الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحبم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
[كتاب الأدب وغيره
الترغيب في الحياء وما جاء في فضله والترهيب من الفحش والبذاء]
تقدم الكلام على الكتاب واشتقاقه في مواضع من هذا التعليق، والأدب: هو الوقوف [على] المستحسنات، وقيل:[هو الاتصاف] بمكارم الأخلاق [وقيل] هو تعظيم من فوقك [والرفق] بمن دونك قاله [الكرمانى
(1)
] وتقدم شيء من ذلك [في باب تأديب] الأولاد في كتاب النكاح [
…
]
(2)
.
3987 -
م - عَن ابْن عمر رضي الله عنهما أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الْأَنْصَار وَهُوَ يعظ أَخَاهُ فِي الْحيَاء فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم دَعه فَإِن الْحيَاء من الْإِيمَان رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه
(3)
.
قوله: عن ابن عمر رضي الله عنهما، تقدم الكلام على ترجمته.
قوله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، الحديث؛ الوعظ: النصح والتذكير بالعواقب
(4)
، قال ابن فارس
(5)
: هو [التخويف] والإنذار وقال الخليل هو التذكير [ب] الخير فيما يرق القلب.
(1)
الكواكب الدرارى (21/ 146).
(2)
بياض بالأصل.
(3)
أخرجه البخاري (24) و (6118)، ومسلم (59 - 36)، وأبو داود (4795)، والترمذى (2615)، وابن ماجه (58)، والنسائى في المجتبى 7/ 560 (5077).
(4)
الصحاح (3/ 1181).
(5)
مجمل اللغة (1/ 931).
قوله: "أخاه" الظاهر أنه أراد الأخ في القرابة فهو حقيقة، ويحتمل أن يراد به الأخ في الإسلام، وعرف الشرع فهو مجاز لغوي أو حقيقة عرفية
(1)
.
قوله: "في الحياء" أي: في شأن الحياء وفي حقه، ومعناه أنه ينهاه عنه ويخوفه منه
(2)
.
وقال [النووي:] أي ينهاه عنه ويقبح له فعله ويزجره عن كثرته فزجره النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك أي عن وعظه وقال: دعه أي تركه فإن الحياء من الإيمان أي دعه عن فعل الحياء وكف عن نهيه
(3)
أ. هـ.
قوله: "دعه" هو أمر لا ماضي له قالوا: أماتوا ماضي دع وذر
(4)
.
فالحياء منشأه من الإيمان وكذا كل حالة قلبية فإنها تنشأ من الاعتقاد المناسب لها قاله في الحدائق
(5)
.
وقال ابن قتيبة: معنى هذا الحديث أن الحياء يمنع صاحبه من ارتكاب المعاصي كما يمنع الإيمان فجاز أن يسمى إيمانا لأن العرب تسمي الشيء باسم ما قام مقامه أو كان شبيها به، ألا ترى أنهم يسمون الركوع والسجود صلاة وأصل ذلك الدعاء فلما كان الدعاء يكون في الدعاء سمين صلاة حكاه عنه ابن بطال
(6)
أ. هـ.
(1)
الكواكب الدرارى (1/ 120).
(2)
المصدر السابق.
(3)
شرح النووي على مسلم (2/ 6).
(4)
الكواكب الدرارى (1/ 120).
(5)
حدائق الأولياء (1/ 594).
(6)
شرح صحيح البخاري (1/ 76).
وقال الشيخ زين الدين بن رجب الحياء الممدوح في كلام النبي صلى الله عليه وسلم إنما يريد به الخلق الذي يحث على فعل الجميل وترك القبيح فأما العجز والضعف الذي يوجب التقصير في شيء من حقوق الله تعالى أو حقوق عباده فليس هو من الحياء إنما هو ضعف وخور وعجز ومهانة
(1)
أ. هـ.
3988 -
وَعَن عمرَان بن حُصَيْن رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْحيَاء لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَير رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم
(2)
.
3989 -
وَفِي رِوَايَة لمُسلم الْحيَاء خير كُله
(3)
.
قوله: وعن عمران بن حصين رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "الحياء لا يأتي إلا بخير" وفي رواية لمسلم "الحياء خير كله"[قال القرطبي: والصحيح: ما صار إليه أبو سليمان الخطابي وغيره: أنها منحصرة في علم الله تعالى، وعلم رسوله صلى الله عليه وسلم، وموجودة في الشريعة] مفصلة فيها غير أن الشرع لم يوقفنا على أشخاص تلك الأبواب ولا عين لنا عددها ولا كيفية انقسامها وذلك لا يضرنا في علمنا بتفاصيل ما كلفنا به من شريعتنا ولا في عملنا إذ كل ذلك مفصل مبين في جملة الشريعة فما أمرنا بالعمل به عملنا وما نهينا عنه انتهينا وإن لم نحط بحصر أعداد ذلك
(4)
.
