الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوقفة الأولى
اعلم - وفقك الله - أن ما أصاب وما يصيب المسلمين في هذه الأزمان، وفي كل بلد من بلدانهم من تسلط للأعداء عليهم في كل مكان، إنما هو بسبب ذنوبهم وتقصيرهم في جنب الله تعالى:{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} .
فالبدع والخرافات، والشركيات والخزعبلات، وفساد الأخلاق والسلوكيات قائمة على قدم وساق، فالمسلمون اليوم - والله - بحاجة أكثر إلى جهاد أنفسهم قبل جهادهم لأعدائهم.
قال ابن القيم (1) رحمه الله تعالى: (ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعًا على جهاد العبد نفسه في ذات الله
…
كان جهاد النفس مقدمًا على جهاد العدو في الخارج وأصلًا له، فإنه ما لم يجاهد نفسه
(1) انظر: زاد المعاد (3/ 6 - 9) باختصار.
أولًا لتفعل ما أمرت به، وتترك ما نهيت عنه، ويحاربها في الله، لم يمكنه جهاد عدوه في الخارج).
إلى أن قال: (وأمرهم أن يجاهدوا فيه حق جهاده .. فحق جهاده أن يجاهد العبد نفسه؛ ليسلم قلبه ولسانه وجوارحه لله .. ويجاهد شيطانه بتكذيب وعده ومعصية أمره وارتكاب نهيه .. فينشأ من هذين الجهادين قوة وسلطان وعدة، يجاهد بها أعداء الله في الخارج بقلبه ولسانه ويده وماله؛ لتكون كلمة الله هي العليا .. ).
* * *