الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف:
1-
يجب على الجار أن يصبر على جاره، إذا خشي أحدهما وقوع الضرر بالآخر، وإن وقع الضرر عليه، وجب رفعه عنه.
2-
جواز إجراء القرعة في القسمة بين المشتركين.
3-
جوز ضرب المثل لتوضيح المعنى بالواقع المحسوس.
4-
جواز تجسيد المعاني وتوضيحه عن طريق ضرب الأمثال من الواقع المحسوس.
5-
ترك النهي عن المنكر يستوجب عقاب الجميع، فيشمل التارك للنهي، والواقع في الحرام والمحظور، لأن الله تعالى يعاقبهم، الأول برضاه وسكوته وعدم إنكاره، والثاني بوقوعه في المحظور.
6-
الحث على التعاون والتكافل والصبر ورعاية المصلحة العامة.
7-
بالإضافة إلى ذكر القيم في التصوير النبوي للحديث الشريف.
الإسلام يسر لا عسر:
أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة".
الإسلام دين التوازن بين المادية والروحية وبين الإفراط والتفريط؛ لا يطغى أحدهما على الآخر، بل توسط بين المادية والروحية، وجمع بينهما في توازن واتزان، فلم يبالغ في الجانب المادي كشريعة موسى عليه السلام، التي تتناسب مع طبيعة اليهود آنذاك، ولم يبالغ في الروحية إلى حد الرهبنة في شريعة عيسى عليه السلام، وإنما خاطب العقل والقلب معًا بعد اكتماله بشريعة الإسلام، فلا تقبل المبالغة فيهما؛ فحث على العمل والكسب وجمع المادة، وجعلها عبادة روحية، ما دامت ابتغاء مرضاة الله تعالى، لذلك كانت شريعته عامة كاملة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا} . قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، قال تعالى:{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} .
التصوير الأدبي في التعبير البلاغي عن سماحة الإسلام ويسره:
أولًا: طابق بين اليسر والإسلام، فالإسلام هو اليسر، واليسر هو الإسلام؛ فلا فرق بينهما، ولم يقل الإسلام كاليسر أو من اليسر، فهي عبارة بليغة جعلت الإسلام هو اليسر نفسه وذاته، لا ينفك عنه، فلا يقبل المبالغة في الدين، ولا التفريط في العمل بتعاليمه وأوامره، والتخلي عن الترفق الذي حث عليه، وإهمال السماحة التي تعم شعائره ومناسكه، وترك الرخص التي شرعها الله رحمة بعباده، وما أشبه ذلك مما يتنافى مع طبيعة الإسلام الميسورة، وسماحة هديه السهلة، فقد رغب كثيرًا في ذلك، فالله تعالى يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه.
ثانيًا: أكد على أن الإسلام يسر في تصويره البلاغي الرائع، حين عرضه في صورة أدبية أخاذة، على سبيل القصر والتأكيد، مشفوعًا بالدليل والحجة الدامغة، ليحسم الأمر، لا تبقى منه ثغرة لمعترض أو منكر، فيقتنع بالبرهان الحسى في التصوير البلاغي بالنفي والاستثناء، وبالدليل العقلي الناتج عما أثبته الاستثناء بعد النفي، ومن أقوى الأدلة الإثبات بعد النفي، وذلك في هذه الصورة الأدبية البليغة، على سبيل القصر والتأكيد بالنفي والاستثناء في قوله:"ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" لأن المشادة هي المغالبة والمبالغة والتزمت والتنطع، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"هلك المتنطعون" أي المتشددون.
ثالثًا: صور سماحة الإسلام ويسره في صورة أدبية أخرى، وفي تعبير بليغ مؤثر، يدل على التوسط والاعتدال، مصداقًا لقوله تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} والتوسط والاعتدال سبيل المقاربة والكمال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فسددوا وقاربوا"، أي توسطوا، بلا مبالغة أو غلو وتعمق، فإذا كان المسلم اليوم صحيحًا فغدًا يكون مريضًا، وإذا كان شابًا فغدا يكون كهلًا، وهو أكثر عونًا على دوام الثواب، فخير الأعمال القليل الدائم، وكذلك تأكدت هذه الصورة الأدبية البليغة، بالحكم عليهم على سبيل الأمر والاستحقاق، فقال:"وأبشروا" أي أن الثواب والأجر حتمي لا محالة؛ لذلك أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن عمرو بن العاص قوله متشددًا: "والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت" فقال له: "فإنك لا تدري لعلك يطول بك العمر"، قال عبد الله: فشددت على نفسي فشدد علي، ووددت أني قبلت رخصة النبي، وحديث الثلاثة الذين تقالوا عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم معروف؛ فقال:"هذه سنتي؛ فمن رغب عن سنتي فليس مني".
رابعًا: صور سماحة الإسلام ويسره في صورة أدبية بليغة، تؤاذر ما سبق من بلاغة القول، تقريرًا وتأكيدًا فقال:"واستعينوا بالغدوة والروحة" أي بأول النهار وآخره "وشيء من الدلجة": وجزء يسير من الليل، فجاء بهذه الصورة المحسة والتعبير الأدبي، المستمد من الواقع أول النهار عند طلوع الشمس، وساعة الأصيل عند غروب الشمس، وآخر الليل وقت السكون والسحر، لتكون من قبيل ضرب الأمثال ووقع الحكمة، وبلاغة الأمثال والحكمة أقرتها العقول والأذواق البليغة، فهي التيجان على جبين الفكر البشري، لتحث على اغتنام أوقات النشاط قيامًا بالطاعات، لأن الغدوة والروحة والسحر ينشط فيها الإنسان مسافرًا أو مقيمًا، قال تعالى:{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} ، {مَا يُرِيدُ اللَّهُ