الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
3638 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول سَبْعَة يظلهم الله فِي ظله يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله الإِمَام الْعَادِل وشاب نَشأ فِي عبَادَة الله عز وجل وَرجل قلبه مُعَلّق بالمساجد ورجلان تحابا فِي الله اجْتمعَا عَلَيْهِ وتفرقا عَلَيْهِ وَرجل دَعَتْهُ امْرَأَة ذَات منصب وجمال فَقَالَ إِنِّي أَخَاف الله وَرجل تصدق بِصَدقَة فأخفاها حَتَّى لَا تعلم شِمَاله مَا تنْفق يَمِينه وَرجل ذكر الله خَالِيا فَفَاضَتْ عَيناهُ رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم
(1)
.
قوله: وعن أبي هريرة رضي الله عنه تقدم الكلام على أبي هريرة.
قوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" الحديث، هذا حديث عظيم من أعظم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد اختلف العلماء في معناه فقيل المراد بالظل هنا كرامة الله تعالى ووقايته من المخاوف فيكون المقصود أن هؤلاء السبعة يكونون يوم القيامة في كنف الله ذي الجلال وأمنه منم المخاوف والأهوال، وقيل: المراد بالظل ظل العرش في ذلك الموقف الطويل والحر الشديد حين تدنو الشمس من الخلائق وتقرب جهنم إليهم بإذن الخالق.
(1)
أخرجه البخاري (660) و (1423) و (6479) و (6806)، ومسلم (91 - 1031).
قوله: "الإمام العادل" الإمام العادل هو الإمام الذي جعله الله حاكما في أرضه وقلده أمر الرعية وهو مسئول عنهم والإجماع منعقد على وجوب نصب الإمام وأنه لا يجوز أن يشترك في الإمامة اثنان بل يتعين أن يكون الإمام واحدا يمتثل أمره ويجتنب نهيه والإمام ميزان الرعية ومعيار البرية إذا استقام استقاموا وهو كالقلب وهم كالجسد إذا صلح صلحوا وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اثنان في الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس العلماء والأمراء"
(1)
ذكره الحافظ المزي.
قوله: "وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل" ومعنى شاب نشأ أي نبت وكان بدء أمره على العبادة ولم يكن له صبوة كذا في أكثر الروايات بلفظ في، ووقع في بعض الروايات بعبادة الله وهو الذي جاء في صحيح مسلم، والمعنى: نشأ متلبسا بالعبادة أو مصاحبا لها أو متصفا بها، وجاء في بعض الروايات "حتى توفي على ذلك".
واعلم أن قوله صلى الله عليه وسلم: "شاب" محتمل لأن يفيد بالشاب الذي نشأ في عبادة الله وتوفي على ذلك وهو شاب حتى لو نشأ في العبادة واستمر عليها إلى أن شاخ ثم توفي ى يكون هو هذا، ويستفاد ذلك من لفظ شاب، ويحتمل أن يعم كل من نشأ في العبادة وإن شاخ بعد ذلك لأن المقصود أنه ليست به صبوة وأنه ابتدأ بالعبادة وهو شاب والأول أقرب إلى حقيقته اللفظ، وإنما اختص
(1)
أخرجه تمام في الفوائد (1516)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 96) وفضيلة العادلين (36)، وابن عبد البر في الجامع (1108). وقال الألباني في الضعيفة (16): موضوع.
بهذا الثواب العظيم لما في الشباب من قوة الشهوة وإمداد الأمل والتسويف بالتوبة وقلة بصيرته بالأمور وعدم معرفته بالتجارب بخلاف الشيخ في ذلك كله.
قوله صلى الله عليه وسلم: "ورجل قلبه معلق بالمساجد" ومعناه أنه شديد الحب للصلاة في الجماعة والمحافظة عليها وأنه إذا فرغ منها وخرج إلى شغله الذي لا بد منه لكسب من الحلال والإنفاق على العيال بقى قلبه متعلقا بالصلاة الآتية حتى يجيء وقتها فيرجع إلى المسجد، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ}
(1)
الآية".