(1)
جامع العلوم والحكم (2/ 598 - 599).
(2)
أخرجه البخاري (6117)، ومسلم (60 - 37).
(3)
أخرجه مسلم (37) م، وأبو داود (4796).
(4)
المفهم (1/ 135).
قال أبو عبد الله القرطبي: ومما يدل على صحة هذا القول ما خرجه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربعون خصلة أدناها أو أعلاها منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة منها" الحديث، قال حسان بن عطية: فعددنا ما دون منيحة العنز من رد السلام إلى قوله فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة سنة فإذا عجز هؤلاء عن تعيين أربعين خصلة وتعدادها فكيف بغيرهم من تأخر عن زمانهم يعد ما أجمل، وبين بأنهم وإن ذلك مراد الشرع لا زيادة عليه ولا نقصان منه هذا فيه بعد والله أعلم، أ. هـ.
3990 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ الْإِيمَان بضع وَسَبْعُونَ أَو بضع وَسِتُّونَ شُعْبَة فأفضلها قَول لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَدْنَاهَا إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق وَالْحيَاء شُعْبَة من الْإِيمَان رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه
(1)
.
3991 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَيْضًا قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْحيَاء من الْإِيمَان وَالْإِيمَان فِي الْجنَّة وَالْبذَاء من الْجفَاء والجفاء فِي النَّار رَوَاهُ أَحْمد وَرِجَاله رجال الصَّحِيح وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح
(2)
.
(1)
أخرجه البخاري (9) و (598)، ومسلم (57 و 58 - 35)، وأبو داود (4676)، والترمذى (2614)، وابن ماجه (57)، والنسائى في المجتبى 7/ 533 (5048) و 7/ 535 (5049).
(2)
أخرجه أحمد (10512)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (75)، والترمذي (2009)، وابن حبان (608) و (609)، والحاكم 1/ 52 - 53. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقال الألباني: حسن صحيح - "الصحيحة"(495)، "الروض"(744) وصحيح الترغيب (2628).
قوله: وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضًا، تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة".
قوله: "والبذاء من الجفاء" الحديث، البذاء بالباء الموحدة المفتوحة وذاله معجمة ممدود مهموز، ويقال: ضد الجفاء، ولهذا قوبل بالحياء، أ. هـ، وقال المنذري: هو الفحش في الكلام، أ. هـ.
وقال بعضهم: البذاء الفحش من القول وفلان بذيء اللسان تقول منه بذوت على القوم وأبذيت أبذو بذاء، ومنه حديث فاطمة بنت قيس: أنها [بذت على أحمائها] وكان في لسانها [بعض] البذاء
(1)
.
ومعنى كونه في [النار] بينه النبي صلى الله عليه وسلم في [حديث] غيره بقوله: "وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم" والجفاء [ترك] الصلة والبر
(2)
ومنه الحديث الآخر: "من بدا جفا" بالدال المهملة أي خرج إلى البادية وسكنها غلظ طبعه لقلة [مخالطة] الناس والجفاء غلظ الطبع
(3)
قاله في الديباجة.
3992 -
وَعَن أبي أُمَامَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْحيَاء والعي شعبتان من الْإِيمَان وَالْبذَاء وَالْبَيَان شعبتان من النِّفَاق رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب إِنَّمَا نعرفه من حَدِيث أبي غَسَّان مُحَمَّد بن مطرف والعي قلَّة الْكَلَام وَالْبذَاء هُوَ الْفُحْش فِي الْكَلَام وَالْبَيَان هُوَ كثْرَة الْكَلَام مثل هَؤُلَاءِ الخطباء الَّذين يخطبون فيتوسعون فِي الْكَلَام ويتفصحون فِيهِ من مدح النَّاس
(1)
النهاية (1/ 111).
(2)
المجموع المغيث (1/ 337)، والنهاية (1/ 281).
(3)
المجموع المغيث (1/ 337)، والنهاية (1/ 281).
فِيمَا لَا يُرْضِي الله انْتهى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ بِنَحْوِهِ وَلَفظه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْحيَاء والعي من الْإِيمَان وهما يقربان من الْجنَّة ويباعدان من النَّار وَالْفُحْش وَالْبذَاء من الشَّيْطَان وهما يقربان من النَّار ويباعدان من الْجنَّة فَقَالَ أَعْرَابِي لأبي أُمَامَة إِنَّا لنقول فِي الشّعْر العي من الْحمق فَقَالَ إِنِّي أَقُول قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وتجيئني بشعرك المنتن
(1)
.
