المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الترغيب في أذكار يقولها بعد صلاة الصبح وصلاة العصر والمغرب] - فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب - جـ ٣

[حسن بن علي الفيومي]

فهرس الكتاب

- ‌[الترغيب في تنظيف المساجد وتطهيرها وما جاء في تخميرها]

- ‌[الترهيب من البصاق في المسجد وإلى القبلة، الباب إلى آخره]

- ‌[الترغيب في المشي إلى المساجد سيما في الظهر وما جاء في فضلها]

- ‌[الترغيب في لزوم المساجد والجلوس فيها]

- ‌[الترهيب من إتيان المسجد لمن أكل بصلا أو ثوما أو كراتًا أو فجلا ونحو ذلك مما له رائحة كريهة]

- ‌[ترغيب النساء في الصلاة في بيوتهن ولزومها وترهيبهن من الخروج منها]

- ‌[الترغيب في الصلوات الخمس والإيمان بوجوبها]

- ‌[الترغيب في الصلاة مطلقا وفضل الركوع والسجود]

- ‌[الترغيب في الصلاة في أول وقتها]

- ‌[الترغيب في صلاة الجماعة وما جاء فيمن خرج يريد الجماعة فوجد الناس قد صلوا]

- ‌[الترغيب في كثرة الجماعة]

- ‌[التَّرْغِيب فِي الصَّلاة فِي الفلاة

- ‌[الترغيب في صلاة العشاء والصبح خاصة في جماعة والترهيب من التأخير عنهما]

- ‌[الترهيب من ترك حضور الجماعة لغير عذر]

- ‌[الترغيب في صلاة النافلة في البيوت]

- ‌[الترغيب في انتظار الصلاة بعد الصلاة]

- ‌[الترغيب على المحافظة على الصبح والعصر]

- ‌[الترغيب في جلوس المرء في مصلاه بعد صلاة الصبح وصلاة العصر]

- ‌[الترغيب في أذكار يقولها بعد صلاة الصبح وصلاة العصر والمغرب]

- ‌[الترهيب من فوات العصر]

- ‌الترغيب في الإمامة مع الإتمام والإحسان والترهيب منها عند عدمها

- ‌[الترهيب من إمامة الرجل القوم وهم له كارهون]

- ‌[الترغيب في الصف الأول وما جاء في تسوية الصفوف والتراص فيها وفضل ميامنها ومن صلى في الصف المؤخر]

- ‌[الترغيب في وصل الصفوف وسد الفرج]

- ‌فرعان لهما تعلق بوصل الصفوف:

- ‌الترهيب من تأخر الرجال إلى أواخر صفوفهم وتقدم النساء إلى أوائل صفوفهم

- ‌[الترغيب في التأمين خلف الإمام وفي الدعاء وما يقوله في الاستفتاح والاعتدال]

- ‌[الترهيب من رفع المأموم رأسه قبل الإمام في الركوع والسجود]

- ‌[الترهيب من عدم إتمام الركوع والسجود، وإقامة الصلب بينهما وما جاء في الخشوع]

الفصل: ‌[الترغيب في أذكار يقولها بعد صلاة الصبح وصلاة العصر والمغرب]

[الترغيب في أذكار يقولها بعد صلاة الصبح وصلاة العصر والمغرب]

678 -

عَن أبي ذَر رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من قَالَ فِي دبر صَلَاة الْفجْر وَهُوَ ثَان رجلَيْهِ قبل أَن يتكَلَّم لا إِلَه إِلَّا الله وَحده لا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد يحيى وَيُمِيت وَهُوَ على كلّ شَيْء قدير عشر مَرَّات كتب الله لَهُ عشر حَسَنَات ومحا عَنهُ عشر سيئات وَرفع لَهُ عشر دَرَجَات وَكانَ يَوْمه ذَلِك كُله فِي حرز من كلّ مَكْرُوه وحرس من الشَّيْطَان وَلم يَنْبغ لذنب أَن يُدْرِكهُ فِي ذَلِك الْيَوْم إِلَّا الشّرك بِالله تَعَالَى" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَاللَّفْظ لَهُ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب صَحِيح وَالنَّسَائِيّ وَزَاد فِيهِ بِيَدِهِ الْخَيْر وَزَاد فِيهِ أَيْضا وَكانَ لَهُ بِكُل وَاحِدَة قَالَهَا عتق رَقَبَة مُؤمنَة

(1)

وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا من حَدِيث معَاذ وَزَاد فِيهِ من قالهن حِين ينْصَرف من صَلَاة الْعَصْر أعطي مثل ذَلِك فِي ليلته

(2)

.

