الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2-
أن خير النفقة والصدقة ما ينفقه المسلم على من يعوله، وعلى من تلزمه نفقتهم، أو يتصدق على ذوي الرحم والأقارب.
3-
خير الصدقة ما كانت زائدة عن حاجته، وحاجة من يعوله، ومن تلزمه نفقتهم من زوجه وأولاده وخادمه ووالديه.
4-
يحث الإسلام المسلم على أن يكون عفيف النفس، عالي اليد، طاهر القلب، عزيز الجانب، قويًا في عقله وفكره وبدنه.
5-
يحث الإسلام المسلم على العمل والكسب والإنتاج، ليزداد غنى؛ فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، ويسد حاجة المسلمين؛ فلا يحتاجون إلى أعدائهم من منتجات وسلع.
6-
إن الله سبحانه وتعالى يعطي المسلم حسب نيته ومقاصده، فمن أراد العفة أعفه الله، ومن أراد الغنى أعانه على ذلك: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى
…
".
7-
بالإضافة إلى ما ذكر من القيم في التصوير النبوي من الحديث الشريف.
الحج وفطرة الله تعالى:
أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حج فلم يرفث، ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه".
التصوير الأدبي في بلاغة التعبير عمن أدى فريضة الحج في قوله صلى الله عليه وسلم: "من حج" في تصوير فني يقوم على النسق الإيقاعي الجميل بين جملتي الشرط والجزاء، والانسجام الموسيقي في التوازن بينهما في:"من حج رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه" مما يحرك المشاعر ويوقظ الوجدان؛ فيتلقى القلب والعقل والقيم الخلقية والتشريعية في شوق وحب، وتجاوب فاعل في
التصديق والعمل به منهجًا وسلوكًا، وجاءت الصور الفنية للحج مقيدة بعدم الرفث والفسوق، ليضفي على التصوير البلاغي قيمًا فنية وخلقية تعود إلى دلالات الألفاظ التصويرية؛ فتشمل "من" كل مسلم رجلًا أو امرأة، كهلًا أو شيخًا، أو شابًا، فلا بد أن يتصف الجميع بالعقل، على العكس من "ما"، التي تشمل العقلاء وغيرهم، والمميز وغير المميز، والمكلف وغير المكلف، وآثر التعبير بقوله:"حج" دون "أدى" لأن الأداء قد يكون قاصرًا، أو رياء وسمعة أو يطلق على بعض المناسك دون غيرها، كل ذلك يعد أداء، لكن المصطلح الشرعي للفظ "الحج" يشمل مشاعره تامة كاملة في إيمان صادق وإخلاص في الأداء ابتغاء مرضاة الله عز وجل، لذلك جاء العنصر الثالث وهو أن يكون لله عز وجل لا للشهرة أو الرياء، ولا طمعًا في متاع الحياة الدنيا، ولا لمجرد إسقاط الفريضة عنه فقط، بل يكون أداء الحج طاعة لله سبحانه، وإيمانًا به وبرسوله، وخوفًا من عذابه وطمعًا في رحمته وجنته، وتكفيرًا لسيئاته وأوزاره، وتصديقًا لشريعته، التي جاءت لتحقيق السعادة للبشرية جمعاء، وفي الحديث الشريف: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى
…
إلخ ".
وبلاغة التصوير الأدبي في قوله: "فلم يرفث ولم يفسق" يقوم على عناصر جمالية في التعبير، لأن مشاعر الحج طاعة وعبادة وتقديسًا لله عز وجل، لا يتفق مع المدلول اللغوي للرفث والفسوق؛ فالرفث معناه الفحش والجماع، وهو يتعارض مع قداسة مشاعر الحج، ولا يتناسب مع الجانب الروحي فيها؛ فهو يتنافى مع الشهوات والملذات المادية، فلها مجال آخر غير الحج، وفي الحديث الشريف:"إن لربك عليك حقًا وإن لنفسك عليك حقًا وإن لأهلك عليك حقًا فأعط كل ذي حق حقه" وكذلك الفسوق، وهو بمعنى الخروج عن طاعة الله تعالى، والتمرد على مشاعر
الحج المقدسة الطاهرة، بارتكاب المعاصي والموبقات المهلكات، قال تعالى:{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} ، وما أروع الإيقاع الموسيقي، والنسق الرتيب بين المقطعين المتلائمين وهما "لم يرفث" و "لم يفسق" مما يهز العاطفة، ويثير المشاعر، ويعمر الوجدان بالإيمان الصادق ابتغاء مرضاة الله عز وجل.
التصوير الأدبي في بلاغة التعبير عن التطهر من الذنوب والأوزار من النجس والرجس عن البدن، ومن الشيطان والهوى عن العاطفة والعقل، وذلك في صورة فنية تقوم بلاغتها على عناصر تصويرية جميلة، فعبر الحديث الشريف بالفعل "رجع" بمعنى عاد إلى الفطرة الطاهرة المستقيمة التي تقوم على الطاعة لله عز وجل، والصفاء الروحي وطهارته في إيمان صادق واستقامة، وتأكدت هذه الفطرة في تصوير حالة الإنسان يوم مولده حين خرج من بطن أمه إلى الحياة على الفطرة المستقيمة؛ والطهارة والنقاء من كل أوزار الحياة، فهي موصولة ببارئها وخالقها، لقوله تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} وهي موصولة بوالديه بالإحسان إليهما، والبر بهما، ومقرونًا بعطاء الله عز وجل:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ، وتلاءمت هذه العناصر الجمالية في لوحة فنية، تقوم أبعادها على التشبيه البليغ، الذي يتلاءم طرفاه مع الفطرة السليمة والطهارة الربانية، والصفاء الروحي وسلامة الجسد، وبراءته من هوى النفس ودنس المردة من الإنس والجن، من خلال تشبيه حالة الإنسان في حجه المبرور وهو كبير بحالته يوم ولدته أمه على الفطرة طاهرًا نقيًا، وفي الحديث الشريف: "تابعوا بين