قوله: وعن أبي أمامة هو الباهلي رضي الله عنه، تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "الحياء والعي شعبتان من الإيمان" الحديث، تقدم الكلام على الحياء، والعي قلة الكلام قاله المنذري.
قال في التنقيح
(2)
: والعي مشتق من الإعياء وهو العجز عن السير من التعب والمراد به هنا العجز عن الإبانة في المنطق ولهذا قوبل بالبيان.
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (118) والمصنف 6/ 170 (30428)، وأحمد 5/ 269 (22312)، والترمذي (2027)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (74)، والمروزى في تعظيم قدر الصلاة (446)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (3059)، والطحاوي في مشكل الآثار (2983) و (2984)، والخرائطي في مكارم الأخلاق ص 49، والحاكم 1/ 8 - 9 و 52، والبيهقي في شعب الإيمان (7706)، وأبو محمد البغوي في شرح السنة (3394). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث أبي غسان محمد بن مطرف. صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2629)، صحيح إيمان ابن أبي شيبة (118)، المشكاة (4796).
وأخرجه الطبرانى في الكبير (8/ 96 رقم 7481) والشاميين (926). وقال الهيثمي في المجمع 1/ 92: رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمد بن محصن العكاشي، وهو ضعيف لا يحتج به. وقال الألباني: موضوع الضعيفة (6884) وضعيف الترغيب (1586).
(2)
كشف المناهج (4/ 228).
قوله: "شعبتان من الإيمان" تقدم الكلام على معنى الشعبة والإيمان.
قوله: "والبذاء والبيان شعبتان من النفاق" الحديث، قال الحافظ رحمه الله هو كثرة الكلام مثل هؤلاء الخطباء الذي يخطبون فيتوسعون في الكلام ويتقصحون فيه من مدح الناس فيما لا يرضي الله، أ. هـ.
فقوله: "البذاء والبيان شعبتان من النفاق" أراد [أنهما خصلتان] منشأهما [النفاق] أما البذاء وهو الفحش فظاهر وتقدم تفسيره، وأما البيان فقد فسره الحافظ.
وفسره غيره أيضا: المراد به التعمق في النطق [والتفاصح]، وإظهار التقدم فيه على الناس وكأنه نوع من العجب والكبر وليس كل البيان مذموما بل المذموم منه ما ذكر ولذلك قال في رواية أخرى:"البذاء و [بعض] البيان" ومنه [حديث] آدم وموسى عليهما [السلام] أعطاك الله التوراة [فيها] تبيان كل شيء [أي] كشفة [وإيضاحه] وهو مصدر [قليل] فإن مصادر [أمثاله] بالفتح والبيان إظهار المقصود بأبلغ لفظ وهو من الفهم وذكاء القلب وأصله الكشف والظهور وقيل معناه أن الرجل [يكون عليه الحق] وهو أقوم بحجته من خصمه فيقلب [الحق] ببيانه إلى نفسه لأن معنى السحر قلب [الشئ] في عين الإنسان و [ليس] بقلب الأعيان ألا ترى أن البليغ يمدح إنسانا حتى يصرف قلوب السامعين إلى حبه ثم يذمه حتى يصرفها إلى بغضه
(1)
.
(1)
هذا كلام ابن الأثير في النهاية (1/ 174 - 175).
قال في التنقيح
(1)
، المراد به التعمق في المنطق والتفاصح وإظهار التقدم فيه على الناس وليس كل الباين مذموما بل المذموم ما ذكرنا منه، أ. هـ.
[قوله:] قال الترمذي: إنما نعرفه من حديث أبي غسان محمد بن مطرف [هو محمد بن مطرف بن داود بن مطرف بن عبد الله بن سارية الليثي أبو غسان المدني، ويقال: محمد بن طريف، والأول أصح، يقال: إنه من موالي عمر بن الخطاب أحد علماء الأثبات روى عن زيد بن أسلم ومحمد بن المنكدر وأبي حازم سلمة بن دينار وغيرهم وثقه ابن معين وأحمد وقال النسائي لا بأس به وقال ابن المديني كان شيخا وسطا وقال ابن حبان يغرب].
قوله صلى الله عليه وسلم: في رواية الطبراني "والفحش والبذاء من الشيطان" الفحش كلمة جامعة لكل خصلة قبيحة، وأصل الفحش الزيادة بالخروج عن الحد
(2)
، والبذاء تقدم الكلام عليه.
