الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخرجه أحمد (4/ 195)، وابنه عبد الله بن زيادات المسند (4/ 190)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 7)، والضياء في المختارة (9/ 207/ 192 و 193).
ب - ورواه أيضًا: حرملة بن يحيى، وإبراهيم بن المنذر [صدوق]، ويعقوب بن حميد بن كاسب [صدوق ربما وهم]:
ثلاثتهم: عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، قال: حدثنا سليمان بن زياد الحضرمي: أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء، يقول: كنا نأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الخبز واللحم، ثم نصلي ولا نتوضأ.
أخرجه ابن ماجه (3300)، وابن حبان (4/ 539/ 1657)، والضياء في المختارة (9/ 206 و 190/ 207 و 191).
وكلا الإسنادين محفوظ عن ابن وهب، إذ قد رواه بالوجهين عن ابن وهب: راويته؛ حرملة بن يحيى.
وعليه: فهو حديث صحيح؛ إسناده الأول: رجاله ثقات رجال مسلم؛ خلا عقبة بن مسلم، وهو ثقة، وإسناده الثاني: رجاله ثقات رجال الشيخين؛ خلا سليمان بن زياد الحضرمي المصري، وهو ثقة سمع عبد الله بن الحارث، فهو إسناد صحيح متصل.
2 -
وقد رواه ابن لهيعة، قال: أخبرني سليمان بن زياد الحضرمي، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، قال: أكلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طمامًا في المسجد، لحمًا قد شوي، فمسحنا أيدينا بالحصباء، ثم قمنا نصلي ولم نتوضأ.
وقرن ابن لهيعة - في روايته -: خالد بن أبي عمران مع سليمان بن زياد [عند أحمد].
أخرجه ابن ماجه (3311)، والترمذي في الشمائل (165)، وأحمد (4/ 190 و 191)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (183)، والطحاوي (1/ 66).
وهذه متابعة جيدة؛ لكنه منكر بهنه الزيادة: "فمسحنا أيدينا بالحصباء"، صحيح بدونها.
***
75 - باب التشديد في ذلك
194 -
. . . شعبة: حدثني أبو بكر بن حفص، عن الأغر، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوضوء مما أنضجت النار".
• حديث صحيح.
أخرجه أحمد (2/ 458)، وابن حبان (3/ 426/ 1148)، والبزار (15/ 58/ 8275)، وأبو يعلى (11/ 21/ 6161).
وقد اختلف فيه على شعبة:
أ - فرواه يحيى بن سعيد القطان، ومعاذ بن معاذ العنبري، ومحمد بن جعفر [وهم من أثبت أصحاب شعبة]:
ثلاثتهم عن شعبة به هكذا.
ب - وخالفهم: عبد الصمد بن عبد الوارث [وهو ثبت في شعبة]، فقال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا أبو بكر بن حفص، عن الأغر، عن رجل آخر، عن أبي هريرة به مرفوعًا.
رواه أحمد (4/ 28)، قال: حدثنا عبد الصمد به.
ورواية الجماعة أولى؛ فهم أثبت في شعبة من عبد الصمد، وسماع سلمان الأغر أبي عبد الله من أبي هريرة: ثابت [انظر: التاريخ الكبير (4/ 137)].
بل وفي هذا الحديث على وجه الخصوص ليس بينهما واسطة، فقد صرح الأغر بسماعه من أبي هريرة، ففي مسند الإمام أحمد (2/ 458)، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بكر بن حفص، قال: سمعت الأغر، قال: سمعت أبا هريرة، يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"توضؤوا مما أنضجت النار".
ج - ورواه محمد بن جعفر، وعبد الصمد أيضًا، وتابعهم: حرمي بن عمارة [صدوق يهم، أنكر عليه أحمد حديثين من حديث شعبة. التقريب (229)، التهذيب (2/ 213)]:
ثلاثتهم: عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن ابن شهاب، عن ابن أبي طلحة، عن أبي طلحة مرفوعًا بمثله.
