المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌32- الوامق المعري - مسالك الأبصار في ممالك الأمصار - جـ ١٥

[ابن فضل الله العمري]

فهرس الكتاب

- ‌[الجزء الخامس عشر]

- ‌[شعراء العباسيين]

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌1- أبو الطيّب أحمد بن الحسين الجعفي المعروف بالمتنبي

- ‌2- السريّ بن أحمد الكندي المعروف بالرّفاء الموصلي

- ‌3- أبو الفتح، ولقّب كشاجم

- ‌4- أبو الفرج محمد أحمد الغساني المعروف بالوأواء الدمشقي

- ‌5- الأخوان أبو بكر محمد، وأبو عثمان سعيد ابنا هاشم الخالديان

- ‌6- أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم الضّبي

- ‌7- أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد القرشي المخزومي المعروف بالسلامي

- ‌8- أبو سعيد محمد بن محمد بن الحسن الرستمي

- ‌9- أبو محمد، الحسن بن علي بن مطران

- ‌10- أبو الفتح البكتمري، يعرف بابن الشامي الكاتب

- ‌11- أبو محمد عبد الله بن محمد الفيّاض كاتب سيف الدولة، ونديمه

- ‌12- أبو طاهر سيدوك بن حبيب الواسطي

- ‌13- أبو الحسن علي بن الحسن اللحام

- ‌15- أبو بكر محمد بن أحمد بن حمدان المعروف الخبّاز البلدي

- ‌16- أبو القاسم عبد الصّمد بن بابك:

- ‌17- القاضي التنوخي، أبو القاسم علي بن محمد بن داود بن فهم

- ‌18- 240/ابنه أبو علي، المحسّن

- ‌19- القاضي أبو الحسن، علي بن عبد العزيز الجرجاني

- ‌20- أبو طالب، عبد السلام بن الحسين المأموني من أولاد المأمون

- ‌21- الأمير شمس المعالي قابوس بن وشمكير

- ‌22- الأمير أبو الفضل عبد الله بن أحمد الميكالي

- ‌23- أبو محمد، الحسن بن علي بن وكيع التنيسي

- ‌24- أبو عبد الله، الحسين بن أحمد بن الحجّاج

- ‌25- القاضي أبو أحمد، منصور بن محمد الأزدي الهروي

- ‌26- أبو بكر علي بن الحسن البلخي القهستاني

- ‌27- مهيار بن مرزويه الديلمي

- ‌28- أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري

- ‌29- أبو الهيثم عبد الواحد بن عبد الله بن سليمان

- ‌353/30- أبو الحسن، علي بن الدويّدة المعرّي

- ‌31- السابق أبو اليمن ابن أبي مهزول المعّري

- ‌32- الوامق المعري

- ‌34- الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة محمد بن حيّوس

- ‌35- عبد العزيز بن عمر بن نباتة السعدي

- ‌36- الوزير أبو نصر أحمد بن يوسف المنازي السليكي

- ‌37- الماهر الحلبي

- ‌38- أبو عبد الله بن السراج الصوري

- ‌39- أبو عبد الله، أحمد الخياط الدمشقي

- ‌40- أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي

- ‌41- الوزير شرف الدين، أبو الحسن علي بن الحسن بن علي البيهقي

- ‌42- سعد بن علي الحظيري الكتبي

- ‌43- القاضي ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد الأرّجاني

- ‌44- الأديب أبو اسحاق، ابراهيم بن عثمان الكلبي ثمّ الأشهبي المعروف بالغزّي

- ‌45- أفضل الدولة، أبو المظفّر، محمد بن أبي العباس أحمد الأبيوردي

- ‌46- أبو عبد الله، محمد بن نصر بن صغير المعروف بابن القيسراني

- ‌47- أبو الحسين أحمد بن منير الطرابلسي

- ‌48- أبو الفوارس سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي المعروف بحيص بيص

- ‌49- الشريف أبو يعلى، محمد بن صالح الهاشمي المعروف بابن الهبّارية

- ‌مصادر التحقيق ومراجعه

- ‌فهرس الموضوعات

الفصل: ‌32- الوامق المعري

إليّ أرسلت مقال الخنا

ستحرق النار فم النافخ «1»

أقدمت يا أوقح من أيّل

على ابتلاع الأرقم السالخ

يا حلقة الخاتم يا إبرة ال

الخياط يا محبرة الناسخ

ومنه قوله في مليح ينظر في مرآة: [الوافر]

وظبي قابل المرآة زهوا

فأحرق بالصبابة كلّ نفس «2»

وليس من العجائب أن تأتّى

حريق بين مرآة وشمس

ومنه قوله يهجو ابن البوين «3» الشاعر: [السريع]

355/شعر البوينيّ له روعة

ليس لها في النقد محصول «4»

مثل جبال الشمس ممدودة

ما فاتها عرض ولا طول

ومنه قوله في رثاء عمّ أبيه أبي مسلم، وادع من قصيدة:[الطويل]

أبا مسلم لا زلت منّا على ذكر

ولا درست آيات علياك في الدّهر «5»

وكنّا نعدّ الصبر للخطب يعترى

إلى ان أصبنا عند يومك بالصّبر

ومنهم:

‌32- الوامق المعري

«6»

ص: 475

شعره صديق الأرواح، رقيق كما راقت الراح. للقلوب به زهو، وللعقول منه سكر ما معه لغو. يطمع سهله كالأدماء الكانسة، ويؤيس ممتنعه كالدّراري ولكنّها غير الخانسة.