3993 -
وَرُوِيَ عَن قُرَّة بن إِيَاس رضي الله عنه قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَذكر عِنْده الْحيَاء فَقَالُوا يَا رَسُول الله الْحيَاء من الدّين فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بل هُوَ الدّين كُله ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن الْحيَاء والعفاف والعي عي اللِّسَان لَا عي الْقلب والعفة من الْإِيمَان وإنهن يزدن فِي الْآخِرَة وينقصن من الدُّنْيَا وَمَا يزدن فِي الْآخِرَة أَكثر مِمَّا ينقصن من الدُّنْيَا وَإِن الشُّح وَالْعجز وَالْبذَاء من النِّفَاق وإنهن يزدن فِي الدُّنْيَا وينقصن من الْآخِرَة وَمَا ينقصن من الْآخِرَة أَكثر مِمَّا يزدن من
(1)
كشف المناهج (4/ 228).
(2)
الشافى شرح مسند الشافعي (1/ 612) والنهاية (2/ 415).
الدُّنْيَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ بِاخْتِصَار وَأَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب وَاللَّفْظ لَهُ
(1)
.
[قوله:] وروي عن قرة بن إياس رضي الله عنه[هو قرة بن إياس بن هلال بن رباب بن عبيد بن سارية بن ذبيان بن ثعلبة بن سليمان بن أوس بن عمرو المزنى الصحابى: هو جد إياس بن معاوية بن قرة، قاضى البصرة الموصوف بالذكاء، وكان قرة يسكن البصرة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث. روى عنه ابنه معاوية، وبه كان يكنى
(2)
].
قوله صلى الله عليه وسلم: "الحياء الدين كله" وتقدم الكلام على معنى الحياء أيضا.
وقوله: "وإن الشح والعجز والبذاء من النفاق" تقدم الكلام على ذلك.
3994 -
وَعَن عَائِشَة رضي الله عنها قلت قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَا عَائِشَة لَو كَانَ الْحيَاء رجلا كَانَ رجلا صَالحا وَلَو كَانَ الْفُحْش رجلا لَكَانَ رجل سوء رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الصَّغِير والأوسط وَأَبُو الشَّيْخ أَيْضا وَفِي إسنادهما ابْن لَهِيعَة وَبَقِيَّة رُوَاة الطَّبَرَانِيّ مُحْتَج بهم فِي الصَّحِيح
(3)
.
(1)
أخرجه الفسوى في المعرفة والتاريخ (1/ 311)، وابن أبي الدنيا في المكارم (87)، والضبى في أخبار القضاة (1/ 318 - 319)، والطبرانى في الكبير (19/ 29 رقم 63)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 125) وصفة النفاق (68)، والبيهقى في الآداب (148) والكبرى (10/ 328 رقم 20808) والشعب (10/ 151)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (10/ 6 و 7). وقال الهيثمي في المجمع 8/ 26: رواه الطبراني، وفيه عبد الحميد بن سوار وهو ضعيف. وصححه الألباني في الصحيحة (3381) وصحيح الترغيب (2630).
(2)
تهذيب الأسماء واللغات (2/ 60 الترجمة 509).
(3)
أخرجه ابن وهب في الجامع (467)، وابن أبي الدنيا في المكارم (89)، والطبرانى في الصغير (2/ 4 رقم 674) والأوسط (1/ 106 - 107 رقم 331) و (5/ 76 - 77 رقم =
قوله: وعن عائشة رضي الله عنها، تقدم الكلام على ترجمتها.
قوله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة لو كان الحياء رجلا كان رجلا صالحا" الحديث.
تنبيه: وثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه
(1)
، وفي أثر إلهي "يقول الله تعالى: ابن آدم إنك ما استحييت مني أنسيت الناس عيوبك، وأنسيت بقاع الأرض ذنوبك، ومحوت من أم الكتاب زلاتك، ولا أناقشك الحساب يوم القيامة"، وفي أثر آخر: أوحى الله إلى عيسى عليه الصلاة والسلام عظ نفسك فإن اتعظت وإلا فاستحي مني أن تعظ الناس، وفي أثر إلهي: ما أنصفني عبدي يدعوني فأستحيي أن أرده ويعصيني ولا يستحيي مني
(2)
، انتهى.
قوله: في حديث عائشة: وفي إسناده ابن لهيعة، اسمه عبد الله تقدم الكلام على لهيعة.
= 4718)، وابن سمعون في الأمالى (148)، وأبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه (144)، والبيهقى في الشعب (10/ 163 - 164 رقم 7326 - 7327) و (11/ 10 - 11 رقم 8060)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 616).
