الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الترغيب زيارة الإخوان والصالحين وما جاء في إكراه الزائرين]
عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن رجلًا زار أخًا لي في قريةٍ، فأرْصَدَ اللّه تعالى على مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فلما أتى عليه قال: أين تُريدُ؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمةٍ تَرُبُّها؟ قال: لا، غير أني أحببتهُ في اللّه. قال: فإني رسول اللّه إليك بأن اللّه قد أحبك كما أحببتهُ فيه" رواه مسلم
(1)
.
[المدرجة] بفتح الميم والراء: الطريق.
[وقوله: تَرُبُّهَا]: أي تقوم بها، وتسعى في صلاحها.
قوله: وعن أبي هريرة رضي الله عنه تقدم الكلام على ترجمته.
قوله صلى الله عليه وسلم: "أن رجلًا زار أخا له في قرية فأرصد اللّه تعالى على مدرجته ملكا" الحديث، فأرصد معناه أعد وهيأ أي وكله بحفظ المدرجة وهي الطريق وجعله رصد أي حافظا معدا يقال رصدته إذا قعدت له على طريقه تترقبه وأرصدت له العقوبة إذا أعددتها وحقيقته جعلتها على طريقه كالمترقبة له قاله في النهاية
(2)
وقيل معنى [أرصده أقعده يرقبه
(3)
].
(1)
أخرجه مسلم (38 - 2567)، وابن حبان (572) و (576).
(2)
النهاية (2/ 226).
(3)
شرح النووي على مسلم (16/ 126).
وقوله: "على مدرجته" المدرجة ضبطها الحافظ وفسرها فقال هي الطريق، أ. هـ؛ أي على قارعة الطريق قاله عياض
(1)
، وقال ابن الأثير: المدرجة هي مفرد الأدراج وهي المواضع التي يدرج فيها: أي يمشي
(2)
، انتهى.
وقوله: "هل له عليك من نعمة تربها" أي تقوم بها وتسعى في صلاحها، أ. هـ قاله المنذري، وقال غيره: معنى تربها أي تحفظها وتراعيها وتربيها كما يربي الرجل ولده يقال رب فلان ولده يرُبُّه ربًّا وربية ورباه كلّه بمعنى واحد، قاله في النهاية
(3)
، دل هذا الحديث على فضيلة زيارة الإخوان.
واعلم أنه يستحب استحبابا مؤكدا زيارة الإخوان والصالحين والجيران والأصدقاء والأقارب وإكرامهم وبرهم وصلتهم وضبط ذلك يختلف باختلاف أحوالهم ومراتبهم وفراغهم، وينبغي للزائر أن تكون زيارته لهم على وجه لا يكرهونه وفي وقت يرتضونه فإن رأى أخاه يحب زيارته ويأنس به أكثر زيارته والجلوس عنده وإن رآه مشتغلا بعبادة أو غيرها أو رآه يحب الخلوة يقل زيارته حتى لا يشغله عن عمله وكذلك عائد المريض لا يطيل الجلوس عنده إلا أن يستأنس به المريض واللّه أعلم
(4)
.
3891 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه: قَالَ: قَالَ رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم من عَاد مَرِيضا أَو زار أَخا لَهُ فِي اللّه ناداه مُنَاد بِأَن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الْجنَّة منزلا
(1)
مشارق الأنوار (1/ 255) وإكمال المعلم (8/ 35).
(2)
النهاية (2/ 111).
(3)
النهاية (2/ 180).
(4)
الأذكار (ص 268) للنووى.
رَوَاهُ ابْن مَاجَة وَالتِّرْمِذِيّ وَاللَّفْظ لَهُ وَقَالَ حَدِيث حسن وَابْن حبَان فِي صَحِيحه كلهم من طَرِيق أبي سِنَان عَن عُثْمَان بن أبي سَوْدَة عَنهُ
(1)
.
قوله: وعن أبي هريرة، تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من عاد مريضا أو زار أخا له في اللّه تعالى ناداه منادٍ [من السماء] طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا" الحديث، العيادة تكون في المرض والزيارة تكون في الصحة، ومعنى طبت حصل لك طيّب العيش في الآخرة، ومعنى طاب ممشاك أي صار مشيك سببا لطيب عيشك في الآخرة بحصول الأجر لك، ومعنى وتبوأت من الجنة أي هيأت، ذكره صاحب التنقيح على المصابيح
(2)
.