اخترع وولّد، وتزيّن في الأدب بما تزيّد، لو تمثّل معناه أراك الرّشأ الأغيد، وانبرى لك في هيئة الخدّ المورّد، وظفرت له ببيتين علا مبناهما على من ناواهما، وعمّرا بالشمس والقمر وما والاهما، وهما:[البسيط]

انظر إلى منظر يسبيك منظره

بحسنه في البرايا يضرب المثل

نار تلوح من النارنج في شجر

لا النار تخبو ولا الأغصان تشتعل

ومنهم:

33-

الأمير أبو الفتح، [الحسن بن عبد الله بن أحمد]«1» ابن أبي حصينة «2»

ص: 476

جمع أبو العلاء المعري ديوانه، ورفع في السماء كيوانه، وتكلّم على غريبه فتقدّم حرّا على عريبه. وقال أبو العلاء «1» : سألني أن أسمع شعره فقرئ عليّ ما أنشأه من أنواع القريض فوجدت لفظه غير مريض، ومعانيه صحاحا مخترعه، وأغراضه بعيدة مبتدعه، وهو وإن كان متأخرا في الزمان وكأنّه من فرط عهد النّعمان. ومن سمع كلامه علم أنّه لم يعر شهادة، ولا حرم في إبداع الكلم سياده. انتهى قوله فيه.

356/ولقد وقفت على هذا الديوان فوجدته قد أكره ثقل التجنيس عفوه، وكدّر رنق التكليف صفوه إلّا ما ندر له من الأبيات الآهلة المغاني بأهلّة المعاني البارعة جمالا يفتن وكمالا يؤذن بأنّ قيمة كلّ امرئ ما يحسن، فإنّها لم تخل من مثل شرود، وأمل لمن يرود أتت عليها نزعة بداوة، وجرعة زلال لم تغيّر بأداوه. ما خضخضت قليب سجله الأرشية ولا مضمضت فم منهله الأسقية، كأنّما قال أعربي في طمريه زرود، وقال عليه أوان ورود فهبّ ينمّ بالنسيم الحاجريّ ريحه، ويتبلبل ببلل الطلّ في طرّة السّحر شيحه.

ومن شعره الفتّان مليحه، قوله:[البسيط]

يا ساكنين بحيث الخبت من هجر

أطلتم الهجر مذ صرتم إلى هجر «2»

عودوا غضابا ولا تنأى دياركم

فقلّة الماء ترضي الكدر بالكدر «3»

ومنها قوله: [الطويل]

وذبّل من رماح الخطّ حاملة

من الأسنّة نيرانا بلا شرر «4»

ص: 477

إذا هووا في متون الدّارعين بها

حسبتهم غمسوا الأسطال في الغدر

ومنه قوله: [الطويل]

بأيّة حال حكّموا فيك فاشتطّوا

وما ذاك إلّا حين عممّك الوخط «1»

من الآنسات اللابسات ملابسا

من الصّون لم تدنس لها بالخنا مرط

شرطت عليهنّ الوفاء فمذ بدا

بياض عذاري للعذارى قضي الشرط

كأنّ الفتى يرقى من العمر سلّما

إلى أن يجوز الأربعين وينحطّ

ومنها:

فدع ذا ولكن ربّ ليل عسفته

بركب كأنّ العيس من تحتهم مقط «2»

على كلّ موّار الوضين كأنّه

مريرة قدّ لا يبين له وسط «3»

357/وقد لاح للرّكب الصباح كأنّه

بدا من جلابيب الربى لمم شمط «4»

ونجم الثريا في السماء كأنّها

صنوبرة من صائغ الدّر أو قرط

وقوله: [مجزوء الرجز]

سقى محلا قد دثر

أوطف وسميّ البكر «5»

ما دقّ من روس الإبر

قدحك بالمرخ العشر

غبّ ربيع وصفر

ينفض أهداب الوبر

فهنّ أمثال الزبر

يرى على وجه العقر

من وبله إذا انحدر

إمّا غديرا أو نهر

ص: 478

أو الثماد في النّقر «1»

أمثال أحداق البقر

كأنّما ذاك المطر

يد المعزّ المشتهر

ومهمه جمّ الخطر

ظليمه تحت الخمر «2»

يخضن درما كالأكر «3»

حتى إذا جاع ابتكر

إلى هبيد في عجر

مفوّقات كالحبر

ومقفر حزت الغرر

فيه بحدّب كالمرر «4»

قد ذبن من طول السّفر

إلى فتى ساد البشر

يعطي [اللهى] بلا ضجر «5»

كأنّما عادى البدر

مناقبا ملء السّير

فلو سكتنا لم نصر

والصّبح يغنيه النظر

عن شاهد إذا انفجر

ومنه قوله: [الوافر]