قوله صلى الله عليه وسلم: "ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه" الحديث، ومعنى ذلك ان كل واحد منهما أحب صاحبه لله عز وجل لا لغير ذلك من الأغراض الدنيوية بل يكون حب كل واحد منهما لصاحبه لما فيه من الخصال الحميدة الدينية واستمرا على ذلك حتى تفرقا، يعني: كان سبب اجتماعهما حب الله فمتى تحابا في الله نال كل واحد منهما هذا الثواب وهو الاستظلال بظل الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله سواء كانا مجتمعين أو متفرقين متقاربين أو متباعدين وذلك لما فيه من تقديم أمر الله والحث عليه ومن التحابب في الله تعالى والتعاون على البر والتقوى ونصر المسلم
(1)
سورة التوبة، الآية:18.
والذب عنه وعن عرضه ورد الغيبة عنه والنميمة عليه والله أعلم.
قوله صلى الله عليه وسلم: "ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله" والمراد من المنصب يعني أنها ذات حسب ونسب شريف ومعنى دعته أي عرضت عليه نفسها للفاحشة فامتنع من ذلك من حسنها وجمالها لجلال الله وعظمته وهيبته وقال: إني أخاف الله.
وقوله: "إني أخاف الله" يحتمل أن يكون قال لها ذلك بلسانه ليزجرها عن المعصية ويذكرها بالله تعالى، ويحتمل أن يكون قال: إني أخاف الله في نفسه ليكون ذلك سببا لانكفافه عن المعصية وزجرا لنفسه عن الوقوع بما يوجب الخوف من الله عز وجل وتخصيص ذات الحسب والجمال بالذكر لشدة الرغبة فيها وعسر حصولها خصوصا إذا كانت هي الداعية لذلك والحاصل أن هذا صبَّرَ نفسه ومنعها عن هذه المرأة الجميلة ذات الحسب والمنصب خوفا من الله تعالى وقد كانت هي الداعية له إلى ذلك وقد أغنته عن مشقة التوصل إليها والمراودة لها فلم ينكف عنها إلا خوفا من الله تعالى ومن عقابه فاستحق هذا الثواب العظيم يوم يحثوا الخليل والله تعالى هو العليم.
قوله: "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها" الحديث، فيه دليل على فضل صدقة السر والمراد بذلك صدقة التطوع فصرفها سرا أفضل لكونه أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن الرياء والإجهار بالزكاة أفضل وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن السر في الصدقة أفضل والجهر وكل هذا ترجيح لعمل السر على الجهر لما فيه من البعد عن الرياء والله أعلم.
قوله صلى الله عليه وسلم: "ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" الحديث، ويراد بالذكر الذكر باللسان ويراد به الذكر بالقلب والمراد هنا المعنى الأول لتناؤلهما والمراد بالخلو خلو فكره والفيض الكثرة فمعنى فاضت عيناه كثر دمعهما وفيه دليل على فضل البكاء من خشية الله تعالى وإنما قيده رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخلوة لما تقدم من أن عمل السر أقوى في الإخلاص من عمل العلانية وحسبك دمعة واحدة تسقط من العين فتسقط سائر الذنوب عن البدن والله أعلم وتقدم الكلام على هذا الحديث في صدقة السر أيضًا.
3639 -
وَعَن ابْن عمر رضي الله عنهما قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يحدث حَدِيثا لَو لم أسمعهُ إِلَّا مرّة أَو مرَّتَيْنِ حَتَّى عد سبع مَرَّات وَلَكِن سمعته أَكثر من ذَلِك سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول كَانَ الكفل من بني إِسْرَائِيل وَكَانَ لَا يتورع من ذَنْب عمله فَأتَتْهُ امْرَأَة فَأَعْطَاهَا سِتِّينَ دِينَارا على أَن يَطَأهَا فَلَمَّا أرادها على نَفسهَا ارتعدت وبكت فَقَالَ مَا يبكيك قَالَت لِأَن هَذَا عمل مَا عملته وَمَا حَملَنِي عَلَيْهِ إِلَّا الْحَاجة فَقَالَ تفعلين أَنْت هَذَا من مَخَافَة الله فَأَنا أَحْرَى اذهبي فلك مَا أَعطيتك وَوَالله لَا أعصيه بعْدهَا أبدا فَمَاتَ من ليلته فَأصْبح مَكْتُوبًا على بَابه إِن الله قد غفر للكفل فَعجب النَّاس من ذَلِك رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد
(1)
.
