الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الترهيب من ارتكاب الصغائر والمحقرات من الذنوب والإصرار على شيء منها]
3728 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء فإن هو نزع واستغفر صقلت فإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه فهو الران الذي ذكر الله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم من طريقين قال في أحدهما صحيح على شرط مسلم النكتة بضم النون وبالتاء المثناة فوق هي نقطة شبه الوسخ في المرآة
(1)
.
قوله: عن أبي هريرة رضي الله عنه تقدمت ترجمته.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء" الحديث،
(1)
أخرجه أحمد/ 297 (7952)، وابن ماجه (4244)، والترمذي (3334)، والنسائي في اليوم والليلة (418)، وفي التفسير من الكبرى (11658)، والبزار (8934)، وابن أبي الدنيا في التوبة (198)، والطبري في التفسير (1/ 267) و (24/ 200)، والحاكم 1/ 5 و 2/ 517، والبيهقي في السنن (10/ 316 - 317 رقم 20763)، وفي الشعب (9/ 373 رقم 6808) والبغوي في شرح السنة (1304) وابن عساكر في معجم الشيوخ (74).
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقال ابن عساكر: حديث حسن. وقال الذهبي في المهذب: إسناده صالح الفيض 2/ 372. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (2469) و (3141).
النكتة قد ضبطها الحافظ وفسرها فقال هي نقطة شبه الوسخ في المرآة وتقدم ذلك أيضا في الاستغفار.
قوله: "فإن هو نزع واستغفر صقلت" أي تاب ورجع.
قوله: "فذلك الران" تقدم تفسير الران أيضًا في الاستغفار وغيره.
3729 -
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا سوادا وأججوا نارا وأنضجوا ما قذفوا فيها رواه أحمد والطبراني والبيهقي كلهم من رواية عمران القطان وبقية رجال أحمد والطبراني رجال الصحيح ورواه أبو يعلى بنحوه من طريق إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عنه وقال في أوله إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب ولكنه سيرضى منكم بدون ذلك بالمحقرات وهي الموبقات يوم القيامة الحديث ورواه الطبراني والبيهقي أيضا موقوفا عليه
(1)
.
(1)
أخرجه الطيالسي في مسنده (400)، وعنه أحمد في الزهد (79) والمسند 1/ 402 (3818) ومن طريقه أخرجه أبو الشيخ في الأمثال (319)، والبيهقي في الشعب (1/ 456 - 457 رقم 281) والكبرى (10/ 316 رقم 20762)، والحميدى (98)، وأبو يعلى (5122)، والشاشى (807)، والطبراني في الكبير (10/ 212 رقم 10500) وفي الأوسط (3/ 27 رقم 2529)، والحاكم 2/ 27، والبيهقى في الآداب (840) والشعب (9/ 404 رقم 6877) و (9/ 538 - 539 رقم 7067). وصححه الحاكم =
قوله: وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه تقدم.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه" الحديث.
واعلم أنه كما يجب اجتناب الكبائر والموبقات كذلك يجب اجتناب الصغائر والمحقرات لأن الصغيرة الواحدة متى أصر عليها العبد صارت من الكبائر والصغائر إذا اجتمعن أهلكن يوم تبلي السرائر، والمقصود أن العاقل اللبيب الطالب نجاة نفسه يوم القيامة بجب أن يتفطن للصغائر من الذنوب لأن أكثرها خفي لا يدركه كثير من الناس لكثرة وجودها وعدم إنكارها وغلبة الجهل بمحلها من الدين فنذكر جملا من الصغائر المحرمة والأمور المنهى عنها على سبيل الإيجاز لينكرها من رآها ويحترز منها من رما النجاة والله ولي المتقين لا رب غيره والصغائر كثيرة لا تنحصر
(1)
.
فمنها: الضحك من غير عجب، ومنها: الضحك عند خروج الريح؛
= ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في المجمع 10/ 189: رواه أحمد، والطبراني في الأوسط، ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن داود القطان، وقد وثق.
وقال أيضا: رواه أبو يعلى، وفيه إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2470)، والروض النضير 351.
وأخرجه عبد الرزاق (20278) ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 159 رقم 8796) والبيهقى في الآداب (839) والشعب (9/ 403 رقم 6876)، وابن أبي شيبة في المصنف 7/ 103 (34528)، وهناد في الزهد (2/ 451) موقوفا.
(1)
تنبيه الغافلين (310 - 311).
ومنها: النظر إلى الأجنبية بشهوة وغيرها وسواء في ذلك الوجه والكفان وسائر بدنها وإن أمن الفتنة على الصحيح لقوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}
(1)
الآية؛ ومنها: الجلوس مع الفساق وأهل القمار؛ ومنها: العبث
(2)
في الصلاة؛ ومنها: ترك السنن الراتبة؛ ومنها: ترك دعاء الاستفتاح، ومنه: ترك التسبيحات في الركوع والسجود والتوبة واجبة من الكبائر والصغائر وتقدم شيء في ذكر الصغائر.