ومائرة الأزقّة مبريات

كأنّ على غواربها صلالا «6»

شربن الخمس بعد الخمس حتى

ظمئن فكدن يشربن الطلالا «7»

ومنه قوله: [الكامل]

ماضي الجنان إذا تقلّد مخذما

ألقى النّجاد على نظير المخدم «8»

ص: 479

جلد على نوب الزمان كأنّما

ريح تهبّ على هضاب يلملم

ومنها:

جنبوا الجياد إلى المطيّ فسطّروا

في البيد سطرا من حروف المعجم «1»

فترى بها عينا بوطأة حافر

وترى بها هاء بوطأة منسم

ومنه قوله: [الطويل]

358/وإن كنت لم أدرك جزاك فإنّني

أبيت بما أوليتني ولي الجهد «2»

ولم أر مثل الحمد ثوبا للابس

وأدون ثوب أنت لابسه الحمد «3»

وقوله: [الكامل]

وأضعت مدحي قبله في غيره

إنّ المدائح في سواه تضيّع «4»

يثني عليه بدون ما في طبعه

كالمسك أيسره الذي يتضوع «5»

ومنه قوله: [الكامل]

ولقد سرى برق العراق فهاج لي

بالشام وجدا من سنا لمعانه «6»

يبدو لعينك في الظلام كأنّه

صلّ الكثيب منضنضا بلسانه «7»

فكأنّه والليل معتكر الدّجى

نار المعزّ على متون رعانه

ص: 480

ومنه قوله: [الكامل]

للورد حمرة خدّه والغصن هز

زة قده والظبي مدّة جيده «1»

أهوى الدجى من أجل أنّ هلاله

كسواره ونجومه كعقوده

وقوله: [البسيط]

لا تحسبي شيب رأسي أنّه هرم

فإنّما ابيضّ لمّا ابيضّت الهمم «2»

وللشّبيبة بنيان تكمّله

لك الثلاثون عاما ثمّ ينهدم

ومنه قوله: [الكامل]

ما ضرّ من حدت النّوى أحمالها

لو أنّها أهدت إليك خيالها «3»

يا صاحبيّ قفا عليّ بقدر ما

أسقي بواكف عبرتي أطلالها

ولقد سرت بك والركاب لواغب

مرقالة شكت الفلا إرقالها «4»

لعبت بنمرقها الشمال ومزّقت

في البيد أنياب العضاة جلالها

ومنه قوله: [الطويل]

359/وقد أغتدي والليل قد محّ برده

ونجم الثريا في المغارب وسنان «5»

بجائلة الأنساع مالت من السّرى

كما مال من رشف الزجاجة نشوان

تدوس الحصا أخفافها وهو لؤلؤ

وترفعها من فوقه وهو مرجان

تناهبني مرتا كأنّ نعامه

تسوس أكبّت في مسوح ورهبان «6»

ص: 481

ومنه قوله: [البسيط]

منّت عليه بك البيداء واتخّذت

فعلا جميلا إليه العرمس الأجد «1»

أسرت فغمّض طول الليل أعينها

كأنّما كفّ من أبصارها الرّمد

مجهولة البيد لم يمدد بها طنب

من الغريب ولم يضرب لها وتد

كأنّما الآل فيها حين تنظره

يمّ ونوارها من فوقه زبد «2»

ومنه قوله: [البسيط]

لو شئت أقصرت من لومي ومن عذلي

فالدّهر قسّم يوميه عليّ ولي «3»

لا تحسبيني أغضّ الطرف من جزع

فالحزن للخود ليس الحزن للرجل

إنّا لقوم إذا اشتدّ الزمان بنا

كنّا أشدّ أنابيبا من الأسل

يبكى علينا ولا نبكي على أحد

ونحن أغلظ أكبادا من الإبل

ومنه قوله: [البسيط]

بصحّة العزم يعلو كلّ معتزم

وما حلا غمرات الهمّ كالهمم «4»

والعزّ يوجد في شيئين موطنه

أمّا شباة حسام أو شبا قلم «5»

ومنه قوله: [الوافر]

إذا شهد الطّعان به ثناه

وقد أدمى ضليفيه العنان «6»

ص: 482

360/بحيث ترى الرماح محطّمات

كأنّ حطامهنّ الأرجوان «1»

إذا طعن المدجّج في قراه

قرا ما في ضمائره السّنان

كأنّ الرّمح حين يسلّ منه

وجار سلّ منه الأفعوان

ومنه قوله: [الطويل]

لقد أيّدت كفّ لها منك ساعد

وطال بناء شاده منك شائد «2»

أرى الناس في الدنيا كثيرا عديدهم

وأكثر منهم نصب عيني واحد

ومنه قوله: [الكامل]

لمّا طلعت على سمند سابح

في لون حلي لجامه والمركب «3»

سود قوائمه ولكن جسمه

لولا السبائب كالقضيب المذهب «4»