قوله: عن أبي ذر تقدم.

قوله صلى الله عليه وسلم: "من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له" الحديث، أي كما هو قاعد في التشهد لأن السنة في التشهد أن تثني اليمنى وفي حديث آخر "من قال عقب الصلاة قبل أن يثني رجليه" وهذا في الظاهر ضد الأول وفى المعنى موافق لأن معناه قاله قبل أن

(1)

أخرجه الترمذى (3474)، والبزار (4050)، والنسائي في الكبرى (9878). وقال الترمذى: هذا حديث حسن صحيح غريب. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (472).

(2)

أخرجه النسائي في الكبرى (9877). وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (472).

ص: 498

يصرف رجله عن حالتها التي هي عليها في التشهد فوافق معنى الحديثين قاله صاحب المغيث الأصفهاني

(1)

، وقوله في هذا الحديث عقب الصلاة هو بفتح العين وكسر القاف بعدها باء موحّدة وضم العين وإسكان القاف وأما قول كثير من الناس عقيب بياء بعد القاف فهي لغة قليلة والمعنى في ذلك كلّه أن يكون بعده غير متراخ قاله الكمال الدميري

(2)

. [وقال فى النهاية "وهو ثان رجليه" أي عاطف رجليه في التشهد قبل أن ينهض

(3)

.]

قوله: "كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات" الحديث، محو السيئات عبارة عن غفرانها ويحتمل محوها من كتاب الحفظة ويكون ذلك دليل على غفرانها قاله القاضي عياض ورفع الدرجات عبارة عن إعلاء المنازل في الجنة

(4)

.

قوله: "وكان يومه ذلك كلّه في حرز من كلّ مكروه وحرس من الشيطان" الحرز بكسر الحاء المهملة وسكون الراء الموضع الحصين ويسمى التعويذ حرزا

(5)

.

قوله: ورواه النسائي وزاد فيه بيده الخير، وزاد فيه أيضًا له بكل واحدة قالها عتق رقبة ورواه النسائي أيضًا من حديث معاذ بن جبل وزاد فيه "ومن

(1)

المجموع المغيث (1/ 279).

(2)

النجم الوهاج (2/ 123).

(3)

النهاية (1/ 226).

(4)

إكمال المعلم (2/ 55).

(5)

الصحاح (3/ 873).

ص: 499

قالهن حين ينصرف من صلاة العصر أعطى مثل ذلك في ليلته" قال العُلماء يستحب الإكثار من الأذكار في العصر استحبابا متأكدا فإنها الصلاة الوسطى على قول جماعة من السلف والخلف وتقدم الكلام على ذلك مبسوطا في مواضع ويستحب الإكثار من الأذكار بعد العصر وآخر النهار أكثر قال الله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}

(1)

وقال تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}

(2)

وقال تعالى: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}

(3)

.

وقال أهل اللغة الآصال ما بين العصر والمغرب

(4)

، وروي في كتاب ابن السني عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لأن أجلس مع قوم يذكرون الله عز وجل من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، أحب إليّ من أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل"

(5)

العرب من نسل إسماعيل وسموا به لأنهم سكان

(1)

سورة غافر، الآية:55.

(2)

سورة الأعراف، الآية:205.

(3)

سورة النور، الآية:36.

(4)

الأذكار (ص 157 وص 173).

(5)

أخرجه أبو يعلى (4126)، والطبراني في الدعاء (1879) وابن السنى في اليوم والليلة (670). وضعفه النووي في الأذكار (ص 173). قال ابن حجر في نتائج الأفكار (3/ 8): ورجاله ثقات، إلا الرقاشي، وهو يزيد بن أبان؛ فقد ضعفوه.

ص: 500

البوادي

(1)

.

679 -

وَعَن الْحَارِث بن مُسلم التَّمِيمِي رضي الله عنه قَالَ قَالَ لي النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا صليت الصُّبْح فَقل قبل أَن تَتكلَّم اللَّهُمَّ أجرني من النَّار سبع مَرَّات فَإنَّك إِن مت من يَوْمك كتب الله لَك جوارا من النَّار وَإِذا صليت الْمغرب فَقل قبل أَن تَتكَلَّم اللَّهُمَّ أجرني من النَّار سبع مَرَّات فَإِنَّك إِن مت من ليلتك كتب الله لَك جوارا من النَّار" رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَهَذَا لَفظه وَأَبُو دَاوُد عَن الْحَارِث بن مُسلم عَن أَبِيه مُسلم بن الْحَارِث قَالَ الْحَافِظ وَهُوَ الصَّوَاب لأن الْحَارِث بن مُسلم تَابِعِيّ قَالَه أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ

(2)

.