قوله: رووه من طريق أبي سنان عن عثمان بن أبي سودة اللوحة [وعيسى بن سنان: هو أبو سنان القسملي ضعفه أحمد وابن مَعين وقواه آخرون، وأخرج ابن حبان حديثه في صحيحه].
(1)
أخرجه ابن المبارك في مسنده (3)، وفي الزهد (708)، ومن طريقه أخرجه البخاري في الأدب المفرد (345)، والبغوي (3473)، وأحمد 2/ 326 (8325) و 2/ 344 (8536) و 2/ 354 (8651)، وعبد بن حميد (1451)، وابن ماجة (1443)، والترمذي (2008)، وابن حبان (2961)، والبغوي (3472). وقال الترمذي: هذا حديث غريب وأبو سنان اسمه عيسى بن سنان، وقد روى حمَّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا من هذا. وقال الألباني: حسن، المشكاة (1575 و 5015)، وصحيح الترغيب (2578) و (3474) و (3474).
(2)
كشف المناهج (4/ 316).
3892 -
وَعَن أنس رضي الله عنه عَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا من عبد أَتَى أَخَاهُ يزوره فِي اللّه إِلَّا ناداه ملك من السَّمَاء أَن طبت وَطَابَتْ لَك الْجنَّة وَإِلَا قَالَ اللّه فِي ملكوت عَرْشه عَبدِي زار فِي وَعلي قراه فَلم يرض لَهُ بِثَوَاب دون الْجنَّة الحَدِيث رَوَاهُ الْبَزَّار وَأَبُو يعلى بِإِسْنَاد جيد
(1)
.
قوله: وعن أنس رضي الله عنه تقدمت ترجمته.
قوله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد أتى أخاه يزوره في اللّه إلا ناداه ملك من السماء أن طبت وطابت لك الجنة" الحديث، تقدم الكلام عليه في الحديث قبله.
قوله: "وإلا قال اللّه في ملكوت عرشه عبدي زار فيّ" ملكوت العرش معناه [اسم مبني من الملك، كالجبروت والرهبوت، من الجبر والرهبة].
3893 -
وَعَن أنس أَيْضًا رضي الله عنه عَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَلا أخْبركُم برجالكم فِي الْجنَّة قُلْنَا بلَى يَا رَسُول اللّه قَالَ النَّبِيّ فِي الْجنَّة وَالصديق فِي الْجنَّة وَالرجل يزور أَخَاهُ فِي نَاحيَة الْمصر لَا يزوره إِلَّا للّه فِي الْجنَّة الحَدِيث رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالصَّغِير وَتقدم بِتَمَامِهِ فِي حق الزَّوْجَيْنِ
(2)
.
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة كما في المطالب (2619)، وابن أبي الدنيا في الإخوان (102)، والبزار (6466)، وأبو يعلى (4140) ومن طريقه الضياء في المختارة 7/ 236 - 237 (2679)، وابن عدى (3/ 9) و (8/ 158)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 107)، والضياء في المختارة 7/ 238 - 237 (2680). وقال الضياء: إسناده حسن. قال الهيثمي في المجمع 8/ 173: رواه البزار وأبو يعلي، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان، وهو ثقة. وصححه الألباني في الصحيحة (2632) وصحيح الترغيب (2579).
(2)
أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 89 رقم 118) والأوسط (2/ 206 رقم 1743)، ومن طريقه الأصبهانى في الترغيب والترهيب (1525) وابن فاخر في موجبات الجنة (379). =
قوله: وعن أنس، تقدمت ترجمته.
قوله صلى الله عليه وسلم: "والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا للّه" الحديث، تقدم أن الزيارة لا تكون إلا في الصحة، والمراد بالمصر البلد الكبير واحد الأمصار كالبصرة والكوفة، والمصر اسم لكل بلد مجموع الأقطار والحدود وهو في الأصل اسم للمحصور أي المضموم وقيل: هو اسم لكل كورة يقسم فيها الفيء والصدقات وتقام فيها الحدود قاله في المغيث
(1)
.