نهدت مراكله وأشرق متنه

وعلت مناكبه علوّ المرقب

وكأنّما خاض الدّجى فتسربلت

منه شوامته بمثل الغيهب

سلس القياد كأنّ فضل عنانه

ممّا يلين مركّب في كوكب «5»

ومنه قوله في قصيدة: [الطويل]

لقد خامرتني من هواك صبابة

تعود بها مثل الجراح الجوارح «6»

ومنه قوله من قصيدة أوّلها: [البسيط]

ص: 483

خير الأحاديث ما يبقى على الحقب

وخير مالك ما دارا عن الحسب «1»

منها:

عرض الفتى حين يغدو أبيضا يققا

خير من الفضّة البيضاء والذّهب «2»

منها في المديح:

روحي فدى لأبي العلوان من ملك

سمح اليدين بتاج الملك معتصب «3»

361/قد بيّضت ناره الظلماء أو تركت

لون الدّجى لون رأس الأشمط الجرب

وفي القباب اللواتي أبرزت ملك

يمينه رحمة صبّت على حلب «4»

تلقى الملوك كثيرا إن عددتهم

وفي الذوابل فخر ليس في القصب

ما سار نحو العدى في جحفل لجب

إلّا وقام مقام الجحفل اللّجب

في ظهر عارية الظهرين قد دربت

بالطعن من تحت طبّ بالوغى درب

تعود مبيضّة المتنين من زبد

محمرّة الفم والرّسغين واللّبب

كقهوة صفقت في الكأس فاكتسبت

بالمزج لونين لون الراح والحبب

ومنه قوله من قصيدة: [البسيط]

كنتم ثلاثة آلاف وردّكم

ثلاثة وأبى أن ينفع العدد «5»

وما القليل قليلا حين تخبره

ولا الكثير كثيرا حين ينتقد

ومنه قوله: [الوافر]

ص: 484

سحائب كلّما رفعت شراعا

يفرّغ درّه أرخت شراعا «1»

تمدّ لريّها الجوزاء كفّا

وتبسط نحوها الأسد الذراعا

ويلمع برقها والليل داج

كما عانيت في اليمّ الشعاعا

ومنها:

رماهم بالسلّاهب مقربات

يزلزلن الأباطح والتلاعا «2»

وحجّبن السّنا بالنقع حتى

كأنّ الشمس لابسة قناعا

ومنها:

إذا فعل الكريم بلا قياس

فعالا كان ما فعل ابتداعا «3»

مكارم ما اقتدى فيها بخلق

ولكن ركّبت فيه طباعا

362/علوت إلى السماء بكلّ فضل

فكاد الجوّ يخفيك ارتفاعا

وآخيت النّدى والجود حتى

حسبنا أنّ بينكما رضاعا

ومنه قوله: [البسيط]

أمّا فؤادي فقد أضحى أسيركم

يا ويحه من فؤاد ماله فادي «4»

كيف الخلاص وقد أضرمت في كبدي

زندين ضدّين من خاف ومن بادي

ومنه قوله: [الكامل]

لو كان ينفع في الزمان عتاب

لعتبته في الرّبع وهو يباب «5»

ص: 485

عجنا عليه العيس نسأل رسمه

لو انّ من سأل الطلول يجاب

دمن لأحباب نحبّ ديارهم

من أجلهم فكأنّها أحباب

ومنه قوله: [البسيط]

يا ليل ما طلت عمّا كنت أعرفه

وإنّما طال بي فيك الذي أجد «1»

ومنه قوله: [الوافر]

بكلّ غريرة تهتزّ لينا

كما يهتزّ مشمول اليراع «2»

ألاحظها بطرف غير سام

وأتبعها فؤادا غير واع

ومنه قوله مديحا: [الطويل]

ملكت على الأعداء شرقا ومغربا

فليس لهم شرق يجنّ ولا غرب «3»

سلوا عن ورود الماء في كلّ مصبح

فقد يئسوا منه كما يئس الضبّ

ومنه قوله من قصيدة يصف البرق: [الكامل]

يحمرّ أعلاه وينصع متنه

فسناه يلمع مذهبا ومفضّضا «4»

363/روحي الفداء لحائل عن عهده

عرّضت بالشكوى إليه فأعرضا

ولساخط يرضيه قتلي في الهوى

فأموت بين السخط منه والرّضا

ومنه قوله من قصيدة يمدح: [الوافر]

إذا خفقت له أعلام جيش

فقد خفقت قلوب الخافقين «5»

ص: 486

ومنه قوله: [الطويل]

ولمّا وقفنا للوداع ودمعها

ودمعي يبثّان الصبابة والوجدا «1»

بكت لؤلؤا رطبا ففاضت مدامعي

عقيقا فصار الكلّ في نحرها عقدا

وقوله: [الكامل]

بيض يكنّ إذا انتقبن أهلّة

وإذا سفرن النّقب كنّ شموسا «2»

أنهبننا لما برزن محاسنا

وصددن عنّا فانتهين نفوسا

وقوله: [المتقارب]

إذا جذبنا برى اليعملات

بين المخارم ظلّت تبارى «3»