قوله: وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلًا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم، الحديث، الفلاة هي الأرض القفر وصنيع القوم هو [طعامهم].
قوله: "إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب" أرض العرب هي أرض الحجاز، وأرض الحجاز قال [الشافعي] الحجاز مكة والمدينة [ومخاليفها] أي قراها وسمي حجازا لكونه حاجزا بين الشام وبين البادية، وحكي الرافعي عن الكلبي أن حدو الحجاز ما بين جبل طئ إلى أطراف العراق، قال الرافعي: والأصحاب متفقة على أن جزيرة العرب أوسع من الحجاز قال: وسبب تسميتها جزيرة إحاطة البحار والأنهار العظيمة بها كبحر الحبشة وبحر فارس ودجلة والفرات
(3)
، أ. هـ.
(1)
سورة النور، الآية:30.
(2)
اللوحة (258) تكرار للوحة (257).
(3)
الأوسط (11/ 27)، والوسيط (7/ 66)، ومطالع الأنوار (2/ 383 - 384)، وكفاية النبيه (17/ 70 - 71)، وإعلام الساجد (ص 77).
3730 -
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم وإن محقرات الذنوب متى يأخذ بها صاحبها تهلكه رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح
(1)
.
قوله: وعن سهل بن سعد رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحقرات الذنوب" تقدم الكلام على ذلك.
3731 -
وروي عن سعد بن جنادة رضي الله عنه قال لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين نزلنا قفرا من الأرض ليس فيها شيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجمعوا من وجد شيئا فليأت به ومن وجد عظما أو سنا فليأت به قال فما كان إلا ساعة حتى جعلناه ركاما فقال النبي صلى الله عليه وسلم أترون هذا فكذلك تجمع الذنوب على الرجل منكم كما جمعتم هذا فليتق الله رجل فلا يذنب صغيرة ولا كبيرة فإنها محصاة عليه
(2)
.
(1)
أخرجه أحمد 5/ 331 (23272)، وابن أبي الدنيا في التوبة (3) و (43)، والرويانى (2/ 216)، والطبراني في الكبير (6/ 165 رقم 5872) وفي الصغير (2/ 129 رقم 904) وفي الأوسط (7/ 216 رقم 7323) والرامهرمزي في الأمثال (ص 108)، والبيهقى في الشعب (9/ 406 رقم 6881)، والبغوي في شرح السنة (4203). وقال الذهبي: حسن غريب، تفرد به أبو ضمرة وقال أيضا: إسناده صالح. وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح المجمع 10/ 190 و 228. زاد في الموضع الثاني: ورواه الطبراني في الثلاثة من طريقين ورجال إحداهما رجال الصحيح غير عبد الوهاب بن عبد الحكم وهو ثقة. وصححه الألباني في الصحيحة (389) و (3102) وصحيح الترغيب (2471).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 52 رقم 5484). قال الهيثمي في المجمع (10/ 190): =
قوله: وعن سعد بن جنادة رضي الله عنه[سعد بن جنادة والد عطية العوفي، من عوف بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان].
قوله: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين نزلنا قفرًا من الأرض ليس فيها شيء، الحديث أي: من غزوة حنين، وغزوة حنين كانت في السنة [الثامنة لست من شوال]، والقفر من الأرض الأرض الفلاة.
قوله: "فما كان إلا ساعة حتى جعلناه ركاما" الركام [الرمل المتراكم، وكذلك السحاب وما أشبهه].
قوله: "فليتق الله رجل فلا يذنب صغيرة ولا كبيرة فإنها محصاة عليه" أي: معدودة محسوبة.
3732 -
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالبا رواه النسائي واللفظ له وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الأعمال بدل الذنوب
(1)
.
= رواه الطبراني، وفيه نفيع أبو داود، وهو ضعيف. وضعفه الألباني في الضعيفة (6879)، وضعيف الترغيب (1472).
(1)
أخرجه إسحاق (1120)، وأحمد 6/ 70 (24415) و 6/ 150 (25177)، والدارمى (2932)، وابن ماجه (4243)، والنسائي في الكبرى (11811)، والطحاوى في مشكل الآثار (4004 - 4007)، وابن حبان (5568)، والطبرانى في الأوسط (3/ 31 رقم 2377) و (4/ 124 - 125 رقم 3776)، والبيهقى في الشعب (9/ 402 - 403 رقم 6875). وقال البوصيرى في الزجاجة 4/ 245: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
وصححه الألباني في الصحيحة (513) و (2731) وصحيح الترغيب (2472).
