الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علم ما يحتاجون إليه في الليل والنهار؛ إذ مما لا بد للناس منه الأكل والشرب، ولو كان الأكل حدثًا ينقض الطهارة ويوجب الوضوء لم يخف ذلك عليهم، ولم يذهب معرفة ذلك عليهم، وغير جائز أن يجهلوا ذلك
…
".
وانظر أيضًا: جامع الترمذي. الاستذكار (1/ 177)، الاعتبار. شرح السُّنَّة. وغيرها.
***
76 - باب في الوضوء من اللبن
196 -
. . . الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنًا، فدعا بماء فتمضمض، ثم قال:"إن له دسمًا".
• حديث متفق على صحته.
أخرجه البخاري في الصحيح (211 و 5609)، وعلقه في التاريخ الكبير (5/ 54)، ومسلم (358)، وأبو عوانة (1/ 227 و 228/ 756 - 758)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (1/ 395 و 396/ 790 و 791)، وفي الحلية (8/ 387)، والترمذي (89)، وقال:"حسن صحيح". وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه (72)، والنسائي (1/ 109/ 187)، وابن ماجه (498)، وابن خزيمة (47)، وابن حبان (3/ 433 و 434/ 1158 و 1159)، وأحمد (1/ 223 و 227 و 329 و 337 و 373)، وابن أبي شيبة (1/ 60/ 629)، وعبد بن حميد (9 64)، وأبو يعلى (4/ 307/ 2418)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (2389)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (3/ 296/ 647)، وأبو الفضل الزهري في حديثه (64 - 67)، وابن شاهين في الناسخ (90)، وابن جميع في معجم الشيوخ (388)، والبيهقي في السنن (1/ 160)، وفي الشعب (5/ 72/ 5823)، والبغوي في شرح السُّنَّة (268/ 1/ 170).
وقد وهم زمعة بن صالح على الزهري في هذا الحديث وهمًا قبيحًا، ودخل له حديث في حديث:
فقد رواه زمعة، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: حلب رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة وشرب من لبنها، ثم دعا بماء فمضمض فاه، وقال:"إن له دسمًا".
أخرجه ابن ماجه (501)، وابن حبان في المجروحين (1/ 391 - حمدي السلفي)، وابن الأعرابي في المعجم (460).
قال ابن حبان: "وهذا خطأ فاحش؛ قد أصاب إلى قوله: "من لبنها".
وقوله: فدعا بماء فمضمض فاه وقال: "إن له دسمًا": فهو عند الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس.
وبقية حديثه الأول: وأبو بكر عن يساره، وأعرابي عن يمينه، فناول الأعرابي، وقال:"الأيمن فالأيمن".
فجاء بأول حديث أنس، وألزق به حديث ابن عباس".
وانظر في الأوهام أيضًا: علل ابن أبي حاتم (1/ 72/ 193).
• وقد روي بلفظ الأمر من حديث أم سلمة وسهل بن سعد:
1 -
أما حديث أم سلمة:
فيرويه موسى بن يعقوب الزمعي، قال: حدثني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة، عن أبيه، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا شربتم اللبن فمضمضوا فإن له دسمًا".
أخرجه ابن ماجه (499)، وابن أبي ضيبة (1/ 60/ 630)، والطبراني في الكبير (23/ 702/ 310 و 703).
تنبيه: في بعض الروايات: "ابن أبي عبيدة عن أبيه"، وأراه وهمًا، انظر: تحفة الأشراف (13/ 17).
قال مغلطاي في شرح سنن ابن ماجه (2/ 504): "هذا حديث إسناده صحيح".
وليس كما قال؛ بل هو حديث منكر:
موسى بن يعقوب الزمعي: وإن وثقه ابن معين؛ فقد ضعفه جماعة، نعم؛ قال أبو داود:"هو صالح، روى عنه ابن مهدي، وله مشايخ مجهولون"، وذكره ابن حبان في العقات، وقال ابن عدي:"وهو عندي لا بأس به وبرواياته"، وقال ابن القطان:"ثقة".
لكن من هم أعلم من هؤلاء بعلم الحديث وعلله تكلموا في الرجل:
قال ابن المديني: "ضعيف الحديث، منكر الحديث"، وقال أحمد بن حنبل: إلا يعجبني حديثه"، وقال النسائي: "ليس بالقوي"، وقال الدارقطني: "ولا يحتج به"، وقال الساجي: "وقد روى عن عمه أبي عبيدة حديثًا منكرًا ليس عليه العمل
…
" [انظر: تاريخ الدوري (3/ 157)، الجرح والتعديل (8/ 168)، الثقات (7/ 458)، مشاهير علماء الأمصار (1114)، وقال: "وكان يغرب". ضعفاء النسائي (553)، العلل للدارقطني (5/ 113)، العلل لابن أبي حاتم (1/ 309/ 929)، التهذيب (8/ 433)، الميزان (4/ 227)، إكمال مغلطاي (12/ 43)، الكامل (6/ 343)، وغيرها].
وعليه: فهذا الحديث من جملة مناكيره لا سيما جعله "إذا شربتم اللبن فمضمضوا من قوله صلى الله عليه وسلم، والثابت أنه من فعله صلى الله عليه وسلم؛ كما في حديث ابن عباس المتفق عليه.
وأما أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة، وإن أخرج له مسلم في صحيحه (1454)، في رضاع الكبير، إلا أنه لم يحتج به على انفراده، وإنما أخرج له في المتابعات، فقد توبع على روايته عنده، وعندئذ لا يعتبر إخراج مسلم لحديثه توثيقًا له إذ لم يحتج به على انفراده، وإنما هو متابَع على روايته.
وعلى هذا فإن أبا عبيدة هذا: لم يوثق، وقد روى عنه جماعة، وقال ابن سعد:"وكان قليل الحديث"، فمثله لا يحتج به عند التفرد [انظر: الجرح والتعديل (9/ 404)،