وقال الطبرانى: لم يرو هذا الحديث عن أبي سلمة إلا يحيى بن النضر، ولا عن يحيى بن النضر إلا أبو الأسود، تفرد به: ابن لهيعة. وقال الهيثمي في المجمع 8/ 27: رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه ابن لهيعة وهو لين، وبقية رجاله رجال الصحيح. وضعفه الألباني في الضعيفة (5943) و (3889) وضعيف الترغيب (1587). وحسن الألباني شطره الأخير صحيح الترغيب (2631).
(1)
أخرجه البخاري (3562) و (6102) و (6119)، ومسلم (67 - 2320) عن أبي سعيد.
(2)
ذكر ابن القيم هذه الآثار الثلاثة في مدارج السالكين (2/ 249).
3995 -
وَعَن يزيد بن طَلْحَة بن ركَانَة يرفعهُ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن لكل دين خلقا وَخلق الْإِسْلَام الْحيَاء رَوَاهُ مَالك وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه وَغَيره عَن أنس مَرْفُوعا وَرَوَاهُ أَيْضا من طَرِيق صَالح بن حسان عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَذكره
(1)
.
قوله: وعن يزيد بن طلحة بن ركانة [يزيد بن طلحة بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف روى عن ابن الحنفية روى عنه سلمة بن
(1)
أخرجه مالك في موطأ الشيبانى (950)، وعنه وكيع في الزهد (383)، ومن طريقه هناد (2/ 625) عن يزيد بن طلحة بن ركانة. وأخرجه ابن ماجه (4181)، وأبو يعلى (3573)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (301)، والطبرانى في الأوسط (2/ 210 - 211 رقم 1758) والصغير (1/ 31 رقم 13)، والإسماعيلي في معجم شيوخه (247)، والقضاعي في مسند الشهاب (1518)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (861)، والخطيب في تاريخ بغداد 7/ 239 و 8/ 4، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1181) عن أنس. قال ابن الجوزى: هذا حديث لا يصح قال يحيى بن معين معاوية بن يحيى ليس بشيء وقال السعدي ذاهب الحديث وقال الدارقطني وقد روى عن مالك عن الزهري ولا يصح عن مالك ثابت.
وقال البوصيرى في الزجاجة 4/ 230: هذا إسناد فيه معاوية بن يحيى الصدفي أبو روح الدمشقي وقد ضعفوه. وأخرجه ابن ماجه (4182)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (302)، والعقيلى في الضعفاء (2/ 201)، والطبراني في الكبير (10/ 320 رقم 10780)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 220). وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث محمد انفرد به سعيد عن صالح. وقال البوصيرى في الزجاجة 4/ 231: هذا إسناد ضعيف لضعف صالح بن حسان وسعيد بن محمد الوراق. وصححه الألباني في الصحيحة (940) وصحيح الترغيب (2632) و (2633) و (2634).
صفوان الزرقى وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال: روى عن أبي هريرة، ومات في أول خلافة هشام بن عبد الملك
(1)
].
قوله صلى الله عليه وسلم: "لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء" وقال الحليمي: الحياء [خوف الذم والتوقي من الاستكبار، وقالة السوء، لأن من استحى، فإنما ترك لأجل استحيائه ما يوجب فعله ذمًا. أو ما ترى أنه يجلب إليه ذمًا سواء كان الذم لقبح الفعل في نفسه أو لمخالفته عادة الناس في مثله. أو لأن المتوقع من فاعله كان خلافه، فأما خوف العقوبة، فإسلام البدن دون ثلب العرض، فلا يسمى حياء، وإنما يسمى خضوعًا واستسلامًا ونحو ذلك]، وتقدم الكلام على الحياء.
قوله: ورواه ابن ماجه أيضا من طريق صالح بن حسان عن محمد بن كعب القرظي، بضم القاف وفتح الراء وكسر الظاء المعجمة منسوب إلى بني قريظة، وبنو قريظة قوم من اليهود بقرب المدينة كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد فنقضوا العهد بقدوم الأحزاب فلما انهزم الأحزاب أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم، والأحزاب جمع حزب وهي الطائفة وسمي ذلك القوم أحزابا لأنهم كانوا طوائف من العرب، أ. هـ، فمحمد بن كعب القرظي تابعي جليل من كبار التابعين وأئمتهم وهو أبو حمزة محمد بن كعب بن سليم، وقال محمد بن سعد محمد بن كعب بن حيان بالمثناة ابن سليم بن أسد المدني من حلفاء الأوس وكان أبوه من بين قريظة سكن محمد الكوفة
(1)
أسد الغابة (5/ 462 ترجمة 5573)، والإصابة (6/ 561 - 562 ترجمة 9463).