(1)
أخرجه أحمد في المسند 2/ 23 (4838)، والترمذي في العلل الكبير (618) والسنن (2496)، والبزار في المسند (5388)، وأبو يعلى في المسند (5726)، والخرائطي في اعتلال القلوب (104) والطبراني في الكبير (13/ 216 رقم 13942)، والحاكم =
قوله: وعن ابن عمر رضي الله عنهما، تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "كان الكفل من بني إسرائيل وكان لا يتورع من ذنب عمله" الحديث، الكفل [قال بعضهم أنه النبي الذي ذكر الله وكبرت كلمة وهذا فاسد من أوجه (الأول) أن هذا الكفل وذاك ذو الكفل (الثاني) أن ذلك نبي وهذا رجل أدركته توبة بعد اقتحام الذنب (الثالث) أن هذا رجل متهم في الذنوب وهذه الأوجه تحل عندها مرتبة النبوة فإن قيل كانت النبوة بعد التوبة قلنا لا يصح سمعًا أن يكون بمثل هذه الصفة نبي (الرابع) أن هذا الحديث قد كشف القناع بقوله إن الله غمر للكفل ولو كانت نبوة لكان الفضل في أن يكون بدله أن الله قد نبأ الكفل
(1)
].
قوله: "فقال تفعلين أنت هذا من مخافة الله فأنا أحرى" أحرى بهمزة مفتوحة وحاء مهملة ساكنة وراء مهملة أيضًا أي أحق وأجدر.
حكاية تتعلق بمعنى الحديث: بلغ الجنيد رحمت الله عليه أن امرأة تبغي وقد أكثرت فجاء إليها فدعاها إلى منزله فلما دخلت أغلق الباب وقام يصلي بالليل فلما أطال قالت: يا هذا إن كان لك حاجة وإلا فأذن لي أن أنصرف فالتفت فقال: ما تقولين في حق عليه أربعة من الشهداء والقاضي يعلم به،
= 4/ 254 - 255، وأبو نعيم في حلية الأولياء (4/ 297). قال الترمذي: هذا حديث حسن. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وضعفه الألباني في الضعيفة (4083) وضعيف الترغيب (1446) و (1836) و (1964).
(1)
عارضة الأحوذي (1/ 360 - 361).
أيسوغ للغريم الذي هو عليه الحق أن ينكره؟ قال: لا، قال: فإن على كتفي ملكين وعلى كتفك ملكين والقاضي رب العالمين يعلم بذلك فأرعدت فرائصها وخرت مغشيا عليها فلما أفاقت حسنت توبتها، وفي ذلك أنشدوا:
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل
…
خلوت ولكن قل عليّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة
…
ولا أن ما يخفي عليه يغيب
وقيل: كان ابن عمر في سفر فرأى غلاما يرعى غنما فقال: تبيع من هذا الغنم واحدا؟ فقال: إنها ليست لي، فقال: قل لصاحبها إن الذئب قد أخذ منها واحدا، وأراد أن يختبره بذلك فقال العبد: فأين الله فكان ابن عمر يقول بعد ذلك إلى مدة: قال ذلك العبد: فأين الله
(1)
، أ. هـ والله أعلم.
3640 -
وَعَن ابْن عمر أَيْضا رضي الله عنهما قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول انْطلق ثَلَاثَة نفر مِمَّن كَانَ قبلكُمْ حَتَّى أواهم الْمبيت إِلَى غَار فدخلوه فانحدرت صَخْرَة من الْجَبَل فَسدتْ عَلَيْهِم الْغَار فَقَالُوا إِنَّه لَا ينجيكم من هَذِه الصَّخْرَة إِلَّا أَن تدعوا الله بِصَالح أَعمالكُم فَذكر الحَدِيث إِلَى أَن قَالَ الآخر اللَّهُمَّ كَانَت لي ابْنة عَم كَانَت أحب النَّاس إِلَيّ فأردتها على نَفسهَا فامتنعت مني حَتَّى ألمت بهَا سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشْرين وَمِائَة دِينَار على أَن تخلي بيني وَبَين نَفسهَا فَفعلت حَتَّى إِذا قدرت عَلَيْهَا قَالَت لَا أحل لَك أَن تفض الْخَاتم إِلَّا بِحقِّهِ فتحرجت من الْوُقُوع عَلَيْهَا فَانْصَرَفت عَنْهَا وَهِي أحب
(1)
الرسالة (1/ 330).
