الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا لم يكن عند الزمان سوى الذي
…
أضيق به ذرعا فعندي له الصّبر
وقالوا توصّل بالخضوع إلى الغنى
…
وما علموا أنّ الخضوع هو الفقر
وبيني وبين المال بابان حرمّا
…
عليّ الغنى: نفسي الأبيّة والدهر
إذا قيل: هذا اليسر أبصرت دونه
…
مواقف خير من وقوفي بها العسر
إذا أقدموا بالوفر أقدمت قبلهم
…
بنفس فقير كلّ أخلاقه وفر
وماذا على مثلي إذا خضعت له
…
مطامعه في كفّ من حظّه التبر
ومنهم:
20- أبو طالب، عبد السلام بن الحسين المأموني من أولاد المأمون
«1»
بقية تلك السلالة، وشعلة تلك الذبالة، وآخر ذلك البحر الذي لم يبق منه إلّا ملالة، والبدر الذي ذهب وبقي أثره في الهالة، والذكاء الذي لا يذكر معه 249/سواه إلّا علالة، والكرم الذي لا يفضي إلى ملالة، والشرف الذي غني بنفسه فلا يحتاج إلى دلالة. أتى في هذا البيت ندره، وطلع شاعرا مدره، يذكر من سلفه الكريم منائح الآباء وقرائح الألبّاء، فطفق ينثر درّه، ويثير خواطر له عليها قدره، ومواطر له وقعت على النّهر لوشّح بجوهرها صدره، أو سقطت إلى غيور حيّي أسكن عربها الأبكار خدره، وزاد فخار العقب المأموني، وزان أقمار النسب الهاروني، وانتهى إليه ميراث فضل المأمون وحطّت لديه ركائب حموله، وشاد بذكره هو لا دعبل بعد طول خموله.
وأثنى عليه صاحب اليتيمة «1» ثناء لو أنّه على الروض لما خاف أن يمشي بالنميمة.
ومن كلمه التي نقطف نوّارها، ونتحف بمجاج النّحل ثمارها، ويصرف دجى الليل ضوء مدامها المتوقّد إلّا أنّه نورها لا نارها، قوله يذكر دارا بناها بعض الرؤوساء من قصيدة:
[الخفيف]
ضاقت الأرض عنك فارتدت ربعا
…
يسع البحر والحيا والسماحا «2»
فهنيئا منها بدار حوت من
…
ك جبالا من الحلوم رجاحا
ذات صحن كرحب صدرك قد
…
زاد على ظنّ آمليك انفساحا «3»
يغرس الصّيد في ذراها من ال
…
تقبيل غرسا فتجتنيه نجاحا
ما بكاء الرياض بالطلّ إلّا
…
خجلا من رياضها وافتضاحا
وكأنّ الأبواب صحب تلاقي
…
ن انغلاقا ثمّ افترقن انفتاحا
وكأنّ الستور قد نقش الطاوو
…
س فيها من كلّ باب جناحا
وكأنّ الجامات فيها شموس
…
أطلعتها ذرى العباب صباحا
وبيوت كأنهنّ قلاع
…
مزمعات للنّيرين نطاحا
250/وقوله في المنارة: [الطويل]
وقائمة بين الجلوس على شوى
…
ثلاث فما تخطو بهنّ مكانا «4»
على رأسها نجل لها لم تجنّه
…
حشاها ولا علّته قطّ لبانا
يشدّد في أعلاه كلّ دجنّة
…
يشقّ جلابيب الظلام سنانا
وقوله في الحمّام: [الطويل]
وبيت كأحشاء المحبّ دخلته
…
ومالي ثياب فيه غير إهابي «1»
أرى محرما فيه وليس بكعبة
…
فما ساغ إلّا فيه نزع ثيابي «2»
بماء كدمع الصبّ في حرّ قلبه
…
إذا آذنت أحبابه بذهاب
توهّمت فيه قطعة من جهنّم
…
ولكنّها من غير مسّ عقاب
يثير ضبابا بالبخار مجلّلا
…
بدور زجاج في سماء قباب
وقوله في ماء بجليد: [الرجز]
ورائق مثل الهواء صاف
…
أسرع في الجسم من العوافي «3»
فيه الجليد راسب وطافي
…
كأنّه ودائع الأصداف
وقوله في المنشفة: [المنسرح]
منشفة خملها تخال به
…
قد فتّ كافورة على طبق «4»
كأنّما أنبتت خمائلها
…
ما ارتشفت من لآلئ العرق
وقوله في الباقلاء الأخضر: [مجزوء الرجز]
وباقلاء أخضر
…
مثل سموط الجوهر «5»
أوساطه مخطفة
…
مثل خصور ضمّر
أطرافه مذروبة
…
مسروقة من أنسر
وطرف كمخلب
…
وطرف كمنسر
251/وقوله في العجّة: [المنسرح]
عندي للضيف عجّة شرقت
…
بدهنها فهي أعجب العجب «1»
قد عضّت النار وجهها وغدت
…
كياسمين بالورد منتقب
وقوله فى سمكة مشوية: [السريع]
ماوية في النار مصلوبة
…
يصبغ من فضّتها عسجد «2»
كأنّما جلدتها جوشن
…
مزرفن الصّفة أو مبرد
وقوله في اللوزينج الرطب: [الطويل]
ولوزينج يعزى إلى الفرس خلته
…
بنان عروس في رقاق الغلائل «3»
فإن حملت إحداه خمس حسبتها
…
زيادة كفّ بين خمس أنامل
وقوله فى التدرج: [الخفيف]
قد بعثنا بكلّ لون بديع
…
كنبات الربيع أو هي أحسن «4»
في قناع من جلّنار وآس
…
وقميصين ياسمين وسوسن
وقوله في الجمر خبا بعد اشتعاله لهبا: [الخفيف]
أما ترى النّار كيف أسقمها القر
…
ر فأضحت تخبو وحينا تسعّر «5»
وغدا الجمر والرماد عليه
…
في قميصين مذهب ومعصفر
وقوله في البرد: [الطويل]
وبيضاء كالبّلور جاد بها الحيا
…
فأهوت تهادى بين أجنحة القطر «1»
تذوب كقلب الصبّ لكنّه جو
…
بنار هواه وهي مثلجة الصدر
وقوله في الأسطرلاب: [الخفيف]
252/وشبيه بالشمس يسترق ال
…
أخبار من بين لحظها في خفاء «2»
فتراه أدرى وأعلم منها
…
وهي في الأرض بالذي في السماء
وقوله فيه: [السريع]
وعالم بالغيب من غير ما
…
سمع ولا قلب ولا ناظر «3»
يقابل الشمس فيأتي بما
…
في ضمنها من خبر حاضر
كأنّها ناجته لّما بدا
…
بعينها بالفكر والخاطر
فألهمته علم ما يحتوي
…
عليه صدر الفلك الدائر