3894 -
وَرُوِيَ عَن أبي رزين الْعقيلِيّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم يَا أَبَا رزين إِن الْمُسلم إِذا زار أَخَاهُ الْمُسلم شيعه سَبْعُونَ ألف ملك يصلونَ عَلَيْهِ يَقُولُونَ اللَّهُمَّ كَمَا وَصله فِيك فَصله رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط
(2)
.
= قال الطبراني: لم يروه عن أبي حازم سلمة بن دينار الزاهد إلا إبراهيم بن زياد تفرد به ابن بكار وهو ممن يكنى أبا حازم ممن روى عن أبي هريرة أبو حازم هذا وقد روى عن سهل بن سعد، وأبو حازم التمار المدني، وأبو حازم الأشجعي الكوفي يروي عنه منصور، والأعمش يسمى ميسرة، وقد اختلف في اسمه وأبو حازم الذي روى عنه إسماعيل بن أبي خالد اسمه نبتل وهو كوفي.
قال الهيثمي في المجمع 4/ 312: رواه الطبراني في الصغير، والأوسط، وفيه إبراهيم بن زياد القرشي قال البخاري: لا يصح حديثه، فإن أراد تضعيفه فلا كلام، وإن أراد حديثًا مخصوصا فلم يذكره، وأما بقية رجاله فهم رجال الصحيح. وحسنه الألباني في الصحيحة (3380) وصحيح الترغيب (1941) و (2580).
(1)
المجموع المغيث (3/ 213).
(2)
أخرجه ابن وهب في الجامع (231)، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (1101)، والطبرانى في الأوسط (8/ 176 - 177 رقم 8320)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (1/ 366) و (5/ 254)، والبيهقى في الشعب (11/ 329 - 330 رقم 8608)، والأصبهانى في الترغيب والترهيب =
قوله: وروي عن أبي رزين العقيلي رضي الله عنه: واسم أبي رزين لقيط بت عامر ويقال لقيط بن صبرة، وقيل: هو اثنان والصحيح الأول، وقال بعضهم: من قال لقيط بن صبرة نسبه إلى جدّه وهو لقيط بن عامر بن صبرة
(1)
وهناك أبو رزين آخر اسمه مسعود بن مالك الكوفي، كان عالما فهما وهو مولى أبي وائل شقيق بن سلمة
(2)
.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا زار أخاه المسلم شيعه سبعون ألف ملك يصلون عليه" الحديث، تقدم معنى الزيارة وتقدم أيضًا أن معنى الصلاة من الملائكة الاستغفار ومن اللّه بمعنى الرحمة ومن الآدميين تضرع ودعاء.
3895 -
وَعَن معَاذ بن جبل رضي الله عنه: قَالَ سَمِعت رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم يَقُول قَالَ اللّه تبارك وتعالى وَجَبت محبتي للمتحابين فِي وللمتجالسين فِي وللمتزاورين فِي وللمتباذلين فِي رَوَاهُ مَالك بِإِسْنَاد صَحِيح وَفِيه قصَّة أبي إِدْرِيس وَسَيَأتِي بِتَمَامِهِ فِي الْحبّ للّه مَعَ حَدِيث عَمْرو بن عبسة
(3)
.
= (1375). وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عطاء الخراساني إلا ابنه عثمان، ولا عن عثمان إلا ابن علاثة، تفرد به: عمرو بن الحصين. وقال الهيثمي في المجمع 8/ 173: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عمرو بن الحصين، وهو متروك. وضعفه الألباني في الضعيفة (3664) و (5386) وضعيف الترغيب (1529).
(1)
تهذيب الأسماء واللغات (2/ 72 ترجمة 534)، وتهذيب الكمال (24 / ترجمة 5512).
(2)
تهذيب الأسماء واللغات (2/ 231 ترجمة 785).
(3)
أخرجه مالك في الموطأ (2744) ومن طريقه أحمد 5/ 233 (22083)، والطحاوى في مشكل الآثار (3890) و (3891)، وابن حبان (575). وقال الألباني: صحيح "المشكاة"(5011)، وصحيح الترغيب (2581) و (3018).