وأمّمن بحرا إذا ما شرعن

إلى مائه العذب عفن البحارا

أقول لصحبي نحو الغمير

وقد ضلّ حادي المطايا وحارا

تيامنتم عن بلاد المعزّ

فعوجوا يسارا تلاقوا يسارا «4»

ومنه قوله: [الكامل]

قد أدمنوا لبس الدّروع كأنّما

صارت لهم عوض الجلود جلودا «5»

يتهجّمون على الحمام كأنّما

يجدون في عدم الحياة وجودا «6»

ص: 487

أيمانهم مثل البحور وإنّما

جعلوا له مدّ الأكفّ مدودا

وقوله: [الكامل]

ولربّ مرت قد رميت فجاجها

تحت الدجى بحنيّة مرنان «1»

تنزو براكبها إذا متع الضحى

مرحا كما ينزو فؤاد جبان

364/وتسيل ذفراها وقلت حجاجها

عرقا كلون عصارة الرّمان

وكأنّ موضع ما يخطّ زمامها

فوق التراب مراغة الثعبان

ومنها قوله:

من معشر بيض الوجوه كأنّهم

وسط النديّ مصابح الرّهبان «2»

ما دوا العلى بسنان كلّ مثقّف

قاني الشبا وغرار كلّ يماني «3»

وثنوا أنابيب الرماح كأنّما

يقطرن من علق سلاف دنان

وكأنّ معوجّ الأسنّة بعد ما

طعنوا بهنّ مخالب الغربان

وكأنّما قطع الرماح تدوسها

أيدي الجياد سبائك العقيان

قوم إذا لبسوا التّريك لحادث

غطّوا بهنّ مواقع التيجان «4»

ومنه قوله: [الكامل]

ما كلّ من طلب النجاح منجّحا

في قوله وفعاله ومرامه «5»

إنّ الذي يرمي السّهام نوافذا

يرمي وليس يصيب كلّ سهامه

ص: 488

[وقوله]«1» : [السريع]

لا يختشي فوت العلى ضارب

بنفسه في الهول ضرب القداح «2»

إن أدرك الأمر الذي رامه

فاز وإن ذاق الحمام استراح

ومنه قوله:

يكاد أن يختم من وطئه

أهلّة فوق ظهور البطاح «3»

كالغادة الحسناء أرسانه

يلعب في هاديه لعب الوشاح

له سبيب مسبل خلفه

كأنّه قرع القناة الرّداح

إذا مشى سدّ به فرجه

مثل عثاكيل نخيل القراح

365/ويسمع الصوت بمنصوبة

كأنّها قادمة في جناح

ومنه قوله:

ونصب عينيّ فتى ماجد

سلاحه النّصر ونعم السلاح «4»

ما للغوادي نفع إحسانه

وإنّما وصف الغوادي اصطلاح

تكاد أن تشرب أخلاقه

من طيبها شرب الزلال القراح

وليلة كلّفت صحبي بها

خبط الدّجى باليعملات الطلاح

ومنه قوله: [الكامل]

قل للغمام إذا استهلّ مطيره

وانهلّ أوّله وسحّ أخيره «5»

ص: 489

أحسبت أنّك حين صبت عديله

وظننت أنّك يا غمام نظيره

أبدا لناريفان أمّا خيره

لا زال منتجعا وأمّا خيره

ومنه قوله: [الوافر]

وليل بتّ أخبط جانبيه

بدامية الحزامة والبطان «1»

تحيّف شخصها التأويب حتى

لكادت أن تدقّ عن العيان

وسال جحاجها عرقا بهيما

كلون الوكف من خلل الدخان

أقول لفتية لغبوا وليلي

وليلهم مكبّ للجران

وقد مالت رقابهم ولا نوا

على الأكوار لين الخيزران

أبو العلوان مقصدكم فهزّوا

إليه عرائك الإبل الهجان «2»

ومنه قوله يصف مقتل ذئب: [الطويل]

وأطلس مدلاج إلى الرزق ساغب

يراح إلى ضنك المعيشة أو يغدى «3»

366/غدا معرضا للجيش يقصد جبنه

وما كان أمّا للرجال ولا قصدا

فلمّا رأى خيل المنايا معدّة

إليه تمطّى كالشراكين وامتدّا

سما نحوه طرف امرئ لو سما به

إلى جبل لانهدّ من خوفه هدّا

فأوجره سمراء لو مدّ باعه

بها طاعنا للسدّ أنفذت السّدا

فخرّ مكبّا للجران ونفسه

تسرّ لمرديه الضغينة والحقدا

فقلت له يا ذئب لا تخش سبّة

فمرديك أردى قبلك الأسد الوردا

وما هي إلّا ميتة قلّ عارها

إذا أرغم السّيدان من أرغم الأسدا

ص: 490

ومنه قوله: [البسيط]

لو كنت في عصر قوم سار ذكرهم

في الجاهلية لم تكتب لهم سير «1»

إنّ العصور وأهليها الذين مضوا

مذ مرّ ذكرك بالأسماع ما ذكروا

انظر لتنظر شيئا جلّ خالقه

يحار فيه وفي أمثاله النّظر «2»