قوله عن الحارث بن مسلم التميمي: قال الحافظ الحارث بن مسلم تابعي قاله أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان.

قوله: "إذا صليت الصبح فقل قبل أن تتكلم اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من يومك كتب الله لك جوارا من النار" الحديث سيأتي الكلام على ذلك في سؤال الجنة والاستعاذة من النار في أواخر الكتاب.

قوله "وإذا صليت المغرب فقل قبل أن تتكلم اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك كتب الله لك جوارا من النار" والجوار بمعنى

(1)

الكواكب الدراري (19/ 68).

(2)

أخرجه أحمد 4/ 234 (18054)، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 253)، وأبو داود (5079)، والنسائي في الكبرى (9859)، وابن حبان (2022). وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (250)، والضعيفة (1624).

ص: 501

الحفظ.

680 -

وَعَن عمَارَة بن شبيب السبائي رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: "من قَالَ لا إِلَه إِلَّا الله وَحده لا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد يحيى وَيُمِيت وَهُوَ على كلّ شَيْء قدير عشر مَرَّات على إِثْر الْمغرب بعث الله لَهُ مسلحة يَحْفَظُونَهُ من الشَّيْطَان حَتَّى يصبح وَكتب الله لَهُ بهَا عشر حَسَنَات مُوجبَات ومحا عَنهُ عشر سيئات موبقات وَكَانَت لَهُ بِعدْل عشر رقبات مؤمنات" رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن لا نعرفه إِلَّا من حَدِيث لَيْث بن سعد وَلا نَعْرِف لعمارة سَمَاعا من النَّبِي صلى الله عليه وسلم

(1)

.

قوله: عن عمارة بن شبيب السبائي رضي الله عنه[وقيل: عمار مختلف في صحبته وفي إسناد حديثه روى عنه: أبو عبد الرحمن الحبلي، وهو من أهل مصر

(2)

].

قوله: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كلّ شيء قدير عشر مرات على إثر المغرب بعث الله له مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح" الحديث، أثر بفتح الهمزة والثاء المثلثة وبكسر الهمزة وإسكان الثاء لغتان والمسلحة بفتح الميم وإسكان السين المهملة وبفتح اللام والحاء المهملة وهم الحرس قال في النهاية:

(1)

أخرجه الترمذى (3534)، والنسائي في الكبرى (10338 و 10339). وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (473).

(2)

أسد الغابة (4/ 133 ترجمة 3817)، وتهذيب الكمال (21/ 247 - 248 ترجمة 4186).

ص: 502

المسلحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو. وسموا مسلحة لأنهم يكونون ذوي سلاح، أو لأنهم يسكنون المسلحة، وهي كالثغر والمرقب يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يطرقهم على غفلة، فإذا رأوه أعلموا أصحابهم ليتأهبوا له. وجمع المسلح: مسالح

(1)

.

قوله: "وكتب الله له بها عشر حسنات موجبات" أي يوجبن لصاحبهن الجنة.

قوله: "ومحا عنه عشر سيئات موبقات" أي مهلكات وتقدم الكلام على المحو.

قوله: "وكانت له بعدل عشر رقبات مؤمنات" العدل بالفتح المثل وما عادل الشيء من غير جنسه وبالكسر ما عادله من جنسه وكان نظيره

(2)

والله أعلم.

قوله: لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد [هو أبو الحارث الليث بن سعد ابن عبد الرحمن الفهمي، مولاهم المصري الإمام البارع، هو من تابعي التابعين. سمع عطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن أبي مليكة، ونافعا مولى ابن عمر، وسعيد المقبري، والزهري، ويحيى الأنصاري، وأبا الزبير، وخلائق غيرهم من التابعين، وآخرين من تابعيهم، روى عنه محمد بن عجلان، وهشام بن سعد، وهما من شيوخه، وقيس بن الربيع، وابن المبارك، وابن

(1)

النهاية (2/ 388).

(2)

النهاية (3/ 191).

