الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتوى برقم 2229 وتاريخ 18/ 12 / 1398 هـ
السؤال: هل
استعمال المسبحة بعد الصلاة
بدعة؟.
الجواب: الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسبح بعد الصلاة بيده، والخير كل الخير في اتباعه والاقتداء به ولا سيما في أمور العبادات التي الأصل فيها التوقيف - ولم يرد دليل من الشرع في التسبيح بالمسبحة، بل ورد بعض الآثار عن الصحابة ما يدل على استنكار التسبيح بها واعتبارها بدعة، من ذلك ما رواه محمد بن وضاع قال: حدثنا أسد عن جرير بن حازم عن الصلت بن برهام قال: مر ابن مسعود بامرأة تسبح به فقطعه وألقاها، ثم مر برجل يسبح بحصى فضربه برجله ثم قال: لقد جئتم ببدعة ظلما، أو لقد غلبتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علما.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتوى برقم 2251 وتاريخ 5/ 1 / 1399 هـ
السؤال: هناك فرقتان، فرقة تقول إن
الاستعانة بالأنبياء والأولياء
كفر وشرك مستدلين بالقرآن والسنة، وفرقة تقول إن الاستعانة بهم حق لأنهم أحباء الله تعالى وعباده المصطفون والأخيار، فأي الفريقين على الحق.
الجواب: الاستعانة بغير الله في شفاء مريض. أو إنزال غيث أو إطالة عمر وأمثال هذا مما هو من اختصاص الله تعالى نوع من الشرك الأكبر الذي يخرج من فعله من ملة الإسلام، وكذا الاستعانة بالأموات أو الغائبين
عن نظر من استعان بهم من ملائكة أو جن أو إنس في جلب نفع أو دفع ضر نوع من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله إلا لمن تاب منه؛ لأن هذا النوع من الاستعانة قربة وعبادة، وهي لا تجوز إلا لله خالصة لوجهه الكريم. ومن أدلة ذلك ما علم الله عباده أن يقولوه في آية {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (1)، {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (2) وقوله:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (3) الآية. وقوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (4) أي لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك. وما ثبت من قوله عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله (5)» . وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ: «وحق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا (6)» . وقوله صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار (7)» . أما الاستعانة بغير الله فيما كان في حدود الأسباب العادية التي جعلها الله إلى الخلق وأقدرهم على فعلها، كالاستعانة بالطبيب في علاج مريض وبغيره، وإطعام جائع، وسقي عطشان، وإعطاء غني مالا لفقير، وأمثال ذلك، فليس بشرك بل هو من تعاون الخلق في المعاش وتحصيل وسائل الحياة، وهكذا لو استعان بالأحياء الغائبين بالطرق الحسية كالكتابة والإبراق والمكالمة الهاتفية ونحو ذلك.
وأما حياة الأنبياء والشهداء وسائر الأولياء فحياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله، وليست كالحياة التي كانت لهم في الدنيا، وبهذا يتبين أن الحق مع الفرقة الأولى التي قالت: إن الاستعانة بغير الله على ما تقدم شرك. وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم.
(1) سورة الفاتحة الآية 5
(2)
سورة الإسراء الآية 23
(3)
سورة البينة الآية 5
(4)
سورة الجن الآية 18
(5)
سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2516)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 308).
(6)
صحيح البخاري الجهاد والسير (2856)، صحيح مسلم الإيمان (30)، سنن الترمذي الإيمان (2643)، سنن أبو داود الجهاد (2559)، سنن ابن ماجه الزهد (4296)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 238).
(7)
صحيح البخاري تفسير القرآن (4497)، صحيح مسلم الإيمان (92)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 443).