أخرجه النسائي (1/ 106/ 178)، وأحمد (4/ 28 و 30)، والروياني (974)، والهيثم بن كليب (3/ 27 / 1075)، والطبراني في الكبير (5/ 103/ 4728).
والذي أراه أن كلا الإسنادين محفوظ عن شعبة عن أبي بكر بن حفص، إذ قد رواه عن شعبة بالإسنادين: غندر، وعبد الصمد.
• وعليه، فإن الإسناد الأول: إسناد صحيح، رجاله رجال الشيخين.
وأما الإسناد الثاني: فرجاله ثقات، وابن أبي طلحة: قال ابن حجر في التقريب (1250): "وروى الزهري عن ابن أبي طلحة عن أبيه: في الوضوء، فكأنه: عبد الله، والد إسحاق"، فتبع في ذلك المزي والذهبي [تهذيب الكمال (34/ 455)، الميزان (4/ 593)، الكاشف (2/ 480)]، وهو الصحيح، فقد جاء مصرحًا باسمه في رواية الشاشي الهيثم بن كليب.
وسئل الدارقطني عن هذا الإسناد الثاني فقال: "تفرد به أبو بكر بن حفص عن الزهري عن ابن أبي طلحة عن أبيه، وعند الزهري فيه أسانيد محفوظات عنه:
منها: عن أبي طلحة، عن أبي سفيان بن سعيد بن الأخنس، عن أم حبيبة.
وعن سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان، عن عروة، عن عائشة.
وعن عمر بن عبد العزيز، عن ابن قارظ، عن أبي هريرة
…
" [العلل (6/ 13 - 4 1)، [وانظر: العلل (8/ 327)].
وحديث أبي هريرة هذا: صحيح ثابت من وجوه متعددة.
• ولشعبة فيه إسناد آخر:
يرويه عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن عمرو بن عبدٍ القاري، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "توضؤوا مما مست النار".
أخرجه النسائي (1/ 106/ 175)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (1614)، والمحاملي في الأمالي (446).
• ورواه شعبة أيضًا: عن عمرو به بإسناده، لكن جعله من مسند أبي أيوب.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 141)، والنسائي (1/ 106/ 176)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (1612)، والطبراني في الكبير (4/ 3929/140)، والحاكم في المعرفة (85)، والحازمي في الاعتبار (29).
• وروي عن شعبة أيضًا: عن عمرو به بإسناده، لكن من مسند أبي طلحة؛ وما تقدم أصح.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 141)، والنسائي (1/ 106/ 177)، وأبو يعلى (3/ 1429/19)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (1613)، وابن قانع في المعجم (1/ 232)، والطبراني في الكبير (5/ 104/ 4730).
وانظر: علل الدارقطني (6/ 121)، وفيه:"قول ابن أبي عدي عن شعبة أصح"، يعني الأولين: عن أبي هريرة، وعن أبي أيوب، دون الثالث.
• وصح عن شعبة أيضًا فيه إسناد آخر:
رواه الإمام أحمد (4/ 28)، والبزار (16/ 149/ 9246)، وابن الأعرابي في المعجم (446):
من طريق شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"توضؤوا مما غيرت النار".
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وتقدم ذكره تحت الحديث المتقدم برقم (192).
• ومما في الصحيح من طرق حديث أبي هريرة:
ما رواه ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني عمر بن عبد العزيز: أن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ أخبره: أنه وجد أبا هريرة يتوضأ على المسجد، فقال: إنما أتوضأ من أثوار أقط أكلتها؛ لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "توضؤوا مما مست النار".
