الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7-
كان النبي صلى الله عليه وسلم رفيقًا بأصحابه رضي الله عنهم ورحيمًا بأمته.
8-
العلم بالله عز وجل ومعرفته حق المعرفة أعظم قدرًا من العبادات.
9-
طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأوامره ونواهيه.
10-
العودة إلى استعمال نعم الله تعالى، والتمتع بها بعد أن استبدلها بغليظ الحياة الخشنة، والتقشف في المأكل والملبس.
11-
سنة النبي صلى الله عليه وسلم تشريع إلهي من الله عز وجل لأمته، {إِنْ هُوَ إِلَاّ وَحْيٌ يُوحَى} و {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} .
12-
بالإضافة إلى ما ذكر من القيم في التصوير النبوي في الحديث الشريف.
الصيام كالجهاد:
أخرج البخاري عن أبي هريره رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقًا على الله أن يدخله الجنة، جاهد في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي ولد فيها"، قالوا: يا رسول الله أفلا تبشر الناس؟ قال: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، آراه قال: وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة".
التصوير البلاغي المستمد من حقائق المعاني الموضوعة في اللغة لألفاظ الحديث الشريف وأساليبه البليغة، فقد تنوعت مصادره البليغة، منها بلاغة أسلوب القصر، الذي يؤكد القول الفصل والقرار النهائي في ترتب الجزاء على الشرط في قوله: "من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام
رمضان كان حقًا على الله أن يدخله الجنة"، فتأكد هذا التقرير أكثر وأكثر بأسلوب القصر: "كان حقًا على الله أن يدخله الجنة" وطريقه التقديم لخبر كان على اسمها، ليطمئن من أدى ذلك، أن له حقًّا على الله تعالى أن يدخله الجنة من فضله، فلا يجب شيء على الله عز وجل، ومنها ما تفيده "أو" العاطفة، من صورة التسوية بين من قاتل في سبيل الله واستشهد، ومن مات في بيته بعد قيامه بالصلاة والصيام، فله أجر شهيد أيضًا في الجنة، وإن كانوا جميعًا يتفاضلون فيما بينهم حسب كثرة الأعمال الصالحة، لينال المكثر مائة درجة، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، ومن زاد فقد تميز بالفردوس الأوسط ثم الأعلى، ويؤكد ذلك ما ورد في حديث معاذ رضي الله عنه حين استسمح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخبر الناس بذلك؛ فرد عليه قائلًا: "ذر الناس يعملون، فإن في الجنة مائة درجة
…
" إلخ الحديث، ومنها أسلوب القصر البليغ الذي يؤكد بأنهم لا ينفكون عن الجنة أبدًا، حين قدم خبر إن عن اسمها في قوله: "إن في الجنة مائة درجة"، مع إفادة التقديم من البشارة وسرعة إدخال السرور، وتقرير الجزاء منذ البداية لزيادة الأمن والطمأنينة، ثم يكون ما تلاه توضيحًا للجنة وتفسيرًا لها بمائة درجة، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فيكون السرور أعظم والأمن أكثر، ليزداد الذين آمنوا إيمانًا مع إيمانهم، حتى لا ينتهي العمل إلى حد معين، بل يتفاضلون فيه بالزيادة المستمرة:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} .
التصوير الفني في بلاغة الأسلوب البياني، المستمد من الألوان الخيالية، يتخذ منها صورًا أدبية بليغة، يغتذي منها الذوق، وتتهذب بقيمها النفوس الزكية، فالصورة الأولى جاءت في التشبيه الضمني البليغ، في قوله:"جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها"،
مما يحتاج إلى تأمل، وطول نظر في استخراج أركان التشبيه الصريحة، التي تقفز إلى العقل لأول وهلة، كالوقوف هنا على المشبه في قوله:"من أقام الصلاة وصام رمضان" والمشبه به في قوله: "قاتل في سبيل الله حتى استشهد"، أما التشبيه الضمنى فلا يتأتى إلا بعد تفكير طويل، وحينئذ يستقر في النفس، فيمتعها ويظل فيها زمنًا طويلًا أيضًا، كما أن الاقتصار على الصلاة والصيام للتكرار في الأداء في كل يوم وسنة، فهما واجبان على القوي والضعيف والغني والفقير، بينما الحج والزكاة لا تجب إلا على المستطيع، بيد أن الحج لا يجب إلا مرة في العمر، والزكاة على الغني فقط، على النقيض من الصلاة فهي في كل يوم، ومن الصيام فهو في كل سنة وعلى الغني والفقير، والصورة البليغة الثانية قامت على التشبيه الصريح الذي تجسدت أركانه في المشبه وهو:"ما بين الدرجتين في الجنة"، والمشبه به:"كما بين السماء والأرض"، ووجه الشبه وهو الاتساع وكثرة النعيم، فما بالك بما بين مائة درجة، إنه الفضل الأكبر، والصورة الأدبية الثالثة قامت على التوازن بين التقسيم الموسيقي في الفقرات الأربع، فالأولى:"إذا سألتم الله"، والثانية:"فاسألوه الفردوس"، والثالثة:"فإنه أوسط الجنة"، والرابعة:"أعلى الجنة"، فتجد جمال التنسيق والإيقاع في هذا التوازن الموسيقي، الذي أحكمه الخيال، فتنوعت أوتاره الشجية، التي تمتع النفس والذوق والعقل جميعًا، بالإضافة إلى ما أفادته "إذا" من التحقيق، وتأكيد الرجاء عند الله، فهو حقيقة عند الخالق لا كالرجاء عند المخلوق، كما في قوله تعالى:{لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} فهم مفحلون إن شاء الله تعالى.
القيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف:
1-
من آمن بالله ورسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقًا على الله بفضله أن يدخله الجنة.
2-
وكذلك من جاهد في سبيل الله تعالى، كان حقًا على الله تعالى بفضله أن يدخله الجنة.
3-
من يصوم رمضان، ويقيم الصلاة، ومات في أرض، كان كالمجاهد في سبيل الله تعالى سواء بسواء في دخول الجنة.
4-
بشر الرسول صلى الله عليه وسلم من أطاعه بالصيام والقيام، وبالجهاد في الدنيا بالجنة، كما بشر بعض الصحابة رضي الله عنهم بالجنة.
5-
اتساع الجنة ورحابتها، تتعدد درجاتها بما يتلاءم كثرة الأعمال الصالحة والخيرات، حتى تصل إلى مائة درجة، دفعًا للتنافس فيها والسباق إلى فعلها.
6-
بلغت عظمة الدرجة واتساعها ما بين السماء والأرض، فما بالك إذا تعددت الدرجات إلى مائة، ذلك فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء، ولا يظلم ربك أحدًا.
7-
وأعظم هذه الجنات وتلك الدرجات هي الفردوس؛ فحث النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يسألوا الله عز وجل إياه، ويعملوا من أجله ويتسابقوا إليه فالفضل لمن سبق.
8-
الفردوس درجات، من الفردوس أوسط الجنة ومنه أعلى الجنة.
9-
حدد موقع الفردوس؛ فبين أن موقعه فوق عرش الرحمن، ومنه تتفجر أنهار الجنة.
10-
بالإضافة إلى ما ذكر من القيم في التصوير النبوي من الحديث الشريف.