قوله: وعن معاذ بن جبل، تقدم.
قوله: قال اللّه تبارك وتعالى: "وجبت محبتي للمتحابين فيّ وللمتجالسين فيّ" سيأتي الكلام على لك في الحب في اللّه تعالى.
3896 -
وَرُوِيَ عَن بُرَيْدَة رضي الله عنه عَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن فِي الْجنَّة غرفا ترى ظواهرها من بواطنها وبواطنها من ظواهرها أعدهَا اللّه للمتحابين فِيهِ والمتزاورين فِيهِ والمتباذلين فِيهِ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط
(1)
.
3897 -
وَعَن عون قَالَ قَالَ عبد اللّه يَعْنِي ابْن مَسْعُود رضي الله عنه لأصْحَابه حِين قدمُوا عَلَيْهِ هَل تجالسون قَالُوا لا نَتْرُك ذَاك قَالَ فَهَل تزاورون قَالُوا نعم يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن إِن الرجل منا ليفقد أَخَاهُ فَيَمْشِي على رجلَيْهِ إِلَى آخر الْكُوفَة حَتَّى يلقاه قَالَ إِنَّكُم لن تزالوا بِخَير مَا فَعلْتُمْ ذَلِك رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَهُوَ مُنْقَطع
(2)
.
قوله: وعن عون [هو عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، الهذلي، الكوفي أخو عبيد اللّه بن عبد اللّه أحد الفقهاء السبعة. سمع ابن عمر، وأبا هريرة،
(1)
أخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 193 رقم 2903). وقال الطبرانى: لم يرو هذا الحديث عن سعيد إلا عوين، تفرد به إسماعيل. وقال الهيثمي في المجمع 10/ 278: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه إسماعيل بن سيف، وهو ضعيف. وضعفه الألباني جدًّا في الضعيفة (5387) وضعيف الترغيب (1530) و (1783).
(2)
أخرجه الدارمي (644)، والطبراني في الكبير (9/ 200 رقم 8979). قال الهيثمي في المجمع 8/ 175: رواه الطبراني وإسناده منقطع. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1531).
ويوسف بن عبد اللّه بن سلام، وعائشة، رضي الله عنهم. وسمع من التابعين أخاه، وأبا بردة، وغيرهما. وروى عن ابن مسعود، وابن عباس مرسلا لم يسمعهما. روى عنه الزهري، وأبو الزبير، وأبو إسحاق الشيباني، ومحمد بن عجلان، وآخرون من التابعين. قال يحيى بن مَعين وغيره: هو ثقة. روى له مسلم
(1)
].
قوله: "هل تجالسون؟ " قالوا: لا نترك ذلك، الحديث، تجالسون أصله تتجالسون بتاءين ومعنى المجالسة مفهوم.
قوله: رواه الطبراني وهو منقطع الحديث، الحديث المنقطع في اصطلاح المحدّثين ما لم يتصل سنده على أي وجه كان انقطاعه فإن سقط منه رجلًا فأكثر سمي أيضًا معضلا بفتح الضاد المعجمة
(2)
.
3898 -
وَرُوِيَ عَن زر بن حُبَيْش قَالَ أَتَيْنَا صَفْوَان بن عَسَّال الْمرَادِي فَقَالَ أزائرين قُلْنَا نعم فَقَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم من زار أَخَاهُ الْمُؤمن خَاضَ فِي الرَّحْمَة حَتَّى يرجع وَمن عَاد أَخَاهُ الْمُؤمن خَاضَ فِي رياض الْجنَّة حَتَّى يرجع رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير
(3)
.
(1)
تهذيب الأسماء واللغات (2/ 41 ترجمة 473).
(2)
كشف المناهج (1/ 56).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 67 رقم 8379)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 9). قال أبو نعيم: غريب من حديث محمد بن سوقة لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قال الهيثمي في المجمع 2/ 298: رواه الطبراني في الكبير، وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو ضعيف. وقال الألباني: ضعيف جدًّا الضعيفة (5388) وضعيف الترغيب (1532).