أخرجه مسلم (352)، وأبو عوانة (1/ 225/ 747)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (1/ 392/ 783)، والنسائي (1/ 105/ 171 - 173)، وابن حبان (3/ 425 و 426/ 1146 و 1147)، وأحمد (2/ 265 و 271 و 427 و 470 و 478 - 479)، والطيالسي (4/ 131/ 2498)، وعبد الرزاق (1/ 172 و 667/ 173 و 668)، وابن أبي شيبة (1/ 53/ 549)، والباغندي في مسند عمر بن عبد العزيز (24 - 28) و (86)، وابن المنذر في الأوسط (1/ 216 - 217/ 111)، والطحاوي (1/ 63)، والطبراني في الأوسط (1/ 60/ 166)، والدارقطني في العلل (8/ 303 - 310)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 362 - 363)
وقال: "صحيح ثابت". والبيهقي (1/ 155)، والحازمي في الاعتبار (28)، وقال:"هذا حديث صحيح؛ تفرد مسلم بإخراجه من حديث ابن قارظ".
وقال الدارقطني في العلل (8/ 303) بعدما ذكر ما عند الزهري من أسانيد في هذا الحديث: "وكل ما ذكرناه: محفوظ عن الزهري؛ صحيح عنه".
وانظر علل الحديث لابن أبي حاتم (1/ 215/ 191)، وشرح العلل لابن عبد الهادي (266/ 268).
• ومما صح أيضًا من طرق حديث أبي هريرة:
أ - ما رواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوضوء مما مست النار، ولو من ثور أقط".
قال: فقال له ابن عباس: يا أبا هريرة أنتوضأ من الدهن؟ أنتوضأ من الحميم؟ قال: فقال أبو هريرة: يا ابن أخي إذا سمعت حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تضرب له مثلًا.
أخرجه الترمذي (79)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه (66)، وابن ماجه (485)، وأحمد (2/ 503)، وعلي بن حجر في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (178)، وأبو يعلى (10/ 388/ 5986)، والطحاوي (1/ 63)، وابن الأعرابي في المعجم (1726)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 160)، والخطيب في الموضح (2/ 446)، وفي الفقيه والمتفقه (1/ 384).
وإسناده حسن، قال الدارقطني في العلل (8/ 32):"وهو صحيح عنه"، يعني: عن محمد بن عمرو.
ب - وما رواه يحيى بن أبي كثير، عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي: أنه سمع المطلب بن عبد الله بن حنطب، يقول: قال ابن عباس: أتوضأ من طعام أجده في كتاب الله حلالًا لأن النار مسته؟!!، فجمع أبو هريرة حصى، فقال: أشهد عدد هذا الحصى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "توضؤوا مما مست النار].
أخرجه النسائي (1/ 106/ 174)، وأحمد (2/ 529)، والطحاوي (1/ 63).
وهذا الإسناد رجاله ثقات، إلا أنه لا يعرف للمطلب سماع من ابن عباس، ولا من أبي هريرة [المراسيل (209)، جامع التحصيل (281)، تحفة التحصيل (307)، التاريخ الأوسط (1/ 91)].
• ولحديث أبي هريرة طرق أخرى كثيرة؛ أخرجها من حيث الجملة:
ابن سعد في الطبقات (7/ 158)، والطحاوي (1/ 63)، وأبو يعلى (11/ 486/ 6605)، والعقيلي (4/ 390)، والطبراني في الأوسط (1/ 220/ 722) و (2/ 353 و 359/ 2209 و 2226) و (7/ 17/181 72)، وابن المقرئ في المعجم (360)، وابن شاهين في الناسخ (60)، والدارقطني في الغرائب والأفراد (5/ 157 - 158 - أطرافه)، وانظر: علل الدارقطني (8/ 249).
***
195 -
. . . عن أبي سلمة: أن أبا سفيان بن سعيد بن المغيرة حدثه: أنه دخل على أم حبيبة فسقته قدحًا من سويق فدعا بماء فتمضمض، فقالت: يا ابن أختي ألا توضأ؛ إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "توضؤوا مما غيرت النار"، أو قال:"مما مست النار".
قال أبو داود: في حديث الزهري: يا ابن أخي.
• حديث حسن.
وهذا الحديث قد رواه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: يحيى بن أبي كثير، وابن شهاب الزهري، ورواه أبو داود من طريق يحيى بن أبي كثير.