ص: 503

وهب، وابن لهيعة، وعبد الله بن صالح كاتبه، وخلائق لا يحصون من الأئمة وغيرهم. وأجمع العُلماء على جلالته، وإمامته، وعلو مرتبته في الفقه والحديث. وهو إمام أهل مصر في زمانه، نقل أبو حاتم بن حبان، عن الشافعي، رضي الله عنه، أنه قال: كان الليث بن سعد أفقه من مالك، إلا أنه ضيعه أصحابه. وقال ابن وهب: ما كان في كتب مالك وأخبرني من أرضى من أهل العلم، فهو الليث بن سعد. وقال محمد بن سعد: كان الليث مولى لقريش، ولد سنة ثلاث أو أربع وتسعين، وكان ثقة، كثير الحديث وصحيحه، وكان استقل بالفتوى في زمانه بمصر، وكان سريًّا، نبيلًا، سخيًّا، وقال أحمد بن حنبل: الليث كثير العلم، صحيح الحديث، ليس في هؤلاء المصريين أثبت منه، ما أصح حديثه، فقال أحمد: رأيتُ من رأيتُ، فلم أر مثل الليث، كان فقيه البدن، عربي اللسان، يحسن القرآن والنحو، ويحفظ الحديث والشعر، حسن الذاكرة، وعد خصالا جميلة عنه حتى بلغ عشرا. وأقوال العُلماء في فضله كثيرة مشهورة، وقال قتيبة بن سعيد: لما قدم الليث المدينة، أهدى له مالك بن أنس من طرف المدينة، فبعث إليه الليث ألف دينار. وقال محمد بن رمح صاحب الليث: كان دخل الليث ثمانين ألف دينار، يعني فى السنة، وما وجبت عليه زكاة قط. توفي الليث في شعبان. قال ابن بكير: توفي الليث سنة خمس وسبعين ومائة. وقال ابن حبان: سنة ست أو سبع وسبعين. وقال ابن سعد: سنة خمس وستين، رضي الله عنه

(1)

].

(1)

تهذيب الأسماء واللغات (2/ 73 - 74 ترجمة 536).

ص: 504

681 -

وَعَن أبي أَيُّوب رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "من قَالَ إِذا أصبح: لا إِلَه إِلَّا الله وَحده لا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كلّ شَيْء قدير عشر مَرَّات كتب الله لَهُ بِهن عشر حَسَنَات ومحا بِهن عشر سيئات وَرفع لَهُ بِهن عشر دَرَجَات وَكن لَهُ عدل عتاقة أَربع رِقَاب وَكن لَهُ حرسا حَتَّى يُمْسِي وَمن قالهن إِذا صلى الْمغرب دبر صلَاته فَمثل ذَلِك حَتَّى يصبح" رَوَاهُ أَحْمد وَالنَّسَائِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَهَذَا لَفظه، وَفِي رِوَايَة لَهُ:"وَكن لَهُ عدل عشر رِقَاب"

(1)

.

قوله: عن أبي أيوب الأنصاري، تقدم الكلام على فضائله.

قوله: "من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير عشر مرات" الحديث، تقدم الكلام على

(1)

أخرجه ابن المبارك في الزهد (1124 و 1125)، والضبى في الدعاء (156)، وابن أبي شيبة في المسند (2) والمصنف 6/ 58 (29454) و 7/ 171 (35067)، وأحمد (23518) و 5/ 418 (23546) و (23568) و 5/ 422 (23583)، وعبد بن حميد (221)، والفسوى في المعرفة والتاريخ (2/ 684 - 685) و (3/ 129)، والحارث (1049)، والنسائي في الكبرى (9861 و 9862 و 9870)، وأبو عوانة (11829)، والطحاوى في المشكل (11829)، وابن حبان (2023)، والطبراني في الكبير (4/ 128 رقم 3884) و (4/ 164 - 165 رقم 4016 - 4023).

وقال الهيثمي في المجمع 1084: رواه أحمد، والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، وفي رجال الطبراني الحجَّاج بن نصير، وقد ضعفه الجمهور، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ ويهم، وبقية رجاله ثقات. وصححه الألباني في الصحيحة (113 و 2563) وصحيح الترغيب (474).

ص: 505

ألفاظه في الأحاديث المتقدمة.

قوله: "وكن له عدل عتاقة أربع رقاب" أي مثل ثواب إعتاق عشر رقاب.

قوله: "وكن له حرسا حتى يمسي" تقدم معنى الحرس وهم المسلحة.