قوله: وروي عن زر بن حبيش، وحبيش بضم الحاء المهملة بن حباشة بضم الحاء أيضًا ابن أوس بن هلال الأسدي الكوفي التابعي المخضرم أدرك الجاهلية سمع عمر وعثمان وعليا وابن مسعود وآخرين من كبار الصحابة، واتفقوا على توتيقه وجلالته توفي سنة اثنين وثمانين وهو ابن مائة وثنتين وعشرين، وقيل: مائة وسبع وعشرين سنة
(1)
أ. هـ.
قوله: أتينا صفوان بن عسال المرادي، تقدم الكلام عليه في كتاب العلم.
3899 -
وَعَن جُبَير بن مطعم رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم انْطَلقُوا بنَا إِلَى بني وَاقِف نزور الْبَصِير رجل كَانَ كفيف الْبَصَر رَوَاهُ الْبَزَّار بِإِسْنَاد جيد
(2)
.
قوله: وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.
قوله: انطلقوا بنا إلى بني واقف نزور البصير، الحديث.
قوله: بنو واقف، هذه النسبة إلى بطن من الأوس من الأنصار، يقال لهم بنو واقف واسم واقف مالك بن امرئ القيس بن مالك بن امرئ القيس واللّه أعلم.
(1)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 196 - 197 رقم 177).
(2)
أخرجه البزار (3425)، والطبراني في الكبير 2/ 124 (1533 و 1534)، والبيهقى في الكبرى (10/ 337 - 338 رقم 20852) والشعب (11/ 417 - 418 رقم 8760). قال البزار: لا نعلم أحدا وصل هذا إلا الجعفي، أحسبه أخطأ فيه؛ لأن الحُفَّاظ إنما يروونه عن ابن عيينة، عن عمرو، عن محمد بن جبير مرسلا. قال الهيثمي في المجمع 8/ 174: رواه البزار واللفظ له، والطبراني، ورجال البزار رجال الصحيح غير إبراهيم بن المستمر العروقي، وهو ثقة. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2582).
قوله: يقال للأعمى بصير عدولا عن اسم النقص لأن في قوله الأعمى تنقيصا له وكسر قلب.
3900 -
وَعَن عبد اللّه بن عَمْرو رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم زر غبا تَزْدَدْ حبا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَرَوَاهُ الْبَزَّار من حَدِيث أبي هُرَيْرَة ثمَّ قَالَ لَا يعلم فِيهِ حَدِيث صَحِيح قَالَ الْحَافِظ وَهَذَا الحَدِيث قد رُوِيَ عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة وَقد اعتنى غير وَاحِد من الْحفاظ بِجَمِيعِ طرقه وَالْكَلام عَلَيْهِ وَلم أَقف لَهُ على طَرِيق صَحِيح كَمَا قَالَ الْبَزَّار بل لَهُ أَسَانِيد حسان عِنْد الطَّبَرَانِيّ وَغَيره وَقد ذكرت كثيرًا مِنْهَا فِي غير هَذَا الْكتاب وَاللّه أعلم
(1)
.
قوله: وعن عبد اللّه بن عمرو رضي الله عنهما، تقدم.
قوله صلى الله عليه وسلم: "زر غِبًّا تزددْ حُبًّا" الغب بكسر الغين المعجمة، وقت بعد وقت، يقال غب الرجل إذا جاء زائرا بعد أيام، وقال أبو عمرو غب الرجل إذا جاء زائر يومًا بعد أيام، وقال ابن فارس: الغب أن ترد الإبل الماء
(1)
أخرجه أبو حاتم في العلل (2172)، وابن أبي الدنيا في الإخوان (104)، والطبراني في الكبير (14/ 133 رقم 14756)، وابن عدي في الكامل (4/ 103)، وأبو الشيخ في الأمثال (18)، وعلي بن عمر الحربي في الفوائد المنتقاة عن الشيوخ العوالي (109) وتمام في الفوائد (1208/ الروض البسام)، والخطيب في تاريخ بغداد (9/ 300)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1233 و 1234).
قال أبو حاتم: وليس هذا الحديث بصحيح، إنما يرويه ضمام مبترا. قال أبو بكر البزار (16/ 191): ليس في زر غبا تزدد حبا عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح. وقال الهيثمي في المجمع 8/ 175: رواه الطبراني وإسناده حسن، والله أعلم. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2583).