النَّاس إِلَيّ وَتركت الذَّهَب الَّذِي أعطيتهَا اللَّهُمَّ إِن كنت فعلت ذَلِك ابْتِغَاء وَجهك فافرج عَنَّا مَا نَحن فِيهِ فانفرجت الصَّخْرَة الحَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَتقدم بِتَمَامِهِ فِي الْإِخْلَاص وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ وَيَأْتِي فِي بر الْوَالِدين إِن شَاءَ الله تَعَالَى ألمت هُوَ بتَشْديد الْمِيم وَالْمرَاد بِالسنةِ الْعَام المقحط الَّذِي لم تنْبت الأَرْض فِيهِ شَيْئا سَوَاء نزل غيث أم لم ينزل وَمرَاده أَنه حصل لهَا احْتِيَاج وفاقة بسَبَب ذَلِك وَقَوله تفض الْخَاتم هُوَ كِنَايَة عَن الْوَطْء
(1)
.
قوله: وعن ابن عُمر أيضا رضي الله عنهما، تقدم الكلام عليه في أول هذا التعليق
(1)
أخرجه البخاري (2215) و (2333) و (3465) و (5974)، ومسلم (100 - 2743)، وابن حبان (897) عن ابن عمر. وأخرجه البزار (9498) و (9556)، وابن حبان (971)، والطبراني في الأوسط (3/ 54 - 55 رقم 2454) عن أبى هريرة. وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عوف عن خلاس إلا المعتمر. وقال في الموضع الثاني: وهذا الكلام ونحوه وقريب منه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه فرواه قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن بن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، ولا نعلم رواه عن قتادة إلا عمران القطان، ورواه أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس، ولا نعلم رواه عن قتادة، عن أنس إلا أبو عوانة، وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، من وجوه رواه نافع وسالم، عن ابن عمر، رضي الله عنهما.، ويروى عن النعمان بن بشير، وعن عقبة بن عامر الجهني، وعن عائشة رضي الله عنها.
وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن إلا عمران. قال الهيثمي في المجمع 8/ 142، 143: رواه البزار والطبراني في الأوسط بأسانيد، ورجال البزار وأحد أسانيد الطبراني رجالهما رجال الصحيح. وقال الألباني: حسن صحيح صحيح الترغيب (2409) و (2498).
مبسوطًا، وكذلك تقدم الكلام على النفر الثلاثة ودعائهم حتى زالت الصخرة عن فم الغار.
قوله في الحديث: "حتى ألمت بها سنة من السنين" الحديث، السنين جمع سنة وهي العام المقحط الذي لم تنبت الأرض فيه شيئا، ومراده أنه حصل لها احتياج وفاقة بسبب ذلك قاله المنذري.
3641 -
وَعَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَا شباب قُرَيْش احْفَظُوا فروجكم لَا تَزْنُوا أَلا من حفظ فرجه فَلهُ الْجنَّة رَوَاهُ الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَقَالَ الْحَاكِم صَحِيح على شَرطهمَا
(1)
.
3642 -
وَفِي رِوَايَة للبيهقي يَا فتيَان قُرَيْش لَا تَزْنُوا فَإِنَّهُ من سلم لَهُ شبابه دخل الْجنَّة
(2)
.
(1)
أخرجه البزار (4729) و (5322)، والطبراني في الكبير (12/ 165 رقم 12776) والأوسط (7/ 61 رقم 6850)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 100)، والحاكم في المستدرك (4/ 358)، والبيهقي في الشعب (7/ 270 - 271 رقم 4984).
قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الجريري إلا شداد، تفرد به: مسلم، ولا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. قال أبو نعيم: غريب من حديث أبي نضرة لم يروه عنه إلا الجريري، تفرد به عنه شداد. قال البوصيري في الاتحاف 4/ 6: قلت: إسناده صحيح. وصححه الألباني في الصحيحة (2696) وصحيح الترغيب (2410).
(2)
أخرجه الطيالسي (2879)، والبيهقي في الشعب (7/ 302 رقم 5043)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1491). قال الهيثمي في المجمع 4/ 252 - 253: رواه البزار، =
قوله: وعن ابن عباس رضي الله عنهما، تقدم الكلام عليه.