3733 -
وعن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه رواه النسائي بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه بزيادة والحاكم وقال صحيح الإسناد
(1)
.
3734 -
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال إني لأحسب الرجل ينسى العلم كما تعلمه للخطيئة يعملها رواه الطبراني في الكبير موقوفا ورواته ثقات إلا أن القاسم لم يسمع من جده عبد الله
(2)
.
(1)
أخرجه أحمد 5/ 277 (22386) و 5/ 280 (22413) و 5/ 282 (22438)، وهناد في الزهد (2/ 419)، وابن ماجه (90) و (4022)، وابن أبي الدنيا في العقوبات (64)، والنسائى في الكبرى (11775)، وأبو يعلى في المعجم (282)، والرويانى (626) و (643)، والطحاوى في مشكل الآثار (3069)، وابن حبان (872)، والطبرانى في الدعاء (31) والكبير (2/ 100 رقم 1442) مسند الشاميين (1078)، والحاكم 1/ 493 و 3/ 481، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 10)، والقضاعي في مسند الشهاب (831) و (1001)، والبغوي (3418).
وصححه الحاكم في الموضعين وتعقبه الذهبي في الموضع الثانى فقال: فيه علي بن قرين، وهو كذاب، وسعيد بن راشد، وهو واه، والخليل بن مرة، وقد ضعفه ابن معين. وقال البوصيرى في الزجاجة 1/ 15: وسألت شيخنا أبا الفضل العراقي رحمه الله عن هذا الحديث فقال هذا حديث حسن. وقال في 4/ 187: هذا إسناد حسن. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1473) و (1478).
(2)
أخرجه ابن المبارك في الزهد (83)، ووكيع في الزهد (269)، وأحمد في الزهد (858)، وأبو خيثمة في العلم (132)، والدارمى (406)، وأبو داود في الزهد (169)، والطبرانى في الكبير (9/ 189 رقم 8930)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 131)، والبيهقى في المدخل (487)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (1195)، والخطيب في الجامع (1787). قال الهيثمي في المجمع 1/ 199: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون، إلا أن القاسم لم يسمع من جده. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (110) و (1474).
قوله: وعن ابن مسعود رضي الله عنه تقدمت ترجمته.
قوله: "إني لأحسب الرجل ينسى العلم كما تعلمه للخطيئة يعملها" تقدم.
3735 -
وعن أنس رضي الله عنه قال إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات يعني المهلكات رواه البخاري وغيره ورواه أحمد من حديث أبي سعيد الخدري بإسناد صحيح
(1)
.
قوله: وعن أنس رضي الله عنه تقدمت ترجمته.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعُدُّها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات" هي المهلكات.
3736 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن الله يؤاخذني وعيسى بذنوبنا لعذبنا ولا يظلمنا شيئا قال وأشار بالسبابة والتي تليها.
(1)
أخرجه البخاري (6492)، والبزار (7464)، وأبو يعلى (4314)، والبيهقى في الآداب (838) والكبرى (10/ 316 رقم 20761) والشعب (9/ 401 رقم 6871)، والبغوى (4202) عن أنس. وأخرجه أحمد 3/ 3 (10995) والزهد (1092) والسنة (760)، وابن أبي الدنيا في التوبة (111)، والبزار كما في كشف الأستار (108)، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1038).
قال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، وعباد بصري ثقة. وقال الهيثمي في المجمع 1/ 106: رواه البزار، وفيه عباد بن راشد، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أبو داود وغيره. قلت: ويأتي لهذا الحديث طرق في التوبة - إن شاء الله -. وقال 10/ 190: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في الصحيحة (3023) وصحيح الترغيب (2474).
3737 -
وفي رواية لو يؤاخذني الله وابن مريم بما جنت هاتان يعني الإبهام والتي تليها لعذبنا الله ثم لم يظلمنا شيئا رواه ابن حبان في صحيحه
(1)
.
قوله: وعن أبي هريرة رضي الله عنه: تقدمت ترجمته.
قوله صلى الله عليه وسلم: "لو أن الله يؤاخذني وعيسى بذنوبنا لعذبنا ولا يظلمنا" وفي الرواية الأخرى: "لو يؤاخذ الله وابن مريم جنت هاتان" يعني الإبهام والتي تليها لعذبنا وابن مريم هو عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام.
3738 -
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم لغفر لكم كثيرا رواه أحمد والبيهقي مرفوعا هكذا ورواه عبد الله في زياداته موقوفا على أبي الدرداء وإسناده أصح وهو أشبه
(2)
.
