وَعَن الْأَغَر أغر ينى مَالك قَالَ لما أَرَادَ أَبُو بكر أَن يسْتَخْلف عمر بعث إِلَيْهِ فَدَعَاهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنِّي أَدْعُوك إِلَى أَمر مُتْعب لمن وليه فَاتق الله يَا عمر بِطَاعَتِهِ وأطعه بتقواه فَإِن التقي آمن مَحْفُوظ ثمَّ إِن الْأَمر معروض لَا يستوجبه
(1)
أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (53) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (61/ 250)، والديلمي كما في الغرائب الملتقطة من طريق ابن لال (843). وضعفه الألباني في الضعيفة (5304)، وضعيف الترغيب (109) و (1397).
(2)
أخرجه إسحاق كما في المطالب العالية (2987/ 1 و 2)، والطبراني في الصغير (2/ 200 رقم 1024) والأوسط (7/ 128 رقم 7065)، والخطيب في تلخيص المتشابه (2/ 795). وقال الطبراني: لم يروه عن أبي إسحاق إلا عباد بن بشير ولا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد. وقال الهيثمي في المجمع 1/ 187: رواه الطبراني في الأوسط والصغير، وفيه الحارث الأعور، وهو ضعيف جدا. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (108) و (1398).
إِلَّا من عمل بِهِ فَمن أَمر بِالْحَقِّ وَعمل بِالْبَاطِلِ وَأمر بِالْمَعْرُوفِ وَعمل بالمنكر يُوشك أَن تَنْقَطِع أمْنِيته وَأَن يحبط عمله فَإِن أَنْت وليت عَلَيْهِم أَمرهم فَإِن اسْتَطَعْت أَن تَجف يدك من دِمَائِهِمْ وَأَن تضمر بَطْنك من أَمْوَالهم وَأَن تَجف لسَانك عَن أعراضهم فافعل وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللّه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَرُوَاته ثِقَات إِلَّا أَن فِيهِ انْقِطَاعًا
(1)
.
قوله: وعن الأغر أغر بنى مالك [الأَغَر بن سليك، ويُقال: ابن حنظلة، كوفي، رَوَى عَن: علي بْن أَبي طالب، وأبي هُرَيْرة.
رَوَى عَنه: سماك بْن حرب، وعلي بْن الأقمر، وأبو إِسْحَاق السبيعي.
قال أَبُو حاتم: أغر بْن سليك كوفي، روى عن علي، روى عنه علي بْن الأقمر، وسماك. وَقَال أَبُو الأحوص: عن أغر بْن حنظلة].
قوله: "يوشك" معناه يسرع.
3518 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يبصر أحدكُم القذاة فِي عين أَخِيه وينسى الْجذع فِي عينه رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه
(2)
.
(1)
أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 56 رقم 37). وقال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني، وهو منقطع الإسناد، ورجاله ثقات. وقال في 5/ 198: رواه الطبراني. والأغر لم يدرك أبا بكر، وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1399).
(2)
أخرجه ابن حبان (5761)، وابن صاعد في زوائد الزهد (212)، وأبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه (99) والأمثال (217)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 99)، والبيهقي في الشعب (9/ 112 رقم 6337)، والقضاعي في مسند الشهاب (610). وقال أبو نعيم: غريب من حديث يزيد، تفرد به محمد بن حمير، عن جعفر. وصححه الألباني في الصحيحة (33) =
قوله: وعن أبي هريرة رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه" الحديث، القذاة هو ما يقع في العين والماء والشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك
(1)
، أ. هـ.
والجذع بالكسر والفتح أصل الشجرة وقد يجعل العود جذعا
(2)
معناه يبصر القذى الذي هو من فضلات العين وما يخرج منه ويدع الجذع الذي ليس من العين ولا يتولد منه كما يتولد القذى من العين فهذا من أشد التوبيخ لمن ينظر في عيوب الناس الذي لا يعرف منها إلا ما هو بين ولا يدع عيوبه التي يعملها، أ. هـ، والله أعلم.
فقد ضربه مثلا لمن يرى الصغير في عيون الناس ويعيرهم به وفيه من العيوب ما نسبته كنسبة الجذع إلى القذاة
(3)
.
= وصحيح الترغيب (2331).
(1)
النهاية (4/ 30).
(2)
النهاية (1/ 251).
(3)
النهاية (4/ 30).