قوله: "يا شباب قريش" وفي نسخة "يا شبان قريش" وفي رواية البيهقي "يا فتيان قريش" الحديث، الشباب جمع شاب والشاب تقدم الكلام عليه في كتاب النكاح في قوله:"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج" والفتيان جمع فتى.
قوله: "احفظوا فروجكم لا تزنوا" والفروج جمع فرج والفرج معروف.
3643 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا صلت الْمَرْأَة خمسها [وَصَامَتْ شَهْرَهَا،] وحصنت فرجهَا وأطاعت بَعْلهَا دخلت من أَي أَبْوَاب الْجنَّة شَاءَت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه
(1)
.
قوله: وعن أبي هريرة رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلت المرأة خمسها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها" الحديث، البعل هو الزوج وتحصين الفرج عبارة عن حفظه من الأجانب.
= والطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله رجال الصحيح. وحسنه الألباني في الصحيحة (2696) وصحيح الترغيب (2410).
(1)
أخرجه ابن حبان (4163)، والطبراني في الأوسط (5/ 34 رقم 4598). قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير إلا هدبة بن المنهال، ولا عن هدبة إلا أبو همام، تفرد به: داهر بن نوح.
قال الهيثمي في المجمع 4/ 306: رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وسعيد بن عفير لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وقال الألباني: حسن لغيره - "الآداب"(286)، وصحيح الترغيب (1931) و (2411).
3644 -
وَعَن سهل بن سعد رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من يضمن لي مَا بَين لحييْهِ وَمَا بَين رجلَيْهِ تَضَمَّنت لَهُ بِالْجنَّةِ رَوَاهُ البُخَارِيّ وَاللَّفْظ لَهُ وَالتِّرْمِذِيّ وَغَيرهمَا قَالَ الْحَافِظ المُرَاد بمَا بَين لحييْهِ اللِّسَان وَبمَا بَين رجلَيْهِ الْفرج واللحيان هما عظما الحنك
(1)
.
قوله: وعن سهل بن سعد رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه" الحديث، قال الحافظ رحمه الله: المراد بما بين لحييه اللسان وبما بين رجليه الفرج واللحيان هما عظم الحنك أ. هـ، وقال في شرح مشارق الأنوار: واللحي بفتح اللام منبت اللحية
(2)
والمعنى: من يضمن لي القيام بمحافظة ما بين رجليه وهو الفرج من الزنى وما بين لحييه وهو الفم من أكل الحرام واللسان من الغيبة ضمنت له الجنة والضمان الكفالة ولهذا أردف مالك حديثه في هذا الباب بحديث زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب دخل على أبي بكر الصديق وهو يجبذ لسانه فقال له عمر: مه غفر الله لك، فقال أبو بكر: إن هذا أوردني شر الموراد
(3)
، قال: وفي اللسان في هذا الباب أحاديث كثيرة ستأتى، قال: ومن أحسن ما قيل في هذا من النظم لنصر بن محمد
(4)
أو نصير:
(1)
أخرجه البخاري (6474) و (6807)، والترمذي (2408)، وابن أبى الدنيا في الورع (134)، وأبو يعلى (7555) والمعجم (278)، وابن حبان (5701)، والطبراني في الكبير (6/ 190 رقم 5960)، والحاكم 4/ 398،، وأبو نعيم في الحلية (3/ 252).
(2)
الصحاح (6/ 2480)، ومجمل اللغة (1/ 804).
(3)
أخرجه مالك في الموطأ (2825).
(4)
في التمهيد: نصر بن أحمد.
لسان الفتى حتف الفتى حين يجهل
…
وكل امرئ ما بين فكيه مقتل
وكم فاتح أبواب شر لنفسه
…
إذا لم يكن قفل على فيه مقفل
قال: وفي الحديث من الفقه أن الكبائر أكثر ما تكون والله أعلم من الفرج والفم فالكفر وشرب الخمر وأكل الربى والقذف وأكل مال اليتيم ظلما من الفم واللسان والزنا من الفرج فالمراد من الحديث أنه من اتقى لسانه وما يأتي من القذف والغيبة والسب كان أحرى أن يتقي القتل، ومن اتقي شرب الخمر كان حريا باتقاء بيعها، ومن اتقي أكل الربا لم يعمل به فهذا وجه تخصيص هاتين الجارحتين وقي شرهما، وهذا التأويل على نحو قول عمر في الصلاة: من ضيعها كان لما سواها أضيع ومن حفظها حفظ دينه
(1)
أ. هـ.