ثم عاد إلى المدينة قال قتيبة بلغني أنه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، سمع ابن عباس وزيد بن أرقم ومعاية وقيل سمع ابن مسعود ورأى ابن عمر وروي عن جابر بن عبد الله وأنس بن مالك وأبي ذر وأبي هريرة والبراء والمغيرة وعبد الله بن يزيد الخطمي ووكعب بن عجرة الصحابيين، قال ابن سعد: كان ثقة عالما كثير الحديث ورعا، قال أبو نعيم وابن أبي شيبة والترمذي: توفي سنة ثمان ومائة، وقال عمرو بن علي والواقدي سنة [سبع] عشرة ومائة، وقيل: سنة عشرين
(1)
.، أ. هـ.
3996 -
وَعَن أنس رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا كَانَ الْفُحْش فِي شَيْء إِلَّا شانه وَمَا كَانَ الْحيَاء فِي شَيْء إِلَّا زانه رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب وَيَأْتِي فِي الْبَاب بعده أَحَادِيث فِي ذمّ الْفُحْش إِن شَاءَ الله تَعَالَى
(2)
.
قوله: وعن أنس رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "ما كان الفحش في شيء إلا شانه" أي: عابه، والمشاين المعايب، قاله الجوهري في صحاحه.
(1)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 90 ترجمة 23).
(2)
أخرجه عبد الرزاق في الجامع (20145)، وعنه أحمد 3/ 165 (12689)، وعبد بن حميد (1241)، ومن طريقه أخرجه البخاري في الأدب المفرد (601)، والترمذي (1974)، وابن ماجه (4185)، والبزار (6924)، وابن حبان (551). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق. وقال الألباني: صحيح - "المشكاة"(4854/ التحقيق الثاني)، "الروض"(36)، صحيح الترغيب (2635).
قوله: "وما كان الحياء في شيء إلا زانه" الحديث، رواه الترمذي [في البر عن محمد بن] عبد الأعلى عن عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وإسناده لا غبار عليه [رجاله] من أجل أئمة الدين [وأعظم] علماء المسلمين خرج عنهم الشيخان إلا محمد بن عبد [الأعلى] فإنه لم يخرج عنه البخاري والله أعلم، والمراد بالحياء هنا الحياء الرادع عن ارتكاب المحارم والتلطخ بالمدانس
(1)
أ. هـ.
3997 -
وَعَن ابْن عمر رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْحيَاء وَالْإِيمَان قرناء جَمِيعًا فَإِذا رفع أَحدهمَا رفع الآخر رَوَاهُ الْحَاكم وَقَالَ صَحِيح على شَرط الشَّيْخَيْنِ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث ابْن عَبَّاس
(2)
.
قوله: وعن ابن عمر رضي الله عنهما، تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "الحياء والإيمان قرناء جميعا" الحديث، تقدم الكلام على الحياء والإيمان.
(1)
كشف المناهج (4/ 250 - 251).
(2)
أخرجه ابن البخترى في مجموعه (570)، والحاكم (1/ 22)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 397)، والبيهقى في الشعب (10/ 166 - 167) عن ابن عمر. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقال أبو نعيم: غريب من حديث سعيد، تفرد به عنه يعلى. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2636) والمشكاة (5094). وأخرجه الطبرانى في الأوسط (8/ 174 رقم 8313)، والبيهقى في الشعب (10/ 165 - 166 رقم 7330). وقال الطبرانى: لم يرو هذا الحديث عن عكرمة إلا سلم بن بشير، تفرد به: السمتي. وقال الهيثمي في المجمع 1/ 92: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه يوسف بن خالد السمتي كذاب خبيث. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2637).
قوله: رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين، أي: البخاري ومسلم.
تنبيه: اعلم أن المحدثين قسموا الحديث الصحيح سبعة أقسام، أحدها: ما اتفقا عليه، وثانيها: ما انفرد به البخاري، وثالثها: ما انفرد به مسلم، ورابعها: ما خرج على شرطهما، وخامسها: ما خرج على شرط البخاري، سادسها: ما خرج على شرط مسمل، وسادسها: ما حكم بصحته أمام معتبر ولا معارض له، ذكره الطوفي في شرح الأربعين النواوية
(1)
.
3998 -
وعن مُجَمِّعِ بن حارثةَ بن زيد بن حارثة عن عمه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الحياء شُعبةٌ من الإيمان، ولا إيمان لمن لا حياء له" رواه أبو الشيخ ابن حيّان في الثواب، وفي إسناده بشر بن غالب الأسدي مجهول
(2)
.
قوله: وعن مجمع بن جارية بن يزيد بن حارثة عن عمه الأنصاري، وكان من القراء الذي قرأوا القرآن؛ مجمع بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الميم وكسرها وعين مهملة وجارية بفتح الجيم وبعد الألف راء مهملة مكسورة وياء آخر الحروف مفتوحة وتاء تأنيث
(3)
.