طوقا على الملك الميمون طائره

كأنّه هالة في وسطها قمر

وحلّة من أديم الشمس مشرقة

لا يستطيع ثباتا فوقها البصر

توقدّ التبر حتى لو دنوت به

من عرفج لرأيت النار تستعر

قد كفّها عن كثير من توقدها

خرق ترى الماء من كفّيه ينعصر

وصارما ذكرا قد ناب حامله

عن الخليفة هذا الصّارم الذّكر

كأنّما حمّلت منه حمائله

عقيقة أو جرى في غمده نهر

وراية بات معقودا بذروتها

من فوقه العز والتأييد والظّفر

تهتزّ من فرح والعزّ شاملها

كأنّما عندها من سعدها خبر «3»

367/خفّاقة كقلوب الشانئين لها

إذا تمكن منها الخوف والحذر

هوت نحور العدى والنجب حاملة

تلك القباب عليها الوشي والحبر

خوص تهادى بأنماط مصوّرة

تكاد تنطق في حافاتها الصّور

ومنه قوله: [الرجز]

وجنّة زهت بها الغروس

أغصانها مونقة تميس «4»

كأنّها حين تميس العيس

رنّحها التهجير والتغليس

ص: 491

إلى فتى بعض عداه الكيس ومنه قوله: [الطويل]

خليليّ مالي أصطفي بين أضلعي

أخا ليس يخلو أن تغول غوائله «1»

أعفّ ولا أجزيه جهلا بجهله

ولا آكل اللحم الذي هو آكله

سيزداد غيظا كلّما مدّ باعه

فقصّر عن إدراك ما هو نائله «2»

فيا منطقي أطلق عنانك إنّما

يعدّ الحسام العضب للضرب حامله

يغلّ بنعماه الرّقاب كأنّما

صنائعه أغلاله وسلاسله

وقد طاولته النّيرات فطالها

فأيّ امرئ بعد النجوم يطاوله

جلا كربة الاسلام والشرك حالف

بمجر يسدّ الخافقين جحافله

لهام يسدّ الجوّ بالنقع زحفه

وتقلع أوتاد الجبال زلازله

ومنه قوله: [الطويل]

فإن كنت لا تشكو غناء فقد شكا

حسام وعسّال وسهم ويعبوب «3»

وهام على البيداء ملقى كأنّه

صحاف قرى منها سويّ ومكبوب

368/ومنه قوله: [الكامل]

لا شيء أعشق من حسامك للطّلى

إلّا يداك لنائل وسخاء «4»

أنت السخيّ فلم بخلت على الورى

أن يشبهوك ولست في البخلاء

ومنه قوله يصف سيفا جفنه من كيمخت أبيض: [الكامل]

ص: 492

وتقلّد العضب الشبيه بغمده

فكأنّما هو مصلت لم يغمد «1»

من فوقه سفن يشفّ كأنّه

حبب يطفّ على خليج مزبد

كثرت بحدّيه الفلول كأنّه

مما تكسّر في الطّلى فم أدرد

ومنها يصف الفرس:

من كلّ ملفوف النّداد مقلّص

كالسّيد سيد الردهة المتمّرد «2»

مترفّق يمشي بحلية سرجه

مشي المقيّد وهو غير مقيّد

ومنها في الراية البيضاء:

ووراء ظهرك راية مرفوعة

تهدي الخميس من الضّلال فتهتدي «3»

كالغادة الحسناء ذات ذوائب

تهفو وذات تعطّف وتأوّد

في لون عرضك كلّما خفقت بها

ريح الصّبا خفقت قلوب الحسّد

ومنه قوله: [الخفيف]

أمرضتني مريضة اللحظ سكرى

مرضا ما إخاله الدّهر يبرى «4»

ولقد هاج لي رسيسا إلى الغو

ر خيال من ساكن الغور أسرى

صاح مالي وللهوى كلّما حا

ولت عنه صبرا تجرّعت صبرا

ذبت وجدا فلو قضيت لما احتج

ت سوى موطئ البعوضة قبرا

369/وقوله: [الطويل]

ص: 493

إذا سرت أخفيت النهار بقسطل

يلفّك في جنح من الليل معتم «1»

كأنّك فيه والقنا يزحم القنا

هلال سماء طالع بين أنجم

ومنه قوله: [الكامل]

أهوى وحرّ جوى بكم وفراق

أيّ الثلاث الفادحات يطاق «2»

كلّ الدّماء لأهلها مضمونة

إلّا دم يوم الفراق يراق

ومنها قوله يصف الرمح والسيف:

ولقد سريت ومؤنسي متمايل

ميل النّزيف مرّوع مقلاق «3»

في لونه كلف وفي أعضائه

قضف وفي أوصاله استيثاق

عاري العظام دوين مفرق رأسه

مثل النطاق ذؤابة ونطاق

هذا وماء جامد ممّا اقتنى

لزمانه المتجبّر العملاق «4»

طال الزمان عليه حتى إنّه

لم يبق إلّا ماؤه الرقراق

ومنه قوله في البرق: [الطويل]

أهاج لك التبّريح إيماض بارق

على الجوّ منه ساطع يتوهّج «5»