3645 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من وَقَاه الله شَرّ مَا بَين لحييْهِ وَشر مَا بَين رجلَيْهِ دخل الْجنَّة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن
(2)
.
(1)
التمهيد (5/ 65 - 68).
(2)
أخرجه أبو سعيد الأشج في حديثه (91) وعنه الترمذي (2409) والعلل (614)، وابن أبى الدنيا في الصمت (688)، وابن أبي عاصم في الزهد (14)، والبزار (8918 م)، وأبو يعلى (6200)، وابن حبان (5703)، والحاكم 4/ 357، والبيهقي في الشعب (7/ 289 رقم 5023). قال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب. وقال البزار: وهذا الحديث رواه أبو خالد، عن ابن عجلان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، ورواه المقدمي، عن أبي حازم عن سهل بن سعد. وقال الدارقطني في العلل (1546): يرويه محمد بن عجلان، واختلف عنه؛ فرواه خالد بن الحارث، وأبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة. ورواه سعيد بن أبي أيوب، عن ابن عجلان، عن أبي حازم، عن أبي =
قوله: وعن أبي هريرة رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة" اللحيان هما أعظم الحنك والمراد بما بينهما اللسان، وعن أبي هريرة قال: سئل رسول الله عن أكثر ما يدخل الجنة؟ قال: "تقوى الله وحسن الخلق" وسئل عن أكثر ما يدخل النار؟ قال: "الأجوفان الفم والفرج" رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح
(1)
.
قال الغزالي
(2)
: في هذا الحديث يحتمل أن يكون المراد البطن لأنه منفذه، قال سهل بن سعد الساعدي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يتوكل لي بما بين لحييه وبما بني رجليه أتوكل له بالجنة" وهذا الحديث رواه البخاري وهو
= صالح، عن أبي هريرة.
وقيل: عن أبي سعيد الأشج، عن أبي خالد، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، ولا يصح هذا. وقيل: عن الأشج، عن أبي خالد، عن ابن عجلان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، وأبو حازم هذا هو سلمة بن دينار لم يسمع من أبي هريرة شيئا، والحديث يرويه أبو حازم، عن سهل بن سعد. وقال في أطراف الغرائب والأفراد (5/ 286): تفرد به محمد بن عجلان عنه، وتفرد به أبو خالد الأحمر عنه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وأبو واقد هو صالح بن محمد، ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في الصحيحة (510) وصحيح الترغيب (2413) و (2857).
(1)
أخرجه الترمذي (2004)، وابن ماجه (4246)، وابن حبان (476)، والحاكم 4/ 324. قال الترمذي: حديث صحيح غريب، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وحسنه الألباني في الصحيحة (977) وصحيح الترغيب (1723) و (2642).
(2)
إحياء علوم الدين (3/ 109).
بمعنى تكفل قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من وقي شر قبقبه وشر ذبذبه ولقلقه وجبتن له الجنة"
(1)
القبقب: البطن، والذبذب: الفرج، واللقلق: اللسان
(2)
، وهذا رواه أبو منصور الديلمي من حديث أنس بإسناد ضعيف.
3646 -
وَعَن أبي رَافع رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من حفظ مَا بَين فقميه وفخذيه دخل الْجنَّة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد جيد الفقمان بِسُكُون الْقَاف هما اللحيان
(3)
.
قوله: وعن أبي رافع رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.
قوله: "من حفظ ما بين فقميه وفخذيه دخل الجنة" قال الحافظ: والفقمان بسكون القاف هما اللحيان انتهى، قال الشيخ زين الدين بن رجب الحنبلي: ومن أعظم ما يجب حفظه من نواهي الله عز وجل اللسان والفرج لهذه الأحاديث، وقد أمر الله عز وجل بحفظ الفرج ومدح الحافظين لها فقال تعالى:{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}
(4)
وقال
(1)
أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 291 - 292 رقم 5026). قال البيهقي: هكذا وجدته موصولا بالحديث، وفي إسناده ضعف. وقال العراقي في تخريج الإحياء (996): أخرجه أبو منصور الديلمي من حديث أنس بسند ضعيف.