قوله صلى الله عليه وسلم: "الحياء شعبة من الإيمان" الحديث، تقدم الكلام على ذلك.
(1)
التعيين شرح الأربعين (ص 27).
(2)
أخرجه لوين في جزئه (15)، وابن أبي الدنيا في المكارم (111)، وابن المظفر في جزئه (9)، والخطيب في موضح أوهام الجمع (2/ 56)، والأصبهانى في الترغيب والترهيب (1125). وقال الألباني: باطل منكر في الضعيفة (5644) وضعفه في ضعيف الترغيب (1588).
(3)
كشف المناهج (3/ 420).
قوله: رواه الشيخ ابن حيان تقدم الكلام عليه قريبا [هو عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان، أبو محمد الأصبهاني الحافظ، أبو الشيخ].
وفي إسناده بشر بن غالب الأسدي مجهول [قال الحافظ ابن حجر: وفي الكنى للنسائي حدثنا لوين ثنا حسين بن بسطام حدثني أبو مالك بشر بن غالب بن بشر عن الزهري عن مجمع بن جارية عن عمه يرفعه لا دين لمن لا عقل له قال النسائي هذا حديث باطل منكر قلت واستفدنا منه كنيته وتسمية جده
(1)
].
3999 -
وَعَن عبد الله بن مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اسْتَحْيوا من الله حق الْحيَاء قَالَ قُلْنَا يَا نَبِي الله إِنَّا لنستحي وَالْحَمْد لله قَالَ لَيْسَ ذَلِك وَلَكِن الاستحياء من الله حق الْحيَاء أَن تحفظ الرَّأْس وَمَا وعى وَتحفظ الْبَطن وَمَا حوى ولتذكر الْمَوْت والبلى وَمن أَرَادَ الْآخِرَة ترك زِينَة الدُّنْيَا فَمن فعل ذَلِك فقد استحيا من الله حق الْحيَاء رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ هَذَا حَدِيث إِنَّمَا نعرفه من هَذَا الْوَجْه من حَدِيث أبان بن إِسْحَاق عَن الصَّباح بن مُحَمَّد قَالَ الْحَافِظ أبان بن إِسْحَاق فِيهِ مقَال والصباح مُخْتَلف فِيهِ وَتكلم فِيهِ لرفعه هَذَا الحَدِيث وَقَالُوا الصَّوَاب عَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوف وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ مَرْفُوعا من حَدِيث عَائِشَة وَالله أعلم
(2)
.
(1)
لسان الميزان (2/ 305).
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة في المسند (343) والمصنف 7/ 77 (34320)، وأحمد 1/ 387 (3671)، والترمذى (2458)، والبزار (2025)، وابن أبي الدنيا في الورع (59) =
قوله: وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "استحيوا من الله حق الحياء" قال: قلنا: يا نبي الله إنا لنستحي والحمد لله، قال:"ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى" الحديث.
قوله: "ولكن الاستحياء" الحديث، يعني: ليس حق الحياء أن تقولوا باللسان إنا لنستحيي أو يكون في قلوبكم الاستحياء من الله ولم تتركوا المناهي بل حقيقة الاستحياء الاتيان بأوامر الله وترك المناهي وحفظ الرأس وما وعى يدخل فيه حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات وحفظ البطن وما حوى يتضمن حفظ القلب عن الإصرار على محرم، وقد جمع الله ذلك كله في قوله تعالى:{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}
(1)
ويتضمن أيضا حفظ البطن من إدخال الحرام إليه من المأكل
= والمكارم (90). وقال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (1724) و (2638) و (3337)، الروض النضير (601)، المشكاة (1608). وأخرجه الطبرانى في الأوسط (7/ 226 رقم 7342).
وقال الطبرانى: لم يرو هذا الحديث عن عروة إلا مسلم بن أبي مريم، ولا عن مسلم إلا ابن أبي حبيبة، تفرد به: خالد بن يزيد، ولا يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد. وقال الهيثمي في المجمع 10/ 284: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وهو متروك. وقال الألباني موضوع الضعيفة (5264) وضعيف الترغيب (1949).
(1)
سورة الإسراء، الآية:36.
والمشرب، ويروي:"ولا تنسوا الجوف وما وعى والرأس ما احتوى" قيل: أراد بالجوف البطن والفرج كما جاء في الحديث أكثر ما يدخل أمتي الناس الأجوفان، قيل: المراد بالجوف [وقيل: أراد به القلب] وما وعى وحفظ من [معرفة] الله تعالى والعلم بالحلال والحرام أن لا يضيع [ذلك وقيل] أراد بالجوف البطن [والفرج] ومنه الحديث أن أخوف ما أخاف عليكم الأجوفان وأراد بالرأس وما حوى الدما [غ] وإنما خص القلب والدماغ لأنهما مجمع العقل
(1)
ويتضمن أيضا حفظ البطن من إدخال الحرام، ومن أعظم ما يجب حفظه من نواهي الله عز وجل اللسان والفرج، وفي حدي أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:"من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة".