يومًا وتدعه يومًا ثم تعود وبهذا فسره الإمام أحمد بن حنبل في حديث وبه قال بعض الشارحين فنقله إلى الزيارة وإن جاء بعد أيام يقال: غب الرجل إذا جاء زائرا بعد أيام، وقال الحسن: في كلّ أسبوع ومنه الحديث: "أغبوا في عيادة المريض" لا تعودوه في كلّ يوم لما يجد من ثقل العواد قاله في النهاية
(1)
، وقيل
(2)
: أن يدهن ثم يترك إلى أن يجف تم يدهن وهو قول من فسر الغب بالوقت واللّه أعلم.
3901 -
وروى ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن عَطاء قَالَ دخلت أَنا وَعبيد بن عُمَيْر على عَائِشَة رضي الله عنها فَقَالَت لِعبيد بن عُمَيْر قد آن لَك أَن تَزُورنَا فَقَالَ أَقُول يَا أمه كمَا قَالَ الأول زر غبا تَزْدَدْ حبا قَالَ فَقَالَت دَعونَا من بَطَالَتكُمْ هَذِه قَالَ ابْن عُمَيْر أَخْبِرِينَا بِأَعْجَب شَيْء رَأَيْته من رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم فَذكر الحَدِيث فِي نزُول إِن فِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض الْبَقَرَة
(3)
.
وقوله: في رواية ابن حبان عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنهما، الحديث، عبيد بن عمير [عبيد بن عمير بن قتادة بن سعد بن عامر بن جندع بن ليث ثم الجندعي، أبو عاصم المكي، قاص أهل مكة قال مسلم بن الحجَّاج: ولد في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وقال غيره: رأى النبي صلى الله عليه وسلم روى
(1)
النهاية (3/ 336).
(2)
تهذيب الأسماء واللغات (4/ 57).
(3)
أخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان (105)، والطحاوى في مشكل الآثار (4618)، والعقيلى في الضعفاء (2/ 224)، والخرائطى في اعتلال القلوب (2/ 295)، وابن حبان (620). وحسنه الألباني في:"الصحيحة"(68)، "صحيح الترغيب"(2585).
عن أبيه وله صحبة وعمر وعلي وأبي بن كعب وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة وأبي سعيد وعائشة وأم سلمة وابن عمر وابن عمرو وابن عباس وعبد اللّه بن حبشي وعنه ابنه عبد اللّه وقيل أنه لم يسمع منه وعطاء ومجاهد وعبد العزيز بن رفيع وعمرو بن دينار وأبو الزبير ومعاوية بن قرة ووهب بن كيسان وعبد اللّه وأبو بكر ابنا أبي مليكة وعبد الحميد بن سنان وغيرهم قال بن معين وأبو زرعة ثقة وقال العوام بن حوشب رأى بن عمر في حلقة عبيد بن عمير يبكي قال بن جريج مات عبيد بن عمير قبل بن عمر قلت وقال بن حبان في الثقات مات سنة 68 وقال العجلي مكي تابعي ثقة من كبار التابعين كان بن عمر يجلس إليه ويقول للّه در بن قتادة ماذا يأتي به ويروي عن مجاهد قال نفخر على التابعين بأربعة فذكره فيهم
(1)
].
31 -
وَعَن أم سَلمَة رضي الله عنهما قَالَت قَالَ لي رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم أصلحي لنا الْمجْلس فَإِنَّهُ ينزل ملك إِلَى الْأَرْض لم ينزل إِلَيْهَا قطّ رَوَاهُ أَحْمد وَرُوَاته ثِقَات إِلَّا أَن التَّابِعِيّ لم يسم
(2)
.
41 -
وَعَن أم بجيد رضي الله عنها أنَّهَا قَالَت كَانَ رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم يأتينا فِي بني عَمْرو بن عَوْف فأتخذ لَهُ سويقا فِي قعبة فَإِذا جَاءَ سقيتها إِيَّاه رَوَاهُ أَحْمد وَرُوَاته ثِقَات سوى ابْن إِسْحَاق أم بجيد بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَفتح الْجِيم وَاسْمهَا
(1)
تهذيب التهذيب (7/ 71 ترجمة 148).