بدا موهنا والليل [بالنور] أسفع

فضّواه حتى الليل أنبط أخرج «6»

فألمحته صحبي وقد مدّ ضوءه

كما امتدّ من تبر شريط مدّرج

ص: 494

أرقت له لمّا بدا الليل طالعا

عليه من الظلماء ثوب مفرّج «1»

ومنها قوله يصف الحنظل:

ترى ثمر الخطبان فيها كأنّه

على صفحة البيداء هام مدحرج «2»

تعاديه خيطان النعام كأنّها

إلى ميرة بزل تشدّ وتحدج

370/ومنها قوله يصف سلخ الأفعى:

وتلقى بها قمص الأفاعي كأنّها

حباب الحميّا أربدت حين تمزج «3»

يخلّفها الصلّ الذي ملّ لبسها

كما خلّف الدرع الكميّ المدجّج

ومنها قوله يصف السّرى ورؤية الهلال:

أقول لصحبي والرّكاب شواحب

كأنّ رذاياها المزاد المشنّج «4»

وقد لاح للساري هلال كأنّه

من الفضة البيضاء ميل معوّج

ومنه قوله: [المتقارب]

وخلّ الرماح أنابيبها

لدى كلّ أنبوبة جدول «5»

كأنّ السيوف وقد خضّبت

سنا البرق أوّل ما تشعل «6»

صوارم عوّدها أن تهان

فليست تداس ولا تصقل

ومنها:

ص: 495

رجال ترفّ مناياهم

عليهم كما رفرف الأجدل

كأنّي بهم قوت وحش الفلا

فهنّيت رزقك يا جيأل

ومنه قوله: [الطويل]

وقد كنت ذا ذخر من المال صالح

وما تركت لي كثرة النّسل من ذخر «1»

جنيت على نفسي بنفسي جناية

فأثقلت ظهري بالذي خفّ من ظهري «2»

ومنه قوله: [الطويل]

جزى الله خيرا ليلة خاضت الدّجى

إليك وسافتها الغريرية الهدل «3»

وضعت يميني في يمينك للغنى

فأوّل بؤسي زال عنّي بها البخل

وقوله: [الوافر]

إذا كانت منايانا طباعا

فما تحتاج ما طبع القيون

371/فلو سلم الطعين وعاش دهرا

لمات بغير طعنته الطّعين

ومنه قوله: [البسيط]

حمر الأسنّة في أطرافها سرع

إلى الكماة وفي أعقابها مهل

كأنّها وهي في الماديّ مسرعة

غدر يغيّب في أمواجها الشّعل

ومنه قوله: [الطويل]

تركنا سيوف الهند خشنا متونها

على اللمّس ممّا كسّرت في الجماجم

لعمري لنعم القوم قوم تغايروا

على العرّ حتى أيقظوا كلّ نائم

ص: 496

وخيل تماشى في الحديد كأنّما

كسونا هواديها سلوخ الأراقم

ركبنا بها الأهوال حتى تكشّفت

عماية ذاك العارض المتراكم

فأمست رجال من عديّ بشاهق

يبثّ عليها فيه رغد المطاعم

بأرجلهم دهم جناها ركوبهم

لدهم جرت من تحتهم في العواصم

ومنه قوله: [البسيط]

طاف الخيال بناو الصبح محتجب

كأنّه صارم في الليل معمود

والشهب في جوّها مثنى وواحدة

كأنّها الدرّ مبثوث ومنضود

والليل كالأمة السوداء في يدها

معلّق من ثريا الجوّ عنقود

والنسر كالنسر مبسوط قوادمه

ينجو وصاحبه بالغرب مصيود

ومنها:

نادمت صحبي بها والراح بينهم

تضيء منها جلابيب الدّجى السود

تفرّقت فهي في صدر الفتى طرب

جمّ وفي وجنة الندمان توريد

أعني مديح أبي العلوان شاربها

أن يقرع الدفّ أو يستحضر العود

372/غنّى الحمام وغنّيت النديم به

فلي وللطير تغريد وتغريد

ومنها في السيف:

وفي يمينه ماضي الحدّ ذو شطب

كأنّ ضربته الفوهاء أخدود

ما رقّ قطّ ولكن رقّ مضربه

ممّا تداوله صون وتجريد

ومنها:

وفوقه ثوب ماء كان أحكمه

لنفسه من قديم الدّهر داود

مضاعف السّرد قد سدّت خصائصه

فللمنايا طريق عنه مسدود

ص: 497

ومنه قوله: [الطويل]

مواض فواض شبن ممّا تصعّبت

وهانت عليهنّ الخطوب اللوازب

تكسّر في الهامات حتى تظنّها

من الضّرب لم يحل لهنّ مضارب

وحطّته تشكو اللقاء وتشتكي

أنابيبها قبل اللقاء المناكب

تعاودن قبل الرّوع عوجا كأنّما

تعلّق في أطرافهنّ العقارب

ومنها قوله:

وفي ولديك السالمين بقية

تسرّ فلا ينصبك للهمّ ناصب

وما النّسل بالغالي عليك التماسه

إذا كان لا تغلو عليك الكواعب

ومنه قوله:

وعضب له من رونق الماء رونق

وجسم ومن حدّ الردّى حدّ مضرب

كأنّ غماما أمطرت فوق غمده

صغارا من الدرّ الذي لم يثقّب

ومنه قوله: [الوافر]

أدائمة الكرى لو كان عدلا

هواك لما نفى عنّي المناما

373/ولو أنصفتني لوصلت يوما

وكنت مثابة وهجرت عاما

[ومنه قوله]«1» : [الوافر]

تعاتبني أمامة في التّصابي

وكيف به وقد فات العتاب «2»

نضا منّي الصّبا ونضوت منه

كما ينضو من الكفّ الخضاب

ومنه قوله يرثي: [الكامل]

ص: 498

ولد النّدى معه وعاشا برهة

لا فرق بينهما وقد ماتا معا

قطعت يد مدّت إليه فإنّها

قطعت عن الياس الربيع الممرعا

وقوله: [الوافر]

وردت بهم ونسر الجوّ يحكي

أثافي القدر في الأفق العليّ

وقد حكت الثريا شنف خود

وباقي البدر خلخال الهديّ

منها يصف الرماح:

لهنّ إذا اشتجرن غدّاة حرب

قراع مثل وسواس الحليّ

ومنه قوله: [البسيط]

تندى يداه ويندى صدر ذائله

من الفوارس والأرماح تشتجر

ردّ الأسنّة والأوضاح واحدة

حتى تشابهت الخرصان والغرر

وقوله: [الوافر]

تحنّ إلى البقيع وحبّ هند

تكلّفك الحنين إلى البقيع

وترجو أن يزورك طيف هند

ولست لما رجوت بمستطيع

ولو سمحت بمسرى الطّيف هند

لما سمحت جفونك بالهجوع

منها في وصف ذئب:

ترنّم ذيبه الطاوي ثلاثا

ترنّم شارب الكأس الخليع

وقوله: [الكامل]

من كلّ جائلة الوشاح غريرة

ترمي إلى المهجات سهما صائبا

ضنّت بوصلك واستنابت طيفها

خوف الوشاة فلا عدمت النائبا

ص: 499

374/ومنه قوله: [الكامل]

أسفي على عصر اللّوى أن لم يعد

وعلى التيام الشمل أن لم يرجع

بانت أمامة وانثنيت وفي يدي

أرمام باقي حبلها المتقطّع

بخلت عليّ بوصلها وتمنّعت

سقيا لذاك الباخل المتمنّع

ومنه قوله: [الكامل]

ولقد سريت يشقّ بي غلس الدّجى

وحف السبائب كالرداء المسبل

وكأنّما الأوضاح فوق إهابه

صبح تقطّع فوق ليل أليل

هذا ومن []«1»

وافي الخزامة والنّسا والمركل

كاسي المناكب لا يزال حميمه

ينصب من مثل الإزار المخمل

ومنه قوله: [البسيط]

وليلة بتّ أفنيها مشاهدة

والنسر لم يسر والضرغام لم يثب

وقد أطلّ هلال في أوائلها

كأنّه نصف خلخال من الذّهب

ومنه قوله: [البسيط]

هل في الأخلّاء من خلّ أخي ثقة

أصفيه ودّي مدى عمري ويصفيني

وما أصيب ولكنّي أصيب أخا

يفوّق السهم مشموما ويرميني

وقوله: [البسيط]

ابشر فإنّك من عاداتك الظّفر

ما أومض البرق إلّا أسبل المطر

تلقى الليالي بسعد لا احتباس له

ويصنع الله ما لا يحسب البشر

وقوله: [مخلع البسيط]

ص: 500

تذهب أرحامكم ضياعا

لا كانت المدن والضّياع

من قبل أن تشمت الأعادي

وقبل أن يكشف القناع

375/ومنه قوله: [الخفيف]

ينشدك الدهر مديحي فما

تحتاج أن تسمع إنشادي

أمضي وذكري غابر فيكم

فيوم دفني يوم ميلادي

وقوله: [الوافر]

إذا داس التراب بأخمصيه

تحوّل عنبرا ذاك التراب

فتى يخضّر قائم كلّ عضب

يجردّه ويحمّر الذباب

ومنه قوله: [الكامل]

وإلى ابن فخر الملك سرن نجائبا

مثل السفائن في بحور سراب

يثني عليه فتنثني أعناقها

فكأنّما خلقت بغير رقاب

ومنه قوله: [المنسرح]

كأنّما تحت ثوبه أسد

عبل الشّوى في ذراعه فدع

إذا مشى تاه في تبختره

كأنّما في مشاته ظلع

أزلّ طاوي الحشا على زمع

منبسط تارة ومجتمع

تغدو وحوش الفلا مصرّعة

أشلاؤها في بيوته قطع «1»

أطلّ من مرقب وعنّ له

سرب وفيه المسنّ والجذع

فمدّ نحو الصّوار مشعلة

كأنّها بعد موهن شمع

وانضمّ حتى كأنّه كرة

وامتدّ حتى كأنّه ربع

ص: 501