وقد وهم فيه على الزهري: زمعة بن صالح فأبهم اسم أبي سفيان بن سعيد [عند: الطيالسي (1697)، والخطيب في المبهمات (123)].
ووهم فيه أيضًا على الزهري: عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، فدخل له حديث في حديث، وجعل عبيد الله بن عبد الله، بدل: أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال الدارقطني في العلل:"ووهم فيه"[عند: أحمد (6/ 327)، وابن أبي حاتم في العلل (1/ 157/ 63)، والدارقطني في العلل (15/ 285/ 4030)، وانظر فيه بقية الأوهام].
ورواه عامة أصحاب الزهري على الوجه الصحيح موافقًا فيه لرواية يحيى بن أبي كثير:
كلاهما: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سفيان بن سعيد بن المغيرة بن الأخنس، عن أم حبيبة به.
أخرجه أبو داود (195)، النسائي (1/ 107/ 180 و 181)، وأحمد (6/ 326 و 327 و 328 و 426 و 427)، والطيالسي (3/ 168/ 1697)، وعبد الرزاق (1/ 172/ 665 و 666)، وابن أبي شيبة (1/ 53/ 550 و 551)، وإسحاق بن راهويه (4/ 239 و 243/ 2051 و 2057 و 2058)، وأبو يعلى (13/ 66/ 7145)، والطحاوي (1/ 62 و 63)، والطبراني في الأوسط (1/ 60/ 167)، وفي الكبير (23/ 237 - 239 و 244/ 462 - 471 و 488 و 489)، والخطيب في الأسماء المبهمة (123).
وانظر: ضعفاء العقيلي (4/ 390).
وهذا إسناد متصل؛ رجاله ثقات غير أبي سفيان بن سعيد؛ فإنه لم يرو عنه سوى التابعي الجليل: أبي سلمة بن عبد الرحمن، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يأت بما ينكر، فحديثه مقبول لكثرة شواهده؛ لا سيما وهو ابن أخت أم حبيبة؛ أعني: من أهل بيتها، والراوي عنه: تابعي فقيه جليل، أحد بحور العلم في زمانه، وهذا مما يرفع من شأنه ويقويه [التقريب (1154)، وقال: "مقبول". الكاشف (2/ 430)، الميزان (4/ 531)].
• ولحديث أبي هريرة وأم حبيبة شواهد كثيرة، في الصحيح منها:
1 -
حديث زيد بن ثابت:
يرويه ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أن خارجة بن زيد الأنصاري أخبره: أن أباه زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الوضوء مما مست النار".
أخرجه مسلم (351)، وأبو نعيم في مستخرجه (1/ 783/392)، والنسائي (1/ 107/ 179)، والدارمي (1/ 200/ 726)، وأحمد في المسند (5/ 184 و 188 و 189 و 190 و 192)، وفي العلل (2/ 220/ 2071 و 2072) و (3/ 288/ 5281 و 5282)، والطحاوي (1/ 62)، والطبراني في الكبير (5/ 127 - 129/ 4833 - 4840)، وفى مسند الشاميين (4/ 251/ 3208)، وفي الأوسط (2/ 33/ 1146)، والبيهقي (1/ 155)، والخطيب في التاريخ (6/ 374)، وفي الفقيه والمتفقه (1/ 343).
هكذا رواه الجماعة عن الزهري، وكان معمر بن راشد فيما يبدو لي: إذا حدث من حفظه وهم في هذا الحديث فأسقط من الإسناد عبد الملك بن أبي بكر، وكان في كتاب معمر على الصواب كما حدث منه عبد الرزاق [انظر: مسند أحمد (5/ 189 و 190)، والعلل (2071 و 5281)، والمعجم الكبير (4839)].
2 -
حديث عائشة:
قال ابن شهاب: أخبرني سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان، وأنا أحدث هذا الحديث أنه سأل عروة بن الزبير عن الوضوء مما مست النار؟ فقال عروة: سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "توضؤوا مما مست النار".
أخرجه مسلم (353)، والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 18) و (6/ 408)، وأحمد (6/ 89)، والطحاوي (1/ 62)، والبيهقي (1/ 155)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (21/ 53 و 54).
وانظر الأوهام في هذا الإسناد: سنن ابن ماجه (486)، ومسند الشاميين (1/ 207/ 366)، والكامل (6/ 453)، وعلل الدارقطني (14/ 104/ 3450).
• وأما ما رواه ثواب بن يحيى بن أبي أنيسة، عن أبيه، عن الزهري، عن القاسم بن محمد، قال: سمعت عائشة تقول: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الوضوء مما مست النار حتى قبض.
فهو حديث باطل.
أخرجه ابن شاهين في الناسخ (63)، والجوزقاني في الأباطيل (1/ 526/ 336)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 603/364).
قال الجوزقاني: "هذا حديث باطل؛ لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن أبي أنيسة، ويحيى: متروك الحديث"[وانظر: العلل المتناهية، وتلخيصه (325) للذهبي].
• وفي الباب أيضًا عن:
3 -
أبي طلحة [عند: البخاري في التاريخ الكبير (5/ 284)، وأحمد (4/ 28)، وابن
أبي شيبة (1/ 53/ 552)، والروياني (990)، والدولابي في الكنى (2/ 534/ 968)، والطحاوي (1/ 62)، والشاشي (3/ 17 و 18 و 24/ 1062 - 1064 و 1070 و 1071)، والدارقطني في الأفراد (5/ 109 - 110)، وفي العلل (12/ 64/ 2425)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 77)، وابن عبد البر في التمهيد (2/ 155)].
4 -
معاذ بن جبل [عند: البزار (7/ 109/ 2666)، والطبراني في الكبير (20/ 71/ 134)، وفي مسند الشاميين (3/ 277/ 2251)].
5 -
سهل بن الحنظلية [عند: أحمد (4/ 180) و (5/ 289)، والطحاوي (1/ 64)، والطبراني في الكبير (6/ 98/ 5622)، والخطيب في الموضح (2/ 117)].
6 -
طلق بن علي [عند: ابن عدي في الكامل (6/ 149)].
7 -
أبي موسى الأشعري [عند: أحمد (4/ 397 و 413)، والروياني (535)، والطبراني في الأوسط (3/ 143/ 2740)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (3/ 198)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 400)].
8 -
عكراش بن ذؤيب [عند: الترمذي (1848)، وابن ماجه (3274)، وابن خزيمة (4/ 28/ 2282)، وابن سعد (7/ 74)، والدولابي في الكنى (3/ 1137/ 1982)، والعقيلي (3/ 125)، وابن حبان في المجروحين (2/ 184)، وأبي بكر الشافعي في الغيلانيات (939)، والطبراني في الكبير (18/ 82/ 154)، وفي الأوسط (6/ 180/ 6126)، وابن شاهين في الناسخ (71)، والبيهقي في الشعب (5/ 78/ 5844 و 5845)، وانظر: التاريخ الكبير (5/ 393) و (7/ 89)، سؤالات البرذعي (748)، التمهيد (3/ 354)، بيان الوهم (3/ 584/ 1377)].
9 -
ابن عمر [عند: الطبراني في الكبير (12/ 281 و 284/ 13117/ و 13378)، وفي الأوسط (2/ 257/ 1914)، وابن عدي في الكامل (5/ 223)، وابن أبي حاتم في العلل (1/ 71/ 191)، والدارقطني في العلل (12/ 280/ 2715)].
0 1 - أنس [عند: ابن ماجه (487)، والطبراني في مسند الشاميين (2/ 419/ 1614)، والدارقطني في العلل (12/ 64/ 2420)].
11 -
أم سلمة [عند: الطبراني في الكبير (23/ 301/ 675)، وفي مسند الشاميين (1/ 177/ 302)].
12 -
أبي سعد الخير [عند: ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 225/ 2210)، والدولابي في الكنى (1/ 102/ 210)، والطبراني في الكبير (22/ 306/ 776)، وفي مسند الشاميين (2/ 228/ 1239)، وأبي نعيم في معرفة الصحابة (6818/ 2907/5)، وابن عساكر (48/ 248 - 250)].
• وأما فقه المسألة:
فيقول ابن عبد البر في التمهيد (2/ 150 - ط إحياء التراث): "روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال: "توضؤوا مما غيرت النار" و"توضؤوا مما مست النار"، وذهب بعض من تكلم في تفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن قوله عليه السلام:"توضؤوا مما مست النار" أنه عنى به غسل اليد؛ لأن الوضوء مأخوذ من الوضاءة، وهي النظافة، فكأنه قال: فنظفوا أيديكم من غمر ما مست النار، ومن دسم ما مست النار، وهذا لا معنى له عند أهل العلم، ولو كان كما ظن هذا القائل لكان دسم ما لم تمسه النار، وودك ما لم تمسه النار: لا يتنظف منه، ولا تغسل منه اليد، وهذا لا يصح عند ذي لب، وتأويله هذا يدل على ضعف نظره وقلة علمه بما جاء عن السلف في هذه المسألة والله أعلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "توضؤوا مما مست النار" أمر منه بالوضوء المعهود للصلاة من أكل طعامًا مسته النار، وذلك عند أكثر العلماء، وعند جماعة أئمة الفقهاء: منسوخ بأكله صلى الله عليه وسلم طعامًا مسته النار، وصلاته بعد ذلك دون أن يحدث وضوءًا، فاستدل العلماء بذلك على أن أمره بالوضوء مما مسته النار منسوخ.
وأشكل ذلك على طائفة كثيرة من أهل العلم بالمدينة والبصرة، ولم يقفوا على الناسخ في ذلك من المنسوخ، أو لم يعرفوا منه غير الوجه الواحد، فكانوا يوجبون الوضوء مما مست النار، ويتوضؤون من ذلك.
…
[ثم ذكر ابن عبد البر جماعة منهم من الصحابة والتابعين ثم قال:] وكان ابن شهاب رحمه الله قد عرف الوجهين جميعًا في ذلك، وروى الحديثين المتعارضين في هذا الباب، وكان يذهب إلى أن قوله صلى الله عليه وسلم:"توضؤوا مما غيرت النار" ناسخ لفعله المذكور في حديث ابن عباس هذا ومثله.
وهذا مما غلط فيه الزهري مع سعة علمه، وقد ناظره أصحابه في ذلك، فقالوا: كيف يذهب الناسخ على أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وهم الخلفاء الراشدون؟ فأجابهم بأن قال: أعيى الفقهاء أن يعرفوا ناسخ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من منسوخه.
…
[ثم ذكر ابن عبد البر جماعة ممن روي عنهم مثل ما جاء عن ابن شهاب؛ مثل أبي هريرة وعائشة، ثم قال:] ومما يستبين به أن الأمر بالوضوء مما غيرت النار منسوخ: أن عبد الله بن عباس شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل لحمًا وخبزًا وصلى ولم يتوضأ، ومعلوم أن حفظ ابن عباس من رسول الله صلى الله عليه وسلم متأخر".
وقال في موضع آخر (5/ 61): "بعمل الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب: يوقف على الناسخ والمنسوخ؛ فافهم".
وقد ذكر ابن المنذر في الأوسط (1/ 213 - 226) اختلاف الناس في هذا الباب وحجة أكل فريق إلى أن قال: "وقال بعضهم: والدليل على أن الرخصة هي الناسخة: اتفاق الخلفاء الراشدين المهديين: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عثمان، وعلي بن أبي طالب صلوات الله عليهم: في ترك الوضوء، وقد ثبت أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، ولا يجوز أن يسقط عنهم جميعًا