قوله: "ما بين لحييه" قيل لسانه، وقيل: بطنه، واللحي بكسر اللام وفتحها الذي تنبت عليه اللحية من الإنسان قاله عياض
(2)
وقد أمر الله عز وجل بحفظ الفرج ومدح الحافظين لها فقال: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}
(3)
الآية، وقال أبو إدريس الخولاني: أول ما وصى الله به آدم عن إهباطه إلى الأرض حفظ فرجه، وقال لا تضعه إلا في حلال، أ. هـ ذكره ابن رجب الحنبلي في شرح الأربعين النواوية أو في كتاب اللطائف
(4)
.
(1)
غريب الحديث لأبى عبيد (2/ 116 - 117).
(2)
مشارق الأنوار (1/ 356).
(3)
سورة النور، الآية:30.
(4)
جامع العلوم والحكم (1/ 463 - 465).
قوله: في آخر الحديث، رواه الترمذي وقال: إنما نعرفه من حديث أبان بن إسحاق [عن الصباح محمد قال الحافظ المنذري: أبان بن إسحاق فيه]، فيه فقال: والصباح بن محمد مختلف فيه وتكلم فيه لرفعه هذا الحديث، أ. هـ.
فائدة: قال صاحب العلم المشهور في فضائل الشهور: اعلم رحمك الله أن الكلام في هؤلاء الكذابين في الحديث هو نصيحة لله ولرسوله ولجميع المسلمين فإن الخبر يحتمل الصدق والكذب فلا بد من النظر في حال الراوي، قال: يحيى بن سعيد سألت مالك بن أنس وجماعة عن الرجل يكذب في الحديث أبين أمره قالوا نعم بين أمره للناس، وكان شعبة يقول: تعالوا حتى نغتاب في الله عز وجل وقال الشافعي: إذا علم الرجل من محدث الكذب لم يسعه السكوت عنه ولا يكون ذلك غيبة لأن العلماء كالنقاد ولا يسع النافد في دينه أن لا يبين الزيوف من غيرها، أ. هـ والله أعلم بالصواب.
4000 -
وَرُوِيَ عَن ابْن عمر رضي الله عنهما أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن الله عز وجل إِذا أَرَادَ أَن يهْلك عبدا نزع مِنْهُ الْحيَاء فَإِذا نزع مِنْهُ الْحيَاء لم تلفه إِلَّا مقيتا فَإِذا لم تلفه إِلَّا مقيتا ممقتا نزعت مِنْهُ الْأَمَانَة فَإِذا نزعت مِنْهُ الْأَمَانَة لم تلفه إِلَّا خائنا مخونا فَإِذا لم تلفه إِلَّا خائنا مخونا نزعت مِنْهُ الرَّحْمَة فَإِذا نزعت مِنْهُ الرَّحْمَة لم تلفه إِلَّا رجيما ملعنا فَإِذا لم تلفه إِلَّا رجيما ملعنا نزعت مِنْهُ ربقة الْإِسْلَام رَوَاهُ ابْن مَاجَه الربقة بِكَسْر الرَّاء وَفتحهَا وَاحِدَة الربق وَهِي عرى فِي حَبل تشد بِهِ البهم وتستعار لغيره
(1)
.
(1)
أخرجه ابن ماجه (4054).
قوله: وعن ابن عمر رضي الله عنهما، تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل إذا أراد أن يهلك عبدا نزع منه الحياء فإذا نزع منه الحياء لم تلفه إلا مقيتا ممقتا" الحديث.
قوله: "لم تلفه" أي: لم تجده.
وقوله: "مقيتا ممقتا" المقت أشد البغض.
وقوله: "لم تلفه إلا رجيما ملعنا" الرجيم [قيل معناه الملعون وقيل مرجوم بالكواكب] والملعن الملعون واللعنة البعد من الخير.
وقوله: "نزعت منه ربقة الإسلام" الربقة قد ضبطها الحافظ وفسرها فقال هي واحدة الربق وهي عري في حبل تشد به البهم وتستعار لغيره أ. هـ.
* * *
= وقال البوصيرى في الزجاجة 4/ 195: هذا إسناد ضعيف لضعف سعيد بن سنان والاختلاف في اسمه.
وقال الألباني: موضوع الضعيفة (3044) وضعيف الترغيب (1589).