(2)
كذا فسره الأصمعي كما قال يحيى بن معين في تاريخه (4/ 338).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 311 رقم 919). قال الهيثمي في المجمع 10/ 300: رواه الطبراني، وإسناده جيد. وقال الألباني: حسن صحيح صحيح الترغيب (2414) و (2861).
(4)
سورة النور، الآية:30.
تعالى: {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ}
(1)
وغير ذلك من الآيات الدالة على المدح، وقال أبو إدريس الخولاني: أول ما وصى الله به آدم عليه السلام عند إهباطه من الأرض حفظ فرجه وقال: لا تضعه إلا في حلال
(2)
، أ. هـ والله أعلم.
3647 -
وَعَن أبي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من حفظ مَا بَين فقميه وفرجه دخل الْجنَّة رَوَاهُ أَبُو يعلى وَاللَّفْظ لَهُ وَالطَّبَرَانِيّ ورواتهما ثِقَات وَفِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ قَالَ قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَلا أحَدثك ثِنْتَيْنِ من فعلهمَا دخل الْجنَّة قُلْنَا بلَى يَا رَسُول الله قَالَ يحفظ الرجل مَا بَين فقميه وَمَا بَين رجلَيْهِ
(3)
.
قوله: وعن أبي موسى رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من حفظ ما بين فقميه وفرجه دخل الجنة" الفقم بالضم والفتح اللحي يريد بذلك من حفظ لسانه وفرجه
(4)
.
(1)
سورة الأحزاب، الآية:35.
(2)
جامع العلوم والحكم (2/ 552).
(3)
أخرجه أحمد 4/ 398 (19559)، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 54)، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (1206)، وأبو يعلى (7275)، والمحاملى في الأمالى (365)، وأبو العباس الأصم (607)،، والحاكم 4/ 358، والقضاعي في مسند الشهاب (545)، والبيهقي في الشعب (7/ 503 رقم 5371). وقال الهيثمي في المجمع 10/ 298: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني بنحوه، ورجال الطبراني وأبي يعلى ثقات، وفي رجال أحمد راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات والظاهر أن الراوي الذي سقط عنه أحمد: هو سليمان بن يسار. وقال: رواه الطبراني، ورجاله وثقوا. وقال الألباني: حسن صحيح صحيح الترغيب (2415) و (2860).
(4)
النهاية (3/ 465).
3648 -
وَعَن عبَادَة بن الصَّامِت رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ اضمنوا لي سِتا من أَنفسكُم أضمن لكم الْجنَّة اصدقوا إِذا حدثتم وأوفوا إِذا وعدتم وأدوا إِذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وَكفوا أَيْدِيكُم رَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي الدُّنْيَا وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكم وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد قَالَ الْحَافِظ رَوَوْهُ كلهم عَن عبد الْمطلب بن عبد الله بن حنْطَب عَن عبَادَة وَلم يسمع مِنْهُ وَالله أعلم
(1)
.
قوله: وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة" وتقدم الكلام على معنى الضمان.
قوله "اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم" سيأتي الكلام على هذه الألفاظ في بابها إن شاء الله تعالى.
(1)
أخرجه أبو عبيد في الخطب والمواعظ (16)، وأحمد 5/ 323 (22757)، وابن أبى الدنيا في الصمت (444) ومكارم الأخلاق (116)، وابن خزيمة في حديث علي بن حجر (359)، والخرائطي في اعتلال القلوب (288) ومكارم الأخلاق (191)، وابن حبان (271)، والطبراني (49/ 1 - منتقى منه)، والحاكم في المستدرك 4/ 358 - 359، والبيهقي في الكبرى (6/ 471 رقم 12691) والشعب (6/ 450 - 451 رقم 4464) و (7/ 201 رقم 4877). وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي فقال: فيه إرسال.
وقال الهيثمي في المجمع 4/ 145 و 4/ 218: رواه أحمد، والطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات إلا أن المطلب لم يسمع من عبادة. وصححه الألباني في الصحيحة (1470) وصحيح الترغيب (1901) و (2416) و (2925) و (2993).
قوله: "واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم" وتقدم الكلام على حفظ الفرج وغض البصر.
قوله صلى الله عليه وسلم: "وكفوا أيديكم" كف الأيدي هو منعها [عن الحرام من الأموال وغير ذلك].