(1)
أخرجه البزار (9197)، وابن حبان (657) و (659)، الطبراني في الأوسط (3/ 5 رقم 2294)، والدارقطنى في الأفراد (49)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 132). قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا الفريابي. قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، تفرد به فضيل بن عياض عنه، وتفرد به حسين بن علي الجعفي، عن فضيل. وقال في العلل (1847): يرويه هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. ووهم فيه والصحيح، عن هشام، عن الحسن مرسلا. وقيل: عن هشام، عن معلى بن زياد، عن الحسن. وقال الهيثمي في المجمع 10/ 356: رواه البزار، والطبراني في الأوسط، إلا أنه قال:"ولو يؤاخذني بما جنى هؤلاء لأوبقني". وشيخ البزار أبو بكر لم أعرفه، وكأنه وراق ابن أبي الدنيا، فإنه روى عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه، وشيخ الطبراني: إبراهيم بن معاوية بن ذكوان بن أبي سفيان القيصراني لم أجد من ترجمه، وبقية رجالهما رجال الصحيح غير محمد بن عبد الملك بن زنجويه، وهو ثقة. وصححه الألباني في الصحيحة (3200) وصحيح الترغيب (2475).
(2)
أخرجه أحمد 6/ 441 (28131) و (28136)، والحارث كما في المطالب (1978)، والبيهقى في الشعب (7/ 163 رقم 4824). وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند =
قوله: وعن أبي الدرداء رضي الله عنه تقدم الكلام عليه رضي الله تعالى عنه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم لغفر لكم كثيرًا" ومعنى الحديث أن الشخص ربما أساء إلى ما في ملكه من بهيمة إما بإتعابها وإما بالتقصير فيما يجب عليه من علفها فيعصي بذلك، ففي الحديث إشارة إلى أن الإنسان بصدد أن يذنب من جهات كثيرة متنوعة إما بما يكون قاصوا عليه وإما أن يكون متعديا لغيره، والثاني: قد يكون لآدمي وقد يكون لبهيمة فلو قدر أن الله تعالى غفر النادر من ذنوبه وهو ما يتعلق بالبهائم غفر له شيء فضلا عما هو كثير الوقوع والله أعلم، أ. هـ. هكذا ذكره شيخ الإِسلام ومحدث الأنام العسقلاني الشهير بابن حجر رحمه الله في فتاويه لما سئل عن هذا الحديث.
3739 -
وعن أبي الأحوص قال قرأ ابن مسعود ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فاطر 54 الآية فقال كاد الجعل يعذب في جحره بذنب ابن آدم رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد الجعل بضم الجيم وفتح العين دويبة تكاد تشبه الخنفساء تدحرج الروث
(1)
.
= 6/ 441 (28136) به موقوفا. وقال الهيثمي في المجمع 10/ 191: رواه أحمد مرفوعا كما تراه، ورواه ابنه عبد الله موقوفا، وإسناده جيد. وقال 10/ 217: رواه الطبراني، وإسناده جيد.
وصحح الألباني المرفوع كما في الصحيحة (514) وصحيح الترغيب (2476).
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 7/ 108 (34565)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(11/ 341)، وابن أبي الدنيا في العقوبات (270) و (273)، والطبرى في التفسير (14/ 260)، والطبرانى في الكبير (9/ 213 رقم 9040)، والحاكم في المستدرك (2/ 428)، والبيهقى في الشعب (9/ 544 رقم 7074). وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. قال الهيثمي في المجمع (7/ 97): رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو =
قوله: وعن أبي الأحوص، تقدم الكلام عليه.
قوله: قال قرأ ابن مسعود رضي الله عنه {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}
(1)
، فقال: كاد الجعل يُعذِّب في جُحره بذنب ابن آدم، وقد ضبطه الحافظ رحمه الله الجعل وفسره فقال: هو دويبة تكاد تشبه الخنفساء تدحرج الروث بأنفها انتهى.
وفي حديث أنس أن الضب ليموت هزلًا في جحره بذنب ابن آدم
(2)
أي يحبس المطر عنه بشؤم ذنوبهم وإنما خص الضب بذلك لأنه أطول الحيوان نفسا وأصبرها على الجوع
(3)
. وروى الحباري
(4)
بدل الضب لأنها أبعد الطير نجعة أ. هـ قاله في النهاية
(5)
.
تنبيه: في شعب الإيمان للبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه: قال: دواب الأرض الخنافس والعقارب يقولون منعنا القطر بخطايا بني آدم انتهى
(6)
.
* * *
= ضعيف. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2477).
(1)
سورة فاطر، الآية:45.
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في العقوبات (268).
(3)
النهاية (3/ 70).
(4)
أخرجه ابن أبي الدنيا في العقوبات (269) و (272)، والطبرى في التفسير (14/ 260)، والبيهقى في الشعب (9/ 544 - 545 رقم 7075).
(5)
النهاية (1/ 328).
(6)
العقوبات (271)، وشعب الإيمان (5/ 24 رقم 3046).