المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌القضاء والحكم في اللغة: - مجلة البحوث الإسلامية - جـ ١٩

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌المحتويات

- ‌ النشأة التاريخية لفكرة التأمين:

- ‌ أقسام التأمين:

- ‌ وظائف التأمين:

- ‌ أسس التأمين الفني:

- ‌‌‌ أركان التأمينوعناصره:

- ‌ أركان التأمين

- ‌ عناصر عقد التأمين أو أركانه:

- ‌ خصائص عقد التأمين:

- ‌ حق الحلول:

- ‌ مبدأ السبب القريب أو السبب المباشر:

- ‌ وثيقة التأمين أو ما يسمى ببوليصة التأمين:

- ‌ أنواع وثيقة التأمين:

- ‌ المشاركة في التأمين:

- ‌ التأمين الاقتراني وإعادة التأمين:

- ‌ تنوع نظريات التأمين تبعا للاعتبارات التي بنيت عليها:

- ‌الخلاصة:

- ‌أدلة المانعين مطلقا:

- ‌ قالوا: عقود التأمين من القمار والقمار ممنوع، فتكون عقود التأمين ممنوعة:

- ‌ قالوا التأمين يتضمن ربا النساء والفضل وكل منهما ممنوع

- ‌ قالوا: التأمين من قبيل الرهان، والرهان ممنوع شرعا

- ‌قالوا: التأمين من أكل أموال الناس بالباطل، وأكل المال الباطل ممنوع

- ‌الرأي الثاني الجواز مطلقا:

- ‌ثانيا- أدلة من أجازوا التأمين مطلقا مع المناقشة

- ‌ من يسمح بدخول المجلات التي فيها صور ومقالات محرمة شرعا إلى بيته وإلى أهله

- ‌ حضور المرأة حفلات الزواج وأعياد الميلاد

- ‌ أكل الحلزون والتمساح

- ‌ حان وقت الصلاة والإنسان مسافر ولا ماء معه للوضوء

- ‌ وسم أذن الدابة أو خرقها أو قرضها جزئيا أو كليا

- ‌ استعمال المسبحة بعد الصلاة

- ‌ الاستعانة بالأنبياء والأولياء

- ‌ جامع زوجته وهي ما زالت في الحيض

- ‌شعري أبيض وأريد صبغ لحيتي قاصدا كسب الرزق

- ‌ الحاجز بين الرجال والنساء في المسجد

- ‌ إمامة العبد وولد الزنا في الصلاة

- ‌ القنفذ هل أكله حلال أم حرام

- ‌ يأخذ زوجته إلى طبيب مسلم أو كافر ليعالجها

- ‌ مواظبة السلام ومصافحة الإمام والجالس على اليمين والشمال دبر كل صلاة

- ‌ قراءة القرآن في المسجد جماعة

- ‌ قراءة القرآن جماعة بصوت واحد بعد كل من صلاة الصبح والمغرب

- ‌ بعض أئمة المساجد وغيرهم يصبغون لحاهم بالصبغ الأسود هل هذا جائز أم حرام

- ‌ المسافة التي يمكن أن يقصر فيها المسافر الصلاة المكتوبة

- ‌ تأثير الجن على الإنس أو الإنس على الجن

- ‌ قراءة سورة قصيرة أو ما تيسر من القرآن الكريم بعد الفاتحة بركعتي السنة الراتبة

- ‌ صلاة مسافر خلف إمام مقيم

- ‌ الصلاة خلف إمام يعتقد في صاحب قبر صالح

- ‌ وضع الصورة الشمسية في الجيب أثناء الصلاة

- ‌ صناعة الخل في بعض البلدان يدخل فيها النبيذ أو البيرة

- ‌ يحلق الخدين المسمين بالعارضين ويترك اللحية

- ‌ أداء صلاة الجمعة بمدينة واحدة في مسجدين

- ‌ الاستعانة بقبور الأولياء أو النذر لهم أو اتخاذهم وسطاء عند الله

- ‌ تنتقل من بلد زوجها إلى بلد وليها لتقضي مدة الحداد عنده

- ‌أسئلة في أحكام الحج

- ‌القضاء والحكم بشريعة الإسلامبين توحيد المشرع ومتابعة المبلغ

- ‌القضاء والحكم في اللغة:

- ‌القضاء والحكم في القرآن

- ‌لفظ الحكم في القرآن:

- ‌القضاء والحكم في السنة

- ‌القضاء بالشريعة بين التوحيد والمتابعة:

- ‌مولده ونشأته:

- ‌شيوخه وتلاميذه:

- ‌آثاره العلمية:

- ‌فضله وعلمه:

- ‌وفاته:

- ‌التعريف بالكتاب المحقق

- ‌اسمه وتوثيق نسبته للمؤلف:

- ‌وصف النسخة الخطية:

- ‌من هو الناسخ:

- ‌موضوع الكتاب وأهميته:

- ‌منهج التحقيق:

- ‌ القرآن كلام الله

- ‌نفقة المرأة الواجبة على نفسهافي الفقه الإسلامي

- ‌إنفاق الإنسان على نفسه

- ‌الأصل في الإنفاق على المرأة

- ‌ نفقة المرأة غير المتزوجة:

- ‌ نفقة الزوجات:

- ‌الحالات التي يتحقق بها إلزام المرأة بالإنفاق على نفسها

- ‌المرأة باعتبار لزوم النفقة

- ‌ كونها غير زوجة:

- ‌حديث شريف

الفصل: ‌القضاء والحكم في اللغة:

من يقيمه لإنصاف المظلوم وردع الظالم لأكل الناس بعضهم بعضا، إذ ليس كل أحد يقنع بحقه أو يقف عند حده ويرتدع عن غيه.

لو أنصف الناس استراح القاضي

وبات كل عن أخيه راضي

ولهذا جاءت الشرائع السماوية بناحية أخلاقية، لتهذب من طبع الإنسان، وتحد من جبروته وأنانيته وطمعه، وتجعل منه عضوا صالحا في المجتمع الذي يعيش فيه، وجاءت فيها الأحكام الملزمة، والعقوبات الرادعة، لتردع من لم تؤثر فيه الأحكام الأخلاقية، والمواعظ الدينية إلى جادة الحق والصواب.

وفيما يلي سنبحث مفهوم القضاء والحكم في اللغة، والقرآن، والحديث، ونبين الفرق بين القضاء والحكم، ثم نتتبع ذلك ببيان وجه الارتباط بين الشريعة والعقيدة، وأن القضاء بالشريعة من مستلزمات الإيمان بالمشرع -جل وعلا-، ومقتضى متابعة المصطفى صلى الله عليه وسلم رسول الله للبشرية جمعاء، المبلغ لشرع الله.

ص: 172

‌القضاء والحكم في اللغة:

أصل القضاء قضاي؛ لأنه من قضيت، إلا أن الياء لما جاءت بعد الألف الزائدة قلبت همزة، وأهل الحجاز يقولون: القاضي القاطع للأمور المحكم لها. قال ابن منظور (م سنة 711 هـ): (القضاء الحكم، والجمع الأقضية، والقضية مثله، والجمع القضايا، وقضى عليه يقضي قضاء وقضية - الأخيرة مصدر كالأولى - والاسم القضية فقط. واستقضى فلان: جعل قاضيا يقضي بين الناس، وقضى الأمير قاضيا كما تقول أمر أميرا. والقضايا الأحكام، واحدتها قضية. ورجل قضي: سريع القضاء أي الحكم.

وقال الزهري: القضاء في اللغة على وجوه مرجعها إلى انقطاع الشيء

ص: 172

وتمامه، كل ما أحكم عمله أو تم، أو ختم، أو أدى أداء، وأوجب، أو أعلم، أو أنفذ، أو أمضى فقد قضى. . . إلخ (1).