قوله: "ومن قالهن إذا صلى المغرب دبر صلاته فمثل ذلك حتى يصبح" وروى عن علي رضي الله عنه مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم "المغرب سيدة كلّ صلاة" وروى أن أفضل الصلاة عند الله تعالى صلاة المغرب لم يحطها عن مسافر ولا مقيم فتح الله بها صلاة الليل ويختم بها صلاة النهار.

فائدة: للمغرب اسمان:

- الأول: المغرب لأنها تدخل بالغروب.

- والثاني: صلاة الشاهد واختلفوا في تسميتها بذلك فقيل لأنها لا قصر فيها للمسافر بل يصليها كصلاة الشاهد أي الحاضر ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه" أي حاضر.

وقيل الشاهد النجم الذي يطلع عقب الغروب وبه سميت لأنه كالشاهد على دخول الوقت وعلى غياب الشمس وفي صحيح مسلم "ثم لا صلاة بعدها" أي بعد صلاة العصر حتى تغيب الشمس ويطلع الشاهد قاله في كتاب القدوة

(1)

.

682 -

وَعَن معَاذ بن جبل رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: "من قَالَ حِين ينْصَرف من صَلَاة الْغَدَاة لا إِلَه إِلَّا الله وَحده لا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد

(1)

القول التمام (ص 182).

ص: 506

بِيَدِهِ الْخَيْر وَهُوَ على كلّ شَيْء قدير عشر مَرَّات أعطي بِهن سبعا كتب الله لَهُ بِهن عشر حَسَنَات ومحا عَنهُ بِهن عشر سيئات وَرفع لَهُ بِهن عشر دَرَجَات وَكن لَهُ عدل عشر نسمات وَكن لَهُ حفظا من الشَّيْطَان وحرزا من الْمَكْرُوه وَلم يلْحقهُ فِي ذَلِك الْيَوْم ذَنْب إِلَّا الشّرك بِالله وَمن قالهن حِين ينْصَرف من صَلَاة الْمغرب أعطي مثل ذَلِك ليلته" رَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا وَالطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد حسن وَاللَّفْظ لَهُ

(1)

الْعدْل بِالْكَسْرِ وفتحه لُغَة هُوَ الْمثل وَقَالَ بَعضهم: الْعدْل بِالْكَسْرِ مَا عَادل الشَّيْء من جنسه وبالفتح مَا عادله من غير جنسه.

قوله: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.

قوله: "من قال حين ينصرف من صلاة الغداة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير عشر مرات" الحديث تقدم أن المراد بصلاة الغداة صلاة الصبح وأن النووي نقل في شرح المهذب كراهة تسميتها بذلك.

قوله: "أعطي بهن سبعا كتب الله له بهن عشر حسنات" الحديث تقدم الكلام على تفسير هذه الألفاظ.

وقوله: "وكن له عدل عشر نسمات" قال الحافظ العدل بالكسر وفتحه لغة

(1)

أخرجه النسائي في الكبرى (9877)، والطبراني في الدعاء (706) والكبير (20/ 65 رقم 119)، والدارقطنى في العلل (6/ 46). وقال الهيثمي في المجمع 10/ 109: رواه الطبراني من طريق عاصم بن منصور، ولم أجد من وثقه ولا ضعفه، وبقية رجاله ثقات. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (475).

ص: 507

هو المثل وقال بعضهم العدل بالكسر ما عادل الشيء من جنسه وبالفتح ما عادله من غير جنسه

(1)

انتهى.

قوله: "وكن له حفظا من الشيطان وحرزا من المكروه" سيأتي الكلام على ذلك في الحديث بعده.

683 -

وَعَن أبي أُمَامَة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: "من قَالَ دبر صَلَاة الْغَدَاة: لا إِلَه إِلَّا الله وَحده لا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد يحيي وَيُمِيت بِيَد الْخَيْر وَهُوَ على كلّ شَيْء قدير مائَة مرّة قبل أَن يثني رجلَيْهِ كَانَ يَوْمئِذٍ من أفضل أهل الأرْض عملا إِلَّا من قَالَ مثل مَا قَالَ أَو زَاد على مَا قَالَ" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط بِإِسْنَاد جيد

(2)

وَرَوَاهُ فِيهِ وَفِي الْكَبِير أَيْضًا من حَدِيث أبي

(1)

النهاية (3/ 191).