(2)
أخرجه أحمد 6/ 296 (26536). قال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 174: رواه أحمد وفيه تابعي لم يسم، وبقية رجاله ثقات. وقال الألباني: منكر في الضعيفة (6081) وضعيف الترغيب (1533).
حَوَّاء بنت يزِيد الْأَنْصَارِيَّة
(1)
.
قوله: وعن أم بجيد رضي الله عنها، قال الحافظ: أم بجيد بضم الباء الموحّدة، واسمها حواء بنت يزيد الأنصارية.
قولها: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يأتينا في بني عمرو بن عوف فأتخذ له سويقا في قعبة" الحديث، بنو عمرو بن عوف [قبيلة معروفة من الأنصار، رضى اللّه عنهم، ينسبون إلى عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وكان يسكنون قباء].
وقولها: "فاتخذلها سويقا في قعبة" السويق: شيء يتخذ [من قمح أو شعير يدق حتى يكون شبه الدقيق، فإذا احتيج إلى أكله خلط بماء أو لبن، أو رب أو نحوه، وقال قوم: هو الكعك].
3902 -
وَعَنِ إبْرَاهِيم بن نشيط أَنه دخل على عبد اللّه بن جُزْء الزبيدِيّ رضي الله عنه فَرمى إِلَيْهِ بوسادة كَانَت تَحْتَهُ وَقَالَ من لم يكرم جليسه فَلَيْسَ من أَحْمد وَلَا من إِبْرَاهِيم عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ مَوْقُوفا وَرُوَاته ثِقَات
(2)
.
قوله: وعن إبراهيم بن نشيط [إبراهيم بن نشيط بن يوسف الوعلاني،
(1)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 459)، وأحمد 6/ 383 (27151)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 72). وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1534).
(2)
أخرجه ابن المبارك في الجهاد (184) والزهد (614)، وسعيد بن منصور (2437)، وأبو داود في الزهد (389)، وأبو حاتم في العلل (2331)، والحربي في إكرام الضيف (55)، والطبري في تهذيب الآثار (1042/ مسند عمر)، والطبراني كما في جامع السنن (5/ 134 رقم 6216). قال أبو حاتم: روى هذا الحديث ابن المبارك، فقال: عن إبراهيم بن نشيط، عمن حدّثه، عن عبد اللّه بن الحارث بن جزء. وقال الهيثمي في المجمع 8/ 175: رواه الطبراني، ورجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1535).
ويقال: الخولاني، مولاهم، أبو بكر المصري، ويقال: الشامي، ويقال: المدني، ووعلان: بطن من مراد، دخل على عبد اللّه بن الحارث بن جزء الزبيدي، قال أبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني: ثقة، وقال أبو سعيد بن يونس: غزا القسطنطينية في خلافة الوليد بن عبد الملك سنة ثمان وتسعين مع مسلمة بن عبد الملك، وكانت له عبادة وفضل
(1)
].
قوله: أنه دخل على عبد اللّه بن جزء الزبيدي رضي الله عنه: [هو عبد اللّه بن الحارث بن جزء بن عبد اللّه بن معد يكرب بن عمرو بن عسم، وقيل عصم بن عمرو بن عريج بن عمرو بن زبيد الزبيدي وزبيد من مذحج من اليمن وهو حليف أبي وداعة السهمي، سكن مصر وتوفي بها بعد أن عمر طويلا، وهو ابن أخي محمية بن جزء الذي كان على المقاسم يوم بدر، قال ابن منده: هو ابن أبي مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك، حليف بني سهم يكنى أبا الحارث، شهد بدرا، وتوفي سنة ست وثمانين، وقيل: بل قتل باليمامة، وقال: قاله لي أبو سعيد بن يونس، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، وعقبة بن مسلم، وغيرهما
(2)
].
قوله: فرمى إليه بوسادة كانت تحته، الحديث، الوسادة [هي المخدة].
قوله: رواه الطبراني موقوفًا، تقدم الكلام على الحديث الموقوف في أماكن من هذا التعليق.
(1)
تهذيب الكمال (2/ 229 - 230 ترجمة 261).
(2)
أسد الغابة (3/ 204 ترجمة 2873).