وفي تاج العروس شرح القاموس للزبيدي (ت 1205هـ) قضى عليه يقضي قضيا - بالفتح - واستقضاه السلطان: طلبه للقضاء، والمقاضة مفاعلة من القضاء بمعنى: الفصل والحكم، وقاضاه رافعه إلى القاضي، وعلى مال صالحه عليه. وتقاضيته حقي فقضاني أي طالبته فأعطاني، أو تجازيته فجازانيه. واقتضيت ما لي عليه أي: أخذته وقبضته، وقضى الرجل ساد القضاة وفاقهم، والقضيان كعثمان بمعنى القضاء لغة عامية (2). وفي المصباح المنير (3/ 166) للفيومي المتوفى سنة (770 هـ) استقضيته: طلبت قضاءه. ومما تقدم يظهر أن لفظ القضاء يأتي على معنيين.

1 -

الصفة الحكمية التي توجب لموصوفها نفوذ حكمه الشرعي في حدود اختصاصه أي الولاية والخطة والمنصب، كما في قولهم: ولي القضاء: أي حصلت له الصفة المذكورة.

2 -

أن القضاء اسم للحكم في الواقعة، كما في قولهم: قضى القاضي بكذا أي: حكم وفصل.

ففي قولهم: قضاء القاضي حق أو باطل أي حكمه فالمقصود المعنى الثاني. وفي قولهم: استقضى السلطان فلانا: أي جعله قاضيا يقضي بين

(1) لسان العرب، فصل اتفاق حرف الواو والياء (20/ 47) الطبعة الأولى بالمطبعة الأميرية ببولاق.

(2)

تاج العروس، فصل القاف من باب الواو والياء (10/ 296ـ 297).

ص: 173

الناس يكون المقصود المعنى الأول، أي المنصب والولاية، أو الخطة في لغة أهل المغرب، يقول الشيخ أبو الحسن النباهي المولود سنة (713 هـ) في كتابه (تاريخ قضاة الأندلس): وخطة القضاء في نفسها عند الكافة من أسنى الخطط، أي من أعظم الولايات والمناصب شأنا.

أما لفظ الحكم في اللغة، فيقول ابن منظور في لسان العرب (1) الحاكم هو القاضي، والحكم العلم والفقه والقضاء بالعدل وهو مصدر حكم. والعرب تقول: حكمت وأحكمت وحكمت - بتشديد الكاف - بمعنى منعت ورددت.

ومن هذا قيل للحاكم بين الناس حاكم: لأنه يمنع الظالم عن ظلمه، قال الأزهري: الحكم القضاء بالعدل، وجمعه: أحكام، لا يكسر على غير ذلك - أي: لا يجمع جمع تكسير خلاف ما ذكر - والحاكم منفذ الحكم، والجمع حكام وهو الحكم.

وحاكمه إلى الحكم: داعاه، والمحاكمة: المخاصمة إلى الحاكم. والحكمة: القضاة. وفي المصباح: الحكم: القضاء، وأصله المنع. يقال: حكمت عليه بكذا إذا منعته من خلافه فلم يقدر على الخروج من ذلك (2). فمعنى قولهم: حكم الحاكم أي: وضع الحق في أهله ومنع من ليس له بأهل (3)، وفي شرح مجلة الأحكام العدلية لـ (الأتاسي): الحاكمية مصدر، ولم أر من فرق بين الحكم والحاكمية، ولعل الفرق أن الحكم اسم للحدث من حيث هو والحاكمية اسم له مع ملاحظة ذات تتصف به.

(1) ص 30 المجلد الخامس عشر - النسخة المصورة عن طبعة بولاق.

(2)

المصباح المنير (1/ 157).

(3)

تبصرة الحكام لابن فرحون (1/ 12).

ص: 174