(2)

أخرجه الطبراني في الأوسط (7/ 175 رقم 7200) والكبير (8/ 280 رقم 8075). وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي غالب إلا آدم بن الحكم، ولا رواه عن آدم إلا عبد الصمد بن عبد الوارث.

وقال الهيثمي في المجمع 10/ 85: رواه الطبراني، وفيه سليم بن عثمان الطائي، ثم الفوزي: أبو عثمان الحمصي كما في الميزان، وقد ضعفه غير واحد من قبل حفظه، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: لم يرو عنه غير سليمان بن سلمة الخبائري، وهو ضعيف، فإن وجد له راو غيره اعتبر حديثه، ويلزق به ما يتساهل من جرح أو تعديل، وذكره ابن أبي حاتم، وقال: عن أبيه.

وروى عنه محمد بن عوف، وأبو عتبة: أحمد بن أبي الفرج، وهو مجهول، وعنده عجائب، وقد روى عنه ثلاثة، وبقية رجاله رجال الصحيح. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (476).

ص: 508

الدَّرْدَاء وَلَفظه: "من قَالَ بعد صَلَاة الصُّبْح وَهُوَ ثَان رجلَيْهِ قبل أَن يتكَلَّم لا إِلَه إِلَّا الله وَحده لا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد يحيي وَيُمِيت بِيَدِهِ الْخَيْر وَهُوَ على كلّ شَيْء قدير عشر مَرَّات كتب الله لَهُ بِكُل مرّة عشر حَسَنَات ومحا عَنهُ عشر سيئات وَرفع لَهُ عشر دَرَجَات وَكن لَهُ فِي يَوْمه ذَلِك حرْزا من كلّ مَكْرُوه وحرسًا من الشَّيْطَان الرَّجِيم وَكَانَ لَهُ بِكُل مرّة عتق رَقَبَة من ولد إِسْمَاعِيل ثمن كلّ رَقَبَة اثْنَا عشر ألفا وَلم يلْحقهُ يَوْمئِذٍ ذَنْب إِلَّا الشّرك بِالله وَمن قَالَ ذَلِك بعد صَلَاة الْمغرب كَانَ لَهُ مثل ذَلِك"

(1)

.

قوله: عن أبي أمامة هو الباهلي واسمه صدي تقدم.

قوله: "من قال دبر صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير مائة مرة قبل أن يثني رجليه كان يومئذ من أفضل أهل الأرض عملا إلا من قال مثل ما قال أو زاد على ما قال" الحديث فيه دليل على أنه لو قال هذا التهليل أكثر من مائة مرة في اليوم كان له هذا الأجر المذكور في الحديث على المائة ويكون له ثواب آخر على الزيادة وليس هذا من الحدود التي نهي عن مجاوزة أعدادها وأن زيادتها لا

(1)

أخرجه الطبراني في الأوسط (5/ 50 - 51 رقم 4643). وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم بن أبي عبلة إلا هانئ بن عبد الرحمن ورديح بن عطية، تفرد به: موسى بن محمد.

وقال الهيثمي في المجمع 10/ 108: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه موسى بن محمد بن عطاء البلقاوي، وهو متروك. وقال الألبانى: موضوع ضعيف الترغيب (251).

ص: 509

فضل فيها أو تبطلها كالزيادة في عدد الطهارة وعدد ركعات الصلاة، ويحتمل أن يكون المراد مطلق الزيادة سواء كانت من التهليل أو من غيره أو منه ومن غيره قال وهذا الاحتمال أظهر وظاهر إطلاق الحديث أنه يحصل هذا الأجر المذكور في هذا الحديث لمن قال هذا التهليل مائة مرة في نومه سواء قالها متوالية أو متفرقة في مجالس أو بعضها أول النهار وبعضها آخره لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية في أول النهار لتكون حرزا له في جميع نهاره

(1)

والله أعلم.

قوله: في رواية للطبراني في الكبير من حديث أبي الدرداء "وكن له في يومه ذلك حرزا من كلّ مكروه وحرسا من الشيطان" الحديث، يعني أن الله تعالى يحفظه من الشيطان في ذلك اليوم فلا يقدر منه على مذلة ولا وسوسة ببركة تلك الكلمات قال العُلماء يعني أن هذه الكلمات ثوابها عظيم بمنزلة ثواب من أعتق عشر رقاب كما مر في الأحاديث المتقدمة وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من أعتق رقبة واحدة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار" ثم يزاد مع ذلك "كتب مائة حسنة ومحا مائة سيئة" فجمع له ذلك كلّه وكل واحدة من هذه الحسنات مضاعفة بعشر كما قال تعالى:{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}

(2)

قال وهذه الأجور العظيمة والفوائد الجمة إنما تحصل كاملة لمن قام بحق هذه الكلمات فأحضر معناها بقلبه وتأملها بفهمه واتضحت له معانيها وخاض في بحار معرفتها ورتع في رياض زهرتها ووصل

(1)

شرح النووي على مسلم (17/ 17).

(2)

سورة الأنعام، الآية:160.

ص: 510

بها إلى عين اليقين فإن لم يكن فإلى علم اليقين وهذا هو الإحسان في الذكر فإنه من أعلى العبادات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الإحسان: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" ثم لما كان الذاكرون في إدراكاتهم وفهومهم مختلفين كانت أجورهم على ذلك بحسب ما أدركوا وعلى هذا ينزل اختلاف مقادير الأجور والثواب المذكور في أحاديث الأذكار فإنك تجد في بعضها ثوابا عظيما مضاعفا وتجد تلك الأذكار بأعيانها في رواية أخرى أكثر أو أقل اتفق ههنا في حديث أبي هريرة فإن فيه من قالها مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب

(1)

.

وفي حديث أبي أيوب "كانت له عدل أربع رقبات" وعلى هذا فمن قال هذا مائة مرة كان له عدل أربعين رقبة فيرجع الاختلاف إلى أحوال الذاكرين

(2)

والله أعلم.

684 -

وَعَن عبد الرَّحْمَن بن غنم رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ: "من قَالَ قبل أَن ينْصَرف ويثني رجلَيْهِ من صَلَاة الْمغرب وَالصُّبْح لا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد يحيى وَيُمِيت وَهُوَ على كلّ شَيْء قدير عشر مَرَّات كتب الله لَهُ بِكُل وَاحِدَة عشر حَسَنَات ومحا عَنهُ عشر سيئات وَرفع لَهُ عشر دَرَجَات وَكَانَت لَهُ حرْزا من كلّ مَكْرُوه وحرزا من الشَّيْطَان الرَّجِيم وَلم يحل للذنب أَن يُدْرِكهُ إِلَّا الشّرك وَكَانَ من أفضل النَّاس عملا إِلَّا رجلًا

(1)

المفهم (22/ 81 - 82).

(2)

المفهم (22/ 82).

ص: 511

يفضله يَقُول أفضل مِمَّا قَالَ" رَوَاهُ أَحْمد وَرِجَاله رجال الصَّحِيح غير شهر بن حَوْشَب وَعبد الرَّحْمَن بن غنم مُخْتَلف فِي صحبته وَقد رُوِيَ هَذَا الحَدِيث عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة رضي الله عنهم

(1)

.

قوله: عن عبد الرحمن بن غنم هو عبد الرحمن بن غنم بن كريب بن هانئ بن ربيعة الأشعري ذكره ابن يونس وابن منده وآخرون في الصحابة وأنكر ابن أبي حاتم وآخرون صحبته وقالوا هو تابعي مخضرم وكان مسلما في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره وقال الأولون قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفينة مع أبي موسى الأشعري وأصحابه كان يسكن فلسطين وقدم دمشق قال ابن يونس قدم مصر مع مروان بن الحكم سنة خمس وستين وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وسمع عمر بن الخطاب وعليا ومعاذا وأبا الدرداء وأبا مالك الأشعري وغيرهم ويعرف بصاحب معاذ لكثرة لزومه له وكان عبد الرحمن أفقه أهل الشام وعليه تفقه عامة التابعين بالشام وكان له جلالة وقدر توفي سنة ثمان وسبعين والله أعلم

(2)

.

قوله: "من قال قبل أن ينصرف ويثني رجليه من صلاة المغرب والصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كلّ

(1)

أخرجه أحمد 4/ 227 (17990)، والدارقطنى في العلل (11/ 76). وقال الهيثمي في المجمع 10/ 108: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير شهر بن حوشب، وحديثه حسن. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (477).

(2)

تهذيب الأسماء واللغات (1/ 302 - 303 ترجمة 358).

ص: 512

شيء قدير عشر مرات" الحديث تقدم معنى الحديث والكلام عليه في الأحاديث المتقدمة والله أعلم.

685 -

وَرُوِيَ عَن معَاذ بن جبل رضي الله عنه قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: "من قَالَ بعد صَلَاة الْفجْر ثَلَاث مَرَّات وَبعد الْعَصْر ثَلَاث مَرَّات أسْتَغْفر الله الَّذِي لا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم وَأَتُوب إِلَيْهِ كفرت عَنهُ ذنُوبه وَإِن كَانَت مثل زبد الْبَحْر" رَوَاهُ ابْن السّني فِي كِتَابه

(1)

.

قَالَ الْحَافِظ: وَأما مَا يَقُوله دبر الصَّلَوَات إِذا أصبح وَإِذا أَمْسَى فَلِكُل مِنْهُمَا بَاب يَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَتقدم فِي بَاب الرحلة فِي طلب الْعلم حَدِيث قبيصَة وَفِيه أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ يَا قبيصَة إِذا صليت الصُّبْح فَقل ثَلَاثًا سُبْحَانَ الله الْعَظِيم وَبِحَمْدِهِ تعافى من الْعَمى والجذام والفلج رَوَاهُ أَحْمد

(2)

.

قوله عن معاذ بن جبل تقدم.

قوله: "من قال بعد صلاة الفجر ثلاث مرات وبعد العصر ثلاث مرات أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه كفرت عنه ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر" الحديث تقدم أن الصبح لها أسماء من جملتها تُسمّى

(1)

أخرجه ابن السنى في اليوم والليلة (126). وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (252).

(2)

أخرجه أحمد 5/ 60 (20602)، والطبراني في الكبير (18/ 368 رقم 940)، وابن بشران (1133).

قال الهيثمي في المجمع 1/ 132: رواه أحمد، وفيه رجل لم يسم. وقال في 10/ 111: رواه الطبراني، وفيه نافع: أبو هرمز، وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (71) و (252).

ص: 513

الفجر والبرد.

قوله: "أستغفر الله" أي أطلب المغفرة فإن السين للطلب ولا فرق بين أستغفر الله واللهم اغفر لي، ووقع في كلام رابعة العدوية استغفارنا يحتاج إلى استغفار كثير وعن بعضهم الاستغفار باللسان توبة الكاذبين

(1)

وما أوقعهم في هذا إلا أنهم ظنوا أن هذا معناه التوبة فنظروا إلى شروط التوبة وهى الندم والإقلاع والعزم على عدم العود فوجدوها مخلة باصرارهم على ما هم عليه في هذا

(2)

والحكمة في الاستغفار عقب الصلاة أن الدعاء إذا تقدمه عمل صالح وجب إجابته ويحتمل أنه شرع بسبب تقصير أو غفلة أو خلل يقع في صلاة الشخص ففعله تعليما للأمة وأما تكراره ثلاثًا وكذلك في كثير من الأدعية فلما فيه من الإلحاح والافتقار والاحتياج للمطلوب للدعاء

(3)

، وقوله اللهم هذه الميم عوض عن يا النداء

(4)

وقال بعضهم إنها جامعة لتنزيهه سبحانه وتعالى

(5)

والله أعلم قاله في شرح الإلمام.

والمراد بتكفير الذنوب الصغائر وتقدم تفسير زبد البحر في الأحاديث قبله وفي رواية أخرى "كفرت عنه ذنوبه وإن كان فر من الزحف" أي فر من الجهاد

(1)

الأذكار (ص 622).

(2)

انظر: المفهم (2/ 32)، وجامع العلوم والحكم (3/ 1168).

(3)

انظر: إكمال المعلم (2/ 543)، وشرح النووي (4/ 202)، والنفح الشذى (4/ 563)، واللامع الصبيح (15/ 345)، وفتح البارى (11/ 102).

(4)

الزاهر (1/ 51)، وكشف المشكل (2/ 298)، والمفهم (5/ 19).

(5)

شرح أبي داود (2/ 357).

ص: 514

ولقاء العدو في الحرب والزحف الجيش يزحفون إلى العدو أي يمشون يقال زحف الجيش زحفا إذا مشى إليه نحوه

(1)

والله أعلم.

قوله: وتقدم في باب الرحلة في طلب العلم حديث قبيصة فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "يا قبيصة إذا صليت الصبح فقل ثلاثًا سبحان الله العظيم وبحمده تعافى من العمى والجذام والفلج" وفي رواية: "والبرص" وفي حديث أبي هريرة "الفلج داء الأنبياء" وهو داء معروف يرخي بعض البدن وتقدم الكلام عليه وعلى بقية الألفاظ هناك.

(1)

النهاية (2/ 297).

ص: 515