الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5-
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} .
6-
كان الرسول صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى والقدوة، يتميز بخصائص النبوة.
7-
تساوي المكلفين في الأحكام الشرعية، لا فرق بين عربي وأعجمي.
8-
قدرة الله عز وجل على إيجاد المسببات بدون سبب ظاهر إن الله على كل شيء قدير، يقول للشيء كن فيكون.
9-
بالإضافة إلى ما ذكر من القيم في التصوير النبوي من الحديث الشريف.
فمن رغب عن سنتي فليس مني:
أخرج البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "جاء ثلاثة رهط إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدًا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني".
التصوير البلاغي المستمد من المعاني الحقيقية، التي تواضع عليها علماء اللغة، لألفاظ الحديث الشريف وبلاغة أسلوبه، منها: بلاغة الاستفهام في قوله: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا" فليس المقصود منه الإجابة عن السؤال. وهو المعنى اللغوي للاستفهام، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد علم ما سألهم عنه، وما تقالوه من عبادتهم، لكن المراد نفي ما قالوه، ورفض ما
فهموه عن تعاليم الإسلام المسيرة، وإنكار ما سيفعلون من التشدد في العبادة، مستدلين بقولهم عنه: لقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال أحدهم: أمَّا أنا فإني أصلي الليل أبدًا. وقال آخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثالث: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فأنكر عليهم ذلك، ووضح لهم سماحة الإسلم ويسر شريعته، ومنها: ما توحيه كلمة "أما" من إشارتهم لما ينكره عليهم من الأمر الجلل، وتنبيههم إلى فظاعة قرارهم، وغلظة ما فرضوه على أنفسهم مما لا يطيقون "فالدين يسر لا عسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا"، وغيرها من القيم السامية، التي أوحى بها حرف التنبيه والاستفهام، في نسق أسلوبي ونظم بلاغي، وأكد هذه القيم بلفظ الجلالة، وما أعظمه؟! "إني وبلام الابتداء"، ومنها: أسلوب الحذف، وما يدل عليه من بلاغة الإيجاز، وهو أبلغ في النفس، فهو يحتاج إلى تأمل وطول نظر، فيكون أكثر إمتاعًا وأعظم تأثيرًا في قوله: "لكني أصوم وأفطر
…
إلخ "، والتقدير يدل عليه السياق والنسق البلاغي، وهو: أنا وإن تميزت عنكم بذلك، لكني أنا وأنتم بالنسبة للعبودية سواء، فأنا أصوم وأفطر.. إلخ، ومنها إضافة السنة في "سنتي" ونفيها عنه "فليس مني"، إضافة إلى ضميره، للدلالة على طريقته في التشريع، والإعراض عن العمل بها، فالمراد ما جاء به عن ربه عز وجل من تشريع، يشتمل على الطاعة في أمر الله ونهيه.
التصوير الفني في بلاغة الأسلوب البياني، المستمد من الصور الخيالية كانت مؤثرة وممتعة، منها: الكناية البليغة في قوله: "أنتم قلتم كذا وكذا" فليس المراد ما يفيده اسم الإشارة، على ما سبق بيانه من العزائم الثلاث، لكن المراد إنكار هذه الأفعال الثلاثة والتجاوزات فيها؛ حتى كره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يذكرها، حتى لا يقررها، وإنما أهملها تمامًا، واكتفى
بالكناية، وهو أسلوب بلاغي، من أبلغ الصور الأدبية في الإمتاع والتأثير والإقناع، ومنها: التنوع في التقسيم الموسيقي الذي أداره الخيال، مما يضفي على الأسلوب الإيقاع الرتيب، والنسق الموسيقي المتتابع، مما يثير النفس ويمتعها، ويقنعها عن طريق المنافذ الأخرى، من العاطفة والوجدان والحواس المختلفة، وهو ما يفيده أيضًا التوازن الإيقاعي بين أسلوب الشرط، وأسلوب الجزاء، فتتفتح له منافذ الإدراك المختلفة، ليستقر الحكم في النفس، ويكون القرار الفصل الذي لا مرد فيه، وهو أن من أعرض عن شريعة الإسلام السمحة، بلا تشدد، أو تنطع فليس من المؤمنين، لأنه خرج عن طاعة الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومنها: الصورة الأدبية في الكناية البليغة، التي تعبر عن سماحة الإسلام في تشريعه التي يطيقها القوي والضعيف، ويسر تعاليمها لكي يقوى المسلم على طاعة إلى الأبد، فخير الأعمال القليل الدائم، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم:"لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء"، فليس المراد تلك المزاوجة فحسب، ولكن المراد سماحة الإسلام ويسره، لما ورد في الحديث الشريف "إن لربك عليك حقًا وإن لنفسك عليك حقًا وإن لأهلك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه".
القيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف:
1-
تتبع أحوال أهل الكمال للسير على مناهجهم وطريقهم.
2-
يجوز استكشاف هذه الأحوال من النساء إذا تعذرت عند الرجال.
3-
من عزم على فعل الخير، وأراد إظهاره، فلا حرج من إعلانه دفعًا للرياء.
4-
قد يتحول المباح والجائز بالنية إلى الكراهة.
5-
الدين يتلاءم مع طبيعة البشر لأن الدين يسر لا عسر.
6-
إزالة الشبهات عن المجتهدين، وإثبات الأحكام